العدد : ١٧٣٣٣ - السبت ٠٦ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٤ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٣٣ - السبت ٠٦ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٤ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

المال و الاقتصاد

بلومبرغ: سوق النفط تدخل مرحلة الفائض بعد تحرك «أوبك+» الأخير

الأربعاء ٠٩ يوليو ٢٠٢٥ - 02:00

قال‭ ‬مسؤولون‭ ‬في‭ ‬تحالف‭ ‬‮«‬أوبك‭+‬‮»‬‭ ‬إن‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬النفط‭ ‬خلال‭ ‬فصل‭ ‬الصيف‭ ‬كان‭ ‬أحد‭ ‬أسباب‭ ‬تفاؤلهم

تتجه‭ ‬السوق‭ ‬النفطية‭ ‬إلى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الفائض‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬لاحق‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الحالي‭ ‬بعد‭ ‬قرار‭ ‬تحالف‭ ‬‮«‬أوبك‭+‬‮»‬‭ ‬الأخير‭ ‬زيادة‭ ‬الإنتاج،‭ ‬مما‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬الضغوط‭ ‬على‭ ‬الأسعار‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬المنتجين‭ ‬عالمياً،‭ ‬لكنه‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬يلبّي‭ ‬دعوات‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬لخفض‭ ‬تكاليف‭ ‬الوقود‭.‬

لدى‭ ‬‮«‬أوبك‮»‬‭ ‬وحلفائها‭ ‬ما‭ ‬يدعوهم‭ ‬للاعتقاد‭ ‬بأن‭ ‬زيادة‭ ‬إنتاج‭ ‬النفط‭ ‬ستجد‭ ‬من‭ ‬يشتريها،‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬في‭ ‬الأجل‭ ‬القصير،‭ ‬إذ‭ ‬ترمز‭ ‬الزيادات‭ ‬السعرية‭ ‬على‭ ‬النفط‭ ‬السعودي‭ ‬إلى‭ ‬آسيا،‭ ‬بعد‭ ‬القرار،‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬القدر‭ ‬من‭ ‬الثقة،‭ ‬لكن‭ ‬حتى‭ ‬قبل‭ ‬الخطوة‭ ‬المفاجئة‭ ‬التي‭ ‬أُعلنت‭ ‬يوم‭ ‬السبت‭ - ‬والتي‭ ‬اتُّخذت‭ ‬بعد‭ ‬عشر‭ ‬دقائق‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬اجتماع‭ ‬عبر‭ ‬الفيديو‭- ‬كانت‭ ‬السوق‭ ‬النفطية‭ ‬العالمية‭ ‬تواجه‭ ‬وضعاً‭ ‬هشاً،‭ ‬يسبق‭ ‬موجة‭ ‬فائض‭ ‬مرتقبة‭ ‬خلال‭ ‬فصل‭ ‬الشتاء‭.‬

وقال‭ ‬جيوفاني‭ ‬ستاونوفو،‭ ‬محلل‭ ‬لدى‭ ‬بنك‭ ‬‮«‬يو‭ ‬بي‭ ‬إس‮»‬‭ (‬UBS‭ ‬AG‭) ‬في‭ ‬زيورخ‭: ‬‮«‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن،‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬سوق‭ ‬النفط‭ ‬تُعاني‭ ‬شحاً‭ ‬في‭ ‬الإمدادات،‭ ‬ما‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬استيعاب‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الإنتاج‮»‬‭. ‬وأضاف‭: ‬‮«‬لكن‭ ‬هناك‭ ‬مخاطر‭ ‬متزايدة‭ ‬مثل‭ ‬التوترات‭ ‬التجارية‭ ‬المستمرة،‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬الإمدادات‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬ستتحسن‭ ‬ولن‭ ‬تكون‭ ‬قليلة‭ ‬كما‭ ‬هي‭ ‬الآن،‭ ‬خلال‭ ‬الأشهر‭ ‬الستة‭ ‬إلى‭ ‬الاثني‭ ‬عشر‭ ‬المقبلة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يشكّل‭ ‬مخاطر‭ ‬تدفع‭ ‬الأسعار‭ ‬إلى‭ ‬الهبوط‮»‬‭.‬

فاجأت منظمة‭ ‬البلدان‭ ‬المصدّرة‭ ‬للبترول‭ ‬وشركاؤها،‮ ‬يوم‭ ‬السبت،‭ ‬المتعاملين‭ ‬في‭ ‬أسواق‭ ‬الطاقة‭ ‬بإعلانها‭ ‬أنها‭ ‬ستُسرّع‭ ‬أكثر‭ ‬وتيرة‭ ‬استعادة‭ ‬الإنتاج‭ ‬الجماعي‭ ‬للنفط‭ ‬اعتباراً‭ ‬من‭ ‬الشهر‭ ‬المقبل‭. ‬وهي‭ ‬خطوة‭ ‬تُعد‭ ‬خبراً‭ ‬إيجابياً‭ ‬للمستهلكين‭ ‬وانتصاراً‭ ‬للرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب،‭ ‬الذي‭ ‬تعهّد‭ ‬خلال‭ ‬حملته‭ ‬الانتخابية‭ ‬بخفض‭ ‬تكاليف‭ ‬الوقود‭. ‬غير‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬قد‭ ‬تُلحق‭ ‬ضرراً‭ ‬بالمنتجين،‭ ‬بدءاً‭ ‬من‭ ‬صناعة‭ ‬النفط‭ ‬الصخري‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬أعضاء‭ ‬‮«‬أوبك‮»‬‭ ‬أنفسهم‭.‬

رغم‭ ‬ذلك،‭ ‬أظهرت‭ ‬الرياض‭ ‬موقفاً‭ ‬واثقاً‭. ‬فقد‭ ‬رفعت شركة‭ ‬‮«‬أرامكو‮»‬‭ ‬السعودية،‭ ‬المملوكة‭ ‬للدولة،‮ ‬يوم‭ ‬الأحد‭ ‬العلاوات‭ ‬السعرية‭ ‬على‭ ‬خامها‭ ‬القياسي‭ ‬المتجه‭ ‬إلى‭ ‬السوق‭ ‬الآسيوية،‭ ‬متجاوزة‭ ‬توقعات‭ ‬المتعاملين‭. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬ثقة‭ ‬قوية‭ ‬بالطلب،‭ ‬ولا‭ ‬يصدر‭ ‬عادة‭ ‬عن‭ ‬منتج‭ ‬يساوره‭ ‬القلق‭ ‬حيال‭ ‬ضعف‭ ‬السوق‭.‬

قال‭ ‬مسؤولون‭ ‬في‭ ‬تحالف‭ ‬‮«‬أوبك‭+‬‮»‬‭ ‬إن‭ ‬ازدياد‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬النفط‭ ‬خلال‭ ‬فصل‭ ‬الصيف‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬العوامل‭ ‬التي‭ ‬عزّزت‭ ‬تفاؤلهم،‭ ‬مشيرين‭ ‬إلى‭ ‬تراجع‭ ‬مخزونات‭ ‬الخام‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬كوشينغ‭ ‬الأمريكي،‭ ‬واستقرار‭ ‬فروقات‭ ‬التسعير‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تعكس‭ ‬وجود‭ ‬فائض‭ ‬حالياً،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الانخفاض‭ ‬الحاد‭ ‬في‭ ‬مخزونات‭ ‬الديزل‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭.‬

ويبلغ‭ ‬استهلاك‭ ‬الوقود‭ ‬ذروته‭ ‬خلال‭ ‬الصيف‭ ‬في‭ ‬نصف‭ ‬الكرة‭ ‬الشمالي،‭ ‬ما‭ ‬يمنح‭ ‬‮«‬أوبك‭+‬‮»‬‭ ‬فرصة‭ ‬لتسريع‭ ‬استراتيجيتها‭ ‬الهادفة‭ ‬إلى‭ ‬استعادة‭ ‬الحصة‭ ‬السوقية‭ ‬التي‭ ‬فقدتها‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬لصالح‭ ‬منافسين،‭ ‬أبرزهم‭ ‬منتجو‭ ‬النفط‭ ‬الصخري‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭.‬

لكن‭ ‬قرار‭ ‬يوم‭ ‬السبت‭ ‬يمثل‭ ‬نقطة‭ ‬تحول‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬الإمدادات‭ ‬العالمية‭. ‬فبينما‭ ‬تتوقع‭ ‬‮«‬أوبك‮»‬‭ ‬استمرار‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬الكميات‭ ‬الإضافية‭ ‬حتى‭ ‬ديسمبر،‭ ‬يشكك‭ ‬بعض‭ ‬المحللين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السيناريو‭. ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬وكالة‭ ‬الطاقة‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬تتخذ‭ ‬من‭ ‬باريس‭ ‬مقراً‭ ‬وتقدّم‭ ‬المشورة‮ ‬للاقتصادات‭ ‬الكبرى‭ ‬قد‭ ‬توقعت‭ ‬قبل‭ ‬صدور‭ ‬القرار‭ ‬أن‭ ‬يشهد‭ ‬الربع‭ ‬الرابع‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬فائضاً‭ ‬يعادل‭ ‬نحو‭ ‬1‭.‬5%‭ ‬من‭ ‬الاستهلاك‭ ‬العالمي‭.‬

هبوط‭ ‬الأسعار‭ ‬رغم‭ ‬المخاوف‭ ‬الجيوسياسية

تراجعت‭ ‬العقود‭ ‬المستقبلية‭ ‬للنفط‭ ‬بنسبة‭ ‬11%‭ ‬خلال‭ ‬الأسبوعين‭ ‬الماضيين‭ ‬في‭ ‬لندن،‭ ‬مُتجاوزةً‭ ‬بسرعة‭ ‬تداعيات‭ ‬الصراع‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬وإيران،‭ ‬ما‭ ‬يُشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المتعاملين‭ ‬لا‭ ‬يرون‭ ‬ضرورة‭ ‬ملحّة‭ ‬للبراميل‭ ‬الإضافية‭ ‬التي‭ ‬يعتزم‭ ‬تحالف‭ ‬‮«‬أوبك‭+‬‮»‬‭ ‬ضخها‭.‬

وقع‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬‮«‬غولدمان‭ ‬ساكس‮»‬‭ ‬و«جيه‭ ‬بي‭ ‬مورغان‭ ‬تشيس‮»‬‭ ‬مزيداً‭ ‬من‭ ‬التراجع‭ ‬في‭ ‬الأسعار‭ ‬نحو‭ ‬مستوى‭ ‬60‭ ‬دولاراً‭ ‬للبرميل‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ضعف‭ ‬الاستهلاك‭ ‬في‭ ‬الصين،‭ ‬وتداعيات‭ ‬الرسوم‭ ‬الجمركية‭ ‬التي‭ ‬فرضها‭ ‬دونالد‭ ‬ترمب‭ ‬والتي‭ ‬تُلقي‭ ‬بظلالها‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭.‬

وخلال‭ ‬اجتماع‭ ‬عُقد‭ ‬عبر‭ ‬الفيديو‭ ‬يوم‭ ‬السبت،‭ ‬قرّرت‭ ‬ثماني‭ ‬دول‭ ‬من‭ ‬الأعضاء‭ ‬الرئيسيين‭ ‬في‭ ‬تحالف‭ ‬‮«‬أوبك‭+‬‮»‬‭ ‬استعادة‭ ‬548‭ ‬ألف‭ ‬برميل‭ ‬يومياً‭ ‬من‭ ‬الإمدادات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬خفضها‭ ‬سابقاً،‭ ‬اعتباراً‭ ‬من‭ ‬أغسطس‭ ‬المقبل‭. ‬وتمثل‭ ‬هذه‭ ‬الزيادة‭ ‬تسارعاً‭ ‬واضحاً‭ ‬مقارنة‭ ‬بالزيادات‭ ‬التي‭ ‬بلغت‭ ‬411‭ ‬ألف‭ ‬برميل‭ ‬يومياً‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬أشهر‭ ‬مايو‭ ‬ويونيو‭ ‬ويوليو،‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬أصلاً‭ ‬تفوق‭ ‬بثلاثة‭ ‬أضعاف‭ ‬الكميات‭ ‬المحددة‭ ‬في‭ ‬الخطة‭ ‬الأصلية‭ ‬لتلك‭ ‬الاشهر‭.‬

 

وسينظر‭ ‬تحالف‭ ‬‮«‬أوبك‭+‬‮»‬‭ ‬في‭ ‬ضخ‭ ‬كمية‭ ‬إضافية‭ ‬بمقدار‭ ‬548‭ ‬ألف‭ ‬برميل‭ ‬لشهر‭ ‬سبتمبر‭ ‬خلال‭ ‬اجتماع‭ ‬يُعقد‭ ‬في‭ ‬3‭ ‬أغسطس،‭ ‬وهي‭ ‬خطوة‭ ‬ستُكمل‭ ‬بذلك‭ ‬إعادة‭ ‬2‭.‬2‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬إلى‭ ‬السوق،‭ ‬كان‭ ‬اتُفق‭ ‬على‭ ‬خفضها‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬قبل‭ ‬عام‭ ‬من‭ ‬الموعد‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬مخططاً‭ ‬له‭ ‬سابقاً‭.‬

من‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬التأثير‭ ‬الفعلي‭ ‬للإمدادات‭ ‬على‭ ‬أسواق‭ ‬النفط‭ ‬أقل‭ ‬مما‭ ‬تم‭ ‬الإعلان‭ ‬عنه،‭ ‬إذ‭ ‬يحرص‭ ‬وزير‭ ‬الطاقة‭ ‬السعودي‭ ‬الأمير‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تتنازل‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تجاوزت‭ ‬حصص‭ ‬الإنتاج‭ ‬المقررة‭ ‬سابقاً‮ ‬عن‭ ‬حصتها‭ ‬من‭ ‬زيادات‭ ‬الإنتاج‭ ‬لتعويض‭ ‬الإنتاج‭ ‬الزائد‭ ‬سابقاً‭. ‬تُظهر‭ ‬روسيا‭ ‬والعراق‭ ‬الاستعداد‭ ‬لذلك،‭ ‬بينما‭ ‬تواصل‭ ‬كازاخستان‭ ‬مخالفة‭ ‬الحصص‭ ‬المقررة‭.‬

قال‭ ‬دوغ‭ ‬كينغ،‭ ‬الرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬لشركة‭ ‬‮«‬آر‭ ‬سي‭ ‬إم‭ ‬إيه‭ ‬كابيتال‮»‬‭ (‬RCMA‭ ‬Capital‭ ‬LLP‭) ‬إن‭ ‬‮«‬الإعلان‭ ‬الرسمي‭ ‬عن‭ ‬عودة‭ ‬الإمدادات‭ ‬شيء،‭ ‬لكن‭ ‬الكميات‭ ‬الفعلية‭ ‬الجديدة‭ ‬مُقارنةً‭ ‬بالأرقام‭ ‬المعلنة‭ ‬شيء‭ ‬آخر‭ ‬تماماً‮»‬‭. ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬علاوات‭ ‬الديزل‭ ‬تُظهر‭ ‬أن‭ ‬السوق‭ ‬تعاني‭ ‬نقصاً‭ ‬في‭ ‬المعروض‭. ‬لذا،‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬نشهد‭ ‬ضعفاً‭ ‬فعلياً‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ارتفاع‭ ‬واضح‭ ‬في‭ ‬المخزونات،‭ ‬فلا‭ ‬أرى‭ ‬مساراً‭ ‬نحو‭ ‬انخفاض‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‮»‬‭.‬

يُؤكد‭ ‬المسؤولون‭ ‬أيضاً‭ ‬أن‭ ‬زيادة‭ ‬الإمدادات‭ ‬يمكن‭ ‬‮«‬إيقافها‭ ‬مؤقتاً‭ ‬أو‭ ‬التراجع‭ ‬عنها‭ ‬وفقاً‭ ‬لتطورات‭ ‬السوق‮»‬‭. ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يُفعّل‭ ‬هذا‭ ‬الخيار،‭ ‬فإن‭ ‬البراميل‭ ‬الإضافية‭ ‬التي‭ ‬جرى‭ ‬اعتمادها‭ ‬بالفعل‭ ‬ستؤدي‭ ‬حتماً‭ ‬إلى‭ ‬تعميق‭ ‬الهبوط‭ ‬في‭ ‬الأسعار‭.‬

من‭ ‬شأن‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬يُهدّئ‭ ‬من‭ ‬ضغوط‭ ‬الرئيس‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬الذي‭ ‬طالما‭ ‬دعا‭ ‬إلى‭ ‬خفض‭ ‬تكاليف‭ ‬الوقود‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬مساعيه‭ ‬لاحتواء‭ ‬أزمة‭ ‬كلفة‭ ‬المعيشة‭ ‬التي‭ ‬أضرت‭ ‬بسلفه‭. ‬يواجه‭ ‬ترامب‭ ‬كذلك‭ ‬ضغوط‭ ‬احتواء‭ ‬التضخم‭ ‬بالتزامن‭ ‬مع‭ ‬خطط‭ ‬لفرض‭ ‬رسوم‭ ‬جمركية‭ ‬جديدة،‭ ‬ويضغط‭ ‬على مجلس‭ ‬الاحتياطي‭ ‬الفيدرالي‮ ‬لخفض‭ ‬أسعار‭ ‬الفائدة‭.‬

مع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬تراجع‭ ‬الأسعار‭ ‬قد‭ ‬يُلحق‭ ‬ضرراً‭ ‬بالغاً‭ ‬بصناعة‭ ‬النفط‭ ‬الأميركية،‭ ‬بدءاً‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬العملاقة‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬إكسون‭ ‬موبيل‮»‬،‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬منتجي‭ ‬النفط‭ ‬الصخري‭ ‬الذين‭ ‬دعموا‭ ‬بقوة‭ ‬عودة‭ ‬ترامب‭ ‬إلى‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭. ‬وأفاد‭ ‬مسؤولون‭ ‬تنفيذيون‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬النفط‭ ‬الصخري،‭ ‬ضمن‭ ‬استطلاع‭ ‬حديث،‭ ‬بأنهم‭ ‬يتوقعون‭ ‬حفر‭ ‬عدد‭ ‬أقل‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬الآبار‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬مقارنة‭ ‬بما‭ ‬كانوا‭ ‬يخططون‭ ‬له‭ ‬مطلع‭ ‬2025،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تراجع‭ ‬الأسعار‭. ‬وقد‭ ‬تمتد‭ ‬تداعيات‭ ‬هذا‭ ‬التراجع‭ ‬لتطال‭ ‬تحالف‭ ‬‮«‬أوبك‭+‬‮»‬‭ ‬نفسه‭.‬‮ ‬

‮ ‬تحتاج السعودية إلى‭ ‬سعر‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬90‭ ‬دولاراً‭ ‬لبرميل‭ ‬النفط‭ ‬لتغطية‭ ‬الإنفاق‭ ‬الحكومي،‭ ‬إذ‭ ‬يمضي‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬الأمير‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬خطة‭ ‬جذرية‭ ‬لإحداث‭ ‬تحول‭ ‬في‭ ‬اقتصاد‭ ‬المملكة،‭ ‬وفقاً‭ ‬لصندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‭.‬

تواجه‭ ‬الرياض‭ ‬عجزاً‭ ‬في‭ ‬الموازنة،‭ ‬واضطُرت‭ ‬إلى‭ ‬تقليص‭ ‬الإنفاق‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬المشاريع‭ ‬الكبرى‭. ‬وقد‭ ‬تختار‭ ‬خفض‭ ‬الإمدادات‭ ‬مجدداً‭ ‬من‭ ‬السوق‭ ‬إذا‭ ‬اشتدت‭ ‬الضغوط‭ ‬المالية‭ ‬بفعل‭ ‬انخفاض‭ ‬سعر‭ ‬الخام‭.‬

وبنظر‭ ‬نيل‭ ‬أتكينسون،‭ ‬المحلل‭ ‬المستقل‭ ‬والرئيس‭ ‬السابق‭ ‬لقسم‭ ‬أسواق‭ ‬وصناعة‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬وكالة‭ ‬الطاقة‭ ‬الدولية،‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬لديهم‭ ‬بالفعل‭ ‬خيار‭ ‬التراجع‭ ‬الكامل‭ ‬عن‭ ‬موقفهم‮»‬،‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬بديل‭ ‬سوى‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الحصة‭ ‬السوقية‭ ‬وقبول‭ ‬الأسعار‭ ‬المنخفضة‭. ‬من‭ ‬الأفضل‭ ‬قبول‭ ‬الواقع‭ ‬كما‭ ‬هو،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يفعلونه‮»‬‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا