ميلانو - (أ ف ب): ستحاول فيراري طي صفحة سباق جائزة هولندا الكبرى المُخيب للآمال هذا الأسبوع في إيطاليا، حيث استغل الاسترالي أوسكار بياستري، متصدر بطولة العالم للفورمولا واحد، فرصة قوية للفوز باللقب بعد انتكاسات منافسه وزميله في فريق ماكلارين البريطاني لاندو نوريس.
وغادرت فيراري هولندا يوم الأحد الماضي خالية الوفاض في أسوأ سباق لها هذا العام، بسبب انسحاب سائقيها شارل لوكلير من موناكو والبريطاني لويس هاميلتون اللذين أظهرا «الإيقاع اللازم للتألق» كما عبّر رئيس فيراري الفرنسي فريدريك فاسور، معربا عن أسفه لاضطرارهما إلى الانسحاب.
وفي خضم المنافسة على المراكز الخمسة الأولى، كان هاميلتون، بطل العالم سبع مرات، أول من استسلم، بعد خروجه عن الحلبة، تلاه لاحقا لوكلير الذي صدمه سائق مرسيدس الإيطالي أندريا كيمي أنتونيلي.
وشكّل هذا الانسحاب المزدوج ضربة موجعة للفريق الإيطالي، صاحب المركز الثاني في بطولة الصانعين حيث تقلص الفارق بينه وبين مرسيدس الثالث الى 12 نقطة فقط.
ويمر هاميلتون بأزمة ثقة ونتائج لم يشهدها أسطورة الفورمولا واحد في مسيرته الحافلة. وأثار انضمامه إلى مارانيلو آمال فيراري الكبيرة في إنهاء انتظار دام 18 عامًا للفوز بلقب عالمي بسيارة حمراء.
وبدلا من ذلك يتخلف السائق البالغ من العمر 40 عاما عن بياستري بفارق هائل يبلغ 200 نقطة بعد موسم كارثي مع فيراري، لم يحقق فيه أي فوز في سباقات الجائزة الكبرى فحسب، بل لم يحقق حتى منصة تتويج واحدة.
ومع ذلك، لا يزال هاميلتون يبدو سعيدا بوجوده مع الفريق الأشهر في هذه الرياضة، حيث صرح لشبكة سكاي في إيطاليا يوم الأربعاء بأنه «كان من الرائع حقًا أن أتذكر أنني سائق فيراري» في كل مرة يزور فيها إيطاليا.
وقال هاميلتون الذي فاز في مونتسا خمس مرات في مسيرته بينها أربع مرات مع مرسيدس: «رأيت مع شارل كيف هي الأجواء مثل الفوز في مونتسا مع فيراري، إنه السباق الذي تنتظره».
وأضاف: «الفوز هنا مع فريق آخر تجربة رائعة، لأنك لا تزال ترى بحرا من اللون الأحمر والجماهير. ولكن لا بد من أن يكون أمرا مميزا حقا أن تحظى بكل هذا الود من الجماهير، كما فعل شارل وغيره من السائقين الذين فازوا هنا مع فيراري».
وفي «معبد السرعة»، كما تُلقب حلبة مونتسا الأسطورية، سيتمكن فريق فيراري من الاعتماد على جماهيره الغفيرة هذا الأسبوع التي اعتبرها فاسور «مصدر إلهام لا يُصدق» لتصحيح الأوضاع. ويأمل الفريق في استعادة سحر فوز لوكلير العام الماضي.
«كل شيء يمكن أن يتغير بسرعة»
في الوقت الحالي يبدو أن الانتصارات تقف في صف ماكلارين التي حققت 12 فوزا من أصل 15 ممكنا.
ويواصل ثنائيه بياستري ونوريس تألقهما منذ المرحلة الاولى للموسم، والتفوق على منافسيهم.
ومع تبقي تسعة سباقات، وقبل مغادرة أوروبا إلى آسيا، يفصل بين سائقي «البابايا» 34 نقطة، بينما يتخلف أفضل البقية، سائق ريد بول وبطل العالم في الأعوام الأربعة الأخيرة الهولندي ماكس فيرستابن، عن المتصدر بياستري بفارق 104 نقاط... وهو تقدم يبدو بعيد المنال بالنظر إلى ديناميكية الفريقين.
ومع ذلك، تكبد نوريس خسارة كبيرة يوم الأحد في هولندا، إذ عانى من مشكلة في هيكل السيارة في اللفات الأخيرة من السباق الهولندي، واضطر البريطاني إلى الانسحاب وهو يحتل المركز الثاني خلف زميله الأسترالي.
وقد يكون هذا الانسحاب نقطة تحول في سباق اللقب الذي يبدو محسوما بوضوح لسائق ماكلارين.
وعند سؤاله يوم الأحد عن فرصه في الفوز بأول لقب له في الفورمولا واحد، قال بياستري: «لا أعتقد أن تقدمي مريح جدا، لا يزال هناك الكثير للقيام به (...)، وكل شيء قابل للتغيير بسرعة كبيرة، كما رأينا».
حتى حامل اللقب فيرستابن لم يكتفِ بمنافسة ماكلارين، ويشير فارق 104 نقاط يفصله عن بياستري إلى أن سلسلة ألقابه في الفورمولا واحد ستنتهي عند أربعة متتالية.
وتمكن الهولندي من إنهاء الجائزة الكبرى لبلاده في المركز الثاني أمام جماهيره في نهاية الأسبوع الماضي، مستغلًا سوء حظ نوريس، لكنه واقعي بشأن فرصه في الضغط على بياستري خلال السباقات التسعة الأخيرة من الموسم.
وسبق للسائق الصريح البالغ من العمر 27 عاما أن صرّح بأن هدفه في بقية الموسم هو «محاولة تحقيق أقصى استفادة منه»، بدءًا من حلبة فاز عليها مرتين.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك