تشهد صالة عيسى بن راشد في الرفاع مساء اليوم قمتين ناريتين مرتقبتين، ضمن منافسات الدور نصف النهائي من بطولة كأس الأمم الآسيوية للكرة الطائرة، إذ يصطدم منتخبنا الوطني، صاحب الضيافة والأرض والجمهور، بنظيره الكوري الجنوبي في مواجهة لا تقبل القسمة على اثنين، وذلك عند الساعة السابعة مساءً. ويسبق هذا اللقاء موقعة أخرى لا تقل سخونة، تجمع المنتخبين القطري ونظيره الباكستاني في تمام الرابعة والنصف عصرا، لتحديد الطرف الآخر في النهائي المرتقب.
المشهد في نصف النهائي عادة ما يتسم بالندية والتكافؤ، فكل فريق بلغ هذه المرحلة بعد سلسلة من الانتصارات والتضحيات، مما يجعل الرهان على التأهل إلى النهائي محفوفا بالصعوبات، وكلما اقترب الحلم من التحقق، زادت نسبة الضغوطات النفسية والبدنية، وارتفعت حدة التوتر والتركيز، وهذا ما ينسحب تماما على مواجهة منتخبنا اليوم، عندما يلاقي واحدا من أقوى فرق القارة المنتخب الكوري الجنوبي، المعروف بسرعته وقوته التكتيكية.
منتخبنا، الذي قدم عروضا قوية طوال مشواره في البطولة، يعول كثيرا على الإرسال المؤثر كسلاح تكتيكي فعال، إذ إن أي تراجع في جودة الإرسال سيمنح الكوريين فرصة لتنظيم استقبالهم وتنويع تدخلاتهم الهجومية من العمق والأطراف بسرعة مذهلة، وإذا ما تمكن الكوريون من فرض إيقاعهم، فستكون مهمة منتخبنا الدفاعية في غاية التعقيد، نظرا لصعوبة توقع مراكز الضرب عندهم.
ولعل البرازيلي راماريز، مدرب المنتخب الكوري، يدرك تماما طبيعة وأسلوب لعب منتخبنا، كونه تابع أداءه من كثب خلال مشاركاته في البطولة، فضلا عن معرفته السابقة بتفاصيله، لكن ما يزيد من صعوبة المواجهة على المنتخب الكوري أن منتخب البحرين بات يلعب بتوازن ووعي تكتيكي عال، مع توزيع ذكي للضربات الهجومية من مختلف المراكز، إضافة إلى الاستقرار النسبي في استقبال الكرة الأولى.
مواجهة اليوم تحسم غالبا في التفاصيل الصغيرة: لحظة تركيز، كسر إرسال، لمسة ذكية في الشبكة، أو تصد ناجح لهجمة مرتدة، ومن هنا، فإن عنصر التركيز الذهني سيكون حاسما في ترجيح كفة أحد المنتخبين، ولا مجال للتهاون، ولا وقت للأخطاء المتكررة، فإما أن يكون نهائيا تاريخيا على أرض الوطن، أو وداعا مؤلما أمام جماهير متعطشة للفرح.
ويبقى الجمهور أحد أبرز مفاتيح هذه المواجهة، فالحضور الجماهيري الكبير المرتقب قد يحدث الفارق ويضخ طاقة إضافية في أوصال اللاعبين، ويمنحهم دفعة معنوية في اللحظات الحرجة، وفي المقابل، قد يشكل ضغطا على الفريق الضيف، ويربك تركيز لاعبيه.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك