سنتياغو بصمة أرجنتينية غيرت أسلوب لعب المنتخب
كتب: علي ميرزا
لم تكن النسخة السابعة عشرة لبطولة المنتخبات العربية للناشئين للكرة الطائرة التي انتهت مؤخرا في العاصمة الأردنية عمان مجرد حدث رياضي عابر، بل جمعت بين التميز التنظيمي، والمستويات الفنية المتفاوتة، والتجارب المتنوعة. حرصنا في الملحق الرياضي في «أخبار الخليج» على التقرب من الكابتن محمد سلمان المدرب المساعد والمحلل الإحصائي للمنتخب للوقوف على مستوى البطولة بشكل عام، والمكاسب التي خرج بها منتخبنا الوطني على وجه الخصوص، فضلا عن رؤيته المستقبلية لهذا المنتخب وغيرها من الأمور.
1- كيف تقيم المستوى العام لبطولة المنتخبات العربية للناشئين السابعة عشرة من الناحية التنظيمية والفنية؟
البطولة كانت ناجحة تنظيميا، وهذا ليس بغريب على الأردن بعد الخبرات المتراكمة التي حصل عليها جراء استضافة عديد من البطولات، على المستوى الفني فالمشاركون لم يأتوا من أجل المشاركة، بل للمنافسة الحقيقية، والدليل أنّ 80% من المنتخبات حضرت بأجهزة فنية متكاملة.
2- هل تعتقد أن غياب منتخبي السعودية والإمارات أثر على مستوى البطولة وحصر المنافسة بين مصر والبحرين؟ وكيف؟
غياب المنتخب الإماراتي لم يكن مؤثرا لعدم مشاركته بعناصره الرئيسية، بينما مشاركة المنتخب السعودي من شأنها أن تضاعف من وتيرة المنافسة، بيد أن حظوظه لن تكون كالسابق في ظل ارتفاع مستويات المنافسين مصر ومنتخبنا وليبيا ولبنان.
3- كيف تقيم مستوى المنتخبات المشاركة الأخرى بجانب مصر ومنتخبنا؟
منتخب مصر هو خلاصة أربعة منتخبات، وقد استفاد من خبرة كاس العالم الأخيرة، ومنتخبنا هو الآخر اعتمد على تدوير لاعبيه بنسبة 80%، وزجّ بعدد من المواهب الشابة أمثال عمار يوسف والسيد حسن العبار، وتثبيت محمد قاسم، ما يعزّز قاعدة المستقبل، وليبيا رغم غياب قرابة خمسة عناصر مؤثرين، إلا أنّ لاعبه المعز بالله حصل على جائزة أفضل ضارب، ولبنان أعطته مشاركاته الأخيرة صلابة ذهنية تجلت أمام ليبيا والكويت، والأردن منتخب منظم تحت قيادة حسن الحصري إلا أنه تأثر بضغوط التنظيم، وفلسطين رغم ظروفه إلا أنه استفاد من معسكر البحرين، وخطف فوزا من العراق، والكويت قدم مستويات جيدة بيد أن خسارته من لبنان حدّت من طموحه، والعراق تميّز بأطواله الفارهة ولكنه عانى من الاستقبال والسرعة.
4- ما أبرز النقاط الفنية التي ميزت المنتخب المصري خلال البطولة؟
اكتسب خبرة من مشاركته في كاس العالم، واستفاد من طول قامة لاعبيه والأداء السريع، فضلا أنه يملك بدلاء في مستوى الأساسيين.
5- في المباراة النهائية، هل كانت البنية الجسمانية عاملا رئيسيا في تفوق مصر على منتخبنا؟
بدون شك، إذ سجل 17 نقطة من حائط الصد، ورغم خروج أبرز نجومه من المباراة عمر عيسى وعمر شاهين إلا أنّ البدلاء عوضوا هذا الخروج.
6- ما أثر إصابة سيد حسن العبار على أداء المنتخب في المباراة النهائية؟
غيابه أثر على المنتخب على مدار البطولة وليس النهائي فقط، إذ كان لاعبا أساسيا ونسبة تسجيله للنقاط تصل إلى 56% بمتوسط من 15-19 نقطة.
7- هل ترى أن منتخبنا كان قادرا على كسر التفوق المصري؟ وكيف؟
منتخبنا كان الطرف الأفضل في أغلب فترات الأشواط الأربعة الأولى، وكنا نفرق في النتيجة بخمس نقاط، غير أنّ الاستعجال وفارق الخبرة منح الأفضلية للمصريين.
8- ما تقييمك لعناصر منتخبنا من حيث المهارات الفردية والقدرة على تطويرها مستقبلا؟
حصول ثلاثة لاعبين على ثلاث جوائز فردية يؤكد وجود عناصر قادرة على تمثيل منتخب الرجال مستقبلا، فالاستراتيجية الحالية القائمة على دمج مواليد 2007 مع 2009 ترفع من مستوى الطول والمهارة معا.
9- هل يمتلك منتخبنا قاعدة بدنية وفنية قادرة على مجاراة المنتخبات الكبرى عربيا وآسيويا في السنوات المقبلة؟
منتخبنا لا يملك أطوالا مثل بقية المنتخبات، لكنه يعوض ذلك بالمهارة والسرعة والخبرة، وهذا ما يميزنا.
10- ما سر عودة منتخبنا لأجواء المباراة بعد خسارة الشوطين الأوليين؟
العزيمة والإصرار فضلا عن التغييرات التي أجراها المدرب الأرجنتيني سنتياغو، فضلا عن تغيير أسلوب اللعب وتوزيع الأدوار.
11- ما أبرز الملاحظات الرقمية أو الإحصائية التي خرجت بها من البطولة حول أداء منتخب البحرين؟
الاستقبال تراوح بين 52-63%، والهجوم 13-15 نقطة في الشوط، وفي النهائي 10 نقاط من حائط الصد، الأخطاء من 3-5 في الشوط، فهذا يعكس نظام المدرب الذي جعل المنتخب لا يتأثر بغياب أي لاعب.
12- بصفتك مدربا مساعدا ومحللا إحصائيا، كيف توفق بين الدورين أثناء البطولة؟
رغم صعوبة المهمة، إلا أنّ الخبرة السابقة في الأندية ساعدت على الجمع بين المهمتين، ما وفر صورة أوضح للمنتخب والمدرب.
13- هل تعتقد أن ازدواجية الدور تشتت جهودك أم أنها تعطيك رؤية أوسع وشمولية أكبر؟
بالعكس، تمنح ميزة رؤية أوسع وشمولية أكبر في قراءة التفاصيل الفنية، مع ثقة متبادلة مع المدرب.
14- ما الأدوات الإحصائية التي اعتمدت عليها في تحليل أداء اللاعبين أثناء البطولة؟
رصد شامل للبيانات وتحويلها إلى مفاتيح رئيسية يستهدفها الجهاز الفني، والتركيز على ملاحظات دقيقة ومباشرة، وإبعاد اللاعبين عن التفاصيل المشتتة.
15- كيف يمكن للبيانات والإحصائيات أن تساهم في تطوير المنتخب على المدى الطويل؟
تثقيف اللاعبين بالإحصائيات التي تقنعهم وتدفعهم إلى طلبها بمعية الفيديوهات، وتمثل هذه الإحصائيات خارطة طريق للمدرب لوضع خطته السنوية وتقسيم مراحلها.
16- برأيك، ما أهم الدروس التي يجب أن يستفيد منها منتخبنا بعد هذه البطولة؟
عبر التقييم الشامل من المشاركة فنيا وخططيا وبدنيا وذهنيا، والإصابات والانطلاق من حيث انتهينا للتحضير للاستحقاقات القادمة.
17- ما الخطوات التي تراها ضرورية لإعداد المنتخب بشكل أفضل للاستحقاقات المقبلة؟
الاستمرار ضمن نهج (صناعة جيل الذهب) الذي وضعه سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس الهيئة العامة للرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، استمرار اتحاد اللعبة في استراتيجيته الممثلة في تكثيف المعسكرات والمشاركات الخارجية ودمج المنتخب في المحلي، والمشاركة في دورات مصغرة ودمج عدد من العناصر مع الفئات التي تكبرها.
18- كلمة أخيرة للجماهير الرياضية بعد الأداء المميز في البطولة رغم خسارة اللقب.
نوجه الشكر لجماهيرنا الرياضية وكل من وقف خلف المنتخب، صحيح أننا خسرنا لقب العربية بحصولنا على الوصافة، إلا أننا كسبنا احترام الجميع من خلال تشكيل منتخب خلال أربعة أشهر ليقدم مردودا متميزا، وهذا يعود للجهد الذي بذله الجهازان الإداري والفني والمتابعة الحثيثة لتذليل أي صعوبات من اتحاد الطائرة ممثلة في الرئيس الشيخ علي بن محمد آل خليفة والأمين العام فراس الحلواجي فضلا عن التواصل الدائم من قبل بقية أعضاء مجلس الإدارة.
وختاما، تبقى بطولة العرب للناشئين ليست منافسة على الميداليات، بل اختبار حقيقي لقدرة المنتخبات على البناء للمستقبل، وإذا كان المنتخب المصري قد أكد زعامته بالخبرة والإمكانات البدنية، فإنّ منتخبنا برهن على أنه قادم بقوة من خلال استراتيجية واضحة ودمج جيل موهوب قادر على حمل الراية مستقبلا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك