تمكن منتخبنا الوطني للناشئين لكرة السلة من تحقيق ستة انتصارات متتالية على جميع المنتخبات المشاركة في البطولة العربية التي احتضنتها جمهورية مصر العربية خلال الفترة من 10 حتى 17 أغسطس، ليؤكد أحقيته بالتتويج باللقب، وبدأ منتخبنا مشواره بانتصار كبير أمام نظيره القطري بعدما تفوق بفارق واسع بلغ 32 نقطة، قبل أن يواجه المنتخب الجزائري ويهزمه بنتيجة (80-54) في عرض قوي ومميز، وفي اللقاء الثالث، واصل أبطالنا سلسلة الانتصارات بعد تفوقهم على شقيقهم المنتخب الكويتي الذي سبق لهم مواجهته في البطولة الخليجية بفارق مريح وصل إلى 24 نقطة. ثم خضع منتخبنا لاختبار جاد أمام المنتخب التونسي، لكن لاعبونا قدموا أداءً كبيرًا قادهم الى تحقيق الفوز الرابع تواليًا، وفي ختام الدور التمهيدي، خاض ناشئونا مواجهة مثيرة أمام المستضيف المنتخب المصري، حيث احتكمت النتيجة إلى الدقائق الأخيرة، قبل أن يحسمها منتخبنا بفارق بسيط بلغ 8 نقاط، لينهي مشواره في هذا الدور بالعلامة الكاملة، ويقصي أصحاب الأرض من بلوغ النهائي، وفي المباراة النهائية، جدد منتخبنا مواجهته مع المنتخب الجزائري، ونجح لاعبونا في فرض أسلوبهم وأدائهم الكبير ليحققوا فوزًا مستحقًا، توجوا به باللقب العربي الغالي، وبهذا الإنجاز أعلن منتخب الناشئين نفسه بطلًا للمسابقة بكل جدارة واستحقاق، وسط فرحة عارمة من اللاعبين والجهازين الفني والإداري، ليُسطر تاريخًا جديدًا لكرة السلة البحرينية طال انتظاره.
العقل التكتيكي
حظي منتخبنا الوطني للناشئين بقيادة فنية مميزة تمثلت في المدرب التونسي راسم المرزوقي ومساعديه هاني علم وعلي حماد، حيث تعامل الطاقم الفني باحترافية عالية طوال مشوار البطولة العربية.
واعتمد الجهاز الفني على المداورة بين اللاعبين، ومنح الفرصة للجميع للمشاركة في مختلف المواجهات الست، وهو ما انعكس إيجابًا على جاهزية الفريق وقدرته في الحفاظ على نسق عالٍ حتى المراحل الأخيرة من البطولة.
وفي أوقات صعبة عانى خلالها لاعبونا من ضغوط المباريات، برزت قراءة المدرب الدقيقة، وحسن تعامله مع هذه اللحظات، إذ نجح المنتخب في معظم المباريات بالعودة بقوة بعد فترة الاستراحة وتوسيع الفارق، ما عكس وضوح التعليمات والتنظيم التكتيكي المميز.
ويحسب أيضا للجنة المنتخبات في الاتحاد البحريني لكرة السلة نجاحها في اختيار هذا الطاقم الفني القادر على قيادة هذا الجيل الواعد، وتهيئة الظروف المناسبة له لتحقيق اللقب العربي.
قناص الثلاثيات
تألق نجم منتخبنا الوطني للناشئين حسين فؤاد بشكل لافت في البطولة العربية لكرة السلة، بعدما توج بلقب هداف التصويبات الثلاثية برصيد 15 ثلاثية ناجحة.
وجاء النصيب الأكبر منها في مواجهة المنتخب التونسي، حيث أحرز 5 ثلاثيات مميزة، فيما توزعت البقية على لقاءي الجزائر والكويت.
وبهذا الأداء الكبير، أثبت فؤاد قدرته على منح منتخبنا أفضلية هجومية وخطورة حقيقية من خارج القوس، حيث ساهمت تصويباته في توسيع الفارق خلال العديد من المباريات، ليكتب اسمه بجدارة كأحد أبرز المصوبين العرب في البطولة، ويؤكد مكانته المميزة ضمن هذا الجيل السلاوي.
نجم البطولة
توج لاعب منتخبنا الوطني سومتو باتريك بلقب أفضل لاعب في البطولة العربية عن جدارة واستحقاق، بعد أن قدّم أداءً استثنائيًا في جانبي الدفاع والهجوم، حيث نجح باتريك في تسجيل 113 نقطة توزعت على جميع المباريات التي خاضها المنتخب، ليؤكد قيمته الكبيرة كعنصر حاسم في الخط الأمامي.
ولم يقتصر تألقه على الجانب الهجومي فقط، بل كان له دور بارز في الدفاع بفضل قتاله المستمر تحت السلة، من خلال المتابعات والصدّات المؤثرة التي منحت المنتخب صلابة إضافية في المواقف الصعبة، وبهذا الأداء المتكامل، أعلن سومتو نفسه كأحد أبرز النجوم القادمين في سماء كرة السلة البحرينية، ما عكس صورة مشرفة لهذا الجيل الذهبي الواعد.
دور قيادي
لعب النجم علي فردوسي دورًا محوريًا في مشوار منتخبنا بالبطولة العربية، بعدما قاد مهمة صناعة اللعب بمهارة عالية أثمرت عن تقديمه 27 تمريرة حاسمة على مدار المباريات.
وأثبت فردوسي امتلاكه قراءة صحيحة لمجريات اللعب، وتحمل العبء الأكبر في مداورة الكرة وتوزيعها في الأماكن المناسبة، إلى جانب تنويع الهجمات البحرينية لإيجاد الحلول الهجومية الفعالة.
ورغم الضغط الكبير الذي تعرض له من لاعبي المنتخبات المنافسة للحد من خطورته، واصل فردوسي حضوره القوي وشارك في معظم دقائق المباريات، ليؤكد أنه قطعة نادرة في تشكيلة المدرب راسم المرزوقي وركيزة أساسية في نجاح المنتخب.
استعداد مثالي
حظي منتخبنا الوطني للناشئين بمحطتي إعداد استثنائيتين، تمثلتا في خوض البطولة الخليجية ومن ثم البطولة العربية، وذلك في إطار التحضير للاستحقاق الأهم المتمثل في نهائيات كأس آسيا تحت 16 سنة التي ستقام في منغوليا هذا الشهر والمؤهلة إلى نهائيات كأس العالم.
ولم تقتصر المشاركة في هاتين البطولتين على جانب الإعداد الفني والبدني فقط، بل جاءت نتائجهما مضاعفة بعدما توج منتخبنا باللقبين معًا، ليكسب بذلك دفعة معنوية هائلة تعزز من جاهزيته للمنافسة القارية المقبلة.
ويُعد هذا التتويج المزدوج بمثابة تأكيد على أن هذا الجيل السلاوي يملك مستقبلًا كبيرًا، وأنه يسير بخطى واثقة نحو كتابة تاريخ جديد لكرة السلة البحرينية على المستويين الآسيوي والعالمي.
استقبال حافل
حظي منتخبنا الوطني للناشئين لكرة السلة باستقبال مميز لدى وصوله إلى مطار البحرين الدولي من قبل اللجنة الأولمبية البحرينية، تقديرًا للإنجاز التاريخي الذي تحقق في البطولة العربية.
كما تفضل سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة نائب رئيس اللجنة الأولمبية باستضافة وفد المنتخب، مثمنًا الأداء الكبير الذي قدمه اللاعبون والجهازان الفني والإداري، مشيدًا بالروح العالية التي قادت المنتخب إلى منصة التتويج.
ويتطلب هذا الإنجاز من نجوم منتخبنا أهمية مواصلة العمل وبذل المزيد من الجهد استعدادًا للاستحقاقات المقبلة، في ظل الاهتمام الكبير من القيادة الرياضية بالمتابعة الحثيثة لهذه الأجيال الواعدة، التي تمثل مستقبل الرياضة البحرينية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك