في مشهدٍ قلّما يتكرر، تجلس في أحد صفوف الثالث الابتدائي بمدرسة الرفاع الغربي الابتدائية للبنات، تلميذتان استثنائيتان تتشاركان الاسم الأخير، والصف، وحتى الدرب، وهما نور يوسف الجاسم وآلاء محمود الجاسم، خالة وابنة أخت، تجمعهما صلة الدم وصلة الطموح، ورغم فقدان البصر، أضاءتا نورهما الداخلي، لتخطا طريقًا من النجاح والتميّز.
وقد نالت الطالبتان تكريمًا من الدكتور محمد بن مبارك جمعة وزير التربية والتعليم، ضمن حفل الاحتفاء بالمتفوقين والمتميزين الذي نظمه المعهد السعودي البحريني للمكفوفين، قبل أيام.
وضمن الصفحات المشرقة في قصة نجاحهما، إسهام الأستاذة حورية محمد العالي، معلمة اللغة الإنجليزية، في تدريسهما، وهي كذلك من فئة ذوي الإعاقة البصرية، لتنقل اليهما المعرفة، وتعزز لديهما الإرادة والإصرار التي تحلت بهما، وقاداها إلى مهنة التدريس، رغم ظروفها الصحية.
وشكرت الطالبتان المعلمة حورية، التي قدمت لهما الدعم المتواصل خلال حصص المساندة، وساعدتهما على تعلّم القراءة والكتابة بأساليب تتناسب مع احتياجاتهما، والشكر موصول الى الأستاذة صباح عبد الله عامر معلمة نظام الفصل، لدورها المحوري في دعمهما، باستخدام الوسائل التعليمية المناسبة، وتخصيص وقت إضافي لزيادة استيعابهما للدروس.
وتُبدي الطالبتان شغفًا كبيرًا بمادة العلوم، حيث تستمتعان بالتجارب الصوتية، ما يعكس قدرتهما على التعلّم من خلال الحواس الأخرى، أما خارج الصف، فتتمثل هوايتهما الأبرز في قراءة القرآن الكريم، حيث تُجيدان التلاوة، وتحرصان على الحفظ والمشاركة في الأنشطة ذات الصلة.
ورغم صغر سنّهما، يجمعهما طموح جميل هو أن تصبحا معلمتين في المستقبل، لتكونا قدوة لأطفال آخرين من ذوي الإعاقة، لمساعدتهم على تجاوز التحديات بالإصرار والعزيمة.
ويأتي ذلك ضمن ثمار جهود وزارة التربية والتعليم في تطبيق سياسة دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس الحكومية، التزامًا منها بتوفير حق التعليم لجميع أبناء مملكة البحرين.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك