المعلقون الرياضيون الذين رافقوا منافسات بطولة الأمم الآسيوية للكرة الطائرة لحظة بلحظة، كانوا شهودا مباشرين على أحداثها وتفاصيلها، من تقلبات المباريات إلى لحظات الانتصار والانكسار. وبعد أن أسدل الستار على البطولة بتتويج منتخبنا الوطني عن جدارة بلقبها القاري لأول مرة في تاريخه، نحاور هؤلاء المعلقين لاستطلاع آرائهم حول المستوى الفني العام للبطولة، ونقف معهم عند الأداء الاستثنائي لمنتخبنا الوطني الذي كتب فصلا جديدا في تاريخ الكرة الطائرة البحرينية.
تفاوت المستويات
أكد المعلق الرياضي البحريني علي الشعباني أن البطولة الآسيوية التي اختتمت مؤخرا قد شهدت تفاوتا واضحا في مستويات المنتخبات المشاركة، إذ تنوعت العروض الفنية بين الأداء المتوسط والمتميز، وخص الشعباني بالذكر منتخبات قطر وكوريا الجنوبية وباكستان، مشيدا بما قدمته من مستويات قوية عكست تحضيرات فنية عالية وإمكانات كبيرة.
وتوقف عند أداء المنتخب الأسترالي، واصفا إياه بـالمنتخب «اللافت»، رغم مواجهته لمنتخبات قوية ضمن المجموعة، مشيرا إلى أن المنتخب الأسترالي أبان عن جاهزية فنية متقدمة تؤهله لمقارعة كبار القارة.
ولدى حديثه عن منتخبنا، أثنى الشعباني على الأداء العام الذي وصفه بـ «الثابت والمتكامل»، موضحا أن لاعبي المنتخب ظهروا بمستوى عال من الانضباط الفني والتكتيكي، دون استثناء لأي مركز داخل الملعب. وسلط الضوء على تألق اللاعب المخضرم أيمن هرونة، ليبرو المنتخب، الذي واصل تقديم مستويات متميزة، مشددا على أن عامل السن لم يكن عائقا أمام العطاء والإبداع، بل شكل عاملا محفزا أضاف ثقلا فنيا وخبرة ميدانية للفريق.
وفي السياق ذاته، أشاد الشعباني بالتنظيم العام للبطولة، معتبراً أنه كان بمستوى عال يوازي ما يقدم في كبرى البطولات العالمية، من حيث جودة الترتيبات، والجاهزية اللوجستية، وسلاسة العمليات التنظيمية، مما أضفى طابعا احترافيا استثنائيا على مجريات الحدث.
وعاد المعلق البحريني إلى تسليط الضوء على جانب آخر من تميز المنتخب البحريني، ممثلا في الروح الجماعية التي غلبت على أداء الفريق، مشيرا إلى غياب أي مظاهر مشاحنات أو توتر بين اللاعبين، وهو ما انعكس إيجابا على الانسجام الكبير داخل أرضية الملعب، وساهم في ترسيخ صورة نموذجية للفريق المتماسك.
مواصلة مسيرة التألق
من جانبه، قدم المعلق الرياضي السعودي حسين الأحمد – الشهير بلقب «الشامل» – تحليلا فنيا شاملا للمنتخبات المشاركة، وقسمها إلى مستويين من حيث الأداء الفني والتصنيف العالمي.
وأوضح أن المستوى الأول يضم منتخبات البحرين، وقطر، وكوريا الجنوبية، وأستراليا، وباكستان، وهي منتخبات – بحسب وصفه– تمتلك لاعبين على مستوى عالمي، يجمعون بين المهارة الفردية والانضباط التكتيكي، إلى جانب الخبرة الدولية، مما يجعلها من بين أقوى المنتخبات في القارة الآسيوية.
وأشار الأحمد إلى أن هذه المنتخبات الخمسة كانت صاحبة الأداء الأبرز في البطولة، حيث فرضت نفسها على مجريات المنافسة، ورفعت من المستوى العام للمباريات.
أما عن المستوى الثاني، فقد ضم منتخبات الصين تايبيه، وإندونيسيا، وفيتنام، وتايلاند، والفلبين، ونيوزيلندا. ورغم تصنيفها الأقل، أشار الأحمد إلى أن هذه المنتخبات قدمت هي الأخرى عروضا جيدة في بعض اللقاءات، وبرز من خلالها عدد من اللاعبين أصحاب المهارات الفردية اللافتة، ما يظهر وجود قواعد واعدة يمكن البناء عليها في المستقبل.
وفي ما يخص منتخبنا، أكد الأحمد أن الفريق يواصل مسيرة التألق بثبات واحترافية، مع تصاعد واضح في المستوى الفني من مباراة إلى أخرى. وأشاد بعدم تعرض الفريق لأي خسارة خلال البطولة، رغم مواجهته منتخبات ذات تصنيف متقدم، ما يعكس قوة التحضير، والثبات الذهني، والجاهزية البدنية.
ورأى الأحمد أن منتخبنا يمتلك مجموعة متميزة من اللاعبين، يمكن وصفهم بـ«العالميين»، نظرا لما يقدمونه من أداء متكامل يجمع بين القوة والمهارة والانضباط التكتيكي، إلى جانب الخبرة في التعامل مع ضغوط المنافسات الكبرى. وختم بالقول إن مملكة البحرين تبرهن مجددا على أنها منجم للمواهب في لعبة الكرة الطائرة، وتؤكد حضورها القوي خليجيا وعربيا، بل وتفرض نفسها بقوة ضمن قائمة الكبار آسيويا، لتغدو رقما صعبا في معادلة الكرة الطائرة الآسيوية الحديثة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك