مدريد - (ا ف ب): أعلن القضاء الإسباني أمس، فتح تحقيق في «انتهاكات حقوق الإنسان في غزة» لتقديم أدلّة إلى المحكمة الجنائية الدولية، في ما يشكّل مثالا جديدا على الدور الذي تسعى مدريد إلى ادائه في إطار شجبها المتواصل للعدوان الاسرائيلي المتواصل على القطاع المدمر.
وقال مكتب المدعي العام ألفارو غارسيا أورتيز الذي تمّ تعيينه في منصبه بناء على توصية من الحكومة اليسارية برئاسة الاشتراكي بيدرو سانشيز: «أصدر النائب العام للدولة مرسوما يقضي بتشكيل فريق عمل للتحقيق في انتهاكات القانون الدولي لحقوق الإنسان في غزة». وأضاف أنّ الهدف من ذلك «جمع أدلّة ووضعها بتصرّف الجهات المختصة، وبالتالي احترام التزامات إسبانيا فيما يتعلق بالتعاون الدولي وحقوق الإنسان».
وأوضح في بيان أنّ «هذه المبادرة التي اتخذها مكتب المدعي العام الإسباني تأتي استجابة لتوصيات تقرير لجنة التحقيق الدولية المستقلة المكلّفة من قبل للأمم المتحدة بشأن الأراضي الفلسطينية، والتي تحث الدول الأطراف على التعاون مع التحقيق الذي يجريه مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية». وفي عام 2024، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات توقيف في حق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
في السياق ذاته أكدت المحققة الأممية نافي بيلاي التي اتّهمت إسرائيل هذا الأسبوع بارتكاب إبادة في غزة بأنها ترى أوجه تشابه مع مجازر رواندا، معربة عن أملها في أن يأتي يوم يوضع القادة الإسرائيليون خلف القضبان.
وأقرّت بيلاي، وهي قاضية سابقة من جنوب إفريقيا ترأست المحكمة الدولية المعنية بالإبادة الجماعية التي وقعت في رواندا عام 1994 وشغلت في الماضي منصب مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، بأن العدالة «عملية بطيئة». لكن كما قال رمز الكفاح ضد العنصرية نيلسون مانديلا، فإن العدالة: «تبدو دائما غير ممكنة إلى أن تتم»، بحسب ما أفادت أثناء مقابلة أجرتها معها فرانس برس.
وأضافت: «لا أعتبر بأن عمليات التوقيف والمحاكمات هي أمر مستحيل» مستقبلا.
وخلصت لجنة التحقيق الدولية المستقلة التي ترأسها بيلاي والتي لا تتحدث باسم الأمم المتحدة، في تقرير صدر الثلاثاء إلى أن إبادة تحصل في غزة. كما خلص المحققون إلى أن الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت «حرضوا على ارتكاب إبادة جماعية».
ونفت إسرائيل النتائج بشكل قاطع منددة بالتقرير الذي وصفته بـ«المشوّه والخاطئ».
لكن بالنسبة الى بيلاي، فإن أوجه التشابه واضحة مع ما جرى في رواندا حيث قتل حوالي 800 ألف شخص معظمهم من عرقية التوتسي أو من الهوتو المعتدلين.
وكرئيسة المحكمة الجنائية الدولية لرواندا، تقول بيلاي: إن مشاهدتها تسجيلات مصوّرة لمدنيين يقتلون ويعذّبون أثّرت فيها «مدى الحياة». وقالت: «أرى أوجه تشابه» مع ما يجري في غزة، مشيرة إلى «ذات الأساليب».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك