العدد : ١٧٣١٢ - السبت ١٦ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٢ صفر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣١٢ - السبت ١٦ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٢ صفر ١٤٤٧هـ

أخبار البحرين

الألعاب الإلكترونية خطر يطارد أطفالنا
ذئاب يختبئون وراء الشاشات لاصطياد البراءة

السبت ١٦ أغسطس ٢٠٢٥ - 02:00

17 قضية ابتزاز إلكتروني أمام النيابة في 7 أشهر..وحملات «الداخلية» التوعوية لا تتوقف


 

تقرير‭: ‬إسلام‭ ‬محفوظ

جرائم‭ ‬التحرش‭ ‬والابتزاز‭ ‬الالكتروني‭ ‬بالأطفال‭ ‬أصبحت‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬الأطفال‭ ‬عالميا،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬كشف‭ ‬عنه‭ ‬تقرير‭ ‬بصحيفة‭ ‬‮«‬إندبندنت‮»‬‭ ‬البريطانية‭ ‬المنشور‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬الماضي‭ ‬الذي‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬تعرُّض‭ ‬1‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬12‭ ‬طفلاً‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬للاستغلال‭ ‬الجنسي‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت،‭ ‬فيما‭ ‬حذرت‭ ‬الممثلة‭ ‬الخاصة‭ ‬للأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬المعنية‭ ‬بالعنف‭ ‬ضد‭ ‬الأطفال،‭ ‬الدكتورة‭ ‬نجاة‭ ‬معلا‭ ‬مجيد‭ ‬من‭ ‬تزايد‭ ‬الاستغلال‭ ‬الجنسي‭ ‬والإساءة‭ ‬إلى‭ ‬الأطفال‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تأثر‭ ‬حوالي‭ ‬300‭ ‬مليون‭ ‬طفل‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬بتلك‭ ‬الجرائم‭. ‬ولعل‭ ‬البحرين‭ ‬ليست‭ ‬بمعزل‭ ‬عن‭ ‬التهديدات‭ ‬العالمية،‭ ‬ولكن‭ ‬تبقى‭ ‬دائما‭ ‬استباقية‭ ‬المواجهة‭ ‬التي‭ ‬ترفعها‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬أبرز‭ ‬ما‭ ‬يميز‭ ‬تجربة‭ ‬المملكة،‭ ‬واطلعت‭ ‬‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬على‭ ‬جهود‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬التحرش‭ ‬والابتزاز‭ ‬الالكتروني‭ ‬وحماية‭ ‬الأطفال،‭ ‬حيث‭ ‬كشفت‭ ‬إحصائيات‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬التحرش‭ ‬والابتزاز‭ ‬الإلكتروني‭ ‬للأطفال‭ ‬عن‭ ‬مباشرة‭ ‬17‭ ‬قضية‭ ‬منذ‭ ‬يناير‭ ‬وحتى‭ ‬يوليو‭ ‬الماضي‭ ‬منها‭ ‬14‭ ‬قضية‭ ‬قيد‭ ‬التحقيق،‭ ‬وقضيتان‭ ‬حفظت‭ ‬مؤقتاً‭ ‬ضد‭ ‬مجهول،‭ ‬قضية‭ ‬أُحِيلَت‭ ‬الى‭ ‬المحاكمة‭ ‬الجنائية‭.‬

 

النيابـة: الأسـاليب الإجراميـة تطورت للإيقاع بالأطفال

في‭ ‬البداية‭ ‬يقول‭ ‬رئيس‭ ‬النيابة‭ ‬محمد‭ ‬عبد‭ ‬الحكيم‭ ‬بوحجي،‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬نيابة‭ ‬الأسرة‭ ‬والطفل‭ ‬ان‭ ‬الجناة‭ ‬في‭ ‬جرائم‭ ‬ابتزاز‭ ‬الأطفال‭ ‬واستغلالهم‭ ‬إلكترونياً‭ ‬على‭ ‬معرفة‭ ‬ودراية‭ ‬تامة‭ ‬بأن‭ ‬طفل‭ ‬اليوم‭ ‬ليس‭ ‬ذاته‭ ‬طفل‭ ‬الأمس،‭ ‬وعليه‭ ‬فهم‭ ‬يعملون‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬أساليبهم‭ ‬الإجرامية‭ ‬واستبدالها‭ ‬بالأحدث‭ ‬كلما‭ ‬دعت‭ ‬الحاجة‭ ‬وصولاً‭ ‬الى‭ ‬إيقاع‭ ‬الطفل‭ ‬في‭ ‬شباكهم‭.‬

ويضيف‭ ‬الى‭ ‬‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬تلك‭ ‬الأساليب‭ ‬التي‭ ‬ينتهجها‭ ‬الجناة‭ ‬مع‭ ‬الإناث‭ ‬تحديداً‭ ‬هو‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬صور‭ ‬ومقاطع‭ ‬مخلة‭ ‬للطفلة‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭ ‬الحب‭ ‬والرغبة‭ ‬في‭ ‬تكليل‭ ‬العلاقة‭ ‬بالزواج‭ ‬فالجاني،‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬مجتمعنا‭ ‬المحافظ‭ ‬كان‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬ينسج‭ ‬شباكه‭ ‬بما‭ ‬يتناسب‭ ‬والعادات‭ ‬والتقاليد،‭ ‬وأن‭ ‬يربط‭ ‬استغلاله‭ ‬بهدف‭ ‬أسمى‭ ‬وهو‭ ‬الزواج،‭ ‬هذا‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الصور‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬عادة‭ ‬ما‭ ‬يقع‭ ‬ضحيتها‭ ‬الأطفال‭ ‬ممن‭ ‬هم‭ ‬دون‭ ‬الخامسة‭ ‬عشرة،‭ ‬حيث‭ ‬يستغل‭ ‬الجاني‭ ‬قلة‭ ‬وعي‭ ‬وإدراك‭ ‬الطفل‭ ‬ورغبته‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬الكماليات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تتوافر‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬ولي‭ ‬أمره‭ ‬ويبدأ‭ ‬في‭ ‬استغلاله‭ ‬جنسياً،‭ ‬هذا‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬قيام‭ ‬الجاني‭ ‬بتقديم‭ ‬معلومات‭ ‬غير‭ ‬صحيحة‭ ‬عنه،‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬معلومات‭ ‬تتعلق‭ ‬بجنسه‭ ‬أو‭ ‬سنه‭ ‬رغبة‭ ‬في‭ ‬إيهام‭ ‬ضحيته‭ ‬والتقرب‭ ‬منها‭ ‬وصولاً‭ ‬الى‭ ‬كسب‭ ‬الثقة‭ ‬ودخولاً‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬الاستغلال‭.‬

مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬تنوع‭ ‬الأساليب‭ ‬والوسائل‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تُستخدم‭ ‬لاستدراج‭ ‬الأطفال‭ ‬من‭ ‬الجنسين،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬عالم‭ ‬مفتوح‭ ‬يتيح‭ ‬فرصًا‭ ‬للاستغلال‭ ‬بأشكاله‭ ‬المختلفة،‭ ‬ما‭ ‬يستدعي‭ ‬استدعاء‭ ‬مسؤولية‭ ‬الجميع‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬التوعية‭ ‬وتكثيف‭ ‬الرقابة‭ ‬لحماية‭ ‬الأطفال،‭ ‬ويضيف‭ ‬بوحجي‭ ‬أنه‭ ‬نظراً‭ ‬الى‭ ‬كون‭ ‬الجناة‭ ‬حريصين‭ ‬أشد‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬أساليبهم‭ ‬لتكون‭ ‬أساليب‭ ‬حديثة‭ ‬وليكونوا‭ ‬قادرين‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬على‭ ‬خداع‭ ‬الأطفال‭ ‬كان‭ ‬لِزاماً‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬رفع‭ ‬وعي‭ ‬الأطفال‭ ‬بالأساليب‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬يسلكها‭ ‬الجناة‭ ‬معهم‭ ‬قبيل‭ ‬استغلالهم‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬حماية‭ ‬الأطفال،‭ ‬ورفع‭ ‬وعي‭ ‬ولي‭ ‬الأمر‭ ‬كذلك‭ ‬الذي‭ ‬له‭ ‬الدور‭ ‬الأكبر‭ ‬كونه‭ ‬مصدراً‭ ‬للثقة‭ ‬والأمان‭ ‬في‭ ‬إيصال‭ ‬المعلومات‭ ‬الصحيحة‭ ‬للطفل‭.‬

ولأهمية‭ ‬التوعية،‭ ‬أطلقت‭ ‬النيابة‭ ‬العامة،‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة،‭ ‬الحملة‭ ‬الوطنية‭ ‬التوعوية‭ ‬‮«‬حماية‮»‬،‭ ‬بهدف‭ ‬حماية‭ ‬الأطفال‭ ‬من‭ ‬الاستغلال‭ ‬والابتزاز‭ ‬الإلكتروني‭. ‬وقد‭ ‬أسفرت‭ ‬هذه‭ ‬الحملة‭ ‬عن‭ ‬نتائج‭ ‬ملموسة،‭ ‬حيث‭ ‬رُصدت‭ ‬عقب‭ ‬تنفيذها‭ ‬بلاغات‭ ‬تتعلق‭ ‬بحالات‭ ‬استغلال‭ ‬وابتزاز‭ ‬للأطفال،‭ ‬قائلا‭ ‬‮«‬من‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬المنبر‭ ‬الإعلامي،‭ ‬نؤكد‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬تضافر‭ ‬الجهود‭ ‬للتصدي‭ ‬لهذه‭ ‬الآفة،‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الأسر،‭ ‬عبر‭ ‬تفعيل‭ ‬وتعزيز‭ ‬أساليب‭ ‬الرعاية‭ ‬والحماية‭ ‬والرقابة،‭ ‬حفاظًا‭ ‬على‭ ‬أجيال‭ ‬المستقبل‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬الاستغلال‮»‬‭.‬

 

استشارة مجانية من خبراء الطفولة لأولياء الأمور

 

الباحثة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬إيمان‭ ‬الفله‭ ‬بمؤسسة‭ ‬مركز‭ ‬بتلكو‭ ‬للاستقرار‭ ‬الأسري،‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬بانتقالنا‭ ‬الى‭ ‬العالم‭ ‬الافتراضي‭ ‬تزامنت‭ ‬معه‭ ‬انتقال‭ ‬كل‭ ‬التحديات‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬الى‭ ‬العالم‭ ‬الافتراضي‭ ‬مع‭ ‬فرق‭ ‬تغيير‭ ‬الأسلوب‭ ‬أكثر‭ ‬تحدي‭ ‬هو‭ ‬سهولة‭ ‬وصول‭ ‬الطفل‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬العالم‭ ‬ومواجهة‭ ‬تهديداته‭ ‬بمفرده،‭ ‬وتوضح‭ ‬استطلاع‭ ‬قامت‭ ‬به‭ ‬مؤسسة‭ ‬مركز‭ ‬بتلكو‭ ‬للاستقرار‭ ‬الأسري‭ ‬حول‭ ‬الابتزاز‭ ‬الالكتروني‭ ‬شارك‭ ‬به‭ ‬1452‭ ‬مشاركا‭ ‬من‭ ‬الجنسين‭ ‬وفئات‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬الأعمار‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬الاسئلة‭ (‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظرك‭ ‬ما‭ ‬أكثر‭ ‬أنواع‭ ‬وطرق‭ ‬الابتزاز‭ ‬انتشاراً‭)‬؟

كانت‭ ‬أغلب‭ ‬الإجابات‭ ‬تتركز‭ ‬حول‭ ‬التهديد‭ ‬والاختراق‭ ‬وانتحال‭ ‬الشخصيات‭ ‬وقد‭ ‬ذكر‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الطرق‭ ‬التي‭ ‬تتم‭ ‬بها‭ ‬الجريمة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الرقمي‭ ‬وهذا‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الكثيرين‭ ‬يعوّن‭ ‬بالمخاطر‭ ‬الرقمية‭. ‬وهنا‭ ‬تأتي‭ ‬أهمية‭ ‬التوعية‭ ‬الاستباقية،‭ ‬قائلا‭: ‬‮«‬الوقاية‭ ‬خير‭ ‬من‭ ‬العلاج‮»‬‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬بعد‭ ‬الوقوع‭ ‬في‭ ‬المشكلة‭ ‬التي‭ ‬تستنزف‭ ‬الضحية‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الصحة‭ ‬النفسية‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬التوتر‭ ‬والقلق‭ ‬والرغبة‭ ‬في‭ ‬الانعزال‭ ‬والخوف‭ ‬من‭ ‬العواقب‭ ‬ووضع‭ ‬الحوارات‭ ‬الافتراضية،‭ ‬مما‭ ‬يؤثر‭ ‬سلبا‭ ‬على‭ ‬جودة‭ ‬النوم‭ ‬والشهية‭ ‬والمزاجية،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الخوف‭ ‬سيوجهه‭ ‬الى‭ ‬إخفاء‭ ‬كل‭ ‬كلمات‭ ‬المرور‭ (‬الباسورد‭) ‬وتغيرها‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر‭. ‬

كما‭ ‬أوضحت‭ ‬أن‭ ‬سؤالا‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاستطلاع‭ ‬حول‭ ‬أكثر‭ ‬مظاهر‭ ‬الابتزاز‭ ‬تركزت‭ ‬الإجابات‭ ‬في‭ ‬التهديد‭ ‬بنشر‭ ‬الصور‭ ‬والفيديوهات‭ ‬والابتزاز‭ ‬العاطفي‭ ‬وهذا‭ ‬يشير‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬الناس‭ ‬تنقل‭ ‬تجاربها‭ ‬المختلفة‭ ‬في‭ ‬الابتزاز‭ ‬الرقمي‭ ‬وما‭ ‬تعرضوا‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬مواقف‭ ‬مختلفة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬حيث‭ ‬أشارت‭ ‬الإجابات‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬أكثر‭ ‬الدوافع‭ ‬في‭ ‬وقائع‭ ‬الابتزاز‭ ‬هي‭ ‬الاستغلال‭ ‬الجنسي‭ ‬والمادي‭ ‬والعاطفي‭ ‬والانتقام‭ ‬والمرض‭ ‬النفسي،‭ ‬وأشار‭ ‬الاستطلاع‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬أكثر‭ ‬الفئات‭ ‬تعرضاً‭ ‬إلى‭ ‬الجرائم‭ ‬الرقمية‭ ‬هم‭ ‬الأطفال‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأكبر‭ ‬ثم‭ ‬النساء‭ ‬وقليل‭ ‬من‭ ‬الرجال‭.. ‬إلا‭ ‬انه‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬الملاحظة‭ ‬الميدانية‭ ‬يتبين‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬شخص‭ ‬لا‭ ‬يملك‭ ‬الوعي‭ ‬الكافي‭ ‬بمخاطر‭ ‬العالم‭ ‬الرقمي‭ ‬والأمن‭ ‬السيبراني‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬عرضة‭ ‬لذلك،‭ ‬وهنا‭ ‬رسالة‭ ‬يجب‭ ‬توجيهها‭ ‬الى‭ ‬الأبناء‭ ‬بضرورة‭ ‬الوعي‭ ‬وتعلّم‭ ‬الأمن‭ ‬السيبراني‭ ‬ومحو‭ ‬الأمية‭ ‬الرقمية‭ ‬حتى‭ ‬يستطيعون‭ ‬حماية‭ ‬أبنائهم‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬مخاطر‭ ‬يقعون‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الافتراضي‭.‬

وفي‭ ‬الختام‭ ‬تؤكد‭ ‬الباحثة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬إيمان‭ ‬الفله‭ ‬أن‭ ‬بناء‭ ‬العلاقة‭ ‬القوية‭ ‬مع‭ ‬الأبناء‭ ‬وفتح‭ ‬مساحة‭ ‬الحوار‭ ‬وتعزيز‭ ‬الثقة‭ ‬بأنفسهم‭ ‬وتوعيتهم‭ ‬بالمخاطر‭ ‬التي‭ ‬تحيط‭ ‬بهم‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الافتراضي‭ ‬يُـقيهم‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬مبتز‭ ‬واي‭ ‬متحرش‭ ‬واي‭ ‬مخاطر،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬ممارسات‭ ‬أسرية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬استخدام‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬ووسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬لضبط‭ ‬العملية‭ ‬التربوية،‭ ‬وضرورة‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬الهواتف‭ ‬الذكية‭ ‬في‭ ‬غرف‭ ‬النوم‭ ‬بقدر‭ ‬المستطاع‭.‬

فيما‭ ‬تؤكد‭ ‬عائشة‭ ‬السليطي‭ ‬اخصائية‭ ‬ومدربة‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬الطفل‭ ‬من‭ ‬التحرش‭ ‬والإبتزاز‭ ‬الإلكتروني،‭ ‬أن‭ ‬الحماية‭ ‬تبدأ‭ ‬بخطوات‭ ‬بسيطة‭ ‬ولكنها‭ ‬فعالة‭ ‬مثل‭ ‬وضع‭ ‬الأجهزة‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬مشتركة‭ ‬بالبيت،‭ ‬واستخدام‭ ‬برامج‭ ‬الرقابة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الوالدين،‭ ‬وتحديد‭ ‬أوقات‭ ‬الاستخدام‭ ‬الإنترنت،‭ ‬كما‭ ‬يحب‭ ‬تعلم‭ ‬الطفل‭ ‬عدم‭ ‬مشاركة‭ ‬معلوماته‭ ‬أو‭ ‬صورة‭ ‬وشرح‭ ‬أهمية‭ ‬التحقيق‭ ‬من‭ ‬صحة‭ ‬المحتوى،‭ ‬ومشاركته‭ ‬في‭ ‬الأنشطة‭ ‬الرقمية‭ ‬وتهزيز‭ ‬الثقة‭ ‬وتشجع‭ ‬التواصل‭.‬

وقدمت‭ ‬النصيحة‭ ‬للأسر‭ ‬بضرورة‭ ‬متابعة‭ ‬علامات‭ ‬تعرض‭ ‬الطفل‭ ‬للخطر‭ ‬قائلة‭ ‬قد‭ ‬يواجه‭ ‬الطفل‭ ‬التحرش‭ ‬أو‭ ‬الابتزاز‭ ‬الإلكتروني‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يفصح‭ ‬من‭ ‬الخوف،‭ ‬ولكن‭ ‬تظهر‭ ‬عليه‭ ‬مؤشرات‭ ‬مثل‭ ‬الانعزال‭ ‬والخوف‭ ‬من‭ ‬الأجهزة‭ ‬بسبب‭ ‬رسالة‭ ‬من‭ ‬شخص‭ ‬غريب‭ ‬أو‭ ‬قريب‭ ‬لأننا‭ ‬لا‭ ‬نعرف‭ ‬من‭ ‬هو‭ ‬المبتز‭ ‬أو‭ ‬المتحرش،‭ ‬ويصبح‭ ‬الطفل‭ ‬دائما‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬قلق‭ ‬من‭ ‬استقبال‭ ‬رسالة،‭ ‬أو‭ ‬ملاحظة‭ ‬تراجع‭ ‬المستوى‭ ‬الدراسي‭. ‬

وأشارت‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬أعراضا‭ ‬جسدية‭ ‬ناتجة‭ ‬من‭ ‬الضغوطات‭ ‬النفسية‭ ‬والأذى‭ ‬النفسي‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬يترجم‭ ‬إلى‭ ‬آلم‭ ‬بالمعدة‭ ‬أو‭ ‬الصداع‭ ‬المتكرر،‭ ‬اضطرابات‭ ‬بالنوم‭ ‬والتبول‭ ‬لاإرادي‭ ‬وتغيير‭ ‬بالشهية‭ ‬والوزن،‭ ‬الآم‭ ‬العضلات،‭ ‬الإرهاق‭ ‬المستمر‭ ‬تسارع‭ ‬ضربات‭ ‬القلب‭ ‬وبعض‭ ‬المشاكل‭ ‬الجلدية‭ ‬مثل‭ ‬الطفح‭ ‬أو‭ ‬الأكزيما،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ظهور‭ ‬بعض‭ ‬هذه‭ ‬الأعراض‭ ‬بدون‭ ‬سبب‭ ‬طبي‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬جرس‭ ‬إنذار‭. ‬وأشارت‭ ‬الى‭ ‬أنه‭ ‬عند‭ ‬اكتشاف‭ ‬تعرض‭ ‬الطفل‭ ‬للتحرش‭ ‬أو‭ ‬الابتزاز،‭ ‬فيجب‭ ‬الاستماع‭ ‬للطفل‭ ‬بهدوء‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬صراخ‭ ‬أو‭ ‬ضرب‭ ‬أو‭ ‬لوم،‭ ‬والأخذ‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬أن‭ ‬الطفل‭ ‬غير‭ ‬مدرك‭ ‬لما‭ ‬حدث‭ ‬مع‭ ‬ضرورة‭ ‬طمأنته‭ ‬بأن‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬ليس‭ ‬خطأه‭ ‬ومن‭ ‬المهم‭ ‬حفظ‭ ‬الأدلة‭ ‬والتواصل‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬وتوفير‭ ‬الدعم‭ ‬النفسي‭ ‬والسري‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الوالدين‭ ‬أو‭ ‬اللجوء‭ ‬للمختصين،‭ ‬مؤكدة‭ ‬ضرورة‭ ‬التوعية‭ ‬الاستباقية‭ ‬للطفل‭ ‬وتثقيفه‭ ‬وتعليمة‭ ‬حفظ‭ ‬خصوصيته‭. ‬

 

«حماية الطفل»:الفئة العمرية بين 10 و15 عاماً الأكثر استهدافا

‭ ‬تؤكد‭ ‬المقدم‭ ‬مريم‭ ‬يوسف‭ ‬الظاعن‭ ‬رئيس‭ ‬وحدة‭ ‬حماية‭ ‬الطفل‭ ‬في‭ ‬الفضاء‭ ‬الالكتروني‭ ‬بالإدارة‭ ‬العامة‭ ‬لمكافحة‭ ‬الفساد‭ ‬والأمن‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والالكتروني‭ ‬أن‭ ‬الألعاب‭ ‬الإلكترونية‭ ‬عامل‭ ‬رئيسي‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬مخاطر‭ ‬الفضاء‭ ‬الإلكتروني،‭ ‬لافتة‭ ‬إلى‭ ‬مسئولية‭ ‬المجتمع‭ ‬في‭ ‬رفع‭ ‬مستوى‭ ‬الوعي‭ ‬لدى‭ ‬الأطفال‭ ‬وأولياء‭ ‬الأمور‭ ‬ومقدمي‭ ‬الرعاية،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬عمل‭ ‬الوحدة‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬هذا‭ ‬الوعي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المحاضرات‭ ‬التي‭ ‬تقدمها‭ ‬لمؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني،‭ ‬والجمعيات،‭ ‬والمدارس‭ ‬الحكومية‭ ‬والخاصة‭.‬

وتطرقت‭ ‬الظاعن‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬خاص‭ ‬لــ«أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬أبرز‭ ‬الأساليب‭ ‬الإجرامية‭ ‬في‭ ‬استدراج‭ ‬الأطفال،‭ ‬والفئات‭ ‬العمرية‭ ‬الأكثر‭ ‬عرضة‭ ‬للاستهداف‭ ‬،‭ ‬موضحة‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬حصر‭ ‬الأسلوب‭ ‬الجرمي‭ ‬في‭ ‬نمط‭ ‬ثابت،‭ ‬إذ‭ ‬تتسم‭ ‬الجريمة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬بسرعة‭ ‬التطور‭ ‬والتجدد،‭ ‬ومن‭ ‬أكثر‭ ‬الأساليب‭ ‬شيوعاً،‭ ‬الاستغلال‭ ‬عبر‭ ‬الألعاب‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬حيث‭ ‬يقوم‭ ‬المجرم‭ ‬باستمالة‭ ‬الطفل‭ ‬بعدة‭ ‬طرق،‭ ‬مثل‭ ‬تغيير‭ ‬صوته‭ ‬لإيهامه‭ ‬بأنه‭ ‬من‭ ‬نفس‭ ‬الفئة‭ ‬العمرية،‭ ‬أو‭ ‬إغرائه‭ ‬بشراء‭ ‬منتجات‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬اللعبة،‭ ‬كما‭ ‬يلجأ‭ ‬البعض‭ ‬إلى‭ ‬استغلال‭ ‬ظواهر‭ ‬منتشرة‭ ‬على‭ ‬تطبيقات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬مثل‭ ‬قيام‭ ‬الأطفال‭ ‬بالتعرف‭ ‬على‭ ‬غرباء‭ ‬وإرسال‭ ‬صورهم‭ ‬الشخصية‭ ‬لزيادة‭ ‬نقاطهم‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬البرامج،‭ ‬مما‭ ‬يسهل‭ ‬عملية‭ ‬الابتزاز‭ ‬والاستغلال‭.‬

وتشير‭ ‬الإحصاءات‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الفئة‭ ‬العمرية‭ ‬بين‭ ‬10‭ ‬و15‭ ‬عاماً‭ ‬هي‭ ‬الأكثر‭ ‬عرضة‭ ‬للاستهداف،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬تؤكد‭ ‬وحدة‭ ‬حماية‭ ‬الطفل‭ ‬في‭ ‬الفضاء‭ ‬الإلكتروني‭ ‬أنها‭ ‬تتعامل‭ ‬بجدية‭ ‬مع‭ ‬جميع‭ ‬البلاغات،‭ ‬وتحرص‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬الدعم‭ ‬والحماية‭ ‬اللازمة‭.‬

وأشارت‭ ‬رئيس‭ ‬وحدة‭ ‬حماية‭ ‬الطفل‭ ‬في‭ ‬الفضاء‭ ‬الالكتروني‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬عند‭ ‬تعرض‭ ‬الطفل‭ ‬لضرر‭ ‬نفسي،‭ ‬فإن‭ ‬دور‭ ‬الوحدة،‭ ‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬الجانب‭ ‬الأمني،‭ ‬بل‭ ‬يتم‭ ‬التنسيق‭ ‬مع‭ ‬الوزارات‭ ‬والجهات‭ ‬المختصة‭ ‬لتوفير‭ ‬الدعم‭ ‬اللازم،‭ ‬موضحة‭ ‬أن‭ ‬الأسرة،‭ ‬تبقى‭ ‬الركيزة‭ ‬الأساسية‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬الدعم‭ ‬النفسي‭ ‬والمعنوي‭.‬

وأوصت‭ ‬الوحدة،‭ ‬الأسر‭ ‬بتشجيع‭ ‬أطفالهم‭ ‬على‭ ‬ثقافة‭ ‬التبليغ‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬إساءة،‭ ‬وتوفير‭ ‬بيئة‭ ‬آمنة‭ ‬للحوار،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬الاستشارات‭ ‬التي‭ ‬تقدمها‭ ‬الوحدة‭ ‬عبر‭ ‬قنواتها‭ ‬المختلفة،‭ ‬وشددت‭ ‬المقدم‭ ‬مريم‭ ‬الظاعن‭ ‬على‭ ‬التطوير‭ ‬المستمر‭ ‬للكادر‭ ‬البشري‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إشراكه‭ ‬في‭ ‬الدورات‭ ‬التدريبية‭ ‬والمعارض‭ ‬والمؤتمرات‭ ‬المحلية‭ ‬والدولية‭ ‬المتخصصة‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬الطفل‭ ‬على‭ ‬الإنترنت‭.‬

 

 

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا