تصوير- عبدالأمير السلاطنة
أطلقت المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان في مملكة البحرين برنامجًا تدريبيًا جديدًا تحت عنوان «قادة حقوق الطفل المؤثرين»، يستهدف مجموعة «أصدقاء مفوض حقوق الطفل»، وذلك في إطار جهودها المستمرة لتعزيز ثقافة حقوق الإنسان بين فئة الأطفال والناشئة، وتمكينهم من القيام بدور فاعل في مجتمعهم.
ويهدف البرنامج إلى تنمية وعي الأطفال بحقوقهم، وصقل مهاراتهم القيادية والاجتماعية، من خلال تدريبهم على أساليب التعبير والمشاركة والمبادرة، ليكونوا قادرين على التأثير الإيجابي في بيئتهم، وتحمل مسؤولياتهم الحقوقية في المستقبل.
وأكد علي الدرازي، رئيس المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان، أهمية تشكيل فريق «أصدقاء مفوض الطفل» باعتباره خطوة جوهرية نحو ترسيخ مفاهيم حقوق الإنسان لدى الأطفال. وقال: «تشكيل هذا الفريق يعزز أيضًا من مفهوم العمل التطوعي في سن مبكرة، ما يُسهم في بناء أساس قوي لتكوين شخصية الطفل الواعية بحقوقه والمسؤولة تجاه مجتمعه».
وأضاف الدرازي أن البرنامج يسعى إلى تعريف الأطفال بالأدوار التي تقوم بها مؤسسات الدولة في مجال حماية حقوق الإنسان، ما يساعد في تعزيز فهمهم لدورهم المجتمعي وبناء ذواتهم بثقة واستقلالية.
ومن جانبها، أوضحت الدكتورة حورية الديري، مفوض حقوق الطفل بالمؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان، أن البرنامج يتضمن عدة مبادرات رئيسية، أولها برنامج تدريبي يركز على تنمية مهارات القيادة، والتواصل، والحوار، وطرح المبادرات في مجال حقوق الطفل، كما يتضمن زيارات ميدانية للجهات الحكومية والمؤسسات ذات الصلة، وذلك لتمكين الأطفال من الاطلاع على التجارب العملية في هذا المجال.
وأعلنت الديري خلال التدشين إطلاق شخصيتين كرتونيتين هما «سالم» و«شريفة»، واللتين ستؤديان دورًا توعويًا كبيرًا في نشر ثقافة حقوق الطفل بين الأطفال من خلال المحتوى الإلكتروني، في خطوة تهدف إلى جعل المفاهيم الحقوقية أقرب وأكثر تفاعلًا مع الفئة العمرية المستهدفة. كما أكدت أن المؤسسة ستشهد خلال المرحلة المقبلة انطلاق العديد من المبادرات التي يقودها الأطفال أنفسهم، بإشراف وتوجيه من خبراء ومتخصصين.
وفي السياق ذاته، شدد النائب أحمد سلوم على أن إنشاء مفوضية حقوق الطفل يُعد من أبرز الإنجازات الحديثة للمؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان، داعيًا إلى تكثيف الفعاليات المخصصة للأطفال من أجل ترسيخ هذه الثقافة في وعيهم، قائلًا: «نحن نؤسس اليوم لأصدقاء حقوق الطفل، وهم الثمرة الأهم التي ستحمل هذه الثقافة في المستقبل».
وأكد أن هذه المبادرات تسهم في حماية الأطفال من مختلف التحديات الاجتماعية والنفسية، من خلال توعيتهم بحقوقهم وتعريفهم بكيفية التصرف في حال تعرضهم لأي انتهاك، ما ينعكس إيجابًا على حياتهم اليومية ويمنحهم الثقة في التعامل مع محيطهم.
أما أحمد شوقي (خبير متطوع)، فتحدث عن الشراكة القائمة بين المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان وعدد من الجهات لتوفير برنامج تدريبي قيادي يسهم في تعزيز الكفاءات الشخصية للأطفال. وقال: «نحن نعمل على تمكين الأطفال من أن يكونوا صوتًا حقيقيًا لمفوضية حقوق الطفل، عبر تدريبهم على مواجهة التحديات المعاصرة، مثل الفضاء الإلكتروني، والتنمر، والعنف، وضعف الوعي بحقوق الطفل، سواء من قبل الأطفال أنفسهم أو أولياء أمورهم».
وشدد شوقي على ضرورة توفير البيئة المناسبة لتنشئة الأطفال على أساس من الحقوق والوعي، مؤكدًا أن هذه البرامج ستُسهم في خلق جيل قيادي واعٍ بمسؤولياته وقادر على التعبير عن نفسه والدفاع عن حقوقه وحقوق أقرانه.
وتأتي هذه المبادرة ضمن استراتيجية وطنية أشمل تهدف إلى تمكين الأطفال واليافعين، وبناء مجتمع يضع في أولوياته احترام حقوق الإنسان منذ سن مبكرة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك