في ختام هذه السلسلة التحليلية التي خصّ بها المدرب الوطني والمحاضر القاري عصام عبدالله ملحق «أخبار الخليج الرياضي»، نصل إلى الحلقة الثالثة، التي تُسلط الضوء على الفرق التي تذيّلت الترتيب، وتعرضت لصعوبات فنية أثرت بشكل مباشر على نتائجها طوال موسم كرة اليد 2024-2025.
ويستعرض عبدالله في هذه الحلقة الأسباب التي أدت إلى تراجع هذه الفرق، موضحًا تأثير غياب الدعم، وضعف التخطيط الاستراتيجي، وافتقاد الفئات العمرية، ولافتًا إلى أهمية بناء مشاريع تطويرية حقيقية تضمن لهذه الأندية العودة تدريجيًا إلى دائرة المنافسة في المواسم المقبلة.
غياب الخبرة وتراجع غير معتاد
أكد عصام عبدالله أن المركز الثامن الذي احتله فريق الاتفاق هذا الموسم لا يعكس تاريخه ومكانته في منافسات كرة اليد البحرينية، موضحًا أن الفريق لطالما كان من ضمن فرق المقدمة في المواسم السابقة، إلا أن غياب لاعبي الخبرة هذا الموسم، وانتقال أبرز عناصره إلى أندية أخرى، أثّر بشكل واضح على مستواه الفني.
وأشار عبدالله إلى أن الفريق تأثر كثيرًا برحيل لاعبين مهمين، أبرزهم محمد حميد، وحسين فخر، وحسين القطري، لافتاً أن عودة أحمد عباس لم تكن كافية لتعويض هذه الغيابات.
وأوضح أن المدرب رائد المرزوق مطالب بإجراء تغييرات جذرية في الفريق الموسم المقبل، عبر تدعيم الصفوف بلاعبين أصحاب خبرة، لدعم الكفاءات الشابة التي يمتلكها الاتفاق، مؤكدًا أن الفريق يملك قاعدة ناشئة واعدة بحاجة إلى من يصقلها بخبرة التنافس على الألقاب.
تراجع متوقع
أكد عصام عبدالله أن النتائج التي حققها فريق الاتحاد هذا الموسم جاءت طبيعية بالنظر إلى الإمكانيات المحدودة التي يعاني منها، موضحًا أن قلة الدعم المالي المقدم للفريق من إدارة النادي مقارنة بالمواسم الماضية كان له أثر بالغ في تراجع الأداء العام للفريق.
ولفت عبدالله إلى أن الفريق أظهر في كثير من مبارياته قدرة على التقدم والندية، لكنه كان يفتقر إلى النفس الطويل والاستمرارية، موضحًا أن غياب العناصر البديلة وضعف الرتم الفني العام جعلا الفريق يخسر العديد من المباريات في اللحظات الحاسمة، مؤكداً أن الحاجة باتت ملحة الى دعم الفريق ماليًا وتوفير متطلبات الاستقرار الفني إذا ما أراد الاتحاد استعادة مستواه التنافسي السابق.
مشروع غائب رغم الإمكانيات
أكد عصام عبدالله أن نادي سماهيج يمتلك قاعدة قوية في الفئات العمرية، موضحًا أن الفريق ينافس بقوة في المراحل السنية ويبرز منه لاعبون مميزون في كل موسم، إلا أن هذا الزخم لا يُترجم إلى نتائج ملموسة على مستوى الفريق الأول.
ولفت عبدالله إلى أن اللاعبين الذين يصعدون الى الفريق الأول لا يقدمون الأداء المنتظر، موضحًا أن المشكلة تكمن في غياب المشروع الواضح للفريق الأول، حيث يتركز اهتمام النادي على الفئات العمرية فقط، من دون خطة متكاملة لصقل اللاعبين وصعودهم بشكل منهجي.
وأوضح عبدالله أن نادي سماهيج يمتلك من الطاقات والمواهب ما يجعله قادرًا على المنافسة في مراكز متقدمة، مؤكدًا أن الاستثمار في هذه العناصر، مع إضافة بعض لاعبي الخبرة، سيخلق فريقًا متجانسًا وقادرًا على مقارعة الأندية الكبرى، مشيراً إلى أن أهمية وضع مشروع رياضي شبيه بما قامت به أندية مثل الدير، وباربار، وتوبلي، والتضامن، والتي باتت تملك هوية واضحة ومستقبلًا واعدًا.
غياب الفئات أثر على الاستقرار
أكد عصام عبدالله أن فريق البحرين هو الوحيد ضمن فرق الدوري الذي لا يمتلك فئات عمرية، موضحًا أن هذا الغياب يؤدي إلى عدم وجود استقرار في صفوف الفريق الأول، حيث يتغير التشكيل سنويًا بتوافد لاعبين من خارج النادي، من دون وجود قاعدة محلية حقيقية.
ولفت عبدالله إلى أن هذا الوضع يحول دون بناء مشروع مستدام داخل النادي، مشيرًا إلى أن الاستقرار الفني لا يمكن تحقيقه مع تغيير العناصر كل موسم. وأوضح أن الفريق يضم عناصر شابة قادرة على تقديم الأفضل، لكن غياب الدعم الإداري والفني جعل الفريق يعاني من التذبذب في الأداء والنتائج.
وشدّد عبدالله على ضرورة أن يولي نادي البحرين اهتمامًا أكبر بلعبة كرة اليد، موضحًا أن هناك فرصة لتكوين فريق قوي في المستقبل إذا تم تأسيس فئات عمرية والاهتمام بتطويرها، مشيراً إلى أن عددًا من اللاعبين الشباب من القرى الأخرى يجدون في نادي البحرين فرصة للعب لعدم تمكنهم من المشاركة مع أنديتهم الأصلية، وهو ما يمثل فرصة للاستفادة من هذه العناصر إذا توافرت البيئة المناسبة.
واختتم عبدالله حديثه بتأكيد أهمية عدم إهمال اللعبة داخل نادي البحرين، مشيرًا إلى أن السيناريو الذي حدث مع نادي أم الحصم سابقًا، حين تم إلغاء اللعبة، يجب ألا يتكرر، لأنه سيكون خسارة كبيرة لكرة اليد البحرينية، داعيًا إلى التحرك العاجل لوضع خطة إنقاذ وتطوير.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك