في إطار الفصل الثاني من الموسم الثقافي الثلاثين، نظم مركز عبدالرحمن كانو الثقافي بالتعاون مع مركز عائشة يتيم للإرشاد الأسري التابع لجمعية نهضة فتاة البحرين محاضرة بعنوان «فن إدارة الغضب»، قدمتها أخصائية الإرشاد النفسي زهراء العلوي، وأدارت الحوار جليلة إسماعيل، بحضور نخبة من المهتمين بالشأن النفسي والاجتماعي.
واستهلت العلوي محاضرتها بتعريف مفهوم الغضب من منظور علم النفس الأمريكي، باعتباره انفعالًا يتسم بالتوتر والعدائية وينشأ نتيجة الإحباط أو الشعور بالظلم أو الأذى الحقيقي أو المتصوَّر، موضحةً أن الغضب يختلف عن العدوان لكنه يمثل محفزًا رئيسيًا له. كما عرضت الجانب العصبي والبيولوجي للغضب، مبينةً دور اللوزة الدماغية والجهاز العصبي السمبثاوي في استجابة «الكر أو الفر» وما يرافقها من تغيرات فسيولوجية كزيادة ضربات القلب وضغط الدم وإفراز الأدرينالين.
وتطرقت المحاضرة إلى آثار الغضب على الصعيد الشخصي والاجتماعي، مشيرةً إلى أنه قد يضعف القدرة على التواصل الفعّال ويؤثر سلبًا على العلاقات، ويعزز مشاعر العدوانية إذا تم التعبير عنه بشكل سلبي، كما أن كبت الغضب ينعكس على الصحة النفسية والجسدية مسببًا اضطرابات مثل الاكتئاب وارتفاع ضغط الدم.
وأكدت العلوي أهمية مهارة إدارة الغضب كقدرة على التحكم بالانفعالات والتعبير عنها بطريقة صحية، موضحةً أن ذلك يسهم في تحسين الصحة النفسية والجسدية وتعزيز العلاقات الاجتماعية.
وشرحت الخطوات الأولية لإدارة الغضب بدءًا من التعرف على المسببات والعلامات المبكرة، ووضع استراتيجيات وقائية، واستخدام أسلوب «الوقت المستقطع» لتجنب الانفعالات الحادة.
كما عرضت مجموعة من الاستراتيجيات المساعدة، مثل تمارين الاسترخاء (التنفس العميق، استرخاء العضلات التدريجي، التأمل)، والتواصل الفعّال، وبناء أنماط تفكير صحية تبتعد عن التعميم والتضخيم والشخصنة، إضافة إلى مراقبة الحوار الذاتي وتحويله إلى حوار إيجابي داعم للذات.
واختتمت المحاضرة بالتأكيد أن التعبير الصحي عن الغضب، وممارسة أنشطة التفريغ الإيجابية مثل الرياضة أو الكتابة أو الحوار البنّاء، يمثلان ركيزة أساسية للسيطرة على هذه الانفعالات، وتحويلها إلى طاقة إيجابية تسهم في تحسين جودة الحياة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك