العدد : ١٧٣٤٠ - السبت ١٣ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢١ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٤٠ - السبت ١٣ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢١ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

أخبار البحرين

على هامش اجتماع النواب العموم العرب..
النيابة تستعرض تجربتها في ملاحقة الجرائم المالية عابرة الحدود

{ أحمد الرمضان.

السبت ١٣ سبتمبر ٢٠٢٥ - 02:00

منهجية مميزة في التحقيق تفكك عصابة دولية استولت على الملايين بفخ العملات الرقمية


كتب‭: ‬إسلام‭ ‬محفوظ

 

عقد‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬اجتماع‭ ‬النواب‭ ‬العموم‭ ‬العرب‭ ‬الذي‭ ‬عقد‭ ‬مطلع‭ ‬الشهر‭ ‬الحالي‭ ‬ندوة‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬التحقيق‭ ‬الجنائي‭ ‬في‭ ‬الجرائم‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالعملات‭ ‬الرقمية‭ ‬وتحريز‭ ‬أدلتها‮»‬،‭ ‬بمشاركة‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الخبراء‭ ‬والمتخصصين،‭ ‬عرضت‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬بمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬خلالها‭ ‬تجربتها‭ ‬في‭ ‬التحقيقات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بجرائم‭ ‬العملات‭ ‬الرقمية،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬أساليب‭ ‬جمع‭ ‬الأدلة‭ ‬وملاحقة‭ ‬الجرائم‭ ‬المالية‭.‬

واستعرض‭ ‬رئيس‭ ‬النيابة‭ ‬أحمد‭ ‬الرمضان‭ ‬ملامح‭ ‬التجربة‭ ‬البحرينية‭ ‬ومنهجية‭ ‬التحقيق‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬دراسة‭ ‬الأوراق‭ ‬وتحديد‭ ‬الوقائع‭ ‬والتكييف‭ ‬القانوني،‭ ‬ورصد‭ ‬القطاعات‭ ‬المستهدفة‭ ‬والأفعال‭ ‬المادية،‭ ‬وتحديد‭ ‬النطاق‭ ‬الزمني‭ ‬والمكاني‭ ‬للجريمة،‭ ‬وحصر‭ ‬المتضررين‭ ‬وقيمة‭ ‬الأضرار،‭ ‬وإجراء‭ ‬التحليل‭ ‬المالي‭ ‬اللازم‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬الربط‭ ‬بين‭ ‬الأفعال‭ ‬المادية‭ ‬والنتائج،‭ ‬وتتبع‭ ‬حركة‭ ‬أموال‭ ‬الجريمة‭ ‬ومآلها‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الأموال‭ ‬المتأتية‭ ‬من‭ ‬الجريمة‭ ‬بصورتيها‭ ‬المادية‭ ‬والرقمية،‭ ‬وتحديد‭ ‬المسؤولية‭ ‬الجنائية‭ ‬الشخصية‭ ‬والاعتبارية‭ ‬إن‭ ‬وجدت‭.‬

وعرضت‭ ‬النيابة‭ ‬تجربتها‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬القضايا‭ ‬المعقدة‭ ‬التي‭ ‬باشرت‭ ‬تحقيقها‭ ‬وتمكنت‭ ‬من‭ ‬تفكيك‭ ‬شبكة‭ ‬يقودها‭ ‬مجرم‭ ‬دولي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإجراءات‭ ‬الاستباقية‭ ‬والفاعلة،‭ ‬وتعود‭ ‬تفاصيل‭ ‬القضية‭ ‬إلى‭ ‬بلاغ‭ ‬تلقته‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬من‭ ‬المركز‭ ‬الوطني‭ ‬للتحريات‭ ‬المالية‭ ‬بشأن‭ ‬البلاغات‭ ‬الواردة‭ ‬إليهم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المجني‭ ‬عليهم‭ ‬ضد‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬الذي‭ ‬استولى‭ ‬على‭ ‬أموالهم‭ ‬بطريقة‭ ‬احتيالية‭ ‬بزعم‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬شركته‭ (‬المتهمة‭ ‬الخامسة‭) ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إيهامهم‭ ‬بشراء‭ ‬سلع‭ ‬نادرة‭ ‬تدر‭ ‬أرباحًا‭ ‬مجزية‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬مبلغ‭ ‬الاستثمار،‭ ‬وكشفت‭ ‬التحريات‭ ‬أن‭ ‬المتهم‭ ‬لديه‭ ‬أسبقيات‭ ‬احتيال‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬دول‭ ‬عربية‭ ‬وآسيوية‭ ‬وغربية‭ ‬مستخدمًا‭ ‬هويات‭ ‬مختلفة‭.‬

وما‭ ‬إن‭ ‬ورد‭ ‬البلاغ‭ ‬إلى‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬باشرت‭ ‬تحقيقاتها‭ ‬باستجواب‭ ‬المتهمين‭ ‬وسماع‭ ‬أقوال‭ ‬المجني‭ ‬عليهم‭ ‬والشهود،‭ ‬وأصدرت‭ ‬قرارات‭ ‬بالكشف‭ ‬عن‭ ‬سرية‭ ‬حسابات‭ ‬المتهمين‭ ‬والتحفظ‭ ‬على‭ ‬ممتلكاتهم‭ ‬المنقولة‭ ‬وغير‭ ‬المنقولة،‭ ‬والانتقال‭ ‬إلى‭ ‬مقر‭ ‬الشركة‭ ‬محل‭ ‬الواقعة‭ ‬ومعاينتها‭ ‬وإثبات‭ ‬محتوياتها‭ ‬والتحفظ‭ ‬عليها،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬إصدار‭ ‬أوامر‭ ‬ضبط‭ ‬دولية‭ ‬للمتهمين‭ ‬الهاربين‭ ‬ومنع‭ ‬سفر‭ ‬ذوي‭ ‬الصلة‭ ‬إلى‭ ‬حين‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬إجراءات‭ ‬التحقيق،‭ ‬وإصدار‭ ‬قرارات‭ ‬مسببة‭ ‬بفحص‭ ‬وتفريغ‭ ‬الأجهزة‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬وفحص‭ ‬كل‭ ‬مستندات‭ ‬الواقعة‭ ‬وترجمتها،‭ ‬وطلب‭ ‬تحريات‭ ‬الشرطة‭ ‬المكثفة‭ ‬حول‭ ‬الواقعة‭.‬

وقد‭ ‬بينت‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬عرضها‭ ‬لوقائع‭ ‬القضية‭ ‬آليات‭ ‬جمع‭ ‬الأدلة‭ ‬بشقيها‭ ‬القولي‭ ‬والفني،‭ ‬والإجراءات‭ ‬التحفظية‭ ‬التي‭ ‬اتخذتها‭ ‬التي‭ ‬تمثلت‭ ‬في‭ ‬التحفظ‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬حسابات‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬ومحفظته‭ ‬الإلكترونية‭ ‬وما‭ ‬تتضمنه‭ ‬من‭ ‬مبالغ‭ ‬وعملات‭ ‬ومركباته‭ ‬الفارهة‭ ‬ومقتنياته‭ ‬الشخصية‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬محتويات‭ ‬شركته‭ ‬والمخزن‭ ‬الخاص‭ ‬به‭.‬

كما‭ ‬استعرضت‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬الاتهامات‭ ‬التي‭ ‬وجهتها‭ ‬إلى‭ ‬المتهمين‭ ‬وهي‭:‬

1-‭ ‬جناية‭ ‬غسل‭ ‬الأموال‭.‬

2-‭ ‬جناية‭ ‬جمع‭ ‬وتلقي‭ ‬أموال‭ ‬الغير‭ ‬بقصد‭ ‬الاستثمار‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬ترخيص‭.‬

3-‭ ‬جنحة‭ ‬الوساطة‭ ‬في‭ ‬جمع‭ ‬وتلقي‭ ‬أموال‭ ‬الغير‭ ‬بقصد‭ ‬الاستثمار‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬ترخيص‭.‬

4-‭ ‬جنحة‭ ‬إعطاء‭ ‬شيك‭ ‬بدون‭ ‬رصيد‭.‬

5-‭ ‬جنحة‭ ‬تزوير‭ ‬سجلات‭ ‬إلكترونية‭ ‬لجهة‭ ‬خاصة‭.‬

وقد‭ ‬كشفت‭ ‬تحقيقات‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬أن‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬ارتكب‭ ‬الجرائم‭ ‬المبينة‭ ‬أعلاه‭ ‬مستعينًا‭ ‬بالمتهمة‭ ‬الثانية‭ ‬التي‭ ‬أنشأت‭ ‬شركة‭ ‬لتزوير‭ ‬تقييم‭ ‬بطاقات‭ ‬تذكارية‭ ‬لخداع‭ ‬المستثمرين،‭ ‬وتولى‭ ‬المتهم‭ ‬الثالث‭ -‬بصفته‭ ‬مستشاره‭ ‬المالي‭- ‬إخفاء‭ ‬التعاملات‭ ‬المالية‭ ‬عن‭ ‬رقابة‭ ‬البنوك،‭ ‬بينما‭ ‬قام‭ ‬المتهم‭ ‬الرابع‭ ‬بجلب‭ ‬مستثمرين‭ ‬إلى‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬وشركته‭ ‬مقابل‭ ‬عمولات،‭ ‬رغم‭ ‬علمه‭ ‬بعدم‭ ‬حصول‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬على‭ ‬الترخيص‭ ‬اللازم،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬تأسيسه‭ ‬شركة‭ ‬ليمارس‭ ‬أعمال‭ ‬الوساطة‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬رقابة‭ ‬البنوك‭.‬

‭ ‬وقد‭ ‬أحالت‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬القضية‭ ‬إلى‭ ‬المحكمة‭ ‬المختصة‭ ‬التي‭ ‬أصدرت‭ ‬حكمها‭ ‬بمعاقبة‭ ‬المتهمين‭ ‬بالسجن‭ ‬والحبس‭ ‬مددا‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬ثماني‭ ‬سنوات‭ ‬مع‭ ‬مصادرة‭ ‬عائدات‭ ‬الجريمة‭ ‬وإلزام‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬برد‭ ‬مبلغ‭  ‬ثلاثة‭ ‬ملايين‭ ‬وثلاثمائة‭ ‬وواحد‭ ‬وسبعين‭ ‬ألفًا‭ ‬ومائتين‭ ‬وخمسين‭ ‬دينارًا‭ ‬وستمائة‭ ‬فلس‭ ‬إلى‭ ‬أصحابها،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬غرامة‭ ‬قدرها‭ ‬مائة‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬بحريني،‭ ‬ومصادرة‭ ‬الأموال‭ ‬موضوع‭ ‬جريمة‭ ‬غسل‭ ‬الأموال‭ ‬المنسوبة‭ ‬إلى‭ ‬المتهمين‭ ‬الأول‭ ‬والثالث‭ ‬والخامسة‭ (‬الشركة‭) ‬البالغ‭ ‬مقدارها‭ ‬مليونا‭ ‬وثمانمائة‭ ‬وثلاثة‭ ‬وأربعين‭ ‬ألفًا‭ ‬ومائة‭ ‬وتسعة‭ ‬وثمانين‭ ‬دينارًا‭ ‬ومائة‭ ‬وواحدا‭ ‬وعشرين‭ ‬فلسًا‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬أموال‭ ‬مملوكة‭ ‬لهم‭ ‬مساوية‭ ‬في‭ ‬القيمة‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬إبعاد‭ ‬المتهمين‭ ‬من‭ ‬الأول‭ ‬حتى‭ ‬الرابع‭ ‬عن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬نهائيًا‭ ‬بعد‭ ‬تنفيذ‭ ‬العقوبة‭.‬

وأكدت‭ ‬النيابة‭ ‬خلال‭ ‬عرضها‭ ‬أن‭ ‬الإجراءات‭ ‬الاستباقية‭ ‬المتخذة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬المجني‭ ‬عليهم‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬يكونوا‭ ‬على‭ ‬علم‭ ‬بتعرضهم‭ ‬للاحتيال،‭ ‬كما‭ ‬قامت‭ ‬بدورها‭ ‬باتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬اللازمة‭ ‬التي‭ ‬تضمن‭ ‬حقوقهم‭ ‬بصفتها‭ ‬أمينة‭ ‬على‭ ‬الدعوى‭ ‬الجنائية،‭ ‬وقد‭ ‬حصلوا‭ ‬على‭ ‬أحكام‭ ‬قضائية‭ ‬باسترداد‭ ‬أموالهم‭ ‬من‭ ‬المتهمين‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬تقدمهم‭ ‬بأي‭ ‬بلاغ‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا