كتبت: ياسمين العقيدات
تصوير - عبدالأمير السلاطنة
شيعت مساء أمس جنازة المغفور لها بإذن الله الزميلة الصحفية بروين نصر الله، بحضور عدد كبير من المشيعين ومن زملاء المهنة، إذ تعتبر الزميلة الراحلة إحدى أبرز رائدات العمل الصحفي في المملكة ومن أوائل البحرينيات اللاتي عملن في المجال الإعلامي.
وولدت الصحفية الراحلة بروين نصر الله في المحرق، وبدأت مسيرتها المهنية في وكالة أنباء الخليج قبل أن تنتقل إلى صحيفة «أخبار الخليج»، وعرفت كواحدة من أبرز أعمدة الصحافة المحلية، حيث بدأت بروين مسيرتها الصحفية في عام 1988، وكانت من أوائل الصحفيين الذين أسهموا في تأسيس جمعية الصحفيين البحرينية، مكرسة جهودها لتحقيق رسالة الصحافة ونقل هموم المجتمع إلى المسؤولين وأصحاب القرار.
وتميزت بروين بأسلوبها الجريء والمباشر، وعملها لم يقتصر على الصحافة المكتبية، بل امتد إلى الميدان، حيث سجلت مئات التحقيقات التي أبرزت قضايا العمال والفئات المحتاجة والمرأة، محافظة على نزاهتها ومبادئها طوال مسيرتها.
عملت الراحلة خلال مسيرتها في «أخبار الخليج» بروين في مجال «الأخبار»، وخاصة أخبار المحاكم والتحقيقات المحلية، وكانت عضوة في لجنة الأحوال الشخصية، كما قدمت اسهامات مميزة في مقالات «هوامش» و«على الطريق» تستعرض من خلالها تجارب إنسانية بسرد مميز.
بعيدًا عن الصحافة، كانت بروين شخصية محبوبة بين زملائها، معروفة بتواضعها واهتمامها بالآخرين، ودائمًا جاهزة لتقديم الدعم والمساعدة لمن يحتاج إليها، وقد تم تكريمها مؤخرًا خلال احتفالية اليوبيل الفضي للجمعية تقديرًا لمسيرتها الحافلة وعطائها الطويل في ميدان الصحافة الوطنية، توفيت بروين بعد صراع طويل مع المرض.
ونستعرض كلمات كتبت من القلب من عدد من الصحفيين والإعلاميين الذين عايشوا مسيرة الراحلة.
صاحبة الشخصية القوية والكاريزما
يعيد الصحفي سعيد محمد سعيد ذكرياته مع الراحلة بروين نصر الله إلى عام 1988، حين فاز بجائزة المرحومة عائشة يتيم للمقال الاجتماعي بجمعية نهضة فتاة البحرين، وأوضح أنه التقى بروين لأول مرة خلال الاحتفال، حيث هنأته بابتسامتها الهادئة وطلبت إجراء لقاء معه، لتشعر منذ اللحظة الأولى برعاية الأخت الكبرى.
وتابع سعيد أن العلاقة توطدت أكثر خلال تدريبه في مجلتي «صدى الأسبوع» و«المواقف»، ثم انضم لاحقًا عام 1989 إلى فريق صحيفة «الأيام»، وزادت مشاعره بالامتنان لتلك الأخت الكبيرة التي لم تبخل يومًا بالنصيحة أو الدعم. وأضاف أن لقاءاتهما في فعاليات التغطية الصحفية وأعمال جمعية الصحفيين، أبرزت قوة شخصيتها وكاريزمتها وجرأتها، ما جعلها محبوبة لدى القراء والزملاء.
هذا ما تعلَّمته من بروين نصرالله
أكد الصحفي طارق البحار أن الراحلة بروين نصر الله كانت أكثر من زميلة أو أستاذة، كانت رمزًا مهابًا ومصدر إلهام لا يُستهان به، معروفة بنقدها الصريح وحسها المهني النادر، ولم تعرف المجاملة في عملها أبدًا، وأضاف أنها تميزت بجرأتها في طرح الأسئلة ودقتها في الوصول إلى المصادر، وكتابتها لم تعرف التزيين أو التردد، ما جعلها قدوة لكل من عمل معها، سواء في تقديم الأخبار أو الرسوم الكاريكاتيرية أو التحقيقات الصحفية.
وأشار البحار إلى أنه تعلم منها أكثر من قواعد الصحافة، فقد علمته الصبر والصلابة والالتزام والمهنية، مؤكّدًا أن بروين كانت صوت الصحافة الحقيقية وستمثل حضورها دائمًا في ذاكرة الصحافة البحرينية، ليس فقط كزميلة، بل كقدوة ومصدر إلهام لكل الأجيال القادمة من الصحفيين.
أكدت الصحفية عصمت الموسوي أن بروين نصر الله منذ بدايات مسيرتها كانت صوت الفئات المحتاجة والفقيرة، حريصة على إيصال همومهم إلى المسؤولين وأصحاب القرار. وأضافت أن بروين انتقدت أسلوب التملق والنفاق ورفضت استخدام الصحافة لأغراض شخصية، وكانت عاشقة للغة العربية التي دعمتها في عملها الصحفي بثقة ومهنية.
وأكد الإعلامي حافظ عبدالغفار أن رحيل الأستاذة بروين نصر الله ترك فراغًا كبيرًا في الوسط الصحفي البحريني، مشيرًا إلى أنها كانت زميلة محبوبة وطيبة القلب، وعرفت بعلاقاتها الطيبة مع الزملاء والمجتمع المحلي.
وأضاف أن بروين ارتبطت همومها بقضايا الناس واحتياجات الشارع، وتجلى ذلك في كتاباتها وتغطياتها الصادقة وعميقة البحث، من أخبار المحاكم إلى القضايا المحلية، لتسليط الضوء على معاناة المواطنين والمقيمين.
الإعلامية ذات حسٍّ صحفي عالٍ
أكدت الصحفية هناء المحروس، أن بروين نصر الله لم تكن مجرد زميلة، بل كانت روحًا ملهمة وحاضرة دائمًا بين الزملاء، بروحها المرحة وابتسامتها التي كانت تضفي دفئًا على أجواء التحرير، وأوضحت أن بروين أسهمت بشكل كبير في تطوير العمل الصحفي في جريدة أخبار الخليج، سواء في قسم التحقيقات أو الأخبار المحلية، لكنها كانت أكثر من ذلك فهي من جعلت من الصحافة رسالة وإنسانية، تهتم بالآخرين قبل كل شيء.
وأضافت المحروس أن رحيلها شكل صدمة كبيرة، فقد تركت فراغًا ليس في المهنة فقط، بل في قلوب كل من عرفها وعمل معها، مؤكدة أن ذكراها ستظل حيّة في العقول والقلوب، رمزًا للوفاء والإنسانية، رحمها الله وأسكنها فسيح جناته.
تركت بصمات واضحة في مهنة الصحافة
أكد الصحفي خليل يوسف أن بروين نصر الله كانت من الرائدات في الصحافة البحرينية، حيث بدأت مسيرتها في وكالة أنباء الخليج قبل أن تنتقل إلى «أخبار الخليج»، لتترك بصمة واضحة في الوسط الإعلامي بفضل شجاعتها وثباتها وحرصها على متابعة قضايا الناس وهمومهم.
وأضاف أن لقاءاته معها أكدت له احترامها الكبير للعمل والزملاء، وإصرارها على أداء مسؤولياتها الصحفية بكل جدية، حتى من كان يختلف معها في الرأي صار يحترمها.
وأكدت الصحفية آمال الخير أن بروين نصر الله لم تكن زميلة عادية، بل إنسانة وصحفية استثنائية نادرة في هذا الزمن. وأضافت أنها كانت طيبة القلب، قوية الشخصية، جادة في عملها، تسعى دومًا وراء الحقيقة، ولا تكتب إلا ما تقتنع به.
وأوضحت أن بروين تنقلت بين أقسام الجريدة من التحقيقات إلى الأخبار، تاركة بصمتها الخاصة في كل مهمة، وتميزت برؤيتها المختلفة وأسلوبها الخاص.
وبينت أنها حتى في تغطيتها لأخبار المحاكم، كانت تلتقط أبرز القصص الإنسانية، مشيرة إلى أنها ظلت على تواصل معها حتى أيامها الأخيرة، مستذكرة آخر رسالة تلقتها منها حين أخبرتها بأنها لن تتمكن من حضور احتفالية جمعية الصحفيين بسبب مرضها.
وأكد الصحفي محمد القصاص أن الزميلة الراحلة بروين نصر الله كانت مثالاً للإعلامية الصادقة التي آمنت برسالة الكلمة، مميزة بالتزامها بقضايا الناس وهمومهم عبر تغطيتها لأحداث قرى ومدن البحرين في زمن الكتابة بالقلم على الورق.
وأشار إلى أبرز مواقفها الإنسانية، ومنها حرصها على إيصال صوت المحتاجين وتبنيها قضايا الأسر ذات الدخل المحدود، من خلال تقارير اجتماعية تصل إلى المسؤولين. واختتم بالقول إن رحيلها بعد صراع مع المرض ترك فراغًا كبيرًا، إلا أن ذكراها ستظل حية في قلوب زملائها ومن عرفها، تقديرًا لما قدمته من مهنية وإنسانية.
بمبادئ راسخة لا تحيد عنها
أكدت الصحفية زهرة الحمدان أن الراحلة بروين نصر الله كانت زميلة وصديقة وأختًا في العمل، وتمتاز بمبادئ راسخة لا تحيد عنها، ودائمًا تنصر المحتاجين وتقف إلى جانب من يطلب المساعدة، حتى على حساب صحتها ووقتها. وأضافت أن بروين كانت إنسانة غير اعتيادية، محبة للناس، وصاحبة قلب حنون وروح مرحة، تتواصل مع زملائها دائمًا وتولي اهتمامًا خاصًا بالقضايا الملحة للمواطن البسيط.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك