أكد النقيب صلاح عادل الحسن ضابط في الإدارة العامة للدفاع المدني بوزارة الداخلية أن وزارة الداخلية قد تبنت محور التحول الإلكتروني عن طريق تبني أحدث الأنظمة والتحول الرقمي في الخدمات، مشيراً إلى أن استخدام الإدارة العامة للدفاع المدني النظام الجغرافي الأمني هو من أحدث الأنظمة، ويعد نظاماً متكاملا بحيث في حال تلقي أي بلاغ من الإدارة العامة للدفاع المدني يتم إسناده بشكل تلقائي إلى المركز الأقرب للبلاغ وأيضاً يتم إسناد الفرق التخصصية بحسب طبيعة نوع البلاغ سواء كان حريقا أو تسرب مواد كيميائية أو حادثا به أشخاص محشورون.
جاء ذلك خلال مداخلة لتلفزيون البحرين أمس حول أن مملكة البحرين ترسخ أمنها الرقمي بتقنيات الذكاء الاصطناعي والتحليل الاستباقي.
وأشار إلى أنه يتم في النظام تحديد الطرق الأقل ازدحاما والطرق الأسرع للوصول، وهذا يحقق مبدأ سرعة الاستجابة للدفاع المدني، إلى جانب ربط النظام بأنظمة جرس الإنذار بالمنشآت والمنشآت الحيوية، وفي حال استشعار أحد الكواشف لدخان أو تسرب مادة كيميائية يتم تلقي البلاغ في النظام وإسناد المركز الأقرب. وأكد النقيب صلاح أن الإشعارات الفورية والدقيقة هي عنصر مهم لإدارة الأزمات، مشيراً إلى الرسائل النصية التي تم إرسالها يوم الإثنين بأنه سوف يتم التفعيل التجريبي لصفارات الإنذار، وقد لمسنا من المجتمع البحريني يوم الثلاثاء أن الجميع مستعد وينتظر سماع صفارات الإنذار، مؤكداً أن هذا هو الهدف بأن يكون المجتمع مستعداً خلال الأزمات. وحول دور البنية التحتية الرقمية المتكاملة في رفع جاهزية منظومة الدفاع المدني، أشار إلى أن وزارة الداخلية بإداراتها تستخدم نظاما متكاملا متناسقا بين جميع الجهات، وفي حال تسلم بلاغ يتم بشكل تلقائي إسناد الإدارات المعنية ومنها الدفاع المدني والإدارة العامة للمرور والإسعاف الوطني، ما يظهر وجود تكامل داخلي بين الإدارات ووزارة الداخلية، مشيراً إلى أن وزارة الأشغال تزود الإدارة العامة للدفاع المدني بالطرق والشوارع التي بها أعمال صيانة ويتم إدخالها في النظام الجغرافي الأمني لتفادي هذه الطرق واستخدام طرق بديلة، مضيفاً أن هيئة الكهرباء والماء تزود الإدارة العامة للدفاع المدني بنقاط المياه التي تستطيع فرق الاستجابة لدى وصولها استخدامها لتزويد الآليات بالمياه ومعرفة أقرب النقاط وعدد هذه النقاط. من جانبها، أكدت الدكتور أمل سالم شاهين، قائد معتمد في التحول الاستراتيجي للذكاء الاصطناعي أن الذكاء الاصطناعي بات يلعب دورا مهما في دعم القرار أثناء الأزمات وفي تحليل البيانات والإسهام في اتخاذ قرارات دقيقة في مداخلة هاتفية لتلفزيون البحرين أمس، موضحة أن الذكاء الاصطناعي يأتي في مقدمة أولويات إدارة الأزمات، وقد أثبت الذكاء الاصطناعي قدرته الفائقة على تحليل البيانات الضخمة بدقة وأصبح لديه قدرة عالية على التنبؤ الذكي والسريع والقدرة على اكتشاف واستخلاص أنماط وتوجهات خفية لا يمكن ملاحظتها بالطرق المعتادة أو الطرق التقليدية حيث أصبح بالإمكان التنبؤ بالمخاطر المحتملة وفهم التغيرات اللحظية، دراسة وربط الأوضاع والسلوكيات المتغيرة ومن ثم إعطاء تنبؤات بنسب صحيحة ودقيقة، مشيرة إلى أن هذه النسب ليس فقط تكشف نوع الحدث بل ترصد تفاصيل الحدث مثل الوقت والموقع والتاريخ وإعطاء تنبيهات وإشعارات تكون استباقية ودقيقة تسهم في الحد من الأضرار والاستجابة بفعالية أكبر وتكون في الوقت المناسب وبالتالي بإمكان هذه التقنيات أن تقدم توصيات وحلولا فورية تسهم في التعامل مع هذه الأزمات، مؤكدة أهمية فهم تقنيات الذكاء الاصطناعي التوضيحية المستخدمة في المملكة التي تعد مهمة جداً في إدارة الأزمات لكونها تشرح ما وراء هذه القرارات وأسباب اتخاذها.
وبشأن كيفية التعامل مع التحديات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي والأخطاء التقنية المحتملة في أوقات إدارة الأزمات، أوضحت د. شاهين أنه في أوقات الأزمات يصبح الذكاء الاصطناعي سلاحا ذا حدين لذلك من الضروري فهم هذه التحديات وكيفية التعامل معها بوعي وبخطة مدروسة حتى لا يتم تضليل صناع القرار في لحظات حاسمة، حيث إن البيانات تعتبر وقودا أساسيا لمثل هذه التقنيات لذلك من المهم جداً التأكد من جودة البيانات، وهنا نحن لا نقصد فقط صحة البيانات بل يجب مراعاة أمور كثيرة مثل مدى توفر البيانات المطلوبة وتنوعها وتحديثها ومناسبتها لإدارة هذه الأزمة، وسرية البيانات أو سهولة الوصول والمعالجات الصحيحة لهذه البيانات والتحقق من وجود تحيز فيها لقرار أو هدف معين، جميع هذه الأمور يجب وضعها في عين الاعتبار.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك