كتبت: ياسمين العقيدات
تصوير - عبدالأمير السلاطنة
إشراك الشباب في توطين أهداف التنمية المستدامة، هو شعار يوم الشباب الدولي 2025، الذي يصادف 12 أغسطس من كل عام، ومن هذا المنطلق استطلعت «أخبار الخليج» آراء عدد من الشباب حول طموحاتهم ورؤيتهم للمستقبل، في ظل رؤية البحرين لتمكين الشباب وتفعيل دورهم في تحقيق التنمية المستدامة.
وقالوا في تصريحات خاصة لـ«أخبار الخليج» إن مملكة البحرين حققت تطورًا واضحًا في مجال تمكين الشباب على مختلف الأصعدة، مشيرين الى أهمية استمرار تطوير البرامج والخطط التي تعزز دورهم في مختلف المجالات، بالإضافة الى بعض التحديات التي تواجههم خاصة في مجالات التوظيف ومواكبة التطورات العالمية.
جهود واضحة في تمكين الشباب
أكد الشاب عبدالرحمن ياسر، أن هذه المناسبة تحظى باهتمام واسع في مملكة البحرين من مختلف الجهات الحكومية والخاصة، حيث يتم استثمارها في تسليط الضوء على إنجازات الشباب، وإبراز قصص النجاح، وإيصال رسائل تحفيزية تعزز من روح المبادرة والطموح لديهم.
وأوضح أن المؤسسات في المملكة تحرص خلال هذا اليوم على تقديم برامج وفعاليات ومحتوى مخصص لدعم الشباب، وتأكيد دورهم الحيوي في التنمية الشاملة.
وأشار إلى أن تخصيص يوم عالمي للشباب يسهم بشكل مباشر في تعزيز حضورهم في السياسات العامة وصناعة القرار، موضحًا أن البحرين تبذل جهودًا واضحة في تمكين الشباب عبر إتاحة الفرصة لهم للمشاركة في مواقع صنع القرار داخل الوزارات والمؤسسات التنفيذية.
وأكد ياسر أن في مملكة البحرين قد تولي عدد كبير من الشباب مناصب قيادية في الفترة الأخيرة وهذا يعكس رؤية المملكة في دعم الكفاءات الوطنية الشابة، وإيمانها بقدرتهم على قيادة المسيرة التنموية المقبلة.
وأضاف أن الشباب البحريني يحظى بمساحة واسعة للتعبير عن أفكاره والمشاركة في رسم مستقبل بلاده، مشيرًا إلى أن التحديات التي تواجههم تتمثل في مواكبة التطورات العالمية المتسارعة، خاصة في مجالات التكنولوجيا والتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، الأمر الذي يتطلب الاستثمار المستمر في التدريب والتأهيل، ورفع الوعي بأهمية الابتكار ومهارات المستقبل. كما شدد على أن تمكين الشباب لا يتوقف عند منحهم المناصب، بل يشمل توفير بيئة داعمة تتيح لهم الإبداع واتخاذ القرارات المؤثرة.
المشاركة في رسم مستقبل البحرين
وأكد الشاب عطية الله الدوسري أن الشاب البحريني يحظى اليوم بمساحة كافية للمشاركة في رسم مستقبل البحرين، مشيرًا إلى أن هناك العديد من الجهات التي تقدم الدعم للشباب أصحاب الأفكار والمشاريع، ما يفتح أمامهم آفاقًا واسعة لتحقيق طموحاتهم، ويعزز الثقة بوجود مستقبل مشرق للشباب في المملكة.
وأوضح الدوسري أن مستوى تمكين الشباب في البحرين على الصعيد التعليمي والمهني والاجتماعي وصل إلى مستويات متقدمة، إلا أن الطموح لا يتوقف عند هذا الحد، مؤكدًا أن التطوير المستمر ضرورة دائمة، وأن السعي نحو الأفضل هو ما يحافظ على تنافسية الشباب البحريني وقدرته على الإبداع.
وأشار إلى أن أبرز التحديات التي تواجه الشباب البحريني تتمثل في محدودية بعض فرص العمل، بالإضافة إلى صعوبة مواكبة التطورات السريعة على مستوى العالم، سواء في الجوانب التكنولوجية أو الفكرية.
كما لفت إلى أن بعض التخصصات والفرص الأكاديمية والمهنية المتاحة في الخارج لا تزال غير متوافرة في البحرين، وهو ما يستدعي التوسع في طرح مجالات جديدة تلبي احتياجات سوق العمل المستقبلي وتواكب التحولات العالمية.
تشجع الشباب والاحتفاء بإنجازاتهم
ومن جانبها، أكدت الشابة زهراء مجيد أن الاحتفال باليوم العالمي للشباب يمثل فرصة مميزة لتشجيع الشباب وإبراز دورهم في المجتمع، مشيرة إلى أن البحرين تحرص على المشاركة في هذه المناسبة عبر تنظيم برامج ومبادرات تشجع الشباب وتحتفي بإنجازاتهم، مما يترك أثرًا إيجابيًا على روحهم المعنوية ودافعهم للعطاء.
وأوضحت أن تخصيص يوم عالمي للشباب يسهم في تعزيز حضورهم في السياسات العامة وصناعة القرار، مؤكدة أن هناك مساحات متاحة للشباب البحريني للمشاركة في رسم مستقبل البلاد، إلا أن هذه المساحات يمكن تطويرها بشكل أكبر لزيادة تأثيرهم المباشر في القضايا الوطنية.
وأضافت أن مستوى تمكين الشباب في البحرين شهد تطورًا واضحًا في السنوات الأخيرة، حيث أصبح الشاب البحريني أكثر ثقافة ووعيًا وتعليمًا مقارنة بالماضي، ويسعى باستمرار إلى تطوير مهاراته ومواكبة المستجدات.
وحول أبرز التحديات، أشارت مجيد إلى أن صعوبة الحصول على وظيفة تتناسب مع التخصص الجامعي تعد من أكبر العقبات التي تواجه الشباب، وهو ما يتطلب تعزيز المواءمة بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل، بما يضمن استثمار طاقات الشباب بالشكل الأمثل.
محدودية الفرص الوظيفية
أكدت الشابة صفاء جعفر أن الاحتفال باليوم العالمي للشباب يجد ترجمته على أرض الواقع في مملكة البحرين، حيث تولي الدولة اهتمامًا واضحًا بالشباب البحريني وتسعى إلى إبراز دورهم في التنمية، إلا أن الحاجة لا تزال قائمة إلى تنظيم فعاليات ومبادرات أكثر تنوعًا وانتشارًا في هذا اليوم لضمان وصول الرسائل التحفيزية إلى أكبر شريحة ممكنة من الشباب في مختلف المناطق.
وأوضحت أن تخصيص يوم عالمي للشباب يسهم في تعزيز حضورهم في القضايا العامة وصناعة القرار إذ يمنحهم دافعًا أكبر لإثبات فعاليتهم والمشاركة الإيجابية في تطوير المجتمع، خاصة في ظل ما يتمتع به الشباب البحريني من وعي ثقافي وفكري يؤهلهم لتحمل المسؤولية الوطنية.
وأضافت أن الشباب البحريني يمتلك اليوم مؤهلات تعليمية عالية، حيث إن العديد منهم أنهوا دراستهم الجامعية وهم على استعداد للإسهام في نهضة البلاد، إلا أن أبرز التحديات التي يواجهونها تتمثل في محدودية الفرص الوظيفية، وعدم مواءمة بعض التخصصات لمتطلبات سوق العمل.
وشددت على أن مواجهة هذه التحديات تتطلب خططًا استراتيجية لخلق بيئة عمل أكثر استيعابًا، وتوسيع مجالات التوظيف في القطاعات الحديثة، خاصة تلك المرتبطة بالاقتصاد الرقمي والتكنولوجيا والابتكار، مؤكدة أن الاستثمار في طاقات الشباب هو استثمار في مستقبل البحرين واستدامة تقدمها.
فجوة في توفير الفرص النوعية
أكدت الشابة زهراء جاسم أن الشاب البحريني يتميز بالاجتهاد والرغبة في العطاء حتى في ظل الصعوبات، مشيرة إلى أن اهتمام الدولة بالشباب موجود لكنه لا يزال بحاجة إلى مزيد من التطوير ليكون كافيًا لتمكينهم بشكل كامل في مختلف المجالات.
وأوضحت أن هناك فجوة في توفير فرص الاحتراف في بعض التخصصات الإبداعية والرياضية، حيث يضطر كثير من الشباب الموهوبين الى العمل في مجالات بعيدة عن مواهبهم الأساسية، مثل الفنان الذي يعمل في وظيفة لا علاقة لها بالفن، أو اللاعب الذي يضطر الى ممارسة مهنة أخرى، وهو ما يقلل من فرص استثمار الطاقات الشابة في مجالاتها الحقيقية.
وأضافت أن تخصيص يوم عالمي للشباب خطوة إيجابية، لكنها ترى أن يوماً واحداً في السنة لا يكفي لرفع اسم الشباب البحريني، مؤكدة أن الفعاليات والبرامج المستمرة على مدار العام هي السبيل لتعزيز حضورهم وتمكينهم، واقترحت أن يتم تنظيم أنشطة شهرية متنوعة داخل وخارج مدينة الشباب لضمان تنوع المحتوى ووصوله إلى مختلف الفئات.
وأشارت إلى أن الشباب البحريني يملك أمثلة مشرفة في مواقع صنع القرار، سواء في مجلس النواب أو الوزارات، إلا أن المساحة المتاحة أمامهم للتعبير عن اهتماماتهم الحقيقية لا تزال محدودة، مشددة على أهمية المبادرات التي تدعم الشباب في المجالات التي يبدعون فيها وتلبي شغفهم.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك