وسط أجواء احتفالية مبهجة كتب منتخبنا الوطني الأول للكرة الطائرة سطرًا جديدًا في تاريخ اللعبة، بتحقيقه لقب بطولة الأمم الآسيوية للرجال لأول مرة بعد مشوار حافل وصف بالأداء البطولي، وبينما برز العديد من النجوم في هذه البطولة القارية، سطع نجم منتخبنا الوطني الشاب حسن الورقاء لاعب نادي داركليب، كأصغر لاعب ضمن الكتيبة البحرينية، حيث كان عنصرًا فاعلًا ومؤثرًا رغم صغر سنه، فاستحق أن يوصف بـ«الموهبة القادمة بقوة».
وفي حوار خاص مع «أخبار الخليج الرياضي»، تحدث اللاعب بكل تواضع وفخر عن لحظة الإنجاز، كاشفًا عن كواليس البطولة، وتأثير الجهاز الفني الجديد، وطموحاته المستقبلية على مستوى المنتخب والنادي، بالإضافة إلى مسيرته التي انطلقت من قريته داركليب، ووصلت إلى القمة.
{ في البداية نبارك لكم هذا الإنجاز التاريخي.. كيف تصف شعورك بعد تتويج منتخبنا الوطني بلقب بطولة الأمم الآسيوية للرجال لأول مرة في تاريخه؟
- الحمد لله والشكر بصراحة الشعور لا يمكن وصفه بكلمات، حيث لحظة رفع الكأس وتمثيل مملكة البحرين على منصات التتويج في قارة آسيا كانت من أجمل لحظات حياتي، كما أن تسهم في كتابة تاريخ جديد لرياضتك ووطنك، فهذا شرف عظيم ويدفعك الى العمل أكثر من أجل الاستمرارية ورفع الراية البحرينية في المحافل المقبلة.
{ ما الذي ميز هذه النسخة من البطولة برأيك، وجعل منتخبنا يتفوق على عمالقة القارة؟
- برأيي المتواضع أهم ما ميز منتخبنا في هذه النسخة هو الروح الجماعية العالية والانضباط الكامل داخل وخارج الملعب، حيث كان هناك التزام كبير من الجميع، وحرص على تمثيل المملكة بأفضل صورة، إلى جانب كنا نؤمن بقدراتنا ولم نشعر بالخوف من أي منافس مهما كان اسمه أو تاريخه، وهذا ما صنع الفارق.
{ كنت أصغر لاعب في صفوف المنتخب بعمر 20 سنة، ولفتَّ الأنظار بمستواك العالي… كيف تقيم أداءك الشخصي في البطولة؟
- أشعر بالرضا عمّا قدمته في البطولة، لكنني أؤمن دائمًا أن المجال أمامي مفتوح للتطور أكثر، حيث كنت حريصًا على تنفيذ تعليمات الجهاز الفني، والاستفادة من زملائي أصحاب الخبرة، والدعم المعنوي منهم ونصائحهم داخل الملعب وخارجه أعطتني الثقة وساعدتني على تجاوز الرهبة في المباريات الكبرى.
{ هل شعرت بالضغط كونك أصغر اللاعبين، أم أن ذلك منحك دافعًا أكبر لإثبات الذات؟
- أكيد شعرت ببعض الضغط في البداية وهذا طبيعي، لكن مع انطلاق البطولة تحوّل هذا الضغط إلى حافز قوي، حيث كنت أرغب أن أُثبت لنفسي أولًا، ثم للمدربين والجمهور، أن العمر ليس مقياسًا في الملعب، وأن الجدية والاجتهاد يمكن أن توصلك الى أي مكان مهما كان عمرك.
{ طولك البالغ مترين يمنحك أفضلية على الشبكة.. كيف توظف هذه الميزة؟
- الحمد لله الطول يعتبر من أهم العوامل المساعدة في مركز السنتر، خصوصًا على صعيد حائط الصد والكرات السريعة، لكن الأمر لا يتوقف على الطول فقط، بل يجب استغلاله من خلال التوقيت السليم واللياقة، وردة الفعل، والتمركز الصحيح، وكلها أمور أعمل على تطويرها بشكل دائم.
{ كيف ترى بصمة المدرب الفرنسي أرنود جوسرند على أداء المنتخب خلال البطولة؟
- رغم أنه تسلم الفريق في فترة قصيرة نسبيًا، إلا أن بصمته كانت واضحة، خصوصًا من الناحية التكتيكية والتعامل النفسي، يمتلك خبرة دولية كبيرة، واستطاع خلال فترة بسيطة أن يكوّن توليفة قوية من اللاعبين، ويزرع فينا الثقة بأننا قادرون على الوصول الى منصة التتويج.
{ ما الذي يميز طريقة تعامله معكم كلاعبين؟
- يمتاز المدرب أرنود بأسلوبه التحفيزي، ودائمًا ما يشعرنا بأننا فريق قادر على تحقيق أي شيء، ومن الناحية الفنية هو مدقق في التفاصيل الصغيرة، ويهتم بكل تحركاتنا داخل الملعب، أما نفسيًا فكان يشحننا قبل كل مباراة، ويمنحنا ثقة كبيرة لنلعب دون خوف.
{ وماذا عن المدرب الوطني المساعد مشعل تركي؟
- الكابتن مشعل قريب جدًا من اللاعبين، وربما هذا يعود لأنه لاعب سابق ويعرف جيدًا كيف يتحدث معنا، حيث هو مدرب وأخ في الوقت ذاته، دائمًا يوجه النصائح ويمنحنا الحماس، ما كان له دور كبير في انسجام الفريق وتحقيق البطولة.
{ كونك لاعبًا شابًا، كيف تعمل على تطوير مستواك الفني والبدني؟
- أنا مؤمن بأن اللاعب يجب أن يطور نفسه يوميًا، حتى خارج حدود التمارين الجماعية، حيث أتابع التمارين بدقة، فضلاً عن مشاهدة تحركاتي في المباريات التي اخوضها باستمرار لكي أحرص على الاستفادة من كل ملاحظة فنية، كما أنني أراقب تحركات لاعبين عالميين في مركزي، لأتعلم من طريقة لعبهم وتطوير أسلوبي.
{ هل تتبع برنامجًا خاصًا خارج التمارين الجماعية؟
- حاليًا لا أتبع برنامجًا خاصًا منتظمًا، لكنني أطمح في الموسم القادم أن أبدأ برنامجًا إضافيًا بدنيًا وفنيًا، حتى أرفع من مستواي وأصل للجاهزية المطلوبة للمنافسات القوية سواء مع النادي أو المنتخب.
{ ما هي طموحاتك المستقبلية؟ وهل تفكر في الاحتراف الخارجي؟
- طموحي أن أواصل تمثيل منتخبنا الوطني في البطولات المقبلة، وأن أكون من العناصر الأساسية فيه، أما على مستوى الاحتراف فهو حلمي بالتأكيد، وأسعى إليه بكل جدية، وأتمنى أن أحقق هذا الهدف يومًا ما من خلال العمل والمثابرة.
{ وماذا عن ناديك داركليب؟ ما أبرز أهدافك؟
- نادي داركليب هو بيتي الأول ومن خلاله تعلمت أساسيات اللعبة، وشاركت في البطولات، وأتمنى أن أسهم مع الفريق في تحقيق المزيد من الألقاب محليًا وخارجيًا، كما نمتلك مجموعة رائعة من اللاعبين، والإدارة توفر كل الدعم، وإن شاء الله نكون عند حسن الظن.
{ منتخبنا مقبل على بطولة غرب آسيا التي ستقام في البحرين… ما طموحاتكم فيها؟
- منتخبنا الوطني لا يرضى إلا بالذهب، نحن نحترم جميع المنتخبات، لكن هدفنا دائمًا هو الصعود للمنصة، حيث البطولة ستكون على أرضنا وبين جماهيرنا، وهذا يمنحنا دافعًا إضافيًا لتحقيق إنجاز جديد يُضاف الى سجل الكرة الطائرة البحرينية.
{ حدّثنا عن تدرجك في نادي داركليب؟
- بدأت مشواري في الفئات العمرية بنادي داركليب، خطوة بخطوة، بتشجيع من عائلتي والمدربين، حيث عملت بجد، واستفدت كثيرًا من كل مرحلة، حتى وصلت الى الفريق الأول في عمر 17 سنة، وشاركت مع لاعبين كبار كان لهم دور كبير في صقل شخصيتي الفنية داخل الملعب.
{ من هم المدربون الذين كان لهم دور بارز في تطويرك؟
- بصراحة كل المدربين الذين عملت معهم في نادي داركليب والمنتخبات الوطنية كان لهم دور لا يُنسى في مسيرتي، حيث كل واحد منهم أضاف لي شيئًا، سواء فنيًا أو نفسيًا، ولا أنسى فضلهم في دعمي وتطوير مستواي، لذلك أوجه اليهم جميعًا كل الشكر والتقدير.
{ ما الرسالة التي توجهها الى جماهير الكرة الطائرة في البحرين؟
- شكرًا من القلب لكل من ساندنا ودعمنا، حيث الجمهور البحريني كان اللاعب رقم واحد، وحضوره في المدرجات أعطانا دفعة كبيرة، وأتمنى أن يستمر هذا الدعم في البطولات القادمة، لأن وجود الجمهور يمنحنا الحافز لنقدم الأفضل دائمًا.
{ وأخيرًا، ماذا تقول لكل لاعب شاب يطمح الى الوصول إلى ما وصلت إليه؟
- أقول له الطريق ليس سهلًا، لكنه ليس مستحيلًا، حيث عليك أن تؤمن بنفسك، وتلتزم بالتدريبات، وتستمع للنصائح، والأهم هو ألا تستسلم أبدًا، لأن النجاح يأتي مع الصبر والمثابرة، حيث كل حلم ممكن يتحقق إذا اجتهدت من أجله.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك