بروكسل - (أ ف ب): طالب حلف شمال الأطلسي (ناتو) روسيا أمس الثلاثاء بوقف الانتهاكات «التصعيدية» للمجال الجوي لبلدانه الشرقية بعدما عقد محادثات عاجلة تطرقت إلى انتهاك طائرة الأسبوع الماضي المجال الجوي لإستونيا. وقالت بلدان الناتو الـ32 في بيان: إن «روسيا تتحمّل المسؤولية الكاملة عن هذه الأفعال التصعيدية التي تحمل خطر وقوع أي حدث غير محسوب وتعرّض الأرواح للخطر. عليها أن تتوقف».
وأضافت: «لا ينبغي لروسيا أن تشكّ في أن حلف شمال الأطلسي وحلفاءه سيستخدمون، وفقا للقانون الدولي، جميع الأدوات العسكرية وغير العسكرية اللازمة للدفاع عن أنفسهم وردع كل التهديدات من كل الاتجاهات». وأكدت أنّ الناتو «سيستمر في الرد بالطريقة والتوقيت والمجال الذي نختاره»، مشيرة إلى أنّ التزام التحالف بميثاق الدفاع الجماعي يبقى «قويا». وعقدت إستونيا مشاورات طارئة بموجب المادة الرابعة من المعاهدة التأسيسية للحلف، بعدما انتهكت طائرات مقاتلة روسية مجالها الجوي مدة 12 دقيقة الجمعة.
وتنص المادة الرابعة على إجراء مشاورات بين الحلفاء في حال وجود تهديد لأحد أعضائه. وخلال الحادثة التي وقعت في المجال الجوي الإستوني، أُرسلت مقاتلات إيطالية من طراز «اف-35» تابعة لبعثة دعم الدفاع الجوي لحلف شمال الأطلسي (ناتو) في بحر البلطيق، إلى جانب طائرات سويدية وفنلندية، لاعتراض الطائرة الروسية. وكانت بولندا، العضو كذلك في الحلف الاطلسي، قد أعلنت مطلع سبتمبر أن طائرات مسيرة روسية انتهكت مجالها الجوي مرات عدة في إطار الهجوم على أوكرانيا. وأدانت وارسو الهجوم ووصفته بأنه «عدوان».
وفي هذا الأثناء نددت السلطات الدنماركية أمس الثلاثاء بـ«الهجوم الأخطر» على البنى التحتية للبلاد بعدما حلقت مسيّرات مجهولة المصدر فوق مطار كوبنهاغن، ما أدى إلى تعطل حركة الملاحة الجوية مدة أربع ساعات يوم الاثنين. واستؤنفت الرحلات الجوية أمس الثلاثاء من مطاري كوبنهاغن وأوسلو بعد ليلة من الفوضى الناجمة عن تحليق طائرات مسيّرة في محيطهما، فيما قالت الشرطة الدنماركية: إنها تتعامل مع جهة لديها «إمكانيات».
وقالت رئيسة الوزراء الدنماركية ميته فريدريكسن أمس الثلاثاء: إن المسيّرات التي تسببت بإغلاق مطار كوبنهاغن مثّلت «الهجوم الأخطر» على البنى التحتية الحيوية في البلاد حتى اللحظة. وأضافت في بيان: «ما شهدناه الليلة الماضية كان الهجوم الأخطر على البنى التحتية الدنماركية الحيوية حتى اللحظة»، مشيرة إلى أن الهجوم يتوافق مع الاتجاه الذي ظهر أخيرا «لهجمات أخرى بالمسيّرات وعمليات خرق المجال الجوي وهجمات القرصنة التي تستهدف المطارات الأوروبية». وقال قائد شرطة كوبنهاغن ينس يسبرسن في مؤتمر صحفي: إن الجهة المنفذة «لديها إمكانيات وإرادة وأدوات».
وأضاف: «عدد المسيّرات وحجمها ومساراتها والوقت الذي أمضته فوق المطار. كل ذلك (...) يشير إلى أن من قام بذلك جهة فاعلة لديها القدرات. من هي؟ لا أعلم». وأدان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على منصة إكس انتهاك روسيا المجال الجوي الدنماركي. لكن الشرطة كانت أكثر حذرا، من دون استبعاد أي احتمال. وقال يسبرسن: «إنها جهة تملك الأدوات اللازمة للفت الانتباه». ونُشرت قوات الشرطة بكثافة في المطار لأغراض التحقيق مدعومة بالجيش الدنماركي وجهاز الاستخبارات.
من جهتها، نفت روسيا أمس الثلاثاء أي صلة لها بالحادثة، وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين: «نسمع اتهامات لا أساس لها من هناك كل مرة. لعله يتعيّن على طرف يتولى منصبا جديا ومسؤولا ألا يوجّه اتهامات من هذا القبيل لا أساس لها بين مرة وأخرى».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك