سَادِرٌ في خِضَمِّ البَوحِ،
يُفْضِي بالذي كانَ بالأمْسِ القَريبْ،
وَهْيَ في شغَفِ البَوْحِ غَزالٌ
شَاردُ الذِّهْنِ طَريدْ،
مُرْهَفُ الإِحْسَاسِ سَمْعٌ
يَسْتَبِقْ نُطْقَ الكَـلامْ
وَالكَلامُ المُرُّ يَجْري عَـبْرَ بُسْتَانٍ هَلُوعْ،
لَيْــتَهُ مَا كانَ صِدْقاً،
فَلَقَدْ مَزَّعَ الرُّوحَ، وَ أَبْقَاها فُتاتْ.
***
لَمْ تَجِدْ شَيْــــئاً يُدَاري،
كُـلُّ مَا عَنَّ بالبَالِ ارْتجَافْ
وَزَّعَ القَلبَ ظُنُوناً،
عَبَرتْ كُـلَّ الجِهَاتْ.
لا تَقُلْ هَذا،
وَقُلْ شَيْئاً يُداري ، وَ يُجَمِّلْ،
كُلُّ مَا أَرْجُو مِنَ اللهِ آتْ،
ثُـمَّ دَعْ لي بَعْضَ مَنْجىً، أَتَنَفَّسْ
فِيْهِ مَعْنًى للنَّجَاةْ.
* * *
صُبَّ في القَلْبِ أَحْدَاثَ التَّعَافِـي، وَ تَجَنَّبْ
خَطَراً دَاهَمَ الانحَاءَ .. أبْـلى،
وَ بَدا المُجْمَلُ مِنْها كارِثي.
***
هَوَّنَتْ وَقْعَ مُصَابِ الرُّوحِ، قَالَتْ:
كُـلُّ ما يَحْدُثُ في الدُّنْيا،
مَعَ العَزْم يَهُونْ
وَهْـــيَ في الدَّاخِلِ تَـتْلُو صَلَواتْ :
بَعْضَ مَا يُسْعِفُ مِنْ «سُورةِ يُوسُفْ»،
وَ تُنَادِي قَمَراً في ظَلامِ الـفَـلَوَاتْ . .
قَلْبُها يَنْشَقُّ نِصْفَيْنِ، وَ أَدْري
عِنْدَها بالكَادِ بَعْضَ الكَـلِمَاتْ
وَقْعُها وَقْعَ النَّدى،
حِينَ يَـأتيَ عُشْباً يَابِساً ، دون حياةْ.
***
غَالَبَتْ كُـلَّ مَا عَنَّ بالبَالِ مُدَمَّى،
ثُمَّ في شُبْهِ ابْــتِسَامٍ وانشغالْ،
مِحْجَرُ الدَّمْعِ اسْتَجَابْ:
أرْسَلَ البُرْهَةَ دَمْعاً،
لا تَراهُ الكائِـناتْ،
وَ يَراهُ ذلكَ القَلْبُ المُعَنَّى بِسُكاتْ .
akhalifa44@hotmail.com
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك