كتبت زينب علي:
تصوير- محمد عبدالله
يعد مطعم گلستان الفارسي في فندق الشيراتون البحرين محطة بارزة لعشّاق النكهات الأصيلة، إذ نجح على مدى عشرين عاماً في ترسيخ حضوره كأيقونة في ذاكرة المجتمع البحريني، يحافظ زواره على ارتياده جيلاً بعد جيل. ويؤكد القائمون على المطعم أن الابتسامة ترافق الضيوف منذ لحظة دخولهم، لما يبعثه المكان من دفء وحنين إلى أجواء الزيارات السابقة، حيث تلتقي الأصالة باللمسة العائلية التي تميز أطباقه.
ويشكل الشيف محسن نجاري كجر، رئيس الطهاة ركيزة أساسية في تجربة «كلستان»، إذ بدأت رحلته مع المطبخ منذ سن السادسة عشرة على يد خاله صاحب المطعم، ضمن عائلة ارتبط اسمها بالطهي وشغف المذاق. وخلال أكثر من عقدين، تنقّل بين تجارب ثرية في كبرى السلاسل الفندقية العالمية وهي (الماريوت) في دبي وقطر وعُمان واليوم يواصل مسيرته في البحرين، مؤكداً أن تجربته في «كلستان» تمثل تتويجاً لمسار مهني طويل في منطقة الخليج.
تستند قائمة «گلستان» إلى تنوع المطبخ الفارسي الغني، إذ تستلهم وصفاتها من مختلف المحافظات الإيرانية بما يعكس الطابع الإقليمي لكل منطقة. ويضم المنيو أكثر من 12 نوعاً من الكباب، أبرزها: الكباب السلطاني، الجيلو كباب، كباب نيقيني، كباب بختياري، كباب شيليك (الريش)، كباب الروبيان والسمك، إضافة إلى وصفات بالروب سواء مع اللحم أو الدجاج. ويستعد المطعم في أكتوبر المقبل لإطلاق قائمة جديدة تحمل المزيد من الابتكار.
ويولي المطعم عناية كبيرة بجودة المكونات، إذ يعتمد على لحوم محلية طازجة، ويضيف إليها أحياناً «اللّية» لتعزيز النكهة، فيما يأتي الدجاج الطازج يومياً من السعودية. أما البهارات، فهي فارسية عضوية لضمان النكهة الأصلية. ومن بين الأطباق الأكثر شهرة: ماهي شكم بير بور (محشي السمك بالهامور أو السيباس)، وطبق ماهيجا المطهو على نار هادئة مدة ست ساعات، إلى جانب الكباب السلطاني وسلطة «كلستان» الخاصة. كما يحرص المطعم على إعداد المخللات منزلياً بشكل يومي لتعزيز الطابع التقليدي.
ويسعى القائمون على المطعم لتقديم تجربة متكاملة تجمع بين الطابع المنزلي للمذاق الفارسي والأناقة في أسلوب التقديم، إذ يوضح الشيف محسن أن أطباق مثل القورمه سبزي تحضر كما في البيوت الفارسية، باستخدام خضروات طازجة وتوابل عضوية. وهذا التوجه جعل المطعم يتميز عن غيره من المطاعم الفارسية في البحرين، حيث يوازن بين الأصالة والطابع العصري الذي يليق بضيوف فندق الشيراتون.
ويعكس التصميم الداخلي للمطعم هوية فارسية بامتياز، من خلال اللون الأزرق الفيروزي المستوحى من الأحجار الكريمة الإيرانية، مع أثاث يعبّر عن التراث التقليدي. كما يتيح ركن الطهي المباشر على «المنقل» للزوار فرصة متابعة تحضير الأطباق أمامهم في أجواء تفاعلية.
من جانبه، أشار مدير المطعم ياسر رضا خاني إلى أن «گلستان» لا يقتصر على الأطباق التقليدية، بل يبتكر أيضاً مشروبات خاصة، مع الحفاظ على طريقة التقديم الفارسية التقليدية وفق معايير فندقية رفيعة. وأضاف: «نولي اهتماماً كبيراً بتلبية احتياجات ضيوفنا كافة، فإذا كان أحد النزلاء يعاني من حساسية غذائية، نصمم له أطباقاً خاصة تناسب حالته الصحية مع الحفاظ على النكهة الأصيلة».
بهذه الركائز، يواصل مطعم «گلستان» تثبيت مكانته كأحد أبرز المطاعم الفارسية في البحرين، جامعاً بين التراث الإيراني الأصيل والخبرة العريقة والخدمة الراقية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك