العدد : ١٧٣٤١ - الأحد ١٤ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٢ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٤١ - الأحد ١٤ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٢ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

الرياضة

بعد ختام آسيوية الكرة الطائرة
24 يونيو تاريخ جديد للطائرة البحرينية

كتب: علي ميرزا

الخميس ٢٦ يونيو ٢٠٢٥ - 02:00

في‭ ‬قلب‭ ‬صيفنا‭ ‬الحار،‭ ‬تألقت‭ ‬قلوب‭ ‬اللاعبين‭ ‬والمشجعين‭ ‬بشغف‭ ‬آسيوي‭ ‬لا‭ ‬يضاهى،‭ ‬حين‭ ‬تحولت‭ ‬صالة‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬في‭ ‬الرفاع‭ ‬إلى‭ ‬موطن‭ ‬لملحمة‭ ‬رياضية‭ ‬استثنائية،‭ ‬جسدتها‭ ‬بطولة‭ ‬كأس‭ ‬الأمم‭ ‬الآسيوية‭ ‬للكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬بنسختها‭ ‬الجديدة،‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬مجرد‭ ‬بطولة‭ ‬عابرة‭ ‬في‭ ‬روزنامة‭ ‬القارة،‭ ‬بل‭ ‬كانت‭ ‬لوحة‭ ‬نابضة‭ ‬بالتحديات،‭ ‬المواقف‭ ‬المفاجئة،‭ ‬والانتصارات‭ ‬التي‭ ‬كتبت‭ ‬تاريخا‭ ‬جديدا‭ ‬للكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬البحرينية‭. ‬بين‭ ‬كواليس‭ ‬التنظيم‭ ‬الدقيقة،‭ ‬ومفاجآت‭ ‬النتائج،‭ ‬وبطولة‭ ‬وطنية‭ ‬لا‭ ‬تنسى،‭ ‬تولدت‭ ‬هذه‭ ‬الأسطر‭ ‬التي‭ ‬تروي‭ ‬شيئا‭ ‬من‭ ‬تفاصيل‭ ‬ثمانية‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬الإثارة‭ ‬والإنجاز‭.‬

ملحمة‭ ‬آسيوية‭ ‬في‭ ‬البحرين

على‭ ‬امتداد‭ ‬ثمانية‭ ‬أيام،‭ ‬من‭ ‬17‭ ‬وحتى‭ ‬24‭ ‬يونيو‭ ‬الجاري،‭ ‬تحولت‭ ‬صالة‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬في‭ ‬الرفاع‭ ‬إلى‭ ‬مسرح‭ ‬آسيوي‭ ‬صاخب،‭ ‬احتضن‭ ‬النسخة‭ ‬الحديثة‭ ‬من‭ ‬بطولة‭ ‬كأس‭ ‬الأمم‭ ‬الآسيوية‭ ‬للكرة‭ ‬الطائرة،‭ ‬والتي‭ ‬استضافتها‭ ‬المملكة‭ ‬بنظامها‭ ‬الجديد،‭ ‬وسط‭ ‬تحديات‭ ‬تنظيمية‭ ‬ورياضية‭ ‬متعددة،‭ ‬انتهت‭ ‬بإنجاز‭ ‬تاريخي‭ ‬لا‭ ‬ينسى‭ ‬للكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬البحرينية،‭ ‬يستحق‭ ‬التوقف‭ ‬عنده‭.‬

انسحاب‭ ‬مبكر‭.. ‬وسيناريو‭ ‬سهل‭ ‬

قبل‭ ‬أن‭ ‬تنطلق‭ ‬أول‭ ‬ضربة‭ ‬إرسال،‭ ‬سجل‭ ‬أول‭ ‬حدث‭ ‬مؤثر‭ ‬في‭ ‬البطولة،‭ ‬تمثل‭ ‬في‭ ‬انسحاب‭ ‬منتخب‭ ‬كازاخستان‭ ‬لأسباب‭ ‬الخاصة‭ ‬من‭ ‬المجموعة‭ ‬الثانية،‭ ‬وهو‭ ‬منتخب‭ ‬كان‭ ‬مجهول‭ ‬المستوى‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمتابعين،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬غيابه‭ ‬سهل‭ ‬من‭ ‬مهمة‭ ‬منتخبي‭ ‬قطر‭ ‬وأستراليا‭ ‬للعبور‭ ‬معا‭ ‬إلى‭ ‬الدور‭ ‬الثاني‭ ‬دون‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬حسابات‭ ‬معقدة‭.‬

الجاليات‭ ‬تنقذ‭ ‬المشهد

رغم‭ ‬الترقب‭ ‬المحلي،‭ ‬فإن‭ ‬الحضور‭ ‬الجماهيري‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬على‭ ‬قدر‭ ‬الطموح،‭ ‬باستثناء‭ ‬مباراتي‭ ‬نصف‭ ‬النهائي‭ ‬والنهائي،‭ ‬في‭ ‬المقابل،‭ ‬برزت‭ ‬الجاليات‭ ‬الآسيوية‭ ‬المقيمة‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬خاصة‭ ‬التايلاندية‭ ‬والفلبينية‭ ‬والإندونيسية‭ ‬والباكستانية‭ ‬والكورية،‭ ‬التي‭ ‬شكلت‭ ‬مشهدا‭ ‬فريدا‭ ‬من‭ ‬التفاعل‭ ‬والحماس،‭ ‬فأنقذت‭ ‬صورة‭ ‬المدرجات‭ ‬وحفظت‭ ‬ماء‭ ‬وجه‭ ‬البطولة‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬الحضور‭.‬

غياب‭ ‬غير‭ ‬متوقع

من‭ ‬كان‭ ‬يتوقع‭ ‬أن‭ ‬تغيب‭ ‬القوى‭ ‬التقليدية‭ ‬من‭ ‬شرق‭ ‬آسيا‭ ‬عن‭ ‬مشهد‭ ‬نصف‭ ‬النهائي؟‭ ‬شخصيًا،‭ ‬كنت‭ ‬أتوقع‭ ‬رؤية‭ ‬منتخبات‭ ‬كالصين‭ ‬تايبيه‭ ‬أو‭ ‬تايلاند‭ ‬أو‭ ‬إندونيسيا‭ ‬أو‭ ‬فيتنام‭ ‬في‭ ‬المربع‭ ‬الذهبي،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المنتخب‭ ‬الكوري‭ ‬الجنوبي‭ ‬وحده‭ ‬حمل‭ ‬راية‭ ‬الشرق،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يثير‭ ‬التساؤلات‭ ‬ويضع‭ ‬علامات‭ ‬استفهام‭ ‬كثيرة‭ ‬حول‭ ‬مستوى‭ ‬تلك‭ ‬المنتخبات‭ ‬في‭ ‬النسخة‭ ‬الحالية،‭ ‬وتطلعاتها‭ ‬المستقبلية‭.‬

أستراليا‭ ‬نموذجا

المنتخب‭ ‬الأسترالي‭ ‬الذي‭ ‬يضم‭ ‬في‭ ‬صفوفه‭ ‬عشرة‭ ‬لاعبين‭ ‬تتجاوز‭ ‬أطوالهم‭ ‬حاجز‭ ‬المترين،‭ ‬خرج‭ ‬من‭ ‬البطولة‭ ‬مكتفيا‭ ‬بالمركز‭ ‬الخامس،‭ ‬في‭ ‬نتيجة‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬الحديثة‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬تلعب‭ ‬بالطول‭ ‬وحده،‭ ‬فالارتقاء‭ ‬العالي‭ ‬والضرب‭ ‬الساحق‭ ‬بلا‭ ‬دقة‭ ‬ومهارة‭ ‬أشبه‭ ‬بمحارب‭ ‬يلوح‭ ‬بسيف‭ ‬ثقيل‭ ‬لا‭ ‬يجيد‭ ‬استخدامه،‭ ‬وبهذا‭ ‬تبرز‭ ‬الحقيقة‭: ‬المهارة‭ ‬واللياقة‭ ‬الذهنية‭ ‬والتكتيك‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬أهمية‭ ‬عن‭ ‬العوامل‭ ‬البدنية‭.‬

‭ ‬اللجان‭.. ‬بطولة‭ ‬خلف‭ ‬الكواليس

بعيدا‭ ‬عن‭ ‬نتائج‭ ‬المنتخبات،‭ ‬فإن‭ ‬من‭ ‬حق‭ ‬اللجان‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬البطولة‭ ‬أن‭ ‬ترفع‭ ‬لها‭ ‬القبعة،‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬شعلة‭ ‬من‭ ‬النشاط‭ ‬والانضباط،‭ ‬بدءا‭ ‬من‭ ‬لجنة‭ ‬الملاعب‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬مهامها‭ ‬قبل‭ ‬انطلاق‭ ‬البطولة‭ ‬واستمرت‭ ‬حتى‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬النهاية،‭ ‬إلى‭ ‬بقية‭ ‬اللجان‭ ‬التنظيمية‭ ‬والإدارية‭. ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬للبطولة‭ ‬من‭ ‬نجاح‭ ‬تنظيمي،‭ ‬فإن‭ ‬الفضل‭ ‬يعود‭ ‬لهؤلاء‭ ‬الجنود‭ ‬اللا‭ ‬مجهولين‭ ‬الذين‭ ‬عملوا‭ ‬بصمت‭ ‬وجدارة،‭ ‬والبحرين‭ ‬بالفعل‭ ‬تستحق‭ ‬الإشادة‭.‬

التوقعات‭ ‬تنقلب‭ ‬رأسا‭ ‬على‭ ‬عقب

كل‭ ‬المؤشرات‭ ‬كانت‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المنتخب‭ ‬الباكستاني‭ ‬سيكون‭ ‬المنافس‭ ‬الأشرس‭ ‬لمنتخبنا‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬المباراة‭ ‬النهائية،‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬فوزه‭ ‬الساحق‭ ‬على‭ ‬قطر‭ ‬حامل‭ ‬اللقب‭ ‬بثلاثة‭ ‬أشواط‭ ‬دون‭ ‬مقاومة‭ ‬تذكر،‭ ‬وبجهد‭ ‬بدني‭ ‬محفوظ،‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬كان‭ ‬منتخبنا‭ ‬قد‭ ‬خاض‭ ‬معركة‭ ‬طاحنة‭ ‬في‭ ‬نصف‭ ‬النهائي‭ ‬ضد‭ ‬كوريا‭ ‬الجنوبية،‭ ‬امتدت‭ ‬إلى‭ ‬خمسة‭ ‬أشواط‭ ‬أنهكت‭ ‬اللاعبين‭. ‬هذا‭ ‬السيناريو‭ ‬جعلنا‭ ‬نضع‭ ‬أيدينا‭ ‬على‭ ‬قلوبنا‭ ‬قبيل‭ ‬النهائي،‭ ‬لكن‭ ‬الواقع‭ ‬كان‭ ‬مفاجئًا‭ ‬للجميع،‭ ‬إذ‭ ‬ظهر‭ ‬الباكستانيون،‭ ‬رغم‭ ‬دعم‭ ‬جماهيرهم‭ ‬الكبير‭ ‬الذين‭ ‬احتلوا‭ ‬الجهة‭ ‬اليمنى‭ ‬من‭ ‬المنصة‭ ‬الرئيسية،‭ ‬بصورة‭ ‬باهتة‭ ‬ومتوترة،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬استقبال‭ ‬الكرة‭ ‬الأولى،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬لاعبي‭ ‬منتخبنا‭ ‬دخلوا‭ ‬اللقاء‭ ‬بثقة‭ ‬وروح‭ ‬قتالية‭ ‬جعلتهم‭ ‬يتفوقون‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬فترات‭ ‬المباراة،‭ ‬ويتحكمون‭ ‬في‭ ‬تفاصيلها‭.‬

البديل‭ ‬عنان‭ ‬يصنع‭ ‬الفارق

مدرب‭ ‬المنتخب،‭ ‬الفرنسي‭ ‬أرنود‭ ‬جوسرند،‭ ‬التزم‭ ‬بتشكيلة‭ ‬شبه‭ ‬ثابتة‭ ‬خلال‭ ‬البطولة،‭ ‬وكنت‭ ‬أتساءل‭: ‬ماذا‭ ‬لو‭ ‬تراجع‭ ‬مستوى‭ ‬أحد‭ ‬اللاعبين‭ ‬في‭ ‬مباراة‭ ‬حاسمة؟‭ ‬هل‭ ‬نملك‭ ‬البديل‭ ‬الجاهز؟‭ ‬وجاء‭ ‬الجواب‭ ‬في‭ ‬نهائي‭ ‬البطولة،‭ ‬عندما‭ ‬تعرّض‭ ‬النجم‭ ‬علي‭ ‬إبراهيم‭ ‬لإصابة،‭ ‬ليحل‭ ‬محله‭ ‬محمد‭ ‬عنان،‭ ‬الذي‭ ‬قدم‭ ‬مستوى‭ ‬مبهرا‭ ‬أربك‭ ‬به‭ ‬حسابات‭ ‬باكستان،‭ ‬وكان‭ ‬واحدا‭ ‬من‭ ‬نجوم‭ ‬اللقاء‭.‬

جوائز‭ ‬الأفضلية

بطبيعة‭ ‬الحال،‭ ‬لا‭ ‬تكتمل‭ ‬فرحة‭ ‬التتويج‭ ‬دون‭ ‬اعتراف‭ ‬رسمي‭ ‬بالكفاءة‭ ‬الفردية،‭ ‬وقد‭ ‬حصد‭ ‬لاعبونا‭ ‬نصيب‭ ‬الأسد‭ ‬من‭ ‬جوائز‭ ‬الأفضل‭ ‬في‭ ‬مراكزهم‭: ‬أيمن‭ ‬هرونة،‭ ‬علي‭ ‬إبراهيم،‭ ‬محمود‭ ‬العافية،‭ ‬ومحمد‭ ‬يعقوب‭ ‬الذي‭ ‬توّج‭ ‬بجائزة‭ ‬أفضل‭ ‬لاعب‭ ‬في‭ ‬البطولة،‭ ‬عن‭ ‬جدارة‭ ‬واستحقاق‭.‬

ابتسامة‭ ‬وطنية‭ ‬خالدة

الثلاثاء‭ ‬24‭ ‬يونيو‭ ‬2025،‭ ‬سيكون‭ ‬يوما‭ ‬محفورا‭ ‬في‭ ‬ذاكرة‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬البحرينية‭ ‬الجمعية،‭ ‬يوم‭ ‬كتب‭ ‬فيه‭ ‬منتخب‭ ‬الرجال‭ ‬ملحمة‭ ‬وطنية،‭ ‬صعدت‭ ‬بالكرة‭ ‬البحرينية‭ ‬إلى‭ ‬المجد‭ ‬الآسيوي‭. ‬فشكرا‭ ‬من‭ ‬القلب‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬ساهم،‭ ‬من‭ ‬لاعب‭ ‬ومدرب‭ ‬وإداري‭ ‬ومشجع،‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬هذا‭ ‬الإنجاز،‭ ‬والشكر‭ ‬موصول‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬سيواصل‭ ‬الإيمان‭ ‬بحلمنا‭ ‬الأكبر‭.. ‬لأن‭ ‬القادم‭ ‬أجمل‭.‬

 

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا