يُعد الخرف المبكر من أشكال الخرف التي قد تظهر بين سن الأربعين والخمسين، بل حتى قبل ذلك أحياناً، ويختلف عن خرف الشيخوخة في كونه غالباً ما يرتبط بأسباب وراثية، خاصة في حالات نادرة من الزهايمر، حيث تلعب طفرات جينية مثل APP وPSEN1 وPSEN2 دوراً رئيسيا في ظهوره.
يرتبط الخرف المبكر أيضاً بأمراض عصبية أخرى مثل باركنسون، إذ يصاب ما يقارب 30 إلى 40% من المرضى بالخرف مع تطور المرض، خصوصاً عند الإصابة به في سن مبكرة، وكذلك مرض هنتنغتون الوراثي الذي يؤدي بدوره إلى تدهور إدراكي ملحوظ بمرور الوقت إلى جانب العوامل الوراثية، فإن نمط الحياة غير الصحي يمثل خطراً كبيراً للإصابة بالخرف المبكر، خاصة في حال وجود ارتفاع ضغط الدم، السكري، السمنة، أو اضطرابات التمثيل الغذائي في منتصف العمر، كما تؤثر العادات مثل التدخين، وقلة الرياضة، وتعاطي الكحول بشكل مباشر على زيادة الاحتمال.
الزهايمر يظل النوع الأكثر شيوعاً من الخرف المبكر، ويليه الخرف الجبهي الصدغي، والذي يظهر غالباً قبل سن 65 ويبدأ في الفصين الجبهي والصدغي. هناك أنواع أخرى قد تظهر مبكراً أيضاً، منها خرف أجسام لوي الذي يجمع بين أعراض الزهايمر وباركنسون، وكذلك الخرف الوعائي المرتبط بمشكلات الدورة الدموية في الدماغ.
تتشابه أعراض الخرف المبكر مع الخرف المعتاد، وتشمل مشاكل في الذاكرة، وصعوبة في الكلام والتوجيه، إضافة إلى تغيرات في الشخصية واضطرابات حركية ونفسية، مثل الهلوسة والاكتئاب، كما يُضعف المرض قدرة المريض على إدارة الأنشطة اليومية.
رغم أن الخرف لا يُعالج بشكل نهائي، فإن التشخيص المبكر يمكن أن يسهم في إبطاء تطور الأعراض عبر أدوية مخصصة للزهايمر، وعبر العلاج المعرفي، والعلاج الطبيعي، والدعم النفسي، مما يعزز جودة الحياة والاستقلالية فترة أطول.
تكييف نمط الحياة والمسكن يشكل دعماً فعالاً لمرضى الخرف المبكر، من خلال وسائل تنظيمية مثل التقويمات وتطبيقات الهاتف، إلى جانب بيئة معيشية منظمة تساعد في التغلب على تحديات المرض اليومية، مما يبرز أهمية التوعية المبكرة والوقاية الصحية المستمرة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك