العدد : ١٧٢٩٢ - الأحد ٢٧ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٢ صفر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٢٩٢ - الأحد ٢٧ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٢ صفر ١٤٤٧هـ

ألوان

لبنان.. رحيل أيقونة الموسيقى والمسرح زياد الرحباني

الأحد ٢٧ يوليو ٢٠٢٥ - 02:00

غيّب‭ ‬الموت‭ ‬أمس‭ ‬الموسيقار‭ ‬زياد‭ ‬الرحباني‭ ‬عن‭ ‬69‭ ‬عاما،‭ ‬بعد‭ ‬مسيرة‭ ‬فنية‭ ‬تركت‭ ‬بصمة‭ ‬عميقة‭ ‬في‭ ‬الموسيقى‭ ‬والمسرح‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬والعالم‭.  ‬وزياد‭ ‬الرحباني‭ ‬هو‭ ‬نجل‭ ‬الفنانة‭ ‬فيروز‭ ‬والراحل‭ ‬عاصي‭ ‬الرحباني،‭ ‬وقد‭ ‬أحدث‭ ‬ثورة‭ ‬في‭ ‬الفن‭ ‬المسرحي‭ ‬والغنائي‭ ‬والموسيقي،‭ ‬وعُرف‭ ‬بأعماله‭ ‬الساخرة‭ ‬الناقدة‭ ‬للوضع‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والسياسي‭.‬

وأعلنت‭ ‬إدارة‭ ‬مستشفى‭ ‬‮«‬بي‭ ‬أم‭ ‬جي‮»‬‭ (‬مستشفى‭ ‬فؤاد‭ ‬خوري‭) ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الحمرا‭ ‬في‭ ‬بيروت‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬‮«‬توقف‭ ‬قلب‭ ‬الفنان‭ ‬الكبير‭ ‬والمبدع‭ ‬زياد‭ ‬الرحباني‭ ‬عن‭ ‬الخفقان‮»‬‭ ‬الساعة‭ ‬التاسعة‭ ‬صباحا،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬توضح‭ ‬سبب‭ ‬الوفاة‭.  ‬ونعى‭ ‬الرئيس‭ ‬اللبناني‭ ‬جوزاف‭ ‬عون‭ ‬الرحباني‭ ‬قائلا‭ ‬في‭ ‬بيان‭: ‬‮«‬لم‭ ‬يكن‭ ‬زياد‭ ‬الرحباني‭ ‬مجرد‭ ‬فنان،‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬حالة‭ ‬فكرية‭ ‬وثقافية‭ ‬متكاملة‭... ‬كان‭ ‬ضميرا‭ ‬حيّا،‭ ‬وصوتا‭ ‬متمرّدا‭ ‬على‭ ‬الظلم،‭ ‬ومرآة‭ ‬صادقة‭ ‬للمعذبين‭ ‬والمهمّشين‮»‬،‭ ‬معتبرا‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬كان‭ ‬يكتب‭ ‬وجع‭ ‬الناس،‭ ‬ويعزف‭ ‬على‭ ‬أوتار‭ ‬الحقيقة،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬مواربة‮»‬‭.  ‬وتوجّه‭ ‬بالتعزية‭ ‬الى‭ ‬فيروز‭ ‬والعائلة‭ ‬الرحبانية‭ ‬‮«‬بهذه‭ ‬الخسارة‭ ‬الكبيرة‮»‬‭.  ‬وكتب‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬نواف‭ ‬سلام‭ ‬في‭ ‬منشور‭ ‬عبر‭ ‬منصة‭ ‬‮«‬اكس‮»‬‭: ‬‮«‬بغياب‭ ‬زياد‭ ‬الرحباني،‭ ‬يفقد‭ ‬لبنان‭ ‬فنانا‭ ‬مبدعا‭ ‬استثنائيا‭ ‬وصوتا‭ ‬حرّا‭ ‬ظل‭ ‬وفيّا‭ ‬لقيم‭ ‬العدالة‭ ‬والكرامة‮»‬‭.  ‬وأضاف‭ ‬أن‭ ‬زياد‭ ‬الرحباني‭ ‬قال‭ ‬‮«‬ما‭ ‬لم‭ ‬يجرؤ‭ ‬كثيرون‭ ‬على‭ ‬قوله‮»‬،‭ ‬وذلك‭ ‬‮«‬بصراحة‭ ‬جارحة‮»‬‭.  ‬وعانى‭ ‬زياد‭ ‬الرحباني‭ ‬الذي‭ ‬عُرف‭ ‬بأسلوب‭ ‬حياة‭ ‬بوهيمي‭ ‬الى‭ ‬حدّ‭ ‬بعيد،‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬من‭ ‬وعكات‭ ‬صحية‭ ‬عدّة‭ ‬أثّرت‭ ‬على‭ ‬نشاطه‭ ‬الفني‭.  ‬وقال‭ ‬وزير‭ ‬الثقافة‭ ‬غسان‭ ‬سلامة‭ ‬عبر‭ ‬منصة‭ ‬‮«‬إكس‮»‬‭: ‬‮«‬كنّا‭ ‬نخاف‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬اليوم،‭ ‬لأننا‭ ‬كنا‭ ‬نعلم‭ ‬تفاقم‭ ‬حالته‭ ‬الصحية‭ ‬وتضاؤل‭ ‬رغبته‭ ‬في‭ ‬المعالجة‮»‬‭. ‬وقال‭ ‬إنه‭ ‬‮«‬مبدع‭ ‬سنبكيه‭ ‬بينما‭ ‬نردد‭ ‬أغنيات‭ ‬له‭ ‬لن‭ ‬تموت‮»‬‭. ‬

ولد‭ ‬زياد‭ ‬الرحباني‭ ‬في‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬يناير‭ ‬1956‭.‬تزوّج‭ ‬من‭ ‬دلال‭ ‬كرم‭ ‬ولهما‭ ‬ولد،‭ ‬لكنّ‭ ‬زواجهما‭ ‬لم‭ ‬يدم‭. ‬وجمعته‭ ‬قصة‭ ‬حب‭ ‬طويلة‭ ‬مع‭ ‬الفنانة‭ ‬اللبنانية‭ ‬كارمن‭ ‬لبس‭ ‬استمرت‭ ‬15‭ ‬عاما،‭ ‬وانتهت‭ ‬بالفراق‭.  ‬كان‭ ‬زياد‭ ‬الرحباني‭ ‬كاتبا‭ ‬وملحنا‭ ‬وموسيقيا‭ ‬ومسرحيا‭ ‬عاشقا‭ ‬للفن‭. ‬أضحك‭ ‬الجمهور‭ ‬كثيرا‭ ‬بنقد‭ ‬ساخر،‭ ‬لكنه‭ ‬حاكى‭ ‬به‭ ‬الواقع‭ ‬اللبناني‭ ‬المرير‭ ‬من‭ ‬الانقسامات‭ ‬الطائفية‭ ‬والعصبيات‭ ‬والتقاليد‭ ‬والإقطاع‭. ‬ولم‭ ‬ينج‭ ‬من‭ ‬انتقاداته،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬سنوات‭ ‬تألقه‭ ‬الأولى،‭ ‬فن‭ ‬والديه‭ ‬التقليدي‭ ‬والفولكلوري‭.  ‬بدأ‭ ‬مسيرته‭ ‬الفنية‭ ‬مطلع‭ ‬سبعينيات‭ ‬القرن‭ ‬العشرين،‭ ‬حين‭ ‬قدّم‭ ‬أولى‭ ‬مسرحياته‭ ‬‮«‬سهرية‮»‬‭. ‬

في‭ ‬عام‭ ‬1980،‭ ‬حصدت‭ ‬مسرحية‭ ‬‮«‬فيلم‭ ‬أمريكي‭ ‬طويل‮»‬‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬وقائعها‭ ‬تجري‭ ‬في‭ ‬مستشفى‭ ‬للأمراض‭ ‬العقلية‭ ‬نجاحا‭ ‬منقطع‭ ‬النظير،‭ ‬وقد‭ ‬اختصر‭ ‬فيها‭ ‬مشاكل‭ ‬المجتمع‭ ‬اللبناني‭ ‬وطوائفه‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تغذّي‭ ‬آنذاك‭ ‬نار‭ ‬الحرب‭ ‬الأهلية‭. ‬لحّن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأغاني،‭ ‬قسم‭ ‬كبير‭ ‬منها‭ ‬لوالدته‭ ‬فيروز،‭ ‬ولغيرها‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭ ‬الذين‭ ‬عملوا‭ ‬معه‭. ‬كما‭ ‬ألّف‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المقاطع‭ ‬الموسيقية‭.  ‬في‭ ‬عام‭ ‬1991،‭ ‬غنّت‭ ‬فيروز‭ ‬له‭ ‬‮«‬كيفك‭ ‬انت؟‮»‬‭ ‬ضمن‭ ‬أسطوانة‭ ‬أثارت‭ ‬جدلا‭ ‬بين‭ ‬من‭ ‬يحبون‭ ‬زياد‭ ‬الرحباني‭ ‬والتجديد‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬فيروز‭ ‬والرافضين‭ ‬لذلك‭. ‬وحقّق‭ ‬الإصدار‭ ‬نجاحا‭ ‬كبيرا‭.  ‬ومن‭ ‬الأعمال‭ ‬الموسيقية‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬لحّنها‭ ‬لوالدته‭ ‬‮«‬أنا‭ ‬عندي‭ ‬حنين‮»‬،‭ ‬و‮«‬حبيتك‭ ‬تنسيت‭ ‬النوم‮»‬،‭ ‬و«سلّملي‭ ‬عليه‮»‬،‭ ‬و«سألوني‭ ‬الناس‮»‬،‭ ‬و«عودك‭ ‬رنّان‮»‬،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأغاني‭ ‬التي‭ ‬طبعت‭ ‬مسيرة‭ ‬فيروز‭ ‬الغنائية‭. ‬تخطت‭ ‬شهرته‭ ‬لبنان‭ ‬الى‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬والعالم‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا