أكد البروفيسور حاتم المصري رئيس جامعة العلوم التطبيقية، أن الجامعة تضع التدريب الميداني في صميم استراتيجيتها التعليمية، انطلاقًا من إيمانها بأن الدمج بين المعرفة النظرية والخبرة العملية هو السبيل الأمثل لإعداد كوادر وطنية مؤهلة وقادرة على المنافسة في أسواق العمل المحلية والإقليمية.
وأوضح أن الجامعة تحرص على إلحاق طلبتها ببرامج تدريبية نوعية داخل البحرين وخارجها، وفق خطط مدروسة ومعايير دقيقة، بما يضمن لهم اكتساب المهارات العملية المطلوبة، مشيرًا إلى أن الجامعة تتابع سير التدريب ميدانيًا وأكاديميًا من خلال زيارات دورية يقوم بها أعضاء هيئة التدريس، للتأكد من تحقيق الأهداف التعليمية والمهنية المنشودة. وأضاف أن طريق التميز يبدأ من قاعات الدراسة، لكنه لا يكتمل إلا بخوض التجربة العملية، ولهذا تحرص الجامعة على أن يخرج طلابها إلى سوق العمل بخبرات حقيقية وقدرات تمكّنهم من الاندماج بكفاءة في بيئات العمل المتغيرة.
وخلال العام الأكاديمي 2024/2025، أكمل العديد من طلبة الجامعة برامجهم التدريبية في مؤسسات مرموقة حكومية وخاصة، وهو ما أتاح لهم فرصة استثنائية لتطبيق ما تعلموه في بيئة عمل حقيقية.
الطالبة منيرة الشاوي من قسم إدارة الأعمال تصف تجربتها الدراسية بالثرية، حيث ساعدها البرنامج على تطوير مهاراتها في البحث والتواصل والإلقاء، كما استفادت من أساليب تعليمية مبتكرة كتكليف الطلبة بدور المحاضر. وتمكنت خلال فترة دراستها من المشاركة في مؤتمرات محلية ودولية وتقديم بحث علمي باللغة الإنجليزية، إضافة إلى حصولها على شهادات مهنية وتكريم من مركز البحرين للدراسات كأفضل باحث شاب.
ويقول الطالب عبدالعزيز بن سعيد الوهيبي من كلية الحقوق أنه أنهى فترة تدريب عملي لدى مكتب المحامية هدى سعد أحمد يوسف، أتاحت له التعرف على بيئة العمل القانوني عن قرب من خلال حضور الجلسات وإعداد المستندات والمشاركة في تقديم الاستشارات. وقد ساعده هذا التدريب على ربط المعرفة النظرية بالتطبيق العملي، وتنمية مهاراته في التعامل مع القضايا القانونية، فضلًا عن بناء شبكة من العلاقات مع المحامين والخبراء.
كما خاضت الطالبة أميرة حسن الإمام تجربة تدريبية في وزارة الصناعة والتجارة، الشؤون القانونية، حيث اكتسبت خبرة عملية في القوانين التجارية والصناعية وعززت مهاراتها في التحليل القانوني والتفكير النقدي، إضافة إلى تطوير قدرتها على التواصل الفعال مع زملائها. وقد وصفت تجربتها بأنها محطة أساسية في تمكينها من دخول سوق العمل بثقة واقتدار.
وفي كلية الهندسة، التحقت الطالبة تيماء أحمد ببرنامج صيفي للتدريب العملي لدى شركة ناس للمقاولات في مشروع تطوير بحرين مارينا وقد مكنها ذلك من التعرف على ممارسات هندسية حقيقية مثل إدارة المشاريع والتنسيق بين الأقسام، وربط ما درسته أكاديميًا بالمهام العملية، الأمر الذي عزز مهاراتها وثقتها بمستقبلها المهني.
وفي المشروع نفسه، أنهت الطالبة الريم النعيمي تدريبها الصيفي الذي أتاح لها الاطلاع على كيفية تطبيق مفاهيم الهندسة المعمارية في مشروع تطوير ضخم. وأسهمت هذه التجربة في صقل مهاراتها التقنية، وتعزيز قدراتها في حل المشكلات، ومنحها فهمًا أعمق لمتطلبات الممارسة المهنية.
أما الطالبة دانة الوسطي فقد أكسبها التدريب في شركة ناس للمقاولات خبرة مباشرة في واحد من أهم مشاريع الطرق، حيث اطلعت على آليات تنفيذ العمل في الميدان، وتعلمت من خلال الفحوصات الميدانية والتفتيشات وإجراءات تنسيق المشاريع. وأسهمت التجربة في تطوير مهاراتها التقنية وتوسيع مداركها حول قطاع الإنشاءات، مما عزز ثقتها كمهندسة مدنية مستقبلية.
كما شهدت الطالبة مريم جمشير تجربة نوعية في شركة الخليج للبتروكيماويات (جيبك)، حيث تمكنت من الاطلاع على أحدث تقنيات الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وربطت بين الجانب النظري والدراسة التطبيقية. وقد وصفت أيام التدريب بأنها كانت زاخرة بالتعلم والتطوير داخل بيئة مهنية داعمة وملهمة.
وبهذه النماذج المتنوعة، تؤكد جامعة العلوم التطبيقية أن برامجها التعليمية لا تقتصر على القاعات الدراسية، بل تمتد إلى ميادين العمل لتمنح الطلبة خبرة حقيقية تعزز جاهزيتهم لسوق العمل. وهكذا تواصل الجامعة دورها في إعداد كوادر شابة مؤهلة قادرة على المنافسة والإبداع وصناعة مستقبلها بثقة واقتدار.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك