تتجه الأنظار مجددا ابتداء من 17 حتى 27 يوليو الجاري إلى صالة عيسى بن راشد في الرفاع، التي تستعد لاحتضان النسخة المقبلة من بطولة غرب آسيا للكرة الطائرة، وسط أجواء تنافسية تبشر بمستوى فني مرتفع، وحضور جماهيري، ورغم الطابع الإقليمي للبطولة، إلا أن تشكيلة المنتخبات المشاركة، وخاصة الخليجية منها، تمنحها بعدا خاصا يجعلها أقرب إلى «بطولة خليجية بطابع رسمي»، خصوصًا في ظل اشتداد التنافس بين منتخبات البحرين وقطر وعمان.
وتبقى الرهانات كبيرة، والمنتخبات تدخل بحسابات دقيقة، في ظل تقارب المستويات وسعي الجميع لحصد نقاط تصنيفية مهمة، ما يجعل هذه النسخة مختلفة عن كل ما سبقها، وفي هذه الوقفة نستطلع رأي مدربنا الوطني الكابتن رضا علي بشأن توقيت البطولة، وطبيعة التنافس، وإلقاء نظرة على المنتخبات وحظوظها، وغير ذلك في قراءة أقرب إلى القراءة الفنية.
نسخة تنافسية بطابع خليجي
ويرى الكابتن رضا بأن بطولة غرب آسيا للكرة الطائرة في نسختها المقبلة تحمل طابعا تنافسيا مميزا، وتعد بمثابة «بطولة خليجية مصغرة» على حد وصفه، نظرا لأن أبرز المرشحين للقب يتمثلون في منتخبات البحرين وقطر وعمان. بخلاف بطولات الخليج السابقة التي كانت تصنف غالبا كمنافسات ودية، فإن هذه البطولة تمنح نقاطا رسمية في التصنيف الدولي، ما يرفع من أهميتها الفنية والتنافسية.
وبشأن استعداد المملكة لاستضافة البطولة قال الكابتن رضا: مملكة البحرين تواصل تميزها في استضافة البطولات القارية والدولية، بشهادة الاتحادين الدولي والآسيوي، وذلك بفضل تراكم الخبرات الطويلة في التنظيم، ويأتي توقيت إقامة البطولة مثاليا، إذ كان يفصلها نحو أسابيع فقط عن ختام بطولة كأس آسيا، ما يمنح المنتخبات، وعلى رأسها منتخبنا الوطني، فرصة وصفها بالمثالية لمواصلة الإعداد والحفاظ على النسق الفني.
وتحدث عن منتخبنا مشيرا إلى أنه يمتاز بقوة واضحة في مراكزه، خاصة في الأطراف، والكرة الأولى، مع وجود معد ذكي يجيد توزيع الكرات، فضلا عن وجود مزيج متناغم من عناصر الخبرة والوجوه الشابة، والدليل ما شاهدناه في نهائي كأس آسيا عندما قدم الثنائي محمد عنان وعباس الخباز أداء لافتا، ويبدو أن الجهاز الفني تعامل بذكاء مع إرهاق بعض اللاعبين الأساسيين ومنحهم فترات راحة مستحقة.
المنافسون في دائرة الضوء
وتحدث عن منتخب قطر وقال بأنه سيدخل البطولة بخبرة دولية عالية، لكن التحدي الذي سيواجهه العنابي يكمن في عامل الأعمار، إذ يغلب على تشكيلته اللاعبون المخضرمون الذين تجاوزوا 35 عاما.
وعرج في الحديث على منتخب عمان، الذي يواصل بناءه الجيد من خلال نتائجه في البطولة العربية الأخيرة، إذ أحرز المركز الرابع، ويتوقع أن يكون منافسا قويا بفضل قوته في وسط الشبكة وحماسه في الأداء.
ويرى في المنتخب الكويتي الذي يملك فريقا وصفه بالشاب والطموح، وقد يستطيع بحسب تعبيره دخول المربع الذهبي في حال تحسن استقبال الكرة الأولى لديه، والتي تمثل أبرز مشكلاته الحالية.
وبشأن المنتخب السعودي، فيراه بأنه لازال بحاجة لمزيد من الوقت، فمشاركته الأخيرة في البطولة العربية لم تكن على المستوى المأمول، لكنه يملك خامات شابة يمكن تطويرها مستقبلا.
وقال ان بقية المنتخبات، فهي بعيدة عن المشهد القاري منذ مدة طويلة، ما يجعل من الصعوبة بمكان تقييم مستواها الحقيقي.
منتخبنا.. أفضلية على الورق
ويرى الكابتن رضا علي أن منتخبنا الوطني من الناحية الفنية، يملك الأفضلية على الورق، إذ أن طريقة اللعب لم تتغير كثيرا، والانسجام بين اللاعبين واضح، إذ أن أغلب عناصر الفريق يلعبون معا منذ أكثر من 13 سنة، كما أن وجود المدرب الفرنسي أرنودجوسرند، الذي يتميز بالدقة والاهتمام بالمهارات، قد أضفى طابعا تكتيكيا منضبطا على الفريق، خصوصا في إدارة المباريات.
ولفت إلى أن عامل الأرض والجمهور سيكون له تأثير إيجابي كبير، وقد يمنح دفعة قوية للاعبي منتخبنا، خاصة مع بروز عناصر واعدة مثل محمد جاسم وحسن الورقاء، ومن المتوقع أن يقدم محمد يعقوب أفضل لاعب في النسخة الآسيوية الأخيرة أداء مميزا، إلى جانب ناصر عنان، وإذا تماثل محمد عنان للشفاء التام، فيرشحه ليكون من أبرز نجوم البطولة.
التوقعات والتكتيك
ولفت الكابتن رضا علي إلى أن البطولة تبدو مفتوحة من الناحية التكتيكية، والفريق الذي سيتفوق في الإرسال المؤثر والاستقبال الجيد سيكون الأقرب للتتويج، وعلى هذا الصعيد، يبدو منتخبنا وقطر هما الأفضل، مع تفوق ملحوظ لمنتخبنا على مستويي التجانس والعناصر البديلة. وتابع قائلا: في المواجهات الأخيرة التي جمعت منتخبنا ومنتخب قطر، فلم يعد الأخير يشكل عقدة لمنتخبنا، والدليل الفوز 3-1 في نهائي البطولة العربية الأخيرة، ومتى تأهل منتخب عمان، فقد يخلق مفاجآت، لكن يبقى عامل الخبرة والتنظيم في صالح منتخبنا بحسب رأيه.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك