تنفيذ 67% من مبادرات الاستراتيجية الوطنية للمياه (2021–2030)
أكد الشيخ خالد بن عبد الله آل خليفة، نائب رئيس مجلس الوزراء، أن مملكة البحرين تضع استدامة الموارد الحيوية، والتعاطي المنهجي مع تغير المناخ في صدارة أولوياتها الوطنية بما يسهم في تعزيز الأمن المائي والطاقة، وتدعيم مسارات التنمية المستدامة، تحقيقاً لرؤى وتطلعات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، وتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.
ولفت معاليه إلى أن الحكومة قد أرست منظومة مؤسسية مترابطة تهدف إلى تعزيز التكامل بين الجهات المعنية بقطاعات المياه والطاقة وتغير المناخ، وذلك عبر توحيد أطر الحوكمة، واعتماد آليات متابعة وتقييم دورية داعمة لصنع القرار.
جاء ذلك لدى تفضل معاليه صباح أمس بافتتاح أعمال المؤتمر العالمي للمياه والطاقة وتغير المناخ في دورته الثانية، والذي تنظمه وزارة النفط والبيئة بمركز البحرين العالمي للمعارض تحت شعار «التحول المستدام في مجال المياه والطاقة: الابتكار من أجل مستقبل آمن»، بحضور عدد من أصحاب السمو والمعالي والسعادة الوزراء، وكبار المسؤولين، والمتخصصين، وممثلي المنظمات والمؤسسات المعنية بالموارد الطبيعية والتغير المناخي من داخل وخارج مملكة البحرين.
وبهذه المناسبة، أشار نائب رئيس مجلس الوزراء إلى مضي مملكة البحرين في نهجها المتوازن الذي يراعي تنافسية الاقتصاد واستدامة البيئة عبر مشاريع متكاملة تشمل تطوير البنية التحتية للمياه، والتوجه نحو اعتماد مصادر طاقة بديلة ونظيفة، وإطلاق مبادرات توعوية ترسخ ثقافة الاستخدام الرشيد لدى الأفراد والمؤسسات على حد سواء.
ونوّه معاليه في هذا الصدد بما حققه مجلس الموارد المائية من تقدم ملموس في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للمياه (2021–2030)، مع وصول نسبة إنجاز مبادراتها منذ إطلاقها ما نسبته 67%، وذلك بهدف إرساء الإطارين القانوني والتنظيمي لتعزيز عوائد القطاع المائي، والتخطيط لضمان استدامة المخزون الاستراتيجي، والتحول الإلكتروني في إدارة المعلومات والبيانات المائية، وتحقيق كفاءة الاستخدام والمحافظة على الموارد في مختلف القطاعات، إلى جانب تطوير وتنمية القدرات الفنية والإدارية الوطنية.
وشدد معاليه على أهمية انعقاد هذا المؤتمر وسط تمثيل نوعي رفيع يجمع صناع السياسات والخبراء من القطاعين العام والخاص من داخل وخارج المملكة بما يثري النقاشات ويوطد الشراكات الإقليمية والدولية، ويفتح آفاقاً أوسع لنقل المعرفة، معرباً في الوقت نفسه عن شكره للقائمين على تنظيم هذا الحدث المهم توقيتا ومضموناً.
من جانبه، أعرب الدكتور محمد بن مبارك بن دينه، وزير النفط والبيئة المبعوث الخاص لشؤون المناخ، عن بالغ شكره وتقديره للشيخ خالد بن عبد الله آل خليفة، نائب رئيس مجلس الوزراء، على تفضله بافتتاح أعمال المؤتمر العالمي للمياه والطاقة وتغير المناخ، وعلى ما يوليه معاليه من خلال ترؤسه للجنة الوزارية للمشاريع التنموية والبنية التحتية، ومجلس الموارد المائية، من اهتمام وافر ودعم متواصل لهذا الحدث الذي يعكس حرص الحكومة على ترسيخ نهج تكاملي في إدارة منظومة المياه والطاقة والمناخ، وتعزيز جاهزية البنية التحتية لتلبية مستهدفات التنمية المستدامة، ومواكبة التحولات العالمية في هذا المجال.
هذا، وتفضل نائب رئيس مجلس الوزراء خلال المؤتمر بافتتاح المعرض المصاحب الذي يضم عدداً من الشركات المحلية والدولية الرائدة في مجالات تقنيات المياه والطاقة، حيث اطلع على أبرز الابتكارات والتقنيات الحديثة المعروضة، والتي من شأنها أن تسهم في تعزيز كفاءة الموارد ودعم توجهات الاستدامة.
كما قام بزيارة الزاوية الإبداعية المخصصة للمؤسسات الناشئة، والتي تشكل منصة محفزة لرواد الأعمال والمبتكرين الشباب لعرض مشاريعهم وأبحاثهم التقنية في مجالات المياه والطاقة، واطلع على مجموعة من المبادرات الواعدة والأفكار الريادية الداعمة للتوجهات الوطنية نحو تحقيق التحول المستدام.
دعم المبادرات البيئية
وأكد الشيخ خالد بن عبد الله آل خليفة، نائب رئيس مجلس الوزراء، حرص مملكة البحرين على دعم المبادرات البيئية والمناخية على المستويين الإقليمي والدولي، وترسيخ التعاون متعدد الأطراف من أجل مستقبل أكثر ازدهاراً للجميع.
وأوضح أن حرص المملكة على تعميق نطاق شراكاتها الإقليمية والدولية، وتبني مسارات عملية، نابعٌ من الرغبة الصادقة في تسريع وتيرة التوصل إلى حلول لتعزيز الأمن المائي والطاقة، ورفع جاهزية منظومات الاستجابة للتغيرات المناخية، بما يضمن الاستدامة البيئية للأجيال القادمة، ويواكب متطلبات التنمية المستدامة.
جاء ذلك لدى لقائه صباح أمس بحضور عدد من الوزراء، جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، والدكتورة آمنة بنت عبد الله الضحاك، وزيرة التغير المناخي والبيئة بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، والدكتور هاني عاطف سويلم، وزير الموارد المائية والري بجمهورية مصر العربية الشقيقة، وعدد من كبار المشاركين والمتحدثين في المؤتمر العالمي للمياه والطاقة وتغير المناخ الذي تنظمه وزارة النفط والبيئة بمركز البحرين العالمي للمعارض.
وخلال اللقاء، نوّه معاليه بأهمية استمرار التشاور البناء بين دول مجلس التعاون الخليجي ومختلف دول العالم، وتبادل الخبرات البيئية والمناخية بين الكفاءات المؤهلة علمياً وميدانياً التي تزخر بها المنطقة من المختصين والباحثين ورواد الأعمال، لما لذلك من أثر في توحيد الرؤى وتعزيز التنسيق بين الحكومات ومؤسسات القطاع الخاص؛ بهدف تبني أفضل الممارسات في إدارة الموارد الطبيعية، وترسيخ ثقافة الابتكار والمسؤولية البيئية.
كما أعرب عن شكره وتقديره للمشاركين والمتحدثين رفيعي المستوى على مساهمتهم في إثراء أعمال المؤتمر، راجياً للجميع التوفيق والنجاح.
من جانبهم، عبّر المشاركون والمتحدثون في المؤتمر العالمي للمياه والطاقة وتغير المناخ عن تقديرهم لمعالي نائب رئيس مجلس الوزراء على حفاوة اللقاء، مثمنين لمملكة البحرين ما وفرته من بيئة تنظيمية وأجواء حوارية فاعلة تعكس مكانتها المتقدمة كدولة داعمة لجهود الاستدامة والعمل المشترك في مجالات المياه والطاقة والمناخ.
أهم موارد الطاقة
وعلى هامش المؤتمر تحدث المشاركون للصحفيين عن أهم التحديات التي تواجه توفر الطاقة والتغيير المناخي «ويقول البروفيسور هاني سويلم وزير الموارد المائية والري المصري: «أشكر مملكة البحرين على دعوتي لحضور هذا الحدث المهم جدا المؤتمر مع حضور نخبة من صناع القرار والشركات والأكاديميين، وهذا يبين أهمية ملف المياه في المنطقة العربية، في مملكة البحرين بشكل خاص وفي مصر، لذلك حضرنا البحرين لأنها دائما تحتضن هذه المحافل الدولية المهمة، وهذا المحفل ليس رفاهية ولكن هناك احتياجات حقيقية، في المنطقة العربية للتعامل مع ملف المياه بشكل متطور ومختلف، وخصوصا الترابط بين المياه والغذاء والطاقة والزراعة والتيارات المناخية وتأثرها بجميع التيارات المختلفة، للحفاظ على البيئة وهذه المواضيع يتم مناقشتها، في الجلسات الافتتاحية، وتكلمنا عن المستقبل والبحث العلمي والتطوير».
وأضاف: «لدينا موارد مهمة نعتقد أنها غير مهمة مثل الشمس والمياه المالحة والرمل، وهي مصادر مهمة، أعتقد أن البحث العلمي سيجعلنا نستخدم الطاقة الشمسية في تحلية المياه المالحة للحصول على مياه عذبة للزراعة وإنتاج الغذاء، لافتا أن بعض هذه المصادر فقيرة، ولكننا نعتبرها مصادر غنية جدا، لأن في المستقبل سيعتمد على الطاقة الشمسية والمياه المالحة والرمال،، وسنتعامل مع بعض التكنولوجيات، لكيفية عمل التحلية باستخدام الطاقة الشمسية، وكيف ننتج منتجات زراعية، بأقل كمية من المياه الممكنة، وهذه أهم المواضيع التي نحاول أن نناقشها مع زملائي والأكاديميين».
أهمية المؤتمر
وعلق المهندس جمال عيسى اللوغاني الأمين العام لمنظمة الأقطار العربية لمصدرة للبترول (أوابك): «أنا سعيد بوجودي في مملكة البحرين مع إخواننا الزملاء، وأشكر الدعوة من وزير النفط والبيئة، لمشاركتي في مؤتمر مهم جدا، يحمل عناوين مهمة منها المياه، والتحلية والطاقة، والاستدامة والابتكار، وهي أمور متشابكة ومهمة جدا وأساسية في تحولات الطاقة والحفاظ على موارد المياه، مشيرا إلى أن أهمية المؤتمر تعكس موقع البحرين الريادي في هذه القضايا التي لا تهم البحرين فقط، ولكن تهم جميع دول المنطقة المنتجة للطاقة، وأشكر المنظمين ودولة مملكة البحرين على هذه الاستضافة، وأبارك لهم على نجاح هذ المؤتمر، في نسخته الثانية وسعيد بمشاركتي في النسخة الأولى والثانية».
وأكد اللوغاني أن جميع الدول النفطية تقوم بمعالجة المياه وتدويرها، والاستفادة منها في عمليات الإنتاج النفطي، واستخدامات أخرى تفيد الصناعة والتنمية.
ومن جانبه قال أحمد الخويطر «نائب الرئيس التنفيذي في شركة أرامكو السعودية للتقنية والابتكار» إن المعرض يركز على المستقبل والابتكار في هذ المجال، واستخدام المياه والطاقة، وخاصة أن من أهم المشاكل التي تواجه الدول قلة المياه ومصادرها، وكذلك تأثيرها في الاستدامة، وكمية الطاقة المستهلكة لإنتاج المياه، مشيرا أنه تم التركيز هذه السنة على التقنيات وتوفير الطاقة لإنتاج المياه في المنطقة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك