انطلاقًا من حرص الاتحاد البحريني لكرة اليد على تطوير اللعبة وتعزيز مكانتها محليًا وخارجيًا، أجرى «أخبار الخليج الرياضي» حوارًا خاصًا مع د. خالد الحيدان، عضو مجلس الإدارة، والنائب الأول لرئيس الاتحاد البحريني لكرة اليد، تم خلاله التطرق إلى أبرز ما شهده الموسم الرياضي المنصرم، واستعراض الجهود المبذولة استعدادًا للموسم الجديد 2025-2026.
وتناول الحوار تقييم المستوى الفني والتنظيمي للمسابقات المحلية، والاتفاق مع الأندية على صيغة الدوري الجديد، إلى جانب الحديث عن بطولة السوبر، ومواعيد انطلاق الموسم، كما شمل الحوار ملفات المنتخبات الوطنية بمختلف فئاتها، وخطط الإعداد للمشاركات الخارجية، بالإضافة إلى قضايا التوقفات، والرعاية، والنقل التلفزيوني.
وأكد الحيدان أن الدعم الكبير من القيادة الرياضية، ممثلة بسمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة وسمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، كان ركيزة رئيسية فيما تحقق من إنجازات، مشيرًا إلى أن العمل متواصل لمواصلة النجاحات وتحقيق أهداف اللعبة في مختلف الأصعدة.
- كيف يقيّم الاتحاد البحريني لكرة اليد الموسم المنصرم من حيث التنظيم والمستوى الفني للمسابقات المحلية؟
يعتمد تقييم التنظيم والمستوى الفني للمسابقات المحلية على مدى تحقق مجموعة من العوامل الأساسية. وعندما تتوافر هذه العوامل، يمكننا القول بنجاح المسابقات. وقد شهدنا هذا الموسم تنوعًا في المنافسة وارتفاعًا في المستوى الفني، بدليل عودة الأهلي وباربار بقوة إلى الواجهة، إلى جانب الحضور الدائم لأندية النجمة والدير والشباب، وظهور فرق أثبتت وجودها مثل التضامن وتوبلي، وهو مؤشر إيجابي للغاية. كما نجحنا في استقطاب الجماهير إلى المدرجات في العديد من المباريات، وهو جانب مهم ومحوري في نجاح أي بطولة. أما فيما يتعلق ببعض السلبيات، فنحن نعمل على دراستها ومعالجتها بالتعاون مع الأندية، مع الحرص على ترسيخ كل ما هو إيجابي استعدادًا للموسم المقبل.
- هل هناك نية لدى الاتحاد لتغيير نظام الدوري الموسم المقبل بناءً على مطالب الأندية بتطبيق نظام «دوري من دورين»؟
يعتمد مجلس الإدارة في قراراته الجوهرية على مبدأ إشراك الأندية، انطلاقًا من المصلحة العامة. وكما جرت العادة، عقدنا اجتماعًا مع الأندية بعد نهاية الموسم لمناقشة الأداء، وخلال الاجتماع تم التوافق على النظام الجديد للموسم القادم. ومن المهم التأكيد أن لكل نظام مزايا وعيوب، وليس بالضرورة أن يكون الدوري من دورين هو الخيار الأمثل، فقد سبق تطبيقه في مواسم سابقة ولم يكن ناجحًا فنيًا، حيث أدى تفاوت المستويات إلى حسم البطولة مبكرًا، ما أثر سلبًا على المنافسة والحضور الجماهيري. لذلك، يتم اختيار النظام الأنسب بناءً على المعطيات والتقييم بعد كل موسم.
- متى يتوقع انطلاق الموسم الرياضي الجديد 2025-2026؟ وهل تم الانتهاء من إعداد التصور الكامل للموسم؟
تم اعتماد روزنامة الموسم الجديد وتعميمها على الأندية، حيث تم تحديد مواعيد انطلاق جميع المسابقات وانتهائها بشكل مبدئي. وتنطلق المسابقات في شهر سبتمبر المقبل، على أن تختتم في مايو من العام القادم.
- هل هناك نية لإطلاق بطولة جديدة مثل «بطولة النخبة» بمشاركة الفرق الأربعة الأولى؟ وما الهدف منها؟
تم تنفيذ هذه الفكرة بالفعل في الموسم الماضي، وستستمر تحت مسمى «بطولة السوبر» بمشاركة بطلي الدوري والكأس، إلى جانب وصيفيهما. وبحسب الروزنامة المعتمدة، من المقرر انطلاق البطولة في شهر أكتوبر المقبل.
- ما موقف الاتحاد من التوقفات الطويلة التي شهدها الموسم الماضي؟ وهل هناك حلول فعلية لضمان استمرارية الموسم بشكل أفضل؟
كانت التوقفات ناتجة عن مشاركات المنتخبات الوطنية والأندية في البطولات الخارجية، وهو أمر إجباري. وكرة اليد البحرينية تحظى بحضور بارز خليجيًا وعربيًا وآسيويًا، ومشاركاتها الخارجية ضرورية بالنظر إلى الإنجازات المشرفة التي تحققت. من الطبيعي أن تنعكس هذه المشاركات على المسابقات المحلية، ونحن نثمن تفهم الأندية وتعاونها في هذا الشأن. ونعمل باستمرار على تقليص فترات التوقف قدر المستطاع، مع الحفاظ على العدالة في المنافسة وعدم الإضرار بالأندية.
- هل سنشهد وجود رعاة رسميين لدوري خالد بن حمد لكرة اليد؟ وماذا عن النقل التلفزيوني للمباريات في الموسم القادم؟
أود أولاً أن أتقدم بالشكر والتقدير للقيادة الرياضية، ممثلة بسمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة وسمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، على دعمهم اللامحدود للرياضة عامة وكرة اليد خاصة، وهو دعم أسهم في تذليل جميع الصعوبات. من جانبنا، يعمل مجلس الإدارة بشكل دؤوب على تأمين رعاية رسمية لدوري خالد بن حمد، لما له من مكانة كبيرة. ونجحنا سابقًا في استقطاب عدد من الشركات الراعية، وسنواصل هذا المسعى. أما بخصوص النقل التلفزيوني، فهناك تنسيق مستمر مع القناة الرياضية لزيادة عدد المباريات المنقولة بحسب الإمكانيات المتاحة، ونأمل أن يتوسع النقل في الموسم المقبل.
- كيف يقيم الاتحاد مشاركة منتخب الشباب في كأس العالم الأخيرة؟ وما هي الدروس المستفادة؟
وقع منتخب الشباب في مجموعة صعبة ضمت إسبانيا ومصر، وهما منتخبان يتمتعان بخبرة كبيرة. ورغم ذلك، تمكن المنتخب من حجز المركز الثالث في الدور التمهيدي بعد الفوز على السعودية، وقدم أداءً متفاوتًا في الأدوار التالية. وتخضع هذه المشاركة حاليًا للتقييم بناءً على التقرير المقدم من الجهازين الفني والإداري، حيث تقوم لجنة المنتخبات بدراسة شاملة للجوانب الإيجابية والسلبية، في إطار عملية تطوير المنتخبات.
- ما هي استعدادات منتخب الناشئين للمشاركة في بطولة العالم المقبلة؟ وهل هناك خطة إعداد متكاملة؟
منتخب الناشئين يواصل استعداداته الجادة للمشاركة العالمية المقبلة في مصر، من خلال التدريبات المحلية. وضمن خطة الجهاز الفني، هناك مباريات ودية مقررة قبل السفر، ونتمنى أن تكون الخطة كافية لتحقيق نتائج إيجابية.
- ماذا عن مشاركة منتخب الأشبال في البطولة الآسيوية الأولى؟ وكيف ينظر الاتحاد لهذه الفئة الواعدة؟
منتخب الأشبال يمثل القاعدة الأساسية لكرة اليد البحرينية ويحظى باهتمام خاص من مجلس الإدارة. وفي هذه المرحلة، لا نركز على النتائج بقدر ما نهتم بالتكوين السليم للاعبين، من خلال التجمعات المتواصلة والمشاركات المتعددة، سواء في البطولة الآسيوية أو دورة الألعاب الآسيوية المقبلة في البحرين. الهدف هو إعداد هذه المجموعة للانضمام مستقبلًا للمنتخبات العمرية ضمن خطة طويلة المدى.
- لماذا لم نشهد إقامة معسكرات خارجية لمنتخب الشباب قبل كأس العالم؟ وهل سيكون ذلك نهجًا مستمرًا في المشاركات المقبلة؟
السبب الرئيسي هو ضيق الفترة الزمنية بين نهاية الموسم المحلي وبداية بطولة العالم، إلى جانب ارتباط معظم لاعبي المنتخب بفرقهم في الدرجة الأولى، ما حال دون تفريغهم. ومع ذلك، فإننا لا نتردد في تنظيم معسكرات خارجية متى ما توفرت الظروف، وقد سبق تنظيم معسكرات لمنتخبات أخرى في فترات سابقة.
- هل هناك خطة واضحة لجدولة معسكرات خارجية وتجهيز المنتخبات بالشكل الأمثل في البطولات القادمة؟
لجنة المنتخبات برئاسة السيد علي عيسى إسحاقي تؤدي دورها على أكمل وجه، وتسعى دائمًا لتجهيز المنتخبات بأفضل صورة. أحيانًا تكون الروزنامة المزدحمة عائقًا أمام تحقيق الإعداد المثالي، لكننا نحاول التغلب على ذلك من خلال التجمعات المستمرة طوال الموسم.
- الاتحاد دائم التعاون مع الصحافة، لكن نواجه صعوبات في الحصول على المعلومات أو التوقعات المستقبلية.. هل من توجه لزيادة الشفافية الإعلامية؟
الاتحاد من الجهات الحريصة على إطلاع الرأي العام بكل شفافية، ولا نخفي أي قرارات أو تحركات. ونؤمن بدور الإعلام كشريك أساسي في تطوير الرياضة بشكل عام وكرة اليد بشكل خاص. إلا أن بعض المعلومات تحتاج أحيانًا إلى النشر عبر قنوات الاتحاد الرسمية لتفادي أي اجتهادات صحفية قد تُعرض المعلومة بشكل غير دقيق.
- لماذا لا نشاهد صحفيين يرافقون المنتخبات الوطنية في المشاركات الخارجية لتوثيقها إعلاميًا وتعزيز التفاعل الجماهيري؟
هناك تنسيق دائم مع اللجنة الأولمبية لإيفاد إعلاميين مع المنتخبات الوطنية متى ما سمحت الظروف، وقد تحقق هذا الأمر في معظم المشاركات السابقة.
- ما دور الاتحاد في دعم الأندية ذات الإمكانات المحدودة؟ ولماذا لا يتم التركيز على توفير دعم أكبر لها لتقوية التنافس العام؟
الدعم لا يقتصر فقط على الجانب المالي، بل يشمل الدعم اللوجستي والدورات الفنية والإدارية التي يقدمها الاتحاد بشكل مستمر. أما من الناحية المالية، فإن دعم الأندية يعتبر من الأولويات متى ما توفرت الرعايات اللازمة.
- شاهدنا تباينًا في جدول المسابقات الموسم الماضي بين ضغط المباريات وتوقفات طويلة.. ما تفسيركم لذلك؟ وهل ستتم معالجة هذه الإشكالية؟
كما ذكرنا، فإن جدول المسابقات يتأثر بعدة عوامل، أبرزها المشاركات الخارجية. لجنة المسابقات تبذل جهدها لضمان انسيابية المنافسات، لكن أحيانًا تفرض الظروف تحديات خارجة عن الإرادة، وهي تحديات تواجه معظم الاتحادات وليس اتحادنا فقط.
- اعتماد الاتحاد على المدربين الوطنيين في قيادة المنتخبات خطوة تُحسب له.. كيف تقيمون هذا التوجه؟
مجلس الإدارة حريص على تطوير المنظومة بالكامل، من لاعبين ومدربين وإداريين، ويعمل على تمكين الكوادر الوطنية من خلال الدورات والتجارب الخارجية. ونحن نرى أن التوجه نحو المدرب الوطني إيجابي جدًا، وقد أثبت كثير منهم كفاءتهم، رغم التفاوت في النتائج، وهو أمر طبيعي ويخضع لتقييم مستمر ضمن خطة تطوير شاملة.
- لماذا لا نرى محترفين أجانب في الدوري البحريني، رغم وجودهم في معظم الدوريات الخليجية؟ هل هناك توجّه لتغيير ذلك؟
الاحتراف له إيجابيات، لكن في الوقت الحالي لا نرى أن تجربة اللاعب المحترف مناسبة لدوري اليد البحريني، فقد تؤدي إلى فوارق فنية كبيرة تؤثر على توازن البطولة. ومع ذلك، يبقى الباب مفتوحًا لتطبيق الفكرة مستقبلًا بناءً على التقييم. ورغم غياب المحترفين، لا تزال منتخباتنا تتصدر على المستويات الخليجية والعربية والآسيوية، وتحقق حضورًا دائمًا في كأس العالم.
- ما هي أبرز الخطوات التي سيعتمدها الاتحاد في الموسم المقبل لتطوير اللعبة على المستوى الفني والإداري؟
نركز على تطوير كافة الجوانب، سواء من خلال الأنظمة التنافسية أو الدورات التدريبية المتقدمة للمدربين والإداريين بالتعاون مع الاتحادين الآسيوي والدولي، واستقطاب محاضرين معتمدين. كما نحرص على التشاور الدائم مع الأندية لضمان التطوير الشامل للعبة.
- كيف تقيّم شخصيًا أداء الاتحاد في الموسم المنصرم؟ وما أبرز التحديات التي واجهتكم؟
أعتقد أن الاتحاد، برئاسة السيد علي عيسى إسحاقي، قدّم أداءً إيجابيًا للغاية، وحقق العديد من الأهداف المرسومة رغم التحديات. ورغم أننا لا ندعي الكمال، إلا أننا راضون عن ما أنجز. أما التحديات الأبرز، فتتمثل في تنفيذ خطة العمل وتحقيق الإنجازات للمنتخبات الوطنية، وضمان نجاح المسابقات ورفع كفاءة الحكام وغير ذلك من الأهداف المستمرة.
- كلمة أخيرة؟
كل الشكر لجريدة أخبار الخليج على اهتمامها بكرة اليد، ونؤمن بأن التواصل الدائم مع الإعلام يصب في مصلحة اللعبة، ونتمنى لكم التوفيق في رفع اسم الرياضة البحرينية عاليًا وتحقيق تطلعات الشارع الرياضي في المملكة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك