أكد رئيس جامعة العلوم التطبيقية، البروفيسور حاتم المصري، في حوار مع أخبار الخليج أن جودة البرامج والمخرجات التعليمية تشكّل محورًا أساسيًا في استراتيجية الجامعة، التي ترتكز على مناهج تعليمية عصرية، ومرافق متطورة، وتقنيات حديثة، بما في ذلك تقنيات الذكاء الاصطناعي، بهدف إعداد الطلبة بالشكل الأمثل لتلبية متطلبات سوق العمل المتغيّر والمتسارع.
إلى أي مدى تواكب برامجكم الأكاديمية متطلبات سوق السوق المحلي والإقليمي؟
تسعى جامعة العلوم التطبيقية إلى تقديم تعليم حديث يهيّئ طلبتها لمستقبل واعد، من خلال برامج أكاديمية مصممة بعناية لتلائم متطلبات سوق العمل في البحرين والمنطقة تقدم باللغتين العربية والإنجليزية، إضافة إلى البرامج البريطانية من جامعة لندن ساوث بانك. فنحن لا نمنح شهادات فحسب، بل نرسم مسارات مهنية متكاملة. وتتعاون الجامعة بشكل وثيق مع عدد من الوزارات والمؤسسات الرائدة في القطاعين العام والخاص، لضمان مواءمة المناهج الدراسية مع المهارات الفعلية المطلوبة في سوق العمل. كما يتم تحديث البرامج الأكاديمية بشكل دوري بالتنسيق مع خبراء الصناعة وأصحاب العمل، مما يمنح خريجينا فرصًا مميزة لدخول سوق العمل بثقة وكفاءة، وكمثال على ذلك يتميّز برنامج البكالوريوس في الحقوق في الجامعة بكونه البرنامج الوحيد في مملكة البحرين الحاصل على الاعتماد الأكاديمي الفرنسي من المجلس الأعلى لتقييم البحث والتعليم العالي في فرنسا (Hcéres)، ما يعكس تميزه الأكاديمي والتطبيقي، ويعزز مكانته إقليميًا ودوليًا نحن في جامعة العلوم التطبيقية نؤمن بأن رحلة النجاح تبدأ منذ اليوم الأول للدراسة، ولذلك نوفّر للطالب بيئة تعليمية متكاملة تتضمن مناهج متطورة، فرص تدريب عملي، وشراكات عالمية تثري تجربته الأكاديمية وتكسبه مهارات تنافسية قوية على المستويين المحلي والعالمي.
وتماشيًا مع متطلبات العصر الرقمي، أدرجت الجامعة الذكاء الاصطناعي ضمن برامجها الأكاديمية في مختلف التخصصات، ليكتسب الطلبة مهارات مستقبلية في تحليل البيانات، الأمن السيبراني، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، كما أطلقنا عدد من برامج الدكتوراه في مجالات متنوعة تماشياً مع متطلبات سوق العمل.
حصل برنامج برنامج الماجستير في الموارد البشرية بالجامعة مؤخراً على اعتماد معهد تشارترد للأفراد والتنمية في المملكة المتحدة. حدثنا عن أهمية هذا الاعتماد.
يعتبر معهد تشارترد للأفراد والتنمية منظمة مهنية مقرها المملكة المتحدة، تُعنى بتطوير ممارسات إدارة الموارد البشرية وتطوير الكفاءات في بيئات العمل، حيث يضم المعهد أكثر من 160,000 عضو في أكثر من 120 دولة، ويُعتبر معيارًا مرجعيًا عالميًا في التميّز المهني في مجالات إدارة الموارد البشرية، والتعلم والتطوير، والتطوير التنظيمي، والقيادة في بيئة العمل. لذلك يمثل هذا الاعتماد نقلة نوعية تضع البرنامج ضمن نخبة البرامج المعترف بها دوليًا، في تأكيد على تميزه الأكاديمي والتطبيقي.
ويمتاز البرنامج بعدد من المزايا التنافسية التي تُثري تجربة الطالب وتُهيئه لمسيرة مهنية واعدة، أبرزها تعزيز فرص التوظيف، حيث يمنح الاعتماد الأكاديمي خريجي البرنامج الأهلية للحصول على عضوية معهد CIPD بمستوى «عضو منتسب. كما يمكن للطلبة المؤهلين التقدم للحصول على عضوية المستوى السابع عند استكمال متطلبات البرنامج بنجاح، وهو ما يُعد أعلى مستويات العضوية المهنية في المعهد، ويعكس كفاءة عالية في ممارسات الموارد البشرية والتطوير المؤسسي، هذه العضوية تفتح أمامهم آفاقًا واسعة للانضمام إلى كبرى المؤسسات الدولية وتولي مناصب قيادية في قطاع الموارد البشرية. وباختصار يعتبر البرنامج فرصة للمهنيين الطامحين إلى الريادة في قطاع الموارد البشرية على المستويين المحلي والدولي، عبر ما يوفره من فرص للانضمام إلى مجتمع مهني عالمي، يتيح التواصل مع خبراء القطاع، وبناء شبكة علاقات استراتيجية تُسهم في دعم التعلم المستمر وتوسيع آفاق التطور المهني على المدى الطويل.
حدثنا عن المنح الدراسية والتسهيلات المادية التي تقدمها الجامعة للطلبة؟
تولي جامعة العلوم التطبيقية اهتمامًا كبيرًا بدعم طلبتها من خلال مجموعة متكاملة من الخدمات والتسهيلات، سواء على الصعيد المادي أو المعنوي، انطلاقًا من إيمانها الراسخ بحق الجميع في الحصول على التعليم. وفي هذا الإطار، توفر الجامعة باقة من المنح الدراسية التي تصل إلى 50%، تشمل منحًا للمتفوقين في مرحلة الثانوية العامة، وأخرى للطلبة المدرجين على لائحة الشرف داخل الجامعة، بالإضافة إلى منح مخصصة للطلبة الرياضيين.
كما أنشأت الجامعة «صندوق دعم الطالب» الذي يهدف إلى تقديم منح ومساعدات مالية متنوعة للطلبة المتفوقين والمتعثرين من مختلف الفئات المجتمعية، وفق نسب متفاوتة.
وعلاوة على ذلك، تقدم الجامعة منحًا خاصة للمسجلين في برامج الشهادة العلمية المزدوجة مع جامعة لندن ساوث بانك، حيث يحصل الطلبة الحاصلون على معدل بين 70 و84.99 على خصم بنسبة 15%، و20% للحاصلين على معدل بين 85 و94.99، و25% لمن تجاوز معدلهم 95%. واحتفاءً بمرور عشر سنوات على هذه الشراكة الأكاديمية، تقدم الجامعة منحة إضافية بنسبة 10% تُضاف إلى النسب السابقة خلال السنة الدراسية الأولى.
وهنا اسمحوا لي أن أتقدم بجزيل الشكر والتقدير إلى مجلس أمناء الجامعة ممثلاً بالأستاذ الدكتور وهيب أحمد الخاجة ومجلس إدارتها ممثلاً بالسيد سمير بن عبدالله ناس على دعمهم المستمر وتوجيهاتهم الاستراتيجية التي كان لها بالغ الأثر في تحقيق إنجازات نوعية على مستوى البرامج الأكاديمية والبنية التحتية والاعتمادات الدولية. حيث كان لتوجيهاتهم الدور الحيوي في تمكين الجامعة من أداء رسالتها التعليمية والاجتماعية، خاصة من خلال دعمهم لمبادرات نوعية مثل “صندوق دعم الطالب”، الذي يجسد التزام الجامعة بالمسؤولية المجتمعية ويُتيح فرص التعليم العالي للطلبة المتفوقين وأبناء الأسر ذات الدخل المحدود، بما يعزز من مبدأ تكافؤ الفرص ويجعل التعليم في متناول الجميع
تتميز جامعة العلوم التطبيقية بحرمها الجامعي الذي يضم العديد من المرافق التي تساعد الطالب خلال سنواته دراسته، كيف تسهم مرافق الجامعة في إثراء التجرية التعليمية للطلبة؟
نفتخر في جامعة العلوم التطبيقية بامتلاكنا حرمًا جامعيًا متكاملًا، جرى تصميمه وفق أعلى المعايير العالمية ومعايير التعليم العالي، ليشكّل بيئة تعليمية جاذبة تجمع بين روح الحداثة وعمق الأصالة. ويعكس تصميم المبنى رؤية الجامعة في المزج بين التعليم الأكاديمي والتقنيات الحديثة، وهو ما يظهر جليًا في مرافقها المتقدمة التي تثري تجربة الطالب منذ لحظة انضمامه. وتضم الجامعة مجموعة متنوّعة من القاعات والمختبرات المتخصصة التي تدعم الجانب العملي في التعليم، مثل استوديوهات التصميم، وقاعات المحاضرات الذكية، ومختبرات الكمبيوتر واللغات، بالإضافة إلى مختبرات الهندسة المدنية والمعمارية والميكانيكية والكهربائية، وكذلك الكيمياء والفيزياء، بما يتيح للطلبة التطبيق العملي المباشر لما يتعلمونه داخل الصفوف.
ومن بين أبرز المرافق أيضًا، يبرز مختبر مجموعة بورصة لندن الذي يُعد من أبرز المرافق التعليمية الحديثة في الحرم الجامعي، حيث يُمكّن الطلبة من الوصول إلى بيانات الأسواق المالية العالمية، وتحليلها بشكل تطبيقي، مما يعزز كفاءاتهم في مجالات الاقتصاد والتمويل.
كما تحتضن الجامعة مكتبة حديثة مزوّدة بأحدث أدوات البحث الإلكتروني، تشكّل ركيزة أساسية لدعم البحوث الأكاديمية ومشاريع الطلبة، وتسهم في توسيع آفاقهم المعرفية وتعزيز تجربتهم التعليمية.
في جامعة العلوم التطبيقية، لا يقتصر الأمر على توفير قاعات دراسية، بل نحرص على تقديم بيئة تعليمية متكاملة تُنمّي قدرات الطلبة وتُعدّهم للانطلاق نحو مستقبل مهني واعد بثقة وتميّز، ونحن حريصون دائماً على وضع الطالب في قلب أولوياتنا، ورعايته أكاديميًا ونفسيًا ومهنيًا، وتمكينه من تحقيق طموحاته وبناء مستقبله بثقة وأمان، من خلال بيئة تعليمية متكاملة، وبرامج نوعية، ودعم مستمر يفتح له أبواب التميز والنجاح على المستويين المحلي والدولي.
في الختام، أعرب عن خالص الشكر والامتنان للقيادة الرشيدة في مملكة البحرين، لما توليه من دعم متواصل واهتمام كبير بتطوير التعليم العالي والارتقاء بمؤسساته، هذا الدعم هو حجر الأساس الذي تستند إليه الجامعات الوطنية في مسيرتها نحو التميز والابتكار. كما أتوجه بالشكر إلى سعادة وزير التربية والتعليم، الدكتور محمد بن مبارك جمعة، وإلى سعادة الأمين العام لمجلس التعليم العالي، الدكتورة ديانا عبدالكريم الجهرمي، على جهودهم المستمرة في دعم الجامعات الوطنية وتعزيز جودة التعليم والبحث العلمي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك