تصوير - رضا جميل
في أجواء سينمائية احتضنها نادي البحرين للسينما، اختتم برنامج حاضنة «HerStory Films» أعماله بإعلان إنتاج فيلمين بحرينيين من بين خمسة مشاريع قدمتها مخرجات شابات، وذلك ضمن فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان البحرين السينمائي، المصاحب لاختيار المنامة عاصمةً للإعلام العربي لعام 2024، وهم «وقت إضافي» لمشاعل العبسي و«الليلة التي تكلمت فيها أمل» لآمنة الحواج للانتقال إلى مرحلة الإنتاج النهائي.
وأعربت سارة البدري رئيسة نادي البحرين للسينما، عن اعتزازها بالمستوى الذي قدمته المخرجات الشابات، مشيرة إلى أن الأفلام المشاركة عبرت بصدق عن واقع المجتمع البحريني.
وقالت رئيسة النادي: وُجهت انتقادات لعدد من الأعمال بأنها لا تشبه المجتمع المحلي أو مستوردة، لكن المشاركات قدمن نصوصاً بحرينية جداً، تلامس تفاصيلنا اليومية وتعبر عن رؤى نسائية خاصة، وهو ما يميز هذه التجربة.
وأضافت البدري أن البرنامج يمثل خطوة فارقة في مسيرة المهرجان، كونه يتيح لأول مرة إنتاج أعمال سينمائية بحرينية بأسلوب احترافي ومحتوى أصيل، مؤكدة أن وجود المرأة في صناعة السينما ليس فقط كممثلة، بل كمخرجة وكاتبة وصانعة فيلم، يعزز من صدق الرواية السينمائية وقربها من الواقع.
من جانبه، أشادت لجنة الاختيار المكونة من المخرج القدير بسام الذوادي، الموسيقي محمد حداد، الشريكة المؤسسة لـ HerStory Films مي عبدالعظيم، مديرة البرنامج يسرا الملاح، ورئيسة نادي البحرين للسينما سارة البدري، بالنصوص المقدمة من المخرجات الخمس، ووصفتها بأنها تحمل وعياً فنياً وإنسانياً ناضجاً، وتعكس تطوراً لافتاً في الكتابة والرؤية الإخراجية.
وأكدت اللجنة أن المشاريع أظهرت قدرة المشاركات على بناء قصص متماسكة وشخصيات واقعية، إلى جانب معالجات فنية ذات طابع محلي أصيل. واعتبرت أن هذه التجارب تمثل نموذجاً واعداً لموجة سينمائية بحرينية تقودها أصوات نسائية جديدة، حيث اعتمدت اللجنة في تقييم المشاريع على أسس فنية شملت: بناء القصة، رسم الشخصيات، الحبكة، المعالجة الفنية، الرؤية الإخراجية، وواقعية التنفيذ.
كما أشادت إدارة البرنامج بالشراكة المثمرة مع منصة HerStory Films، موجهة الشكر الى الممثلة المصرية منى زكي ورائدة الأعمال والناشرة المصرية مي عبدالعظيم، مؤسستي المشروع، على دعمهما المتواصل وحرصهما على إتاحة تجربة شاملة للمشاركات البحرينيات.
وأكد القائمون على البرنامج أن جميع المشاريع الخمسة، بما فيها تلك التي لم تدخل مرحلة الإنتاج النهائي، تبقى قابلة للتطوير، وقد استفادت من بيئة إبداعية غنية وجلسات توجيه مهني يمكن أن تسهم في نضوجها مستقبلاً. ويُعد هذا البرنامج خطوة نوعية نحو تمكين المرأة البحرينية في صناعة السينما، وفتح آفاق جديدة أمامها لصناعة أفلام تعبّر عن واقعها، بطريقتها الخاصة، وبصوتها السينمائي المستقل.
وكانت الحاضنة قد استقبلت عشر متقدمات، اختيرت منهن سبع للمشاركة في البرنامج، فيما أكملت خمس مخرجات فقط كافة المراحل وصولاً إلى الجلسة الختامية، وهن: آمنة الحواج (الليلة التي تكلمت فيها أمل)، إيمان الشرخات (طوق)، دينا الصوير (تقديم)، مشاعل العبسي (وقت إضافي)، ومريم عبدالغفار (تمردها الصامت).
وقد امتد البرنامج على مدى شهرين من التطوير المكثف، تخللته ورش عملية وجلسات تدريبية قدمها نخبة من صناع السينما العرب. أشرفت السيناريست المصرية يمنى خطاب على ورش كتابة السيناريو، فيما قدمت الكاتبة والمنتجة البحرينية الشيخة سهى آل خليفة ورشة متخصصة في كتابة الحوار. كما أسهم المخرجون المصريون تامر عشري، أحمد عبدالله، ونادين خان في تدريب المشاركات على تقنيات الإخراج، وقدّم المنتج محمد تيمور جلسة في الإنتاج، فيما تناولت موزعة الأفلام جيسيكا خوري استراتيجيات التوزيع والمشاركة في المهرجانات.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك