في أجواء من الحماسة والإيجابية، اختتم مركز عبدالرحمن بن جاسم كانو فعاليات البرنامج الصيفي التربوي والترفيهي «هــمّة وقِــمّة»، الذي استمر مدة ستة أسابيع متواصلة، مستهدفًا فئة الطلاب من الصف الثالث الابتدائي حتى الصف الثالث الإعدادي، وذلك ضمن رؤية المركز لتعزيز القيم وتنمية المهارات القيادية والفكرية لدى النشء خلال العطلة الصيفية.
وقد جاء البرنامج كمنصة متكاملة تجمع بين الترفيه والتعليم، صُممت بعناية لتتناسب مع احتياجات الطلبة في هذا السن، حيث يتشكل وعيهم وتنمو قدراتهم الذهنية والاجتماعية. ولاقى البرنامج تفاعلًا ملحوظًا من المشاركين الذين انخرطوا في أنشطة تربوية وثقافية متعددة، أسهمت في صقل مهاراتهم وتعزيز ثقتهم بأنفسهم.
وأكد المشاركون أن «هــمّة وقِــمّة» لم يكن مجرد نشاط صيفي، بل كان تجربة تربوية عميقة تركز على بناء الشخصية وتنمية الفكر والسلوك، من خلال سلسلة من الورش التفاعلية والدروس المصممة بأساليب حديثة، تراعي التنوع في طرق التعلم وتلائم اختلاف مستويات الطلاب.
وشملت الأنشطة، القرآن والسيرة النبوية، الذكاء الاصطناعي، حيث انطلق المشاركون في استكشاف عالم المستقبل من خلال ورش تمهيدية في مجال الذكاء الاصطناعي، وتعرفوا على بعض التطبيقات التقنية اليومية، بهدف بناء وعي رقمي مبكر وتحفيز التفكير النقدي والتقني لديهم.
وتضمن البرنامج آداب المجالس وإكرام الضيف، وذلك في ظل التحديات الثقافية التي تواجه الأجيال الجديدة، حرص البرنامج على غرس القيم الأصيلة من خلال تعليم آداب المجالس واحترام الكبار، وتأكيد العادات البحرينية الأصيلة التي تعزز من التماسك الأسري والمجتمعي، بالإضافة إلى نشاط المستثمر الصغير الذي تم من خلاله تجهيز ورش تفاعلية تحاكي مفاهيم الاقتصاد الشخصي وريادة الأعمال، حيث تعرف الطلاب على مفاهيم مثل التوفير، والتخطيط المالي، وإدارة الموارد، ما يعزز من وعيهم الاقتصادي ويشجعهم على التفكير في مشاريع مستقبلية.
وبشأن نشاط ريادة وقيادة، فقد ركز هذا المحور على تنمية الروح القيادية لدى المشاركين، من خلال تمارين عملية وجماعية تُعنى باتخاذ القرار، وحل المشكلات، والتفكير الإبداعي، وتشجيع المبادرة الذاتية والعمل الجماعي.
وقد شهد البرنامج حضورًا واسعًا من أولياء الأمور الذين أبدوا إعجابهم بمستوى الأنشطة المقدمة، معربين عن رضاهم تجاه البيئة التربوية الإيجابية التي وفّرها المركز لأبنائهم، مشيرين إلى أن البرنامج أسهم في تطوير مهارات أبنائهم السلوكية والاجتماعية بطريقة ملحوظة.
كما عبّر العديد من الطلبة عن سعادتهم بالمشاركة، وذكروا أن التجربة كانت ثرية وممتعة، وأنهم اكتسبوا معلومات جديدة وتعلموا مهارات لم تُقدم لهم في المدارس، خاصة في مجالات حديثة مثل الذكاء الاصطناعي والقيادة المالية.
من جانبه، أكد القائمون على البرنامج في مركز عبدالرحمن بن جاسم كانو أن البرنامج يأتي ضمن استراتيجية المركز في دعم الناشئة وتوفير بيئة تعليمية غير تقليدية تستثمر وقت فراغ الطلبة بطريقة هادفة وممتعة. كما أشاروا إلى أن مثل هذه البرامج تسهم في بناء جيل واعٍ، قادر على التعامل مع متغيرات العصر بثقة وأصالة.
ويعتزم المركز الاستمرار في تقديم برامج نوعية خلال العام الدراسي وخلال العطل القادمة، بما يعزز من حضوره المجتمعي ودوره في تربية جيل من الشباب المؤهل للقيادة والمبادرة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك