العدد : ١٧٢٩٨ - السبت ٠٢ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٨ صفر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٢٩٨ - السبت ٠٢ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٨ صفر ١٤٤٧هـ

أخبار البحرين

دعوات نيابية لتغليظ العقوبات في الحوادث المرورية الخطرة
النواب لـ«أخبار الخليج»: تعديلات قانون المرور على طاولة البرلمان في دور الانعقاد القادم

السبت ٠٢ أغسطس ٢٠٢٥ - 02:00

كتبت‭: ‬ياسمين‭ ‬العقيدات‭ ‬

 

مع‭ ‬زيادة‭ ‬عدد‭ ‬الحوادث‭ ‬المرورية‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬خلال‭ ‬الأشهر‭ ‬الأخيرة،‭ ‬والتي‭ ‬أودت‭ ‬بحياة‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬وتسببت‭ ‬في‭ ‬أضرار‭ ‬مادية‭ ‬جسيمة،‭ ‬دعا‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬قانون‭ ‬المرور،‭ ‬مؤكدين‭ ‬أن‭ ‬الوضع‭ ‬الراهن‭ ‬يتطلب‭ ‬حلولاً‭ ‬تشريعية‭ ‬وميدانية‭ ‬عاجلة،‭ ‬تتضمن‭ ‬تغليظ‭ ‬العقوبات،‭ ‬وتفعيل‭ ‬الرقابة،‭ ‬وإدخال‭ ‬أنظمة‭ ‬ردعية‭ ‬أكثر‭ ‬فعالية،‭ ‬مثل‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬ونظام‭ ‬النقاط‭.‬

وأكد‭ ‬النواب‭ ‬لـ«أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬أن‭ ‬المرحلة‭ ‬الحالية‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬تحتمل‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التأخير،‭ ‬مشيرين‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المجتمع‭ ‬بات‭ ‬يطالب‭ ‬بإجراءات‭ ‬أكثر‭ ‬صرامة‭ ‬وعدالة‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬السلوكيات‭ ‬الخطرة‭ ‬على‭ ‬الطرقات‭.‬

كما‭ ‬شددوا‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬العمل‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬السلطتين‭ ‬التشريعية‭ ‬والتنفيذية،‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬الأمنية‭ ‬المعنية،‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬نزيف‭ ‬الأرواح،‭ ‬ولتعزيز‭ ‬ثقافة‭ ‬مرورية‭ ‬أكثر‭ ‬وعيًا‭ ‬وانضباطًا‭.‬

مطالبات‭ ‬بتشديد‭ ‬العقوبات

أكد‭ ‬الدكتور‭ ‬علي‭ ‬النعيمي،‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬النواب،‭ ‬أن‭ ‬تزايد‭ ‬الحوادث‭ ‬المرورية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬مؤخرًا‭ ‬يستدعي‭ ‬وقفة‭ ‬ودراسة‭ ‬شاملة‭ ‬تتجاوز‭ ‬المعالجات‭ ‬السطحية‭ ‬أو‭ ‬اللحظية،‭ ‬لتلامس‭ ‬عمق‭ ‬المشكلة‭ ‬وأسبابها‭ ‬المتعددة‭.‬

‭ ‬وصرح‭ ‬النعيمي‭ ‬بأن‭ ‬المعالجة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تحصر‭ ‬في‭ ‬قانون‭ ‬المرور‭ ‬وحده،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬ركنًا‭ ‬أساسيًا،‭ ‬بل‭ ‬يجب‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تقييم‭ ‬شامل‭ ‬للمنظومة‭ ‬المرورية‭ ‬بأكملها،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الأحكام‭ ‬القضائية‭ ‬ذات‭ ‬الصلة،‭ ‬وتحليل‭ ‬البيانات‭ ‬المرورية،‭ ‬والوقوف‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬فاعلية‭ ‬الإجراءات‭ ‬المطبقة‭ ‬ميدانيًا،‭ ‬مشددًا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الغاية‭ ‬الأسمى‭ ‬التي‭ ‬ننشدها‭ ‬جميعًا‭ ‬هي‭ ‬ضمان‭ ‬سلامة‭ ‬مرورية‭ ‬حقيقية‭ ‬تصون‭ ‬الأرواح‭ ‬وتحافظ‭ ‬على‭ ‬الممتلكات،‭ ‬ولا‭ ‬يتحقق‭ ‬ذلك‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬منظور‭ ‬تكاملي‭ ‬لا‭ ‬يغفل‭ ‬أي‭ ‬جانب‭ ‬من‭ ‬جوانب‭ ‬القضية‭.‬

وأشار‭ ‬النعيمي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬القوانين‭ ‬بطبيعتها‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬مراجعة‭ ‬دورية‭ ‬لتقييم‭ ‬أثرها‭ ‬وفاعليتها‭ ‬في‭ ‬الواقع،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬المواد‭ ‬العقابية‭ ‬في‭ ‬قانون‭ ‬المرور‭ ‬باتت‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬نظر‭ ‬وتشديد،‭ ‬نظرًا‭ ‬إلى‭ ‬تكرار‭ ‬بعض‭ ‬الممارسات‭ ‬الخطرة‭ ‬رغم‭ ‬وجود‭ ‬نصوص‭ ‬قانونية‭ ‬واضحة،‭ ‬لافتًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬المخالفات‭ ‬التي‭ ‬تستوجب‭ ‬تغليظ‭ ‬العقوبة،‭ ‬القيادة‭ ‬المتهورة‭ ‬بسرعات‭ ‬تفوق‭ ‬الحد‭ ‬المسموح،‭ ‬وتجاوز‭ ‬الإشارة‭ ‬الضوئية‭ ‬الحمراء،‭ ‬واستخدام‭ ‬الهاتف‭ ‬أثناء‭ ‬القيادة،‭ ‬والتعدي‭ ‬على‭ ‬مسارات‭ ‬الطوارئ،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬حين‭ ‬تسبب‭ ‬هذه‭ ‬المخالفات‭ ‬إصابة‭ ‬أو‭ ‬وفاة،‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬السير‭ ‬في‭ ‬الاتجاه‭ ‬الخاطئ،‭ ‬وهي‭ ‬سلوكيات‭ ‬وصفها‭ ‬بأنها‭ ‬لا‭ ‬تندرج‭ ‬فقط‭ ‬ضمن‭ ‬مخالفات‭ ‬مرورية،‭ ‬بل‭ ‬تحمل‭ ‬تهديدًا‭ ‬مباشرًا‭ ‬لحياة‭ ‬الناس،‭ ‬ما‭ ‬يستوجب‭ ‬التعامل‭ ‬معها‭ ‬بحزم‭ ‬قانوني‭ ‬أكبر‭.‬

وأكد‭ ‬النعيمي‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬قانونًا‭ ‬قائمًا‭ ‬ينظم‭ ‬العقوبات‭ ‬والتدابير‭ ‬البديلة،‭ ‬وقد‭ ‬تضمن‭ ‬عددًا‭ ‬من‭ ‬الإجراءات‭ ‬مثل‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬المجتمع‭ ‬والمشاركة‭ ‬في‭ ‬برامج‭ ‬توعوية‭ ‬وتأهيلية،‭ ‬موضحًا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬التدابير‭ ‬يمكن‭ ‬تفعيلها‭ ‬في‭ ‬الجرائم‭ ‬والمخالفات‭ ‬المرورية،‭ ‬وهي‭ ‬ليست‭ ‬فقط‭ ‬بديلًا‭ ‬عن‭ ‬العقوبة،‭ ‬بل‭ ‬وسيلة‭ ‬لإعادة‭ ‬تأهيل‭ ‬المخالف‭ ‬وتوعيته‭ ‬بخطورة‭ ‬فعله،‭ ‬بما‭ ‬ينسجم‭ ‬مع‭ ‬فلسفة‭ ‬القانون‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬الإصلاح‭ ‬لا‭ ‬على‭ ‬العقوبة‭ ‬المجردة‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬بطبعه‭ ‬واعٍ‭ ‬ومتابع،‭ ‬وله‭ ‬مواقف‭ ‬إيجابية‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬ما‭ ‬يحقق‭ ‬الصالح‭ ‬العام،‭ ‬مشددًا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬كثيرًا‭ ‬من‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭ ‬اليوم‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬يطالبون‭ ‬بتشديد‭ ‬العقوبات،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬رأوا‭ ‬حجم‭ ‬الخطر‭ ‬الذي‭ ‬تسببه‭ ‬بعض‭ ‬الممارسات‭ ‬غير‭ ‬المسؤولة‭ ‬على‭ ‬الطرق،‭ ‬مبينًا‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬تشديد‭ ‬إذا‭ ‬جاء‭ ‬منضبطًا‭ ‬وعادلًا،‭ ‬فسيحظى‭ ‬بقبول‭ ‬شعبي،‭ ‬لأنه‭ ‬يلبي‭ ‬حاجة‭ ‬المجتمع‭ ‬للطمأنينة‭ ‬والسلامة‭.‬

أما‭ ‬بخصوص‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يراه‭ ‬بعض‭ ‬المواطنين‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬العقوبات‭ ‬الحالية‭ ‬لا‭ ‬تُطبق‭ ‬بحزم‭ ‬على‭ ‬الجميع،‭ ‬قال‭ ‬النعيمي‭ ‬إن‭ ‬مسؤولية‭ ‬ضبط‭ ‬السلوكيات‭ ‬المرورية‭ ‬هي‭ ‬مسؤولية‭ ‬مشتركة‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬الجهات،‭ ‬وتبدأ‭ ‬من‭ ‬الرقابة‭ ‬الذاتية‭ ‬للمجتمع‭ ‬نفسه،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬وآلياته‭ ‬لرصد‭ ‬المخالفات‭ ‬بات‭ ‬ضروريا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الزيادة‭ ‬المطردة‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬المركبات‭.‬

وعن‭ ‬موقفه‭ ‬من‭ ‬السلوكيات‭ ‬الخطرة‭ ‬مثل‭ ‬القيادة‭ ‬برعونة‭ ‬أو‭ ‬استخدام‭ ‬الهاتف‭ ‬أثناء‭ ‬القيادة‭ ‬أو‭ ‬القيادة‭ ‬تحت‭ ‬تأثير‭ ‬مواد‭ ‬مخدرة،‭ ‬أكد‭ ‬النعيمي‭ ‬أن‭ ‬الأحكام‭ ‬الجنائية‭ ‬تعاقب‭ ‬على‭ ‬أفعال‭ ‬محددة،‭ ‬وقانون‭ ‬المرور‭ ‬تصدى‭ ‬لها‭ ‬ولغيرها‭ ‬من‭ ‬الأفعال‭ ‬بالتجريم،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬مانع‭ ‬من‭ ‬مراجعة‭ ‬العقوبات‭ ‬الخاصة‭ ‬بها‭ ‬إذا‭ ‬اقتضت‭ ‬الحاجة‭.‬

تحديات‭ ‬حقيقية‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬القانون

أكد‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬الدكتور‭ ‬هشام‭ ‬العشيري‭ ‬أن‭ ‬مسألة‭ ‬تزايد‭ ‬الحوادث‭ ‬المرورية‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تثير‭ ‬قلقًا‭ ‬بالغًا،‭ ‬وتتطلب‭ ‬وقفة‭ ‬جادة‭ ‬من‭ ‬كافة‭ ‬الجهات‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة،‭ ‬سواء‭ ‬التشريعية‭ ‬أو‭ ‬التنفيذية،‭ ‬بهدف‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬الخسائر‭ ‬البشرية‭ ‬والمادية‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الحوادث‭.‬

وصرح‭ ‬العشيري‭ ‬بأن‭ ‬الحوادث‭ ‬الأخيرة‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬تحديات‭ ‬حقيقية‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬القانون‭ ‬وفي‭ ‬الثقافة‭ ‬المرورية‭ ‬السائدة،‭ ‬موضحًا‭ ‬أنه‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬قانون‭ ‬المرور‭ ‬بصيغته‭ ‬الحالية‭ ‬يتضمن‭ ‬مواد‭ ‬صارمة،‭ ‬فإنه‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬كافيًا،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬المستجدات‭ ‬التقنية‭ ‬وسلوكيات‭ ‬القيادة‭ ‬الحديثة،‭ ‬مما‭ ‬يستدعي‭ ‬مراجعة‭ ‬شاملة‭ ‬لبعض‭ ‬مواده‭.‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬بالفعل‭ ‬تحركات‭ ‬نيابية‭ ‬قائمة‭ ‬وسابقة‭ ‬لمراجعة‭ ‬قانون‭ ‬المرور‭ ‬أو‭ ‬تعديل‭ ‬بعض‭ ‬مواده،‭ ‬ويتم‭ ‬التباحث‭ ‬في‭ ‬مقترحات‭ ‬لتعديل‭ ‬بعض‭ ‬المواد،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬تغليظ‭ ‬العقوبات‭ ‬أو‭ ‬استحداث‭ ‬بدائل‭ ‬إصلاحية،‭ ‬متوقعًا‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬مطروحًا‭ ‬للنقاش‭ ‬في‭ ‬دور‭ ‬الانعقاد‭ ‬المقبل،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬المطالب‭ ‬المجتمعية‭ ‬المتزايدة‭ ‬بضرورة‭ ‬ضبط‭ ‬السلوك‭ ‬المروري‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتشديد‭ ‬العقوبات،‭ ‬أكد‭ ‬العشيري‭ ‬تأييده‭ ‬لتغليظ‭ ‬العقوبات‭ ‬على‭ ‬المخالفات‭ ‬التي‭ ‬تشكل‭ ‬تهديدًا‭ ‬مباشرًا‭ ‬لحياة‭ ‬الناس،‭ ‬مثل‭ ‬القيادة‭ ‬تحت‭ ‬تأثير‭ ‬المخدر‭ ‬أو‭ ‬الكحول،‭ ‬وتجاوز‭ ‬السرعة‭ ‬بشكل‭ ‬مفرط،‭ ‬واستخدام‭ ‬الهاتف‭ ‬أثناء‭ ‬القيادة،‭ ‬والقيادة‭ ‬برعونة‭ ‬أو‭ ‬التسابق‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬العامة،‭ ‬موضحًا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬السلوكيات‭ ‬تمثل‭ ‬خطرًا‭ ‬حقيقيًا‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬تُواجه‭ ‬بحزم‭.‬

ودعم‭ ‬العشيري‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭ ‬إدخال‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬مثل‭ ‬خدمة‭ ‬المجتمع‭ ‬أو‭ ‬حضور‭ ‬برامج‭ ‬توعوية‭ ‬إلزامية‭ ‬للمخالفين،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬العقوبة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الإصلاح‭ ‬والتقويم،‭ ‬وليس‭ ‬الردع‭ ‬فقط،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬توجه‭ ‬نيابي‭ ‬لتعزيز‭ ‬هذه‭ ‬البدائل‭ ‬ضمن‭ ‬التعديلات‭ ‬التشريعية‭ ‬المقبلة،‭ ‬وفقًا‭ ‬لنوعية‭ ‬المخالفة‭ ‬المرتكبة‭ ‬وما‭ ‬نتج‭ ‬عنها‭ ‬من‭ ‬تبعات‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬يطالب‭ ‬بتطبيق‭ ‬القانون‭ ‬بعدالة‭ ‬وصرامة،‭ ‬لافتًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التعديلات‭ ‬إذا‭ ‬اقترنت‭ ‬بحملات‭ ‬توعوية‭ ‬وتطبيق‭ ‬منصف،‭ ‬فإن‭ ‬المجتمع‭ ‬سيتقبلها‭ ‬ويدعمها،‭ ‬وخصوصًا‭ ‬بعد‭ ‬خسارة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأرواح‭ ‬البريئة‭ ‬جراء‭ ‬الحوادث‭ ‬المميتة‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭.‬

وعن‭ ‬ملاحظات‭ ‬المواطنين‭ ‬بشأن‭ ‬تفاوت‭ ‬تطبيق‭ ‬القانون،‭ ‬أكد‭ ‬العشيري‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يطرحه‭ ‬المواطنون‭ ‬محل‭ ‬تقدير،‭ ‬مطالبًا‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬بتكثيف‭ ‬الرقابة‭ ‬وضمان‭ ‬تطبيق‭ ‬العقوبات‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬دون‭ ‬استثناء،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬تسعى‭ ‬لأن‭ ‬يكون‭ ‬الجميع‭ ‬سواسية‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬القانون،‭ ‬ولا‭ ‬استثناء‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬العقوبة‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬مخطئ‭ ‬مهما‭ ‬كان‭.‬

وبشأن‭ ‬السلوكيات‭ ‬الخطرة،‭ ‬شدد‭ ‬العشيري‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬مواجهتها‭ ‬بمنتهى‭ ‬الصرامة‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬السلوكيات‭ ‬لا‭ ‬تُهدد‭ ‬فقط‭ ‬مرتكبيها،‭ ‬بل‭ ‬الأبرياء‭ ‬أيضًا،‭ ‬داعيًا‭ ‬إلى‭ ‬تغليظ‭ ‬العقوبة‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬يقود‭ ‬برعونة،‭ ‬أو‭ ‬يستخدم‭ ‬الهاتف،‭ ‬أو‭ ‬يقود‭ ‬تحت‭ ‬تأثير‭ ‬مواد‭ ‬مخدرة،‭ ‬وأن‭ ‬تتضمن‭ ‬العقوبات‭ ‬الإيقاف‭ ‬المؤقت‭ ‬لرخصة‭ ‬القيادة‭ ‬أو‭ ‬إلزامهم‭ ‬ببرامج‭ ‬تأهيلية‭ ‬متخصصة،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬مسؤولية‭ ‬النواب‭ ‬هي‭ ‬حماية‭ ‬الأرواح‭ ‬وأنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الوقوف‭ ‬مكتوفي‭ ‬الأيدي‭ ‬أمام‭ ‬هذه‭ ‬الظواهر‭ ‬المتكررة،‭ ‬وأنه‭ ‬سيعمل‭ ‬مع‭ ‬جميع‭ ‬الجهات‭ ‬لتشريع‭ ‬قانون‭ ‬مروري‭ ‬أكثر‭ ‬عدالة‭ ‬وصرامة‭ ‬وفعالية‭.‬

ضرورة‭ ‬تفعيل‭ ‬نظام‭ ‬النقاط

أكد‭ ‬محمد‭ ‬الأحمد‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬النواب،‭ ‬أن‭ ‬تزايد‭ ‬الحوادث‭ ‬المرورية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬مؤخرًا‭ ‬يتطلب‭ ‬تدخلاً‭ ‬جادًا‭ ‬وحازمًا‭ ‬من‭ ‬كافة‭ ‬الجهات‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إحصائيات‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للمرور‭ ‬أظهرت‭ ‬أن‭ ‬الحوادث‭ ‬البليغة‭ ‬شكّلت‭ ‬48%‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬الحوادث‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬2024،‭ ‬منها‭ ‬28%‭ ‬بسبب‭ ‬السرعة‭ ‬الزائدة،‭ ‬و24%‭ ‬بسبب‭ ‬تجاوز‭ ‬الإشارة‭ ‬الحمراء‭. ‬

وصرح‭ ‬بأن‭ ‬قانون‭ ‬المرور‭ ‬رقم‭ (‬23‭) ‬لسنة‭ ‬2014‭ ‬أسهم‭ ‬سابقًا‭ ‬في‭ ‬تقليل‭ ‬الحوادث‭ ‬المميتة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الأرقام‭ ‬الحالية‭ ‬تؤكد‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تحديث‭ ‬بعض‭ ‬المواد‭ ‬وتكثيف‭ ‬الرقابة‭ ‬لضمان‭ ‬التطبيق‭ ‬العادل‭ ‬والفعّال‭.‬

وأوضح‭ ‬الأحمد‭ ‬أنه‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬لم‭ ‬يُطرح‭ ‬موضوع‭ ‬الحوادث‭ ‬المرورية‭ ‬تحت‭ ‬قبة‭ ‬البرلمان،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬الوقت‭ ‬قد‭ ‬حان‭ ‬لفتح‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تكرار‭ ‬الحوادث‭ ‬المميتة‭ ‬والبليغة،‭ ‬مضيفًا‭ ‬أن‭ ‬المجلس‭ ‬لم‭ ‬يناقش‭ ‬سوى‭ ‬مقترح‭ ‬تعديل‭ ‬المادة‭ (‬56‭) ‬من‭ ‬القانون،‭ ‬والتي‭ ‬تتعلق‭ ‬بتمديد‭ ‬فترة‭ ‬التصالح‭ ‬من‭ ‬7‭ ‬أيام‭ ‬إلى‭ ‬30‭ ‬يومًا،‭ ‬وتقليل‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬للغرامات،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭ ‬ووزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬تحفّظا‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬التعديل،‭ ‬وأنه‭ ‬بدوره‭ ‬أيضًا‭ ‬تحفظ‭ ‬عليه‭ ‬رغم‭ ‬موافقة‭ ‬المجلس،‭ ‬معتبرًا‭ ‬إياه‭ ‬إضعافًا‭ ‬لفاعلية‭ ‬القانون‭ ‬في‭ ‬الردع‭.‬

وفيما‭ ‬يخص‭ ‬العقوبات،‭ ‬أكد‭ ‬الأحمد‭ ‬تأييده‭ ‬لتشديدها‭ ‬على‭ ‬المخالفات‭ ‬التي‭ ‬تشكل‭ ‬خطرًا‭ ‬مباشرًا‭ ‬على‭ ‬حياة‭ ‬الناس،‭ ‬مثل‭ ‬السرعة‭ ‬الزائدة،‭ ‬وتجاوز‭ ‬الإشارة‭ ‬الحمراء،‭ ‬والقيادة‭ ‬تحت‭ ‬تأثير‭ ‬المخدرات‭ ‬أو‭ ‬الكحول،‭ ‬واستخدام‭ ‬الهاتف‭ ‬أثناء‭ ‬القيادة،‭ ‬مشددًا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬السلوكيات‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تواجه‭ ‬بحزم‭.‬

وأضاف‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬توجه‭ ‬نيابي‭ ‬واضح‭ ‬لإدخال‭ ‬عقوبات‭ ‬بديلة‭ ‬مثل‭ ‬الخدمة‭ ‬المجتمعية‭ ‬أو‭ ‬برامج‭ ‬التوعية‭ ‬الإلزامية،‭ ‬لكنه‭ ‬لا‭ ‬يرى‭ ‬ما‭ ‬يمنع‭ ‬من‭ ‬طرح‭ ‬هذا‭ ‬الخيار،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يخفف‭ ‬من‭ ‬الحوادث‭ ‬ويحد‭ ‬من‭ ‬المخالفات،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬تأييده‭ ‬للعقوبات‭ ‬البديلة،‭ ‬وخصوصًا‭ ‬في‭ ‬المخالفات‭ ‬غير‭ ‬الجسيمة،‭ ‬كإلزام‭ ‬المخالفين‭ ‬بحضور‭ ‬برامج‭ ‬توعوية‭ ‬أو‭ ‬أداء‭ ‬خدمة‭ ‬مجتمعية،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬مطبّق‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭.‬

وأكد‭ ‬الأحمد‭ ‬أن‭ ‬تشديد‭ ‬العقوبات‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬المخالفات‭ ‬الجسيمة،‭ ‬مثل‭ ‬تجاوز‭ ‬الإشارة‭ ‬الحمراء‭ ‬أو‭ ‬السرعة‭ ‬المفرطة،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬بات‭ ‬يطالب‭ ‬بتطبيق‭ ‬أكثر‭ ‬عدالة‭ ‬وصرامة،‭ ‬وخاصة‭ ‬بعد‭ ‬الحوادث‭ ‬المأساوية‭ ‬الأخيرة‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بملاحظات‭ ‬المواطنين‭ ‬حول‭ ‬تفاوت‭ ‬تطبيق‭ ‬العقوبات،‭ ‬شدد‭ ‬الأحمد‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬التطبيق‭ ‬الصارم‭ ‬والمتساوي‭ ‬للقانون،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬هيبة‭ ‬القانون‭ ‬تضعف‭ ‬دون‭ ‬ذلك،‭ ‬داعيًا‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬المراقبة‭ ‬باستخدام‭ ‬الكاميرات‭ ‬الذكية،‭ ‬وتكثيف‭ ‬التواجد‭ ‬المروري‭ ‬لضمان‭ ‬تحقيق‭ ‬العدالة‭ ‬والردع‭ ‬الحقيقي‭.‬

وأكد‭ ‬أن‭ ‬السلوكيات‭ ‬الخطرة‭ ‬مثل‭ ‬القيادة‭ ‬المتهورة،‭ ‬أو‭ ‬تحت‭ ‬تأثير‭ ‬المواد‭ ‬المخدرة،‭ ‬أو‭ ‬استخدام‭ ‬الهاتف‭ ‬أثناء‭ ‬القيادة‭ ‬تتسبب‭ ‬في‭ ‬حوادث‭ ‬مميتة،‭ ‬مما‭ ‬يستدعي‭ ‬قوانين‭ ‬أشد،‭ ‬وتطبيقًا‭ ‬حازمًا،‭ ‬وتوعية‭ ‬مستمرة،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬ضرورة‭ ‬تفعيل‭ ‬نظام‭ ‬النقاط‭ ‬الموجود‭ ‬ضمن‭ ‬القانون‭ ‬الحالي،‭ ‬مستغربًا‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬تنفيذه‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬رغم‭ ‬أهميته،‭ ‬وأوضح‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬يتضمن‭ ‬منح‭ ‬نقاط‭ ‬لكل‭ ‬مخالفة‭ ‬مرورية‭ ‬بحسب‭ ‬شدتها،‭ ‬وفق‭ ‬جدول‭ ‬محدّد‭ ‬في‭ ‬اللائحة‭ ‬التنفيذية،‭ ‬وعند‭ ‬تراكم‭ ‬20‭ ‬نقطة‭ ‬خلال‭ ‬سنة‭ ‬واحدة‭ ‬يتم‭ ‬سحب‭ ‬رخصة‭ ‬القيادة‭ ‬مدة‭ ‬3‭ ‬أشهر،‭ ‬مع‭ ‬تصاعد‭ ‬العقوبات‭ ‬عند‭ ‬التكرار،‭ ‬لتصل‭ ‬إلى‭ ‬سحب‭ ‬الرخصة‭ ‬مدة‭ ‬عام‭ ‬أو‭ ‬إلغائها‭ ‬بشكل‭ ‬نهائي‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا