في لقاء خاص بعد تتويج منتخبنا الوطني للناشئين لكرة السلة بلقب البطولة الخليجية، عبّر المدرب التونسي راسم المرزوقي عن فخره بهذا الإنجاز، الذي وصفه بأنه محطة مهمة في مسيرته التدريبية، ومؤشر إيجابي لمستقبل كرة السلة البحرينية. وتحدث المرزوقي عن الجوانب الفنية التي قادت الفريق إلى اللقب، وأبرزها قوة الدفاع والانسجام بين اللاعبين، مشيرًا إلى الدور المحوري الذي لعبه معسكر البوسنة في إعداد المنتخب للاستحقاق الخليجي.
جاء ذلك خلال الحوار الذي أجراه «الملحق الرياضي بأخبار الخليج» مع المدرب التونسي راسم المرزوقي، والذي أكد فيه أهمية الاستمرارية في العمل القاعدي، والاستثمار في هذه الفئة العمرية لضخ دماء جديدة للمنتخب الأول، ووجّه المدرب رسالة شكر الى الاتحاد البحريني لكرة السلة والشيخ عيسى بن علي، وأولياء الأمور، والأطقم الفنية والطبية و الإدارية، مثنيًا على جهود الجميع في تحقيق هذا النجاح.
نترككم مع الحوار الشيّق الذي أجراه الملحق الرياضي مع المدرب راسم المرزوقي وتقرؤونه في السطور التالية:
إنجاز استثنائي
هذا اللقب يعني لي الكثير كمدرب، فهو إنجاز جديد يُضاف إلى مسيرتي التدريبية، خاصة كونه تحقق في قارة أخرى وتحديدًا خارج تونس، أما بالنسبة للبحرين، فهو إنجاز مبشر بالخير لكرة السلة البحرينية، ويعكس أهمية العمل القاعدي، والبطولة تؤكد أننا نملك جيلاً جديداً قادراً على المنافسة في بطولات قادمة واكتساب الخبرة اللازمة، مما يفتح الطريق لتغذية المنتخب الأول بلاعبين موهوبين.
انسجام وتضحيات
رغم قصر فترة الإعداد، إلا أن الفريق أبدى انسجامًا كبيرًا وروحًا عالية من الالتزام والتضحية خلال التدريبات المكثفة، فالجاهزية البدنية كانت واضحة، لكن ما ميزنا فعلاً عن بقية المنتخبات هو الأداء الدفاعي الصلب، حيث لم يتمكن أي فريق من تسجيل أكثر من 61 نقطة أمامنا، وهو دليل واضح على قوة دفاعنا، كذلك كنا مميزين على المستوى الهجومي، وخاصة في التحولات السريعة الهجمات المعاكسة، التي شكلت أحد أسلحتنا الأساسية في البطولة. ولا يمكن أن نغفل دور الجمهور ودعمهم الكبير في أرض الميدان، وأتوجه لهم بكل التحية والتقدير.
ثقة التتويج
بصراحة، بعد فترة المعسكر التحضيري كنت واثقًا من قدرتنا على الفوز بالبطولة، خاصة بعد الأداء الذي قدمه اللاعبون في المباريات الودية التي خضناها في البوسنة. تلك المباريات كانت اختبارًا حقيقيًا وأظهرت مدى استعداد الفريق من جميع الجوانب لتحقيق اللقب، فمثل إقامة هذه المعسكرات التحضيرية المكثفة لا شك أنها ستعود بالنفع على الأداء العام للمنظومة.
اللقاء الأصعب
أصعب لقاء كان بالتأكيد أمام المنتخب السعودي، نظرًا لأهمية المباراة التي كانت تمثل بوابة التأهل إلى بطولة آسيا، وهو الهدف الأول الذي سعينا من أجله، إلى جانب كونها مفتاح التتويج بلقب البطولة الخليجية، فالضغط كان كبيرًا على اللاعبين خاصة في بداية المباراة، لكن في نهاية المطاف، نجحوا في التعامل معه بشكل رائع وقدموا مستوى مميزًا، وتمكنا من حسم المواجهة بفارق كبير وصل إلى 20 نقطة.
استمرارية المنظومة
لا ننسى أن هذه المجموعة تلعب معًا منذ فترة تتراوح بين سنتين إلى ثلاث سنوات، وكان لي الشرف أن أكون من أوائل المدربين الذين بدأوا بالعمل معهم، فهذه الاستمرارية أسهمت في بناء الانسجام والتفاهم داخل الفريق، أما معسكر البوسنة فكان نقطة تحول حقيقية، حيث كان له دور كبير في جاهزية الفريق من جميع النواحي، حيث خضنا خلاله مباريات ودية على مستوى عالٍ جدًا، وهو ما ساعد على رفع نسق الأداء، وتعزيز التجانس، ومنح اللاعبين فرصة للاحتكاك بفرق قوية، يمكن القول إن ما تحقق في بطولة الخليج هو ثمرة مباشرة لهذا المعسكر.
إعداد طويل
رغم النجاح الذي تحقق، إلا أن الفترة الزمنية التي سبقت البطولة كانت قصيرة جدًا وغير كافية، وإذا أردنا الصعود إلى مستويات أعلى والمنافسة بقوة في بطولة آسيا، فنحن بحاجة إلى فترات إعداد أطول، وتكثيف المعسكرات والمشاركات في هذه الفئة العمرية، فهذا الجيل يملك مقومات كبيرة، ويجب أن نستثمر فيه من خلال التخطيط بعيد المدى، لبناء لاعبين قادرين على تمثيل البحرين مستقبلاً وضخ دماء جديدة في صفوف المنتخب الأول، لتكون قادرة على الذهاب بعيدًا بكرة السلة البحرينية.
المحافظة على الجيل
من الضروري جدًا أن نحافظ على هذا الفريق، ونواصل العمل معه على مدار السنة، لأن الاستمرارية في العمل القاعدي هي الأساس لبناء جيل قادر على المنافسة في آسيا، والتأسيس السليم في هذه المرحلة هو ما سيُفرز لنا مستقبلاً لاعبين بمستوى عالٍ يمثلون البحرين في المحافل القارية والدولية.
مستقبل واعد
أطمئن الجماهير البحرينية أن مستقبل كرة السلة في بلادنا بخير، وأشكرهم جزيل الشكر على دعمهم ومساندتهم لنا خلال بطولة الخليج، فدعمهم كان له أثر كبير في تحقيق ثمرة هذا الإنجاز، ومازال الوقت مبكرًا لتحقيق المزيد من النجاحات في المستقبل عبر البطولتين العربية والآسيوية.
شكر للداعمين
أود أن أشكر سمو الشيخ عيسى بن علي على اهتمامه الكبير بهذه الفئة الناشئة، وتوفير كل الظروف الملائمة التي ساهمت في نجاح العمل، كما أشكر اتحاد كرة السلة، وعلى رأسهم علاء مدارا، على اهتمامهم المستمر وحضورهم المستمر للتدريبات البومية، ومساندتهم المعنوية ودعمهم لهذه المجموعة، ولا أنسى أولياء الأمور على تعاونهم الكبير معنا، وأوجه تحية كبيرة لكل الطاقم الفني والطبي والإداري الذين كان لهم دور أساسي في تحقيق هذا الإنجاز، كما أقدم الشكر للمدربين السابقين الذين أشرفوا على هذه المنظومة والأندية، وأطالبهم بمزيد من التعاون مع المنتخبات لبناء مستقبل مشرق للفرق والمنتخب الوطني في آنٍ واحد.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك