يُعد توقيت تناول أدوية ضغط الدم أمرًا قد لا ينتبه إليه كثيرون، رغم تأثيره المحتمل في فعالية العلاج وصحة القلب. وبينما اعتاد معظم المرضى تناول أدويتهم صباحًا كجزء من الروتين اليومي، تشير دراسات حديثة إلى أن الجرعات المسائية قد تُقدم فوائد إضافية، لا سيما في الحماية من الأزمات القلبية والسكتات الدماغية. غالبًا ما يوصي الأطباء بتناول أدوية الضغط في الصباح، تماشيًا مع الارتفاع الطبيعي لضغط الدم عند الاستيقاظ، نتيجة إفراز هرمونات مثل الكورتيزول والأدرينالين. غير أن دراسة نُشرت في مجلة «لانسيت» عام 2022، تابعت أكثر من 21 ألف شخص، لم تجد فرقًا كبيرًا بين تناول الجرعات صباحًا أو مساءً من حيث تقليل خطر الإصابة بمشكلات القلب والأوعية الدموية. ولكن دراسة أخرى أُجريت عام 2019 في إسبانيا غيّرت المعادلة، فقد وجدت أن تناول أدوية الضغط قبل النوم ساعد المرضى على تنظيم ضغط الدم ليلًا، وهو ما قلّل من خطر الإصابة بأمراض القلب، خصوصًا لدى المرضى الذين يعانون مما يُعرف بـ«عدم انخفاض ضغط الدم الليلي». ورغم النتائج المشجعة، يؤكد الخبراء أن توقيت تناول الدواء لا يناسب الجميع بنفس الطريقة. ويجب مراعاة عدة عوامل قبل اتخاذ قرار التغيير، وبعض الأدوية مثل مدرات البول قد تُسبب كثرة التبول ليلًا، ما يؤثر في جودة النوم. يُفضل إجراء مراقبة لضغط الدم على مدار 24 ساعة لتحديد ما إذا كان المريض يعاني من ارتفاع الضغط ليلًا، وهو ما قد يستدعي تعديل توقيت الجرعة.
الصفحة الأخيرة
صباحا أم مساء.. ما الوقت المثالي لتناول أدوية ضغط الدم؟

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك