في موسم اتسم بالتقلبات الدراماتيكية والمفاجآت الصاخبة، شهدت كرة اليد البحرينية 2024-2025 واحدة من أكثر نسخ الدوري إثارة وغموضًا في تحديد ملامح القمة والقاع، وبين تفاوت المستويات، وغياب الاستقرار، وتلاحق الإصابات، وانشغال المنتخبات، برزت فرق خطفت الأضواء في الأمتار الأخيرة، وأخرى تراجعت فجأة رغم بداياتها القوية.
«أخبار الخليج الرياضي» يفتح الملف الكامل لموسم اليد البحريني عبر سلسلة تحليلية من ثلاث حلقات، يسرد من خلالها المدرب الوطني والمحاضر القاري عصام عبدالله قراءته الفنية لكافة الفرق، مستعرضًا أبرز المحطات، وموضحًا أسرار الصعود والتراجع، ولافتًا إلى تفاصيل دقيقة قد تكون غابت عن المتابع العادي لكنها صنعت الفارق في تحديد هوية البطل.
في الحلقة الأولى، نسلط الضوء على فرق القمة، التي فرضت وجودها بقوة في المراحل الحاسمة، لتصنع نهاية مثيرة لموسم استثنائي.
تفاوت في المستوى
أكد عصام عبدالله في مستهل حديثه أن انطلاقة بطولة دوري خالد بن حمد لكرة اليد هذا الموسم لم تشهد ثباتًا في المستوى الفني، موضحًا أن ذلك يعود إلى التوقفات الطويلة التي رافقت جدول الموسم، مما أثر سلبًا على جاهزية الفرق واستمرارية أدائها، لافتًا الى أن نظام الدوري الحالي، والذي يتضمن تقسيم البطولة إلى مراحل متعددة، أسهم بدوره في تذبذب ترتيب الفرق، حيث تنتهي مرحلة تجميع النقاط في الدور التمهيدي، بينما تُحدَّد المراكز في المرحلة النهائية، ما يخلق فوارق كبيرة بين ترتيب الفرق في المرحلتين.
وأشار عبدالله إلى أن فريق الشباب كان ثاني الترتيب في الدور التمهيدي، لكنه أنهى الدوري في المركز السابع، وهو ما يعكس عدم الاستقرار الفني للفرق، موضحًا في المقابل أن النجمة، الذي كان ثالث التمهيدي، تُوّج بطلًا للدوري، والدير صعد من المركز السادس إلى وصافة الترتيب النهائي.
إمكانيات عالية
أكد عصام عبدالله أن فريق النجمة بدأ موسمه بمستويات متباينة، موضحًا أن الفريق عانى من عدم استقرار بسبب الإصابات المتكررة التي طالت لاعبيه طوال الموسم، إلى جانب ارتباط عدد كبير من عناصره مع المنتخب الوطني، مما أثر على الانسجام الفني داخل الفريق، مشيراً إلى أن النجمة يمتلك أفضل الإمكانيات الفنية، والمادية، والبشرية على مستوى اللعبة محليًا، الأمر الذي أهّله لحصد لقب الدوري عن جدارة واستحقاق.
وأوضح عبدالله أن النجمة لم يشارك في أي بطولة خارجية هذا الموسم، وهو ما ساعده على تكريس جهوده وتركيزه على البطولات المحلية، رغم خسارته لقب الكأس، مشيرًا إلى أن الفريق يضم كوكبة من أبرز اللاعبين البحرينيين، حتى إن بعض لاعبي المنتخب لم يُشركوا كأساسيين خلال الموسم، ولكن تم الاستفادة من طاقاتهم في الأدوار النهائية.
ولفت إلى أن المدرب اضطر إلى توظيف بعض اللاعبين خارج مراكزهم الأساسية، مثل أحمد المقابي وحسن السماهيجي، وهو ما يدل على مرونة اللاعبين وعمق الخيارات داخل الفريق.
تحسن تدريجي وأداء قوي
أكد عصام عبدالله أن فريق الدير لم يبدأ الموسم بالصورة المثالية، موضحًا أن الفريق تحسّن بشكل واضح في ختام الدور التمهيدي، وتمكن من تصدّر مجموعته في الدور الرئيسي والتأهل للدور نصف النهائي بجدارة.
وأوضح عبدالله أن الدير يضم عناصر مميزة، مثل هشام الأستاذ، علي العشيري، حسن ومحمد مدن، إضافة إلى حسين البابور الذي ظهر في بعض الفترات، موضحًا أن الفريق افتقر إلى دكة بدلاء قوية، وهو ما انعكس على خروجه من نصف نهائي مسابقة الكأس، والمباراة النهائية للدوري، مؤكداً أن الدير قدم أداءً مميزًا في المجمل، وكان من أبرز فرق الموسم دون شك.
جاهزية عالية وبطولة مستحقة
أكد عصام عبدالله أن الأهلي مرّ بمرحلتين تدريبيتين مختلفتين خلال الموسم، موضحًا أن المرحلة الأولى كانت تحت قيادة المدرب الجزائري سفيان حيواني، بينما أشرف على الفريق في المرحلة الثانية المدرب الوطني محمد المراغي، مشيرًا إلى أن الأداء تحسّن بشكل واضح مع المراغي، الذي استطاع إيجاد استقرار في منظومة الفريق.
ولفت عبدالله إلى أن الأهلي كان الفريق الأكثر جاهزية للدوري، حيث شارك في البطولة التنشيطية وحقق لقبها، كما خاض بطولة ودية في السعودية ساعدت على رفع مستوى الإعداد، مؤكداً أن الأهلي تُوّج بلقب الكأس بجدارة، وقدم أداءً مميزًا رغم خروجه من نصف نهائي الدوري، حيث ظهر بصورة قوية في المباراة الثانية من تلك المرحلة.
وأشاد عبدالله بمستوى الفريق، مؤكدًا أنه قدم أفضل نسخة له منذ سنوات طويلة، موضحًا أن الأهلي يضم عناصر بارزة، يتقدمهم صلاح عبدالجليل الذي تألق بشكل لافت، وكان من ركائز الفريق، وخصوصًا في بطولة الكأس، كما لفت إلى بروز علي عيد ومحمد حميد، اللذين اعتبرهما من أفضل لاعبي الفريق هذا الموسم، مشيرًا إلى أن غياب قاسم قمبر بسبب الإصابة كان مؤثرًا، لكن تألق اللاعب علي ميرزا أضفى على الفريق ثقلًا فنيًا كبيرًا.
مفاجأة الموسم
أكد عصام عبدالله أن فريق باربار شكّل مفاجأة الموسم، موضحًا أن الفريق اعتمد بشكل أساسي على لاعبين شباب، مع وجود عنصرين فقط من أصحاب الخبرة، هما محمد المقابي ومحمود عبدالقادر، لافتًا أن الفريق نجح في تقديم مستويات قوية رغم انتقال عدد من لاعبيه إلى فرق أخرى، واستطاع بلوغ المربع الذهبي في بطولتي الدوري والكأس.
وأوضح عبدالله أن باربار تميز بأسلوب لعب جماعي سريع وممتع، ونجح في فرض نفسه كمنافس حقيقي رغم ظروفه، مشيراً إلى أن وجود سلمان الشويخ في مركز الجناح أضاف قوة كبيرة للفريق، معتبرًا إياه أفضل لاعب واعد في الموسم، إلى جانب الحارس عيسى خلف، الذي لعب دورًا محوريًا في تحقيق نتائج الفريق. وأكد أن استثمار النادي في هذه المجموعة من اللاعبين الشبان قد يجعل من باربار أحد فرق القمة في الموسم المقبل.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك