كتبت لمياء إبراهيم:
تواصل مملكة البحرين تبني أحدث المعايير والبروتوكولات العلاجية المتقدمة، وذلك حرصاً على استمرار توفير الخدمات الصحية بأفضل جودة وأعلى كفاءة ومواكبة أحدث العلاجات الطبية بما يصب في صحة وسلامة جميع أفراد المجتمع، بمن فيهم المرضى المصابون بالأمراض المزمنة وأمراض الدم الوراثة، كمرض فقر الدم المنجلي.
وقد حققت مملكة البحرين إنجازا طبيا تاريخيا في فبراير من العام الجاري باستكمال مراحل علاج مريض بفقر الدم المنجلي عبر تقنية زراعة النخاع باستخدام التعديل الجيني «كريسبر» ليكون أول شخص على مستوى العالم من خارج الولايات المتحدة الأمريكية يُعلن تلقيه العلاج بنجاح بالخدمات الطبية الملكية - مركز البحرين للأورام.
وفي الحوار التالي، تسلط الدكتورة فاطمة مال الله، استشاري أمراض الدم والأورام ورئيس مركز أمراض الدم الوراثية بالمستشفيات الحكومية، الضوء على أبرز التطورات العلاجية والخدمات المقدمة في المركز.
* ما هي أسباب مرض فقر الدم المنجلي؟ وما هي أعراضه؟
فقر الدم المنجلي هو مرض دم وراثي من خلال جيني يؤدي إلى انتاج الهيموجلوبين S في الجسم، وهو نوع غير طبيعي من الهيموغلوبين (البروتين الذي يحمل الأكسجين داخل كريات الدم الحمراء).
ويتسبب الهيموجلوبين S في ضعف كريات الدم الحمراء وتغير شكلها إلى شكل منجلي أو هلالي مميز، وتصبح الكريات غير الطبيعية غير قادرة على توصيل كمية كافية من الأكسجين للأنسجة.
وتعدّ أعراض فقر الدم المنجلي متنوعة، وقد تختلف حدتها من شخص إلى آخر، ومن الأعراض الشائعة التعب والضعف، والشحوب، ونوبات الألم الشديدة التي تسببها الخلايا المنجلية، وتورم اليدين والقدمين، إضافة إلى اليرقان (اصفرار الجلد وبياض العينين)، وقد تشمل الأعراض أيضًا صعوبة التنفس، وألم الصدر، والحمى، إضافة إلى مشاكل في الرؤية، وآلام في المفاصل، وتلف بعض الأعضاء، والإصابة بعدوى شديدة.
* هل أعراضه واحدة في كل مراحله؟
تختلف أعراض فقر الدم المنجلي من شخص إلى آخر، ولا تتبع نمطًا ثابتًا في جميع مراحله. فقد يعاني البعض من أعراض خفيفة، بينما تظهر لدى آخرين بشكل مختلف مع مرور الوقت، وتتنوع هذه الأعراض حسب العمر والحالة الصحية العامة لكل فرد.
وقد تختلف طبيعة الأعراض أيضًا في مراحل العمر المختلفة؛ فخلال الطفولة المبكرة قد تظهر علامات مثل بطء النمو أو نوبات ألم بسيطة، بينما يشهد بعض البالغين أعراضًا مختلفة تتطلب المتابعة المنتظمة مع الأطباء المختصين لضمان جودة الحياة.
وتعتمد شدة الأعراض على عوامل مثل النوع الجيني للمصاب، والعمر، والحالة الصحية العامة، مما يجعل المتابعة الطبية المستمرة والالتزام بالإرشادات الصحية عنصرًا مهمًا للتعامل السليم مع الحالة.
* مركز أمراض الدم الوراثية في السلمانية ما هي طاقته الاستيعابية؟
يشتمل المركز على 60 سريرا في أجنحته المختلفة بالإضافة إلى 12 سريرا مخصصا للحالات الطارئة.
* وما هي الحالات التي تعالج فيه؟
معظم الحالات المتعلقة بفقر الدم المنجلي من نوبات الألم الحاد إلى النوبات المتعلقة بالرئة والكبد والجلطات
* ما هي أحدث تطورات أقسام المركز؟
من أبرز التطورات الحديثة في المركز افتتاح وحدة متخصصة لتبديل الدم، والتي تُعدّ من الخيارات العلاجية الفعالة لمرضى فقر الدم المنجلي. كما شهد المركز توسعة في خدماته لتشمل عيادات متخصصة في إدارة الألم المزمن، إلى جانب تقديم الدعم النفسي، بما يسهم في توفير رعاية شاملة ومتكاملة للمراجعين.
* ما هي أحدث البروتوكولات التي يتم بها علاج مرضى فقر الدم المنجلي داخل المركز؟ ومدى نجاح الخطة العلاجية في ارتفاع نسب الشفاء في المركز؟
يعتمد المركز في علاج مرضى فقر الدم المنجلي على أحدث البروتوكولات العالمية، والتي أثبتت فاعليتها في تحسين جودة الرعاية الصحية للمصابين. وقد انعكست هذه الجهود إيجابًا على نتائج العلاج.
* هل هناك مكان مخصص للأطفال مثل مركز النساء؟
الأطفال يتم إدخالهم في أجنحة مخصصة في قسم الاطفال حيث تقدم لهم الرعاية الصحية اللازمة بحسب البروتوكولات العالمية المعتمدة.
* ما أهمية التوعية والفحص الجيني قبل الزواج في الحد من انتشار المرض؟
تُعد أمراض الدم الوراثية مثل مرض فقر الدم المنجلي من أبرز التحديات الصحية التي تواجه بعض المجتمعات، والتي قد تؤثر سلباً على جودة حياة المرضى وأسرهم. ومن هنا تبرز أهمية التوعية والفحص الجيني قبل الزواج كخطوة أساسية للحد من انتشار هذا المرض، إذ يمكن الفحص الجيني للمقبلين على الزواج من الكشف المبكر عن حاملي الجين المسبب للمرض، مما يقلل من فرص ولادة أطفال مصابين مستقبلاً.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك