144 حالة إدمان سجلتها جمعية التعافي في عام 2024
برامج التأهيل تحقق نسبة تعافٍ تصل إلى 68.9% في جمعية التعافي
كتبت ياسمين العقيدات:
أكد الشيخ عادل بن راشد بوصيبع رئيس مجلس إدارة جمعية التعافي من المخدرات، أن عدد الحالات المسجلة لدى الجمعية خلال عام 2024 بلغ 144 مستفيدًا، مشيرًا إلى أن هذا الرقم يعكس ارتفاع الوعي المجتمعي وحرص الأسر على دعم ذويهم في رحلة العلاج والتأهيل.
وكشف الشيخ بوصيبع أن فئة الشباب بين 20 و40 عامًا هي الأكثر عرضة للإدمان، مما يعزز الحاجة إلى تكثيف جهود الوقاية والتوعية، مشيدًا بجهود الدولة في التعامل مع المدمن كمريض من خلال برامج العقوبات البديلة والسجون المفتوحة، إلى جانب توفير العلاج المجاني في وحدة المؤيد.
كما أوضح أن نسبة التعافي بين من أكملوا البرنامج العلاجي بالجمعية بلغت 68.9%، رغم الطبيعة الارتدادية للمرض، مؤكدًا في الوقت ذاته وجود تنسيق مستمر مع الجهات الأمنية، ودعم موجه للأسر عبر الإرشاد النفسي والمساعدات المالية.
بينما حذر الشيخ بوصيبع من انتشار مادة «الشبو» (الكريستال ميث) بين الشباب، لافتًا إلى أن طرق الترويج تتم غالبًا عبر تطبيقات الهواتف الذكية، مؤكدًا أن جهود وزارة الداخلية تسهم بفاعلية في مكافحة هذه الظاهرة.
*ما عدد الحالات المسجلة لديكم خلال آخر عام؟ وهل ترون الزيادة مقلقة؟
- بلغ عدد الحالات المسجَّلة خلال عام 2024م (144) مستفيدًا، ونُعَد تكرار التردد على الجمعية مؤشرًا إيجابيًا، لما يعكسه من ارتفاع مستوى الوعي لدى الأسر والأفراد، وسعيهم الحثيث لطلب العلاج والتأهيل. كما تستقبل الجمعية منسوبي برنامج العقوبات البديلة، وتبقى، كعادتها، أبوابها مفتوحة لجميع المستفيدين من مواطني دول الخليج والدول العربية وغيرها.
* ما أكثر فئة عمرية معرضة للإدمان في البحرين حاليًا؟ وكم عددهم؟
- مرض الإدمان يستهدف فئة الشباب بشكل كبير، والبحرين لا تنفصل كثيرا عن المحيط الإقليمي في الرصد للحالات إذ تكون في الغالب ما بين سن (20 إلى 40) عاماً، وهذا الأمر يعزز من أهمية المواجهة، ووضع سبل الوقاية والعلاج، فضلا عن تمكين الشراكات المجتمعية في النهوض بواجباتها في عملية مكافحة المخدرات بنشر التوعية وتحقيق برامج الوقاية من المخدرات في غالبها الذكي والجذاب لفئة الناشئة والشباب.
*هل تتعامل الدولة مع المدمن كمريض فعلا، أم كمجرم فقط؟
- الدولة اتجهت اتجاها ذكيا، وذلك من خلال دعم رغبة المدمنين الجادة في التعافي، حيث وفرت خطا ساخنا عبر وزارة الداخلية يدعم مساعدة المدمنين في الحصول على العلاج والتأهيل، بالإضافة إلى القفزة النوعية التي حققها برنامجا العقوبات البديلة والسجون المفتوحة، والذي يعد برنامجا رائدا على مستوى الشرق الأوسط، ويضاف لذلك الجهد فرص العلاج المجانية في وحدة المؤيد لعلاج الإدمان بمستشفى الطب النفسي، ويزين هذا الجهد مشاركة جمعية التعافي من المخدرات في احتضان المدمنين الراغبين في العلاج والتأهيل.
*كم عدد مراكز التأهيل الفعالة حاليًا في البحرين؟ وهل هي كافية مقارنة بالحاجة؟
- يوجد مكان حكومي واحد، يضاف له جمعيتنا جمعية التعافي، بالإضافة إلى عدد من المستشفيات النفسية الخاصة وعدد من المراكز العلاجية الخاصة، وعموما تظل الحاجة للزيادة مطلوبة.
*هل توجد حالات انتكاسة بين المتعافين لديكم؟ وما نسبة النجاح في برامج العلاج؟
- طبيعة مرض الإدمان أنه ارتدادي وقد يحتاج المتعافين إلى جهد إضافي في تغيير بيئتهم السابقة الجالبة للإدمان، وقد تضعف أنفسهم عند الانقطاع المتعمد عن مواصلة برامج الرعاية اللاحقة بالجمعية، ولكن بشكل كبير هناك زيادة مقدرة في نسبة استمرار التعافي لدى المستفيدين من البرنامج بالجمعية إذ تقدر بـ 68.9% وسط الذين أكملوا البرنامج العلاجي والتأهيلي.
* كيف يتم التنسيق مع الجهات الأمنية لتنفيذ القانون في حال وجدت بعض الإشكاليات؟
- هناك خطوط تواصل ممتدة بين الجمعية والجهات العدلية المختلفة وكذلك وزارة الداخلية في إداراتها المختلفة، وهذا الوصل نعتبره قيمة مضافة للجمعية نستثمره في تسهيل أمور المتعافين، وتحقيق مكاسب مشروعة لهم، ومن هذا المنطلق فإننا في جمعية التعافي من المخدرات نشكر ونثمن هذه الثقة الممنوحة من الجهات الحكومية حال الجمعية.
*ما أخطر مادة مخدرة منتشرة حاليًا في البحرين؟ وكيف تصل إلى الشباب؟
- الشبو أو (الكريستال ميث) والوسيلة الأكثر هي استخدام التلفون عبر إرسال الموقع الجغرافي ((Location الذي تتوفر فيه المادة في رسالة عبر الواتساب. ولكن بجهود وزارة الداخلية وإدارة مكافحة المخدرات الذين لا يألون جهدا في تجفيف منابع المخدرات عبر المنافذ أو عبر الملاحقات والكشف والرصد، تضعف شوكة المجرمين ويخيب رجاؤهم في تلويث المجتمع بآفة المخدرات، فلهم منا جزيل الشكر والتقدير.
* هل هناك دعم مالي أو نفسي فعلي لأسر المدمنين؟ أم أن الأسرة تظل تواجه الأمر وحدها؟
-تحتل الأسر جزءا مقدرا من البرامج التأهيلية التي تقدمها الجمعية، وذلك عبر الدورات التدريبية وورش العمل، فضلا عن جلسات الإرشاد الأسري إذ يتعاون مع الجمعية أخصائي في مجال الإرشاد الأسري يحمل شهادة الماجستير في هذا المجال، وينتظم المعالجين بشكل مستمر في الإرشاد والتوجيه الأسري والسعي لحل المشكلات التي تجمع المستفيد مع أسرته. يضاف إلى هذا الجهد سعي الجمعية الجاد عبر شراكاتها المجتمعية مع جمعية التربية الإسلامية وغيرها من ضم هذه الأسر إلى قوائم المساعدات الشهرية ما أمكن إلى ذلك سبيلا ويتم هذا الأمر بعد تنفيذ دراسة الحالات والتأكد من كونهم من أصحاب الاستحقاق، والجزء المهم في هذا الملف هو جهود الجمعية الرامية إلى توظيف المتعافين ودعم إمكانية أن يصبحوا رواد أعمال وأصحاب مشروعات خاصة، وذلك من خلال التدريب والتأهيل في مجال ريادة الاعمال كما المساعدة من خلال التواصل مع جهات الأعمال والشركات المختلفة كنوع من التزكية لحصول المتعافين على فرص عمل.
* هل تتلقون شكاوى من شباب وقعوا ضحية الإدمان بسبب وصفات طبية خاطئة أو أدوية مهدئة؟
- في مسيرة الإدمان يتعلم الشباب الاستخدام الخاطئ للأدوية النفسية، ولكن هذا وزرهم بالدرجة الأولى، إذ أن الأدوية توصف بناء على التشخيص المرضى، ولها محاذير في الاستخدام يسعى الأطباء في الغالب لتوضيحه للمرضى، ولكن ثقافة الاستخدام الجالب للمزاج عند المدمنين اختيارهم، وعموما البرنامج العلاجي والتأهيلي في الجمعية يعزز من الاختيار الصائب بالابتعاد عن استخدام الأدوية النفسية بغرض التعاطي.
* بعد تعديل قانون العقوبات البديلة لإدراج الالتحاق بالمصحات كأحد التدابير البديلة، هل يمكن أن يحد ذلك في جريمة الإدمان؟
- بكل تأكيد نعم، وقد كانت الجمعية ولله الحمد أول جهة مجتمعية تحظى باستقبال منسوبي العقوبات البديلة بالبحرين، وتسهم الجمعية عبر المعالجين في تقديم برنامج علاجي لكل فئات المستفيدين من العقوبات البديلة مثلا تقدم برنامجا في مركز الإصلاح والتأهيل بسجن جو، بالإضافة إلى برنامج في مبنى السجون المفتوحة، بالإضافة إلى برنامج عبر الإنترنت، ويضاف إلى ذلك المستفيدين كاملي الإقامة بالجمعية من منسوبي العقوبات البديلة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك