منذ فجر الحضارات التي ازدهرت على أرض مملكة البحرين، شكل البحر شريان الحياة ومصدر الاتصال للبحرين مع العالم، وكان رافدًا رئيسيًا في تطور علاقاتها الاقتصادية والثقافية مع العالم من حولها. وليس هذا فحسب، بل ترك بصمته الواضحة على ملامح الثقافة المحلية، حيث برزت الموسيقى كإحدى أهم التعبيرات التي جسّدت علاقة الإنسان البحريني بالبحر، لتصبح مع مرور الزمن جزءًا أصيلًا من الهوية الوطنية والذاكرة الجماعية المعبرة عن تاريخ المجتمع وتواصله مع محيطه.
واليوم، تحمل مملكة البحرين هذا الإرث الموسيقي العريق إلى منصة عالمية جديدة، من خلال مشاركتها في إكسبو 2025 أوساكا، حيث يشكّل جناحها «تلاقي البِحار» مساحةً تجمع بين عناصر أصيلة من الثقافة وأساليب حديثة من الابتكار والتصميم الفريد.
وتبرز الموسيقى في تجربة جناح «تلاقي البِحار» عبر أعمال الفنان والباحث البحريني حسن حجيري، الذي يقدّم عبر أجزاء مختلفة من الجناح تركيبات صوتية مستلهمة من الفنون الشعبية البحرينية وعلى رأسها فن الفجري، ليعيد تقديم هذا التراث في صياغة معاصرة تتفاعل مع الجمهور وتفتح أمامه آفاقًا جديدةً لفهم الثقافة البحرينية. ولا يقتصر حضور الموسيقى هنا على عمل فني واحد، بل يُعدّ جزءًا أساسيًا في التجربة الكاملة للجناح، حيث تتكامل مع العمارة والفنون البصرية وتجربة الطعام لتقدم للزوار صورة شاملة عن هوية البحرين الثقافية، وتبرز كيف يمكن للفنون، وفي مقدمتها الموسيقى، أن تكون جسرًا للتواصل والتفاهم مع جمهور دولي متنوع.
وفي هذا السياق، تتواصل الاستعدادات في جناح مملكة البحرين في إكسبو 2025 أوساكا لتنظيم احتفالية اليوم الوطني يوم الخميس 18 سبتمبر الجاري، التي تقام تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.
وبهذه المناسبة، سيحتضن الإكسبو ما بين 17 و20 برنامجًا ثقافيًا واسعًا تتصدّره الموسيقى البحرينية، حيث سيتم تقديم عروض أدائية مباشرة تعكس تنوع المشهد الموسيقي في مملكة البحرين. وتجمع العروض بين التراث الموسيقي الشعبي والموسيقى المعاصرة بمشاركة نخبة من الفرق والموسيقيّين البحرينيّين. وبهذا التنوع، تصبح الموسيقى البحرينية قادرة على مخاطبة جمهور الإكسبو العالمي بمختلف ثقافاته وخلفياته، مؤكدة دورها كجسر للتواصل الإنساني والانفتاح الثقافي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك