قلق من إمكانية العودة قريبا إلى الوطن.. والطرق البرية مازالت مستبعدة
إشادة بجهود «الخارجية» و«السياحة» في متابعة أوضاع المواطنين وحصر الأعداد
كتبت: أمل الحامد وياسمين العقيدات
أكد أصحاب حملات بحرينية أن الزوار البحرينيين في إيران بخير، وأن الوضع في مدينتي مشهد وقم مطمئن وآمن.
وأوضحوا لـ«أخبار الخليج» أن مدينة مشهد تحديدا بعيدة حتى الآن عن مناطق القصف، وأنه لا يوجد ما يدعو للقلق بشأن الزوار البحرينيين، عدا إشكالية انقطاع سبل العودة إلى المملكة حاليا بسبب اغلاق المجالات الجوية.وأشاد أصحاب الحملات بمتابعة وتواصل الجهات المعنية في مقدمتها وزارة الخارجية، وكذلك وزارة السياحة، وهي جهود تشكر عليها وتمثل مبادرة حقيقية في دعم ومساعدة المواطنين. من جانبه قال السيد توفيق الوداعي، متعهد وصاحب إحدى الحملات الدينية، إن الوضع في مدينة مشهد الإيرانية مطمئن وآمن بنسبة كبيرة، مؤكدًا أن المدينة غير مستهدفة وبعيدة تمامًا عن مناطق القصف والصراع، ويصعب الوصول إليها بحسب تعبيره.
وأوضح أن الحياة تسير هناك بشكل طبيعي للغاية حيث المحال التجارية، والمنتزهات، والمجمعات التجارية مفتوحة وتعمل كالمعتاد، ولا يوجد ما يدعو للقلق، وقال الوداعي: إن البعض قد اختلطت عليه الأمور، لكن الوضع الآن مختلف تمامًا عن أحداث سابقة، ونحن على تواصل مستمر مع الطاقم المتواجد في مشهد، الذي يؤكد بدوره استقرار الأوضاع وهدوء الأجواء.
وأشار إلى أن القلق الوحيد الذي يواجه المسافرين هو رغبتهم في العودة إلى البحرين، لافتًا إلى أن وزارة الخارجية وهيئة السياحة على تواصل دائم، وينتظرون اللحظة المناسبة لاتخاذ القرار المناسب، مع احتمالية توفير رحلات إضافية في حال ساءت الأمور، متمنيًا ألا تتدهور الأوضاع وأن يعود الجميع وفق جدول تذاكرهم الاعتيادي.
وأكد الوداعي أن هذه الجهود تُسجل كخطوة مشكورة لوزارة الخارجية البحرينية، لما تبذله من مبادرة حقيقية في دعم ومساعدة المواطنين.
وفيما يتعلق بخيار المغادرة عبر المنفذ البري، أوضح أن لكل شخص حرية اتخاذ قراره في هذا الصدد، لكنه شدد على أن المكتب لا يتحمل أي مسؤولية، وخصوصًا لمن يقرر المغادرة من مدينة مشهد عبر البر، لأن الطريق إلى الحدود البرية يستغرق قرابة 30 ساعة، وهو طريق محفوف بالمخاطر، ولا يمكننا كمكتب أن نضحي بسلامة المسافرين في مثل هذا الظرف، وبالتالي فإن هذا الخيار مستبعد تمامًا.
وتابع: وجود المسافرين في مشهد في الوقت الحالي يُعد أكثر أمانًا. كل ما نطلبه هو قدر من الصبر والتريث، إذ إن فتح الأجواء بات قريبًا جدًا، وستكون العودة حينها أكثر أمانًا وأقل مخاطرة.
وفي جانب توعوي، شدد الوداعي على ضرورة تصحيح الفهم الشائع لدى البعض، الذين يعتقدون أن الحملة الدينية تتحمل مسؤولية كل طارئ يحدث أثناء السفر، مؤكدًا أن هذه مغالطة، فالحملة مهما بلغ حجمها تبقى مؤسسة يديرها أشخاص ضمن رأس مال وميزانية محددة. كل مسافر يحصل على رصيد خدمات محدد، وهذا الرصيد تحكمه قوانين ضمن عقد واضح بين المسافر والمكتب السياحي.
وأوضح أن ما هو دارج في البحرين من تحميل الحملة مسؤولية تأجيل الطيران أو أي مستجدات طارئة، ليس منطقيًا، لأن المكتب ليس طرفًا في الظروف أو الأحداث الخارجية التي تطرأ.
ورغم ذلك، أشار الوداعي إلى أنه تم توفير السكن مجانًا للمسافرين، لكن يجب أن يُفهم ذلك على أنه خدمة اختيارية وليست التزامًا إجباريًا، داعيًا المسافرين إلى تهيئة أنفسهم لإقامة أطول من المقررة سلفًا، لما في ذلك من ضمان لسلامتهم، بعيدًا عن المجازفة بخيارات خطرة كالخروج البري.
نأمل فتح الأجواء أو توفير السكن
من جهته، أكد السيد مهدي الدرازي أن الحملة التي يشرف عليها قامت بالتواصل مع وزارة الخارجية البحرينية، وأبلغتهم بوجود عدد من الزوار من البحرين حاليًا في مدينة مشهد، بعد أن تم إلغاء رحلات الطيران التي كانت مقررة لعودتهم.
وأوضح الدرازي أن هؤلاء الزوار مازالوا يقيمون حاليًا في فنادق بشكل مؤقت، حتى نهاية فترة حجوزاتهم، لكن بعضهم انتهت إقامته بالفعل، واضطر إلى حجز سكن جديد على نفقته الخاصة.
وتابع قائلاً: حتى اللحظة، لا يوجد وضوح بشأن موعد فتح الأجواء، ما يصعب عملية تعديل حجوزات الطيران، ويجعل العودة غير ممكنة في الوقت الراهن.
وبخصوص العودة برًّا، أكد الدرازي أن هذا الخيار يحمل بعض المخاطر وخصوصًا أن الطريق من مشهد إلى الحدود العراقية يستغرق قرابة 24 ساعة، بالإضافة إلى الحاجة إلى تأشيرات دخول إلى العراق، وهي عملية مرهقة من حيث الإجراءات والتكلفة.
واختتم الدرازي تصريحه بدعوة الجهات الرسمية إلى توفير حلول إسكانية بديلة للزوار، وفتح قنوات تواصل مباشرة معهم، لتسهيل تنسيق العودة عند توافر الظروف المناسبة، وضمان سلامة الجميع في هذه المرحلة الحساسة.
جهود لرجوع المواطنين
من جهته طمأن سيد طالب الدرازي نائب مدير شركة النصر للسفر والسياحة الجميع بسلامة المواطنين المسافرين إلى العتبات المقدسة في مشهد بالجمهورية الإسلامية الإيرانية الذين كان من المقرر عودتهم إلى أرض الوطن يوم أمس الأول (الجمعة).
وأكد أن الشركة تتابع عن كثب تطورات الأوضاع الراهنة وتقوم بالتواصل المستمر مع شركات الطيران المعنية من أجل الاطلاع على المستجدات المتعلقة بإعادة فتح المجال الجوي، وخصوصاً أن المطارات مغلقة حالياً في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بهدف جدولة الرحلات الجديدة بما يضمن عودة زوار الإمام الرضا في أقرب وقت ممكن وبكل سلاسة وأمان.
وأشار إلى أن الشركة تعمل حالياً لضمان رجوع المسافرين في أقرب وقت حيث تم التواصل مع قنصليات البلدان المجاورة للجمهورية الإسلامية الإيرانية للتأكد من أن المعابر الحدودية مفتوحة براً لتقييم إمكانية نقل المسافرين براً الى البلدان المجاورة ومن ثم بالطيران الى مملكة البحرين، مؤكداً أن الشركة تبحث كل الطرق لإرجاع المسافرين في أقرب وقت إما جواً في حال فتح المجال الجوي سريعاً أو براً في حال كانت المعابر الحدودية مفتوحة.
وذكر الدرازي أن هناك تواصلا مع وزارة الخارجية، والوزارة تتابع أحوال المواطنين في الخارج، للاطمئنان بأنهم متواجدون بأمان وعدم تعرضهم لأي مكروه، إلى جانب حصر الأعداد للمتابعة وإرجاعهم جواً في حال فتحت الأجواء سريعاً، مشيراً إلى أن الوزارة أبدت استعدادها لتقديم المساعدة.
وأضاف أن وزارة السياحة أيضاً تواصلت معهم للاطمئنان على المسافرين ومعرفة وحصر أعداد المسافرين وإمكانية التواصل معهم من أجل تقديم المساعدة.
وأشار إلى أن الأعداد كبيرة مع شركة النصر للسفر والسياحة إذ تقدر بقرابة 700 مسافر، وحالياً يتم العمل مع شركات الطيران لإرجاعهم في أقرب وقت ممكن.
وجدد نائب مدير الشركة التزام الشركة الكامل بخدمة عملائها وتوفير كل ما يلزم لضمان راحتهم وسلامتهم، مع إقامتهم في نفس الفنادق دون مقابل إلى حين عودتهم إلى البحرين.
مكاتب السفر تطمئن
بدروها، طمأنت حملات للسفر والسياحة عبر منصات التواصل الاجتماعي أن المواطنين المسافرين إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية بخير، حيث نشر مكتب الديري للسفر والسياحة يطمئن مسافري الحملة وأهاليهم بأن جميع مسافريهم في الجمهورية الإسلامية الإيرانية بخير، ويتم متابعة الوضع عن كثب بعد التوترات الحالية وإغلاق المجال الجوي.
وأكدت الحملة أنها على تواصل مستمر مع وزارة الخارجية، وستتواصل مع مسافري الحملة وأهاليهم فور توافر أي حل لإرجاعهم، داعية إلى التواصل معها لأي استفسارات.
من جانبه، أكد مكتب فيرزوة للسفر والسياحة استمرار تقديم كافة أشكال الدعم والخدمات لزواره المتواجدين في مشهد المقدسة وقم المقدسة، سواء لتسهيل العودة إلى البحرين أو السعودية، أو لتأمين أي خدمات أخرى قد يحتاج إليها الزائرون في هذه الفترة الاستثنائية، وذلك نظراً إلى الظروف الراهنة وإغلاق الأجواء الإيرانية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك