بداية، اود ان اشير الى ان اغلب الاجهادات الحرارية أو ضربات الشمس غالبا ما تحدث من بداية شهر يونيو الى نهاية سبتمبر، لكون ان الاشعاع الشمسي عالٍ جدا في يونيو في البحرين، إذ يصل الى 1000 وات / متر مربع في البحرين ولكون سبتمبر شديد الرطوبة رغم انخفاض الاشعاع الشمسي ودرجة الحرارة المسجلة، نسبيا، فتكون الحرارة الظاهرية أكثر عن المسجلة بحوالي 11 ° وقد تزيد إذا انعدمت الرياح.
وسنتناول هنا استعراض الاصابة بالاجهاد الحراري وضربة الشمس والفرق بينهما، وباختصار فإن ضربة الشمس هي المرحلة الشديدة من الاجهاد الحراري إذ يتعطل نظام التبريد الطبيعي بداخل الجسم) يشبه تلف ضاغط الغاز او الكمبروسور في المكيف)!
ويُطلق اسم «ضربة الشمسSun Stroke » على هذه الحالة الطبية الخطيرة لسببين رئيسيين:
أولا: العلاقة المباشرة بأشعة الشمس والحرارة؛ فالسبب الأكثر شيوعاً والأوضح لضربة الشمس هو التعرض المباشر لأشعة الشمس الحارقة لفترة طويلة، خاصة في الأجواء الحارة والرطبة بحيث لا يستطيع الجسم التعامل مع الحرارة الزائدة الناتجة عن الشمس مباشرة، أو عن طريق البيئة الحارة بشكل عام، ما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارته الأساسية. وبالتالي، فإن »الشمس« هنا تشير إلى المصدر الرئيسي للحرارة التي تسبب هذه المشكلة.
ثانيا: التعرض لضربة، و«الضربة» هي الإصابة المفاجئة فهي تعني أيضاً السكتة أو الضربة المفاجئة، ويتم استخدام الكلمة للدلالة على الطبيعة المفاجئة والشديدة للحالة؛ فغالباً ما تحدث ضربة الشمس بشكل مفاجئ من دون سابق إنذار واضح، وتكون أعراضها شديدة وخطيرة، كما لو أن الجسم تلقى ضربة قوية أثرت على وظائفه الحيوية بشكل كبير، وهذا التعبير يوحي بالصدمة أو العطل المفاجئ الذي يصيب الجسم نتيجة للحرارة الشديدة.
لذا، فإن التسمية «ضربة الشمس» تجمع بين السبب الرئيسي (الشمس والحرارة) والتأثير المفاجئ والخطير على الجسم (الضربة)، لتعبر عن حالة طبية طارئة ومهددة للحياة. في بعض الأحيان قد يُطلق عليها أيضاً »ضربة الحر» (Heatstroke) للدلالة على أن السبب الأوسع هو الحرارة الشديدة بشكل عام، وليس بالضرورة أشعة الشمس المباشرة فقط، حيث يمكن أن تحدث في الأماكن المغلقة شديدة الحرارة أيضاً.
الاجهاد الحراري
الإجهاد الحراري هو حالة تنتج عن ارتفاع درجة حرارة الجسم بشكل كبير بسبب التعرض للحرارة الشديدة، وعدم قدرة الجسم على تبريد نفسه بفعالية. وأعراض الإجهاد الحراري الشائعة:
*التعرق الغزير*: يعتبر من أولى العلامات وأكثرها شيوعًا.
*التعب والضعف*: شعور بالإرهاق العام والخمول.
*الدوخة أو الدوار*: قد يصل إلى الإغماء في بعض الحالات.
*الغثيان أو القيء*: اضطرابات في الجهاز الهضمي.
*الصداع*: قد يكون نابضًا بسبب الجفاف.
*تشنجات عضلية*: خاصة في الساقين والبطن.
*برودة وإصفرار أو شحوب الجلد*: قد يكون الجلد رطبًا.
*سرعة وضعف النبض*: قد يكون مصحوبًا بانخفاض في ضغط الدم عند الوقوف.
*العطش الشديد*
*البول الداكن أو قلة التبول*: علامة على الجفاف.
ويجب طلب العناية الطبية الفورية إذا ساءت الأعراض أو ظهرت أي من العلامات التالية:
1.ارتفاع درجة حرارة الجسم إلى 39 °م او اكثر.
2.تغير في الحالة العقلية: مثل الارتباك، الهياج، الهلوسة.
3.فقدان الوعي أو الإغماء.
4.نوبات صرعية.
5.صداع شديد لا يتحسن.
6.عدم القدرة على الشرب.
7.توقف التعرق على الرغم من ارتفاع درجة حرارة الجسم، وهذه علامة خطيرة.
وللوقاية من الإجهاد الحراري يتطلب التالي:
*شرب الكثير من السوائل*: الماء والعصائر الطبيعية لتعويض السوائل والأملاح المفقودة.
*تجنب المشروبات التي بها كافيين عالٍ او كحول*: لأنها تزيد من إدرار البول وتفاقم الجفاف.
*ارتداء ملابس خفيفة وفضفاضة وفاتحة اللون*.
*تجنب الأنشطة البدنية الشاقة في أوقات الذروة للحرارة*. مثل الجري او المشي لتخفيف الوزن او للياقة في مناطق غير مكيفة او مضللة تحت الشجر.
*أخذ حمامات باردة أو استخدام الكمادات الرطبة لتبريد الجسم*.
فعند الشعور بأي من أعراض الإجهاد الحراري، من المهم اتخاذ خطوات فورية لتبريد جسمك والحصول على الراحة.
ضربة الشمس
ضربة الشمس تحدث عندما يكون الاجهاد الحراري شديدا، وهي حالة طبية طارئة وخطيرة تهدد الحياة، وتحدث عندما ترتفع درجة حرارة الجسم بشكل كبير، عادة إلى 40°م، ويفشل الجسم في تبريد نفسه بفعالية، وسببها هو التعرض الطويل لدرجات حرارة عالية، خاصة في الأجواء الرطبة، أو بذل مجهود بدني شاق في بيئة حارة؛ فعندما يتعرض الجسم للحرارة الشديدة، يبدأ في التعرق لتبريد نفسه، ولكن إذا استمر التعرض للحرارة أو كان هناك جفاف، فإن آليات التبريد الطبيعية للجسم تفشل، وتزداد درجة حرارة الجسم الداخلية بسرعة.
أسباب ضربة الشمس
* التعرض لبيئة حارة: قضاء وقت طويل في درجات حرارة مرتفعة، خاصة إذا كانت مصحوبة برطوبة عالية، ما يمنع تبخر العرق.
* المجهود البدني الشديد: ممارسة الرياضة أو الأنشطة البدنية الشاقة في جو حار، ما يزيد من إنتاج الجسم للحرارة.
* ارتداء ملابس كثيرة: الملابس الثقيلة أو الكثيرة تمنع تبخر العرق وتزيد من حرارة الجسم.
* الجفاف: عدم شرب كميات كافية من السوائل لتعويض ما يفقده الجسم عن طريق التعرق.
أعراض ضربة الشمس
تتطور الأعراض بسرعة وقد تكون مفاجئة، وتشمل:
ارتفاع شديد في درجة حرارة وتغيرات في الحالة العقلية والسلوكية مثل الارتباك، التهيج، الهذيان، التلعثم في الكلام، النوبات، أو فقدان الوعي (الغيبوبة)، و يكون الجلد ساخنا وجافا أو رطبا، اي يكون الجلد أحمر اللون في البداية ثم يصبح شاحبًا أو أرجوانيًا، والاحساس بالصداع الشديد والدوخة والغثيان والتقيؤ، وتسارع في ضربات القلب والتنفس، وتشنجات عضلية، وضعف عام، واتساع حدقة العين وتشوش الرؤية.
وعند حدوثها يتم نقل المصاب إلى مكان بارد او إلى الظل أو إلى غرفة مكيفة واجراء التالي:
1. إزالة الملابس الزائدة أو الضيقة: لتسهيل تبريد الجسم.
2. خفض درجة حرارة الجسم بسرعة باستخدام كمادات باردة أو مناشف مبللة بالماء البارد ووضعها على الرقبة، الإبطين، الفخذين، والظهر.
3. رش الجسم بالماء البارد أو استخدام مروحة لتبريد الجلد.
4. إن أمكن، غمر المصاب في حوض من الماء البارد.
5. تجنب إعطاء المصاب أي سوائل للشرب إذا كان فاقدًا للوعي أو يعاني من ارتباك شديد.
*إن تأخير العلاج يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل تلف الدماغ، الكلى، أو العضلات، وقد تكون قاتلة لذا يجب الاتصال بالاسعاف فورا.*
أستاذ الفيزياء التطبيقية
بجامعة الخليج العربي

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك