في وقت قد تتقاطع فيه التحديات الثقافية والإعلامية قدمت الباحثة أماني الثنيان دراسة علمية تحت عنوان معالجة كتّاب الرأي في الصحافة البحرينية لقضايا الهوية الوطنية للحصول على درجة الماجستير من الجامعة الأهلية بمملكة البحرين، وذلك بإشراف الدكتور زهير حسين ضيف وبمناقشة المحكم الداخلي الدكتور كاظم مؤنس والمحكم الخارجي الدكتور عبد الرزاق الدليمي، حيث تعد الهوية الوطنية من الركائز الأساسية لبناء الدولة والمجتمع وقد برزت هذه القضية في ظل التغيرات والتحولات الثقافية والفكرية والسياسية مع انتشار وسائل الإعلام الحديثة ولأن للصحافة دورا مهما في ترسيخ الهوية الوطنية من خلال ما تطرحه أقلام كتّاب الرأي في الأعمدة الصحفية جاءت هذه الدراسة لتسليط الضوء على دور كتّاب الرأي في تناول مواضيع الهوية الوطنية، وهدفت الدراسة الى الكشف عن الاتجاهات التي يتبناها كتّاب الرأي تجاه قضايا الهوية الوطنية ومعرفة ترتيب قضايا الهوية الوطنية في أعمدة كتّاب الرأي وتحليل مضمون المقالات من حيث الأسلوب والمحتوى.
تكمن اهمية الدراسة بثراء موضوعاتها المطروحة حيث تناولت قضايا ذات أبعاد ثقافية واجتماعية وسياسية وهذه الشمولية في الطرح وعمق التحليل أسهم في تنوع وإبراز الدور الصحفي في تناول قضايا الهوية الوطنية من زوايا متعددة كذلك أهميتها العملية حيث انها تقدم مؤشرات تطبيقية مفيدة للمؤسسات الإعلامية والصحفية كما تعزز الخطاب الصحفي الداعم للهوية الوطنية وتسهم في تعزيز دور الكتاب الوطني في صناعة المحتوى الصحفي.
وتوصلت الباحثة من خلال عمليات التحليل التي أجرتها وفق صحيفة تحليل علمية احتوت على ثلاثة عشر فئة رئيسية اندرج تحتها ثمانية واربعين فئة تحليل فرعية تشير الى توافق عال بين المفاهيم الوطنية وكتابات مقالات الرأي حيث أولت الصحف البحرينية أهمية واضحة بقضايا المواطنة وهو ما يشير إلى اهتمام كاتبي المقالات بتأكيد الحقوق والواجبات ضمن الإطار الوطني كما تصدرت الجوانب الثقافية المعززة للهوية والانفتاح الثقافي قائمة الموضوعات في ظل التحديات الثقافية المنتشرة تزامنا مع هيمنة مفاهيم العولمة وتناولت كتابات الصحفيين المنجز الحضاري وثقافة التعايش مما عكس توجها إيجابيا نحو إبراز ما تحقق من تطورات حضارية وتشجيع قيم التعايش والانفتاح داخل المجتمع البحريني.
كما جاءت نتائج رصد الفئة الاجتماعية مؤكدة تركيزها على الوعي الاجتماعي وتبين ذلك في اهتمام مقالات الرأي بدور الفرد والمجتمع وفي فهم القضايا العامة وتعزيز السلوكيات الإيجابية كما لاحظت الباحثة من خلال تحليل المحور الإنساني في مقالات الرأي في الصحف البحرينية اهتمام واضح باحترام حقوق الإنسان وإبراز البعد الإنساني في تناول القضايا المرتبطة بحق الانتماء لارتباطه بالهوية الوطنية والانتماء المجتمعي.
وفيما يخص مهددات الهوية الوطنية جاء موضوع محاربة الطائفية العنصرية ضمن اهتمامات الكتاب الا انه لم يحظ بأهمية خطورته مما يدعو الى ضرورة الاهتمام والتركيز على مهددات الهوية الوطنية.
واوصت الدراسة الى تعزيز الخطاب الإعلامي الوطني والاهتمام بمعالجة مهدادات الهوية الوطنية ومعالجتها بشكل أعمق والوقوف على أسبابها وكيفية محاربتها وحماية المجتمع من الفكر المتطرف والتركيز على القواسم الوطنية المشتركة والتنوع الثقافي والمذهبي اضافة الى دعم الكتابات المهتمة بفئة الحوار وتعزيز التعايش السلمي والمعالجة الإيجابية الواعية لمضامين الهوية الوطنية والانتماء الوطني.
وقد نالت الرسالة إشادة من لجنة المناقشة لما احتوته من منهجية علمية رصينة وتناول موضوعي لقضية حيوية تمس كل مواطن بحريني، وحازت الرسالة تقدير الامتياز مع التميز.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك