أطلقت هيئة الخدمات الصحية البريطانية (NHS) في إنجلترا برنامجًا جديدًا يتيح للأطباء وصف دواء «مونجارو» لمرضى السمنة المفرطة، وهو دواء يُستخدم في الأصل لعلاج السكري من النوع الثاني، لكنه أثبت فعاليته في تقليل الوزن عبر خفض مستويات السكر في الدم وإبطاء الهضم، مما يسهم في كبح الشهية.
من المتوقع أن يستفيد نحو 220 ألف شخص خلال السنوات الثلاث المقبلة من هذا الدواء، الذي كان يُتاح سابقًا فقط عبر مراكز طبية متخصصة. ويأتي هذا التوسع ضمن خطة لتوفير علاجات فعالة لخسارة الوزن عبر خدمات الرعاية الأولية، لتقليل الضغط على النظام الصحي ومواجهة تزايد معدلات السمنة.
في مرحلته الأولى، سيُصرف «مونجارو» للمرضى الذين يتجاوز مؤشر كتلة الجسم لديهم 40، ويعانون من أربع مشكلات صحية مزمنة مرتبطة بالسمنة، مثل السكري، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، وانقطاع النفس أثناء النوم. هذا التحديد يهدف إلى تركيز العلاج على الحالات الأكثر حاجة في البداية.
واوضحت الدكتورة كلير فولر من «NHS» إنجلترا أن هذه الخطوة تمثل تحولًا مهمًا في نهج علاج السمنة، لكنها جزء من خطة أوسع تشمل تغييرات في نمط الحياة، والتغذية، وزيادة النشاط البدني، مؤكدة أن العلاج الدوائي وحده لا يكفي من دون مرافقة دعم سلوكي شامل.
مع ذلك، أبدت الكلية الملكية للأطباء العامين قلقها من الأعباء الإضافية على العيادات في ظل نقص الموارد والتدريب الكافي، ودعت إلى تمويل إضافي لضمان نجاح البرنامج، مؤكدة أن الوقاية وتغيير السلوك الغذائي يجب أن يظلا في قلب الجهود المبذولة.
من جانبه، صرّح أوليفييه بيكار، رئيس الرابطة الوطنية للصيادلة، بأن الطلب على هذه الحقن آخذ في الازدياد، وأن الصيدليات الخاصة ستظل خيارًا مهمًا للمرضى طالما أن إمدادات الدواء محدودة. وأشار إلى أن العلاج يجب أن يكون جزءًا من خطة متكاملة تشمل الإرشاد والدعم الصحي المستمر، لتفادي استعادة الوزن بعد التوقف عن العلاج.
الإحصاءات الرسمية تظهر أن نحو 29% من البالغين في بريطانيا يعانون من السمنة، في حين يستخدم أكثر من 1.5 مليون شخص أدوية لإنقاص الوزن بوصفات خاصة. وأكد وزير الصحة البريطاني، ويس ستريتينغ، أن هذه الأدوية تمثل فرصة حقيقية لمواجهة واحدة من أبرز مسببات الأمراض المزمنة، مشددًا على التزام الحكومة بجعل العلاج الحديث متاحًا للجميع ضمن خطة صحية تركز على الوقاية أولًا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك