كتبت: نوال عباس
أكد مجموعة من الزوار معاناتهم وتعرضهم للذعر والخوف الشديد أثناء رجوعهم من مدينة مشهد في إيران إلى ارض الوطن برا، نظرا إلى طول الرحلة التي امتدت أكثر من 48 ساعة، بالإضافة إلى سماع دوي الصواريخ واندلاع الحرائق والدخان أثناء مرورهم في الطريق البري من مشهد إلى الحدود الإيرانية العراقية مع صرخات النساء والأطفال، ما جعلهم يشاهدون الموت بأعينهم على حد قولهم.
رحلة الرعب
وقالت خاتون التي رجعت من مشهد عن طريق البر إنها (رحلة الرعب) لأنني رأيت الموت بعيني ما جعلني لا أرغب في السفر مرة أخرى جوا أو برا مستقبلا، فأنا لا أريد أن أموت خارج الوطن، مشيرة إلى أنها تعقدت كثيرا من هذه الرحلة لأنها طويلة تصل إلى 3 أيام في الطريق مع ساعات طوال من سماع دوي التفجير ورؤية الدخان وصريخ الزوار من الأطفال وكبار السن، مع دوي كل تفجير من الصواريخ أثناء رحلة عودتنا على الحدود العراقية الإيرانية.
وأضافت: لقد كان الموت قريبا منا وكنا متعبين للغاية وخائفين وفي حيرة كبيرة وأصوات الصواريخ في آذاننا، ما جعلنا نتساءل هل سنعود إلى الوطن، وماذا عن أهلنا الذين في الوطن هل سنلتقي بهم مرة أخرى، لقد استرجعنا شريط حياتنا أمام أعيننا فهل سنرجع ديارنا أم سنموت وخاصة أن المسافة طويلة من مشهد إلى مملكة البحرين تفوق 35 ساعة، كما أن لسوء حظنا تأخر سيارة الأمتعة عن الوصول إلى الحدود الإيرانية العراقية ما جعلنا ننتظر من الساعة 11 مساء إلى الساعة السادسة صباحا وتتزامن هذه الفترة مع الذروة لإطلاق الصواريخ، ما ازداد معه ذعر ورعب النساء والأطفال، والشعور بقرب ساعة الموت.
ذعر الزوار
ومن جانبه علق مهدي ميرزا التيتون (سائق): تسلمنا الزوار من الحدود العراقية الإيرانية لإيصالهم إلى أرض الوطن، مع بدء إطلاق الصواريخ الإيرانية، وسمعنا دويا شديدا، وفوجئنا كثيرا حيث انها المرة الأولى التي نتعرض فيها لمثل هذه المواقف، ولكننا لم نشعر بالخوف كثيرا، لأننا نشاهد فيلم رعب من بعيد، ولكن الذين شعروا بالخطر الكبير والرعب الحقيقي أكثر هم الزوار الذين رجعوا من مشهد برا إلى الحدود العراقية الإيرانية لأنهم شاهدوا انطلاق الصواريخ من إيران عن قرب وشاهدوا الأدخنة المنتشرة في الهواء، وخاصة أن بعض الطرق البرية تم قصفها ومنها الخط الجديد بين طهران وقم، ما جعل الحملات تغير طريقها إلى معابر برية أخرى لسلامة الزوار.
وأضاف: ولكن بعد وصول الزوار الحدود الإيرانية العراقية أصبح الزوار متفائلين، لأن أصبحوا أقرب للوطن، وتخطوا منطقة الخطر بسلام.
أحلام العصر
وعبّرت أم دانة عن معاناتها أثناء رحلة عودتها من مشهد إلى البحرين: فقالت: لقد رأينا احلام العصر من الكوابيس والرعب في هذه الرحلة، فقد بدأ ضرب مشهد أثناء خروجنا من مشهد إلى البحرين برا، ما جعلنا نشعر بالخوف الشديد، وأننا سنموت في مكان آخر غير وطننا الحبيب وبعيدا عن أهلنا وأولادنا، واستمرت ساعات الرعب طوال رحلتنا برا أثناء عبورنا الحدود العراقية الإيرانية وخاصة مع سماع أصوات التفجير ومشاهدة الدخان طوال الطريق، وأصبحنا نحمل أرواحنا على كفوفنا، لأن التفجير كان قريبا منا كثيرا، كذلك من سوء حظنا أننا وصلنا الحدود واضطررنا إلى انتظار سيارة الأمتعة التي امتدت من ساعات ليلا إلى صباح اليوم الثاني مع صراخ النساء والأطفال مع دوي كل تفجير، وما إن يغفو الأطفال قليلا حتى يستمر مسلسل الصراخ مع انطلاق صاروخ آخر، فكانت رحلة التعب والرعب، ولكن الحمد لله انتهت الرحلة بسلام.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك