العدد : ١٧٢٥٠ - الأحد ١٥ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٩ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٥٠ - الأحد ١٥ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٩ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

أخبار البحرين

بياناتك الشخصية في الحفظ والصون:
قانون حماية البيانات الشخصية خطوة لمكافحة انتهاك الخصوصية

تحقيق: إسلام محفوظ

الأحد ١٥ يونيو ٢٠٢٥ - 02:00

قانونيون: تعيين مراقبي حماية بيانات في جهات القطاع الخاص عالية الخطورة ضرورة

القانون يوفر حماية إضافية لبيانات الأفراد في ظل انتشار الجرائم الإلكترونية


 

هل‭ ‬تساءلتَ‭ ‬يومًا‭ ‬عن‭ ‬مصدرِ‭ ‬حماية‭ ‬بياناتِك‭ ‬الشخصيَّة‭ ‬التي‭ ‬تسلمها‭ ‬بمحضِ‭ ‬إراداتك‭ ‬لبعض‭ ‬جهات‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬التي‭ ‬تتعاملُ‭ ‬معها‭ ‬بشكلٍّ‭ ‬شبه‭ ‬يومي،‭ ‬مستشفيات،‭ ‬بنوك،‭ ‬شركات‭ ‬اتصالات،‭ ‬مؤسسات‭ ‬وجهات‭ ‬تعليميَّة‭ ‬والكثير‭ ‬منها،‭ ‬أو‭ ‬هل‭ ‬تساءلت‭ ‬من‭ ‬المسؤولُ‭ ‬عن‭ ‬استقبالِ‭ ‬هاتفك‭ ‬رسالة‭ ‬تعرضُ‭ ‬عليك‭ ‬عروضَ‭ ‬التوفيرِ‭ ‬للشراء‭ ‬أو‭ ‬عروض‭ ‬خصومات‭ ‬التحاليل‭ ‬الطبيَّة،‭ ‬أو‭ ‬فرصَ‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬قرضٍ‭ ‬بنكيِّ‭ ‬والدخول‭ ‬على‭ ‬السحبِ‭ ‬الكبير‭ ‬للفوز‭.‬

في‭ ‬كثيرٍ‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬تتسلمُ‭ ‬تلك‭ ‬القطاعاتُ‭ ‬تلك‭ ‬البياناتِ‭ ‬الشخصية‭ ‬وتقومُ‭ ‬بمعالجتِها‭ ‬واستخدامها،‭ ‬ويُقصدُ‭ ‬بمعالجة‭ ‬البيانات‭ ‬الشخصية‭ ‬أية‭ ‬عمليَّة‭ ‬يتم‭ ‬إجراؤها‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬البيانات،‭ ‬كجمْعها‭ ‬أو‭ ‬تسجيلها‭ ‬أو‭ ‬تنظيمها‭ ‬أو‭ ‬تصنيفها‭ ‬في‭ ‬مجموعات‭ ‬أو‭ ‬تخزينها،‭ ‬أو‭ ‬تعديلها،‭ ‬أو‭ ‬استعادتها‭ ‬أو‭ ‬استخدامها،‭ ‬قانونيون‭ ‬أكدوا‭ ‬لـ«أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬أن‭ ‬خطوات‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭ ‬لتطبيق‭ ‬قانون‭ ‬حماية‭ ‬البيانات‭ ‬وبدء‭ ‬تعيين‭ ‬مراقب‭ ‬حماية‭ ‬بيانات‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الجهات‭ ‬سيكون‭ ‬دوره‭ ‬حماية‭ ‬بيانات‭ ‬الأشخاص‭ ‬المترددين‭ ‬والمتعاملين‭ ‬مع‭ ‬تلك‭ ‬الجهات‭ ‬سواء‭ ‬المستشفيات‭ ‬الخاصة‭ ‬أو‭ ‬البنوك‭ ‬والاتصالات‭ ‬والتعليم‭ ‬بصفتها‭ ‬جهات‭ ‬عالية‭ ‬المخاطر‭ ‬وتملك‭ ‬بيانات‭ ‬شخصية‭ ‬لمئات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الأفراد،‭ ‬أصبحت‭ ‬ضرورة‭ ‬ملحة‭.‬

وأوضحوا‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الجرائم‭ ‬الإلكترونية‭ ‬المنتشرة‭ ‬والسرقات‭ ‬الإلكترونية‭ ‬أصبحت‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تطبيق‭ ‬القانون‭ ‬ووضع‭ ‬حماية‭ ‬إضافية‭ ‬لبيانات‭ ‬الأشخاص‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬الأهمية،‭ ‬وسيقلل‭ ‬من‭ ‬مخاطر‭ ‬تسرب‭ ‬بياناتك‭ ‬أو‭ ‬استخدامها‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬قانوني،‮ ‬حيث‭ ‬نص‭ ‬القانون‭ ‬على‭ ‬المسؤولية‭ ‬الجنائية،‭ ‬كما‭ ‬أشاروا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬القانون‭ ‬يُعد‭ ‬من‭ ‬التشريعات‭ ‬الرائدة‭ ‬والسباقة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

 

مراقب‭ ‬البيانات‭ ‬الشخصية

في‭ ‬البداية‭ ‬فإن‭ ‬دور‭ ‬المراقب‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الجهات‭ ‬سيكون‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬ضمان‭ ‬توافر‭ ‬مستوى‭ ‬مناسب‭ ‬من‭ ‬الحماية‭ ‬القانونية‭ ‬والتقنية‭ ‬للبيانات‭ ‬الشخصية‭ ‬المعالجة‭ ‬إلكترونيًّا‭ ‬جزئيًّا‭ ‬أو‭ ‬كليًّا،‭ ‬ومساعدة‭ ‬مديري‭ ‬البيانات‭ ‬بتلك‭ ‬الجهات‭ ‬على‭ ‬وضع‭ ‬آليات‭ ‬كفيلة‭ ‬بالتصدي‭ ‬للأخطار‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬استخدام‭ ‬البيانات‭ ‬الشخصية‭ ‬للأفراد،‭ ‬ومكافحة‭ ‬انتهاك‭ ‬خصوصيتهم،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬تطبيق‭ ‬إطار‭ ‬قانوني‭ ‬يتواكب‭ ‬مع‭ ‬التشريعات‭ ‬الدولية‭ ‬لحماية‭ ‬البيانات‭ ‬الشخصية‭ ‬للأفراد،‭ ‬وحرياتهم‭ ‬الشخصية،‭ ‬وتقديم‭ ‬الاستشارة‭ ‬والتطبيق‭ ‬الصحيح‭ ‬لقانون‭ ‬حماية‭ ‬البيانات‭ ‬وكيفية‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬تلك‭ ‬البيانات‭ ‬للحفاظ‭ ‬عليها‭ ‬ومكافحة‭ ‬انتهاك‭ ‬خصوصية‭ ‬أصحابها‭ ‬حيث‭ ‬منحهم‭ ‬القانون‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬الاعتراض‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬بياناتهم‭ ‬للتسويق‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬توجيه‭ ‬مادة‭ ‬إعلانية‭ ‬أو‭ ‬دعاية‭ ‬إلى‭ ‬شخص‭ ‬محدَّد،‭ ‬كالإعلانات‭ ‬التي‭ ‬ترسل‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الرسائل‭ ‬النصية‭ ‬أو‭ ‬البريد‭ ‬الإلكتروني،‭ ‬وأوجب‭ ‬القانون‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬جهة‭ ‬أن‭ ‬تتوقف‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬المعالجة‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬تسلمها‭ ‬طلبًا‭ ‬بذلك‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬صاحب‭ ‬البيانات‭.‬

الوزارة‭ ‬بدورها‭ ‬أعدت‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬معهد‭ ‬الدراسات‭ ‬القضائية‭ ‬والقانونية‭ ‬ومعهد‭ ‬البحرين‭ ‬للدراسات‭ ‬المصرفية‭ ‬والمالية‭ (‬BIBF‭)‬،‭ ‬برنامجًا‭ ‬تدريبيًا‭ ‬لمراقبي‭ ‬حماية‭ ‬البيانات،‭ ‬للتعريف‭ ‬بدور‭ ‬مراقب‭ ‬البيانات‭ ‬وواجباته‭ ‬المكلَّف‭ ‬بها‭ ‬طبقًا‭ ‬لأحكام‭ ‬القانون‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬تلقي‭ ‬طلبات‭ ‬تعيين‭ ‬مراقبي‭ ‬حماية‭ ‬البيانات‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬الفئات‭ ‬المصنفة‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الهيئة‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬عالية‭ ‬المخاطر‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬البيانات‭ ‬الشخصية،‭ ‬وأنشأت‭ ‬الهيئة‭ ‬سجلًا‭ ‬خاصًا‭ ‬لقيد‭ ‬مراقبي‭ ‬حماية‭ ‬البيانات‭ ‬المعتمدين‭ ‬ممن‭ ‬توافرت‭ ‬فيهم‭ ‬الاشتراطات‭ ‬المنصوص‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬القانون،‭ ‬باعتبارهم‭ ‬عنصرًا‭ ‬حيويًا‭ ‬في‭ ‬مساعدة‭ ‬مديري‭ ‬البيانات‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬على‭ ‬تطبيق‭ ‬أحكام‭ ‬القانون‭ ‬والقرارات‭ ‬الصادرة‭ ‬تنفيذًا‭ ‬له‭.‬

كما‭ ‬أنهت‭ ‬دراسة‭ ‬شاملة‭ ‬حول‭ ‬الجهات‭ ‬التي‭ ‬تتعامل‭ ‬مع‭ ‬بيانات‭ ‬الأفراد‭ ‬وانتهت‭ ‬إلى‭ ‬تصنيف‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬إلى‭ ‬ثلاثة‭ ‬مستويات‭ ‬وفقًا‭ ‬لحجم‭ ‬البيانات‭ ‬الشخصية‭ ‬التي‭ ‬يجري‭ ‬معالجتها،‭ ‬وطبقًا‭ ‬لطبيعة‭ ‬العمل‭ ‬ونوع‭ ‬النشاط‭ ‬وحجم‭ ‬المخاطر‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬استخدام‭ ‬البيانات‭ ‬الشخصية،‭ ‬وارتأت‭ ‬إلزام‭ ‬القطاعات‭ ‬المصنفة‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬عالية‭ ‬المخاطر،‭ ‬وهي‭ ‬قطاعات‭ ‬المال‭ ‬والأعمال‭ ‬والصيرفة‭ ‬والبنوك‭ ‬والتعليم‭ ‬والصحة‭ ‬والاتصالات،‭ ‬بتعيين‭ ‬مراقب‭ ‬حماية‭ ‬بيانات،‭ ‬تكون‭ ‬مهمته‭ ‬الأساسية‭ ‬الرقابة‭ ‬والتحقق‭ ‬من‭ ‬تنفيذ‭ ‬أحكام‭ ‬القانون‭.‬

حماية‭ ‬إضافية

يقول‭ ‬المحامي‭ ‬فريد‭ ‬غازي‭ ‬إن‭ ‬قانون‭ ‬حماية‭ ‬البيانات‭ ‬الشخصية‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬حماية‭ ‬الأشخاص‭ ‬من‭ ‬انتهاك‭ ‬خصوصيته‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬المعلومات‭ ‬والبيانات‭ ‬الشخصية،‭ ‬حيث‭ ‬حدد‭ ‬القانون‭ ‬كيفية‭ ‬جمع‭ ‬هذه‭ ‬البيانات‭ ‬الشخصية،‭ ‬وطريقة‭ ‬تخزينها‭ ‬وانتقالها‭ ‬كما‭ ‬يضمن‭ ‬القانون‭ ‬حقوق‭ ‬الأشخاص‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬معلوماتهم‭ ‬الشخصية،‭ ‬ومثال‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬الأسماء،‭ ‬وأرقام‭ ‬الهاتف،‭ ‬والعناوين،‭ ‬والبريد‭ ‬الإلكتروني،‭ ‬وأهم‭ ‬شيء‭ ‬المعلومات‭ ‬المصرفية،‭ ‬والصور‭ ‬الشخصية،‭ ‬والمعلومات‭ ‬الطبية‭ ‬والعلاجية‭.‬

كل‭ ‬تلك‭ ‬المعلومات‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬مسموح‭ ‬التصرف‭ ‬فيها‭ ‬إلا‭ ‬بالموافقة‭ ‬الشخصية‭ ‬والكتابية،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬البيانات‭ ‬الشخصية‭ ‬حقيقية‭ ‬ودقيقة،‭ ‬وهذه‭ ‬البيانات‭ ‬ممكن‭ ‬أن‭ ‬تخزن‭ ‬في‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬للدولة‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬الشركات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬المسجلة‭ ‬فيها،‭ ‬وبطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬إن‭ ‬الشركات‭ ‬مسؤولة‭ ‬عن‭ ‬حماية‭ ‬بيانات‭ ‬عملائها،‭ ‬ولذلك‭ ‬جاء‭ ‬القانون‭ ‬لينظم‭ ‬تلك‭ ‬الحماية‭ ‬القانونية‭ ‬لهذه‭ ‬البيانات‭ ‬الشخصية‭ ‬ومعالجة‭ ‬البيانات‭ ‬لأغراض‭ ‬الصحافة‭ ‬أو‭ ‬الأدب‭ ‬أو‭ ‬الفنون‭.‬

ويضيف‭ ‬إن‭ ‬المشرع‭ ‬البحريني‭ ‬سن‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬لضرورة‭ ‬مجتمعية‭ ‬وحماية‭ ‬المجتمع‭ ‬والأفراد،‭ ‬بالأخص‭ ‬بياناتهم‭ ‬الشخصية،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الجرائم‭ ‬المنتشرة‭ ‬المتعلقة‭ ‬بانتهاك‭ ‬حرمة‭ ‬البيانات‭ ‬الشخصية،‭ ‬كالحصول‭ ‬على‭ ‬الأرقام‭ ‬الشخصية‭ ‬والحسابات‭ ‬البنكية،‭ ‬والبطاقات‭ ‬الشخصية،‭ ‬وتنتج‭ ‬عنها‭ ‬جرائم‭ ‬منتشرة‭ ‬يخسر‭ ‬فيها‭ ‬الأفراد‭ ‬أموالهم‭ ‬المودعة،‭ ‬ويتعرضون‭ ‬للنصب‭ ‬والاحتيال‭ ‬بالأشكال‭ ‬المختلفة،‭ ‬إذًا‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬مهم‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬البيانات‭ ‬الشخصية‭ ‬للأشخاص‭. ‬

من‭ ‬جانبها‭ ‬تشير‭ ‬الدكتورة‭ ‬نورة‭ ‬الشملان الأكاديمية‭ ‬المختصة‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬الجنائي‭ ‬والجنائي‭ ‬الدولي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬قانون‭ ‬حماية‭ ‬البيانات‭ ‬الشخصية‭ ‬جاء‭ ‬لإضافة‭ ‬حماية‭ ‬أكثر‭ ‬شمولية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬خاص‭ ‬يتعلق‭ ‬ببيانات‭ ‬الأفراد‭ ‬وتوفير‭ ‬إطار‭ ‬قانوني‭ ‬يلزم‭ ‬المؤسسات‭ ‬بالامتثال‭ ‬لمعايير‭ ‬حماية‭ ‬البيانات،‭ ‬مما‭ ‬يقلل‭ ‬من‭ ‬المخاطر‭ ‬المرتبطة‭ ‬بمعالجة‭ ‬البيانات‭ ‬من‭ ‬تقليل‭ ‬مخاطر‭ ‬تسرب‭ ‬البيانات‭ ‬أو‭ ‬الاستخدام‭ ‬غير‭ ‬المصرح‭ ‬به‭ ‬وبالتالي‭ ‬حماية‭ ‬حق‭ ‬الخصوصية‭ ‬للأفراد‭ ‬وتجنيبهم‭ ‬من‭ ‬الأضرار‭ ‬المالية‭ ‬والمعنوية‭.‬

وأضافت‭ ‬إن‭ ‬البيانات‭ ‬هي‭ ‬أية‭ ‬معلومات‭ ‬في‭ ‬أية‭ ‬صورة‭ ‬أو‭ ‬شكل‭ ‬تخص‭ ‬فرد‭ ‬سواء‭ ‬طبيعي‭ ‬أو‭ ‬اعتباري‭ ‬يمكن‭ ‬التعرف‭ ‬عليه‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬مباشر‭ ‬وقد‭ ‬تشمل‭ ‬هويته‭ ‬الشخصية‭ ‬أو‭ ‬صفاته‭ ‬الشخصية‭ ‬كالشكلية‭ ‬أو‭ ‬الثقافية‭ ‬أو‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬أو‭ ‬قد‭ ‬تتعلق‭ ‬ببيانات‭ ‬حساسة‭ ‬كأصوله‭ ‬العرقية‭ ‬أو‭ ‬آراءه‭ ‬السياسية‭ ‬أو‭ ‬الدينية‭ ‬أو‭ ‬سجله‭ ‬الجنائي‭. ‬ويعنى‭ ‬بمعالجة‭ ‬هذه‭ ‬البيانات‭ ‬أية‭ ‬عملية‭ ‬يتم‭ ‬إجراؤها‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬البيانات‭ ‬الشخصية‭ ‬من‭ ‬تسجيل‭ ‬أو‭ ‬تنظيم‭ ‬أو‭ ‬تخزين‭ ‬أو‭ ‬نشر‭ ‬أو‭ ‬حجب‭ ‬أو‭ ‬مسح‭ ‬أو‭ ‬تدمير‭ ‬نص‭ ‬عليها‭ ‬القانون؛‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬المعالجة‭ ‬آلية‭ ‬أي‭ ‬نفذت باستخدام‭ ‬نظم‭ ‬إلكترونية‭ ‬أو‭ ‬برامج‭ ‬حاسوبية‭ ‬كتخزينها‭ ‬في‭ ‬قواعد‭ ‬بيانات‭ ‬الكترونية‭ ‬أو‭ ‬تم‭ ‬استخدام‭ ‬تطبيق‭ ‬لتحليل البيانات‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬إرسال‭ ‬رسائل‭ ‬إلكترونية‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬البيانات‭ ‬المخزنة‭. ‬أما‭ ‬المعالجة‭ ‬غير‭ ‬الآلية‭ ‬فهي‭ ‬تكون‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬استخدام‭ ‬نظم‭ ‬إلكترونية‭ ‬أي‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬يدوية‭ ‬بأن‭ ‬تأخذ‭ ‬صورة‭ ‬احتفاظ‭ ‬بسجلات‭ ‬ورقية‭ ‬تتضمن‭ ‬البيانات‭ ‬الشخصية‭ ‬أو‭ ‬التواصل‭ ‬الشخصي‭. ‬

وأكدت‭ ‬أن‭ ‬أهمية‭ ‬وجود‭ ‬مراقبين‭ ‬لحماية‭ ‬البيانات‭ ‬وغيرهم‭ ‬من‭ ‬أشخاص‭ ‬مديرين‭ ‬ومعالجين‭ ‬ومفتشين‭ ‬حددهم‭ ‬المشرع‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الحقوق‭ ‬الفردية‭ ‬وحماية‭ ‬الخصوصية،‭ ‬مما‭ ‬يعود‭ ‬بالنفع‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬والفرد‭ ‬ذاته‭ ‬بشكل‭ ‬خاص،‭ ‬حيث‭ ‬يحقق‭ ‬الشفافية‭ ‬للأفراد‭ ‬فيمكنهم‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬بياناتهم‭ ‬وطلب‭ ‬تصحيحها‭ ‬مما‮ ‬يزيد‭ ‬شعورهم‭ ‬بالأمان‭ ‬عند‭ ‬تقديم‭ ‬معلوماتهم‭ ‬للجهات‭ ‬المختلفة‭ ‬وسيتم‭ ‬التصرف‭ ‬في‭ ‬بياناتهم‭ ‬بسرية‭ ‬وثقة‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬استخدامها‭.‬

وأضافت‭ ‬أن‭ ‬القانون‭ ‬سيقلل‭ ‬من‭ ‬مخاطر‭ ‬تسرب‭ ‬بياناتك‭ ‬أو‭ ‬استخدامها‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬قانوني‮ ‬حيث‭ ‬نص‭ ‬القانون‭ ‬على‭ ‬المسؤولية‭ ‬الجنائية وأورد‭ ‬الجزاء‭ ‬الجنائي‭ ‬في‭ ‬المادة‭ (‬58‭) ‬منه‭ ‬ذات‭ ‬القانون،‭ ‬وأورد‭ ‬الأرضية‭ ‬لوجود مفتشين لديهم‭ ‬صفة‭ ‬مأموري‮ ‬الضَّبْط‭ ‬القضائي‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الجرائم‭ ‬المنصوص‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬والتي‭ ‬تقع‭ ‬في‭ ‬دوائر‭ ‬اختصاصهم‭ ‬وتكون‭ ‬متعلقة‭ ‬بأعمال‭ ‬وظائفهم،‭ ‬مما‭ ‬يعزز‭ ‬فعالية‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬بإيجاد‭ ‬الأشخاص‭ ‬المختصين‭ ‬لضمان‭ ‬تنفيذه‭ ‬وتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬تشريعه‭.‬

تشريعات‭ ‬رائدة‭ ‬في‭ ‬المنطقة

فيما‭ ‬يوضح‭ ‬المحامي‭ ‬محمود‭ ‬ربيع‭ ‬أن‭ ‬المقصود‭ ‬بالبيانات‭ ‬الشخصية‭ ‬أية‭ ‬معلومات‭ ‬في‭ ‬أية‭ ‬صورة‭ ‬تخص‭ ‬فردا‭ ‬وبوجه‭ ‬خاص‭ ‬رقم‭ ‬هويته‭ ‬الشخصية‭ ‬أو‭ ‬صفة‭ ‬أو‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬صفاته‭ ‬الشكلية‭ ‬أو‭ ‬الفسيولوجية‭ ‬أو‭ ‬الذهنية‭ ‬أو‭ ‬الثقافية‭ ‬أو‭ ‬الاقتصادية‭ ‬أو‭ ‬هويته‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬أو‭ ‬أية‭ ‬معلومات‭ ‬شخصية‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬أكثر‭ ‬حساسية‭ ‬مثل‭ ‬أصل‭ ‬الفرد‭ ‬العِرْقي‭ ‬أو‭ ‬الإثْنِي‭ ‬أو‭ ‬آرائه‭ ‬السياسية‭ ‬أو‭ ‬الفلسفية‭ ‬أو‭ ‬معتقداته‭ ‬الدينية‭ ‬أو‭ ‬انتمائه‭ ‬النقابي‭ ‬أو‭ ‬ِسجل‭ ‬السوابق‭ ‬الجنائية‭ ‬الخاص‭ ‬به‭ ‬أو‭ ‬أية‭ ‬بيانات‭ ‬تتعلق‭ ‬بصحته‭ ‬أو‭ ‬حالته‭ ‬الجنسية‭.‬

مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يجوز‭ ‬لهذه‭ ‬القطاعات‭ ‬معالجة‭ ‬البيانات‭ ‬الشخصية‭ ‬دون‭ ‬موافقة‭ ‬صاحبها،‭ ‬ولكل‭ ‬صاحب‭ ‬مصلحة‭ ‬أو‭ ‬صفة‭ ‬أنْ‭ ‬يتقدم‭ ‬إلى‭ ‬هيئة‭ ‬حماية‭ ‬البيانات‭ ‬الشخصية،‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬لديه‭ ‬ما‭ ‬يحمله‭ ‬على‭ ‬الاعتقاد‭ ‬بوقوع‭ ‬أية‭ ‬مخالفة‭ ‬لأحكام‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬أو‭ ‬بأن‭ ‬شخصا‭ ‬ما‭ ‬يقوم‭ ‬بمعالجة‭ ‬بيانات‭ ‬شخصية‭ ‬بالمخالَفة‭ ‬لأحكام‭ ‬القانون‭.‬

ولتوفير‭ ‬حماية‭ ‬للبيانات‭ ‬الشخصية‭ ‬وتماشيا‭ ‬مع‭ ‬المعايير‭ ‬الدولية‭ ‬تم‭ ‬إنشاء‭ ‬هيئة‭ ‬حماية‭ ‬البيانات‭ ‬الشخصية‭ ‬بموجب‭ ‬نص‭ ‬المادة‭ (‬27‭) ‬من‭ ‬قانون‭ ‬حماية‭ ‬البيانات‭ ‬الشخصية‭ ‬رقم‭ (‬30‭) ‬لسنة‭ ‬2018،‭ ‬وتخضع‭ ‬لرقابة‭ ‬الوزير‭ ‬المختص‭ ‬بشؤون‭ ‬العدل‭ ‬تتولى‭ ‬مباشرة‭ ‬كل‭ ‬المهام‭ ‬والصلاحيات‭ ‬اللازمة‭ ‬لحماية‭ ‬البيانات‭ ‬الشخصية‭ ‬والرقابة‭ ‬والتفتيش‭ ‬على‭ ‬أعمال‭ ‬مديري‭ ‬البيانات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بمعالجة‭ ‬البيانات‭ ‬الشخصية‭ ‬للتَّحَقُّق‭ ‬من‭ ‬التزامهم‭ ‬بأحكام‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭.‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬القانون‭ ‬وحده‭ ‬لا‭ ‬يكفي‭ ‬لحماية‭ ‬بيانات‭ ‬الشخصية،‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يتسلح‭ ‬الأفراد‭ ‬بالوعي‭ ‬واليقظة‭ ‬في‭ ‬صيانة‭ ‬وحماية‭ ‬بياناتهم‭ ‬الشخصية،‭ ‬ومنع‭ ‬التلاعب‭ ‬بها‭ ‬تجاريا‭ ‬أو‭ ‬لأي‭ ‬أغراض‭ ‬أخرى،‭ ‬حيث‭ ‬يتوجب‭ ‬عدم‭ ‬إتاحة‭ ‬المعلومات‭ ‬والبيانات‭ ‬الشخصية‭ ‬لمن‭ ‬يشاء‭ ‬ودون‭ ‬سبب‭ ‬ضروري،‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬الفرد‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬من‭ ‬الحذر‭ ‬اللازم‭ ‬عند‭ ‬تقديم‭ ‬أي‭ ‬معلومات‭ ‬خاصة‭ ‬به‭ ‬وأنْ‭ ‬يتوخى‭ ‬الحيطة‭ ‬عند‭ ‬تقديم‭ ‬أي‭ ‬بيانات‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬مطلوبة‭ ‬لغرض‭ ‬مشروع‭ ‬ومحدَّد‭ ‬وواضح،‭ ‬وألا‭ ‬يتم‭ ‬إجراء‭ ‬معالجة‭ ‬لاحقة‭ ‬لها‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬لا‭ ‬يتوافق‭ ‬مع‭ ‬الغرض‭ ‬الذي‭ ‬جُمِعت‭ ‬من‭ ‬أجله،‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬المعلومات‭ ‬ذات‭ ‬صلة‭ ‬وغير‭ ‬مفرطة‭ ‬أو‭ ‬زائدة‭ ‬عن‭ ‬الحاجة‭. ‬

كما‭ ‬توكد‭ ‬الدكتورة‭ ‬حنان‭ ‬المولى‭ ‬أستاذ‭ ‬القانون‭ ‬الخاص‭ ‬المساعد‭ ‬بكلية‭ ‬الحقوق‭ - ‬قسم‭ ‬القانون‭ ‬الخاص،‭ ‬أن‭ ‬القانون‭ ‬يوفر‭ ‬حماية‭ ‬البيانات‭ ‬الشخصية‭ ‬ويشكل‭ ‬إطارًا‭ ‬قانونيًّا‭ ‬شاملاً‭ ‬لحماية‭ ‬تلك‭ ‬البيانات،‭ ‬ويُعد‭ ‬من‭ ‬التشريعات‭ ‬الرائدة‭ ‬والسباقة‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬حيث‭ ‬يوفر‭ ‬القانون‭ ‬الحماية‭ ‬لأي‭ ‬معلومات‭ ‬تخص‭ ‬فردًا‭ ‬يمكن‭ ‬التعرف‭ ‬عليه،‭ ‬سواء‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬مباشر،‭ ‬مثل‭ ‬الاسم،‭ ‬رقم‭ ‬الهوية،‭ ‬البريد‭ ‬الإلكتروني،‭ ‬أو‭ ‬البيانات‭ ‬البيومترية،‭ ‬ويتعامل‭ ‬القانون‭ ‬بصورة‭ ‬أكثر‭ ‬صرامة‭ ‬مع‭ ‬معالجة‭ ‬البيانات‭ ‬الحساسة‭.‬

وتشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬فعالية‭ ‬هذه‭ ‬الحماية‭ ‬التشريعية‭ ‬تبقى‭ ‬مرهونة‭ ‬بالتطبيق‭ ‬الصحيح‭ ‬والفعال‭ ‬لنصوص‭ ‬القانون‭ ‬فإنشاء‭ ‬هيئة‭ ‬حماية‭ ‬البيانات‭ ‬الشخصية‭ ‬يتيح‭ ‬لكل‭ ‬ذي‭ ‬مصلحة‭ ‬أو‭ ‬صفة‭ ‬أنْ‭ ‬يتقدّم‭ ‬إلى‭ ‬الهيئة‭ ‬بشكوى،‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬لديه‭ ‬ما‭ ‬يحمله‭ ‬على‭ ‬الاعتقاد‭ ‬بوقوع‭ ‬أية‭ ‬مخالفة‭ ‬لأحكام‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬أو‭ ‬بأن‭ ‬شخصًا‭ ‬ما‭ ‬يقوم‭ ‬بمعالجة‭ ‬بياناته‭ ‬الشخصية‭ ‬خلافًا‭ ‬لأحكام‭ ‬القانون،‭ ‬أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬المعلومات،‭ ‬فهو‭ ‬حق‭ ‬مقيد‭ ‬لا‭ ‬مطلق،‭ ‬ترد‭ ‬عليه‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الاستثناءات‭ ‬أهمها‭ ‬تقييد‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬المعلومات‭ ‬لأسباب‭ ‬أمنية‭ ‬أو‭ ‬قضائية‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬حماية‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬الخصوصية،‭ ‬وعليه‭ ‬يسعى‭ ‬المشرعون‭ ‬لخلق‭ ‬توازن‭ ‬بين‭ ‬هذين‭ ‬الحقين‭.‬

كما‭ ‬يشير‭ ‬المستشار‭ ‬القانوني‭ ‬محمد‭ ‬الذوادي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬قانون‭ ‬حماية‭ ‬البيانات‭ ‬وضح‭ ‬الفرق‭ ‬في‭ ‬المادة‭ ‬الأولى‭ ‬منه‭ ‬فيما‭ ‬بين‭ ‬البيانات‭ ‬الشخصية‭ ‬والبيانات‭ ‬الشخصية‭ ‬الحساسة،‭ ‬حيث‭ ‬عرف‭ ‬الأولى‭ ‬بأنها‭ ‬أية‭ ‬معلومات‭ ‬في‭ ‬أية‭ ‬صورة‭ ‬تخصُّ‭ ‬فرداً‭ ‬مُعرَّفاً،‭ ‬أو‭ ‬قابلاً‭ ‬بطريق‭ ‬مباشر‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬مباشر‭ ‬لأن‭ ‬يُعَرَّف،‭ ‬مثل‭ ‬رقم‭ ‬الهوية‭ ‬الشخصية‭ ‬أو‭ ‬صفة‭ ‬معينة،‭ ‬وعرف‭ ‬الأخيرة‭ ‬بأنها‭ ‬أية‭ ‬معلومات‭ ‬شخصية‭ ‬تكشف‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬مباشر‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬مباشر‭ ‬عن‭ ‬أصل‭ ‬الفرد‭ ‬أو‭ ‬آرائه‭ ‬أو‭ ‬معتقداته‭ ‬أو‭ ‬انتمائه‭ ‬أو‭ ‬حالته‭ ‬الصحية‭.‬

كما‭ ‬ينظم‭ ‬القانون‭ ‬عملية‭ ‬معالجة‭ ‬البيانات،‭ ‬ابتداء‭ ‬من‭ ‬تعريفها‭ ‬بأنها‭ ‬أية‭ ‬عملية‭ ‬يتم‭ ‬إجراؤها‭ ‬على‭ ‬بيانات‭ ‬شخصية‭ ‬بوسيلة‭ ‬آلية‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬آلية،‭ ‬مثل‭ ‬جمْع‭ ‬البيانات‭ ‬أو‭ ‬تسجيلها‭ ‬أو‭ ‬تنظيمها‭ ‬أو‭ ‬تصنيفها،‭ ‬أو‭ ‬تحويرها‭ ‬أو‭ ‬تعديلها،‭ ‬أو‭ ‬استعادتها‭ ‬أو‭ ‬استخدامها‭ ‬أو‭ ‬الإفصاح‭ ‬عنها،‭ ‬حتى‭ ‬حرصه‭ ‬على‭ ‬مشروعية‭ ‬معالجة‭ ‬البيانات،‭ ‬كما‭ ‬وضع‭ ‬قواعد‭ ‬عامة‭ ‬تضمن‭ ‬مشروعية‭ ‬معالجة‭ ‬البيانات،‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬ضوابط‭ ‬خاصة‭ ‬بجودة‭ ‬البيانات،‭ ‬واشتراطات‭ ‬عامة‭ ‬للمعالجة‭ ‬المشروعة،‭ ‬واشتراطات‭ ‬خاصة‭ ‬بمعالجة‭ ‬البيانات‭ ‬الشخصية‭ ‬الحساسة‭.‬

كما‭ ‬حظر‭ ‬القانون‭ ‬في‭ ‬المادتين‭ ‬الرابعة‭ ‬والخامسة‭ ‬من‭ ‬معالجة‭ ‬البيانات‭ ‬الشخصية‭ ‬والحساسة‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬دون‭ ‬موافقة‭ ‬صاحبها،‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬استثنائية‭ ‬أوردها‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬الحصر،‭ ‬كما‭ ‬قرر‭ ‬القانون‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬التدابير‭ ‬التي‭ ‬تضمن‭ ‬أمان‭ ‬المعالجة‭ ‬وسريتها،‭ ‬كما‭ ‬حدد‭ ‬القانون‭ ‬مهام‭ ‬مراقب‭ ‬حماية‭ ‬البيانات‭ ‬لضمان‭ ‬تنظيم‭ ‬وحماية‭ ‬البيانات‭ ‬الشخصية‭ ‬التي‭ ‬تمس‭ ‬الأفراد‭ ‬وتهدد‭ ‬كيان‭ ‬المجتمع‭.‬

الجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬القانون‭ ‬الصادر‭ ‬في‭ ‬2018‭ ‬أرسى‭ ‬قانونا‭ ‬أساسيا‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬جواز‭ ‬إفشاء‭ ‬البيانات‭ ‬الشخصية‭ ‬أو‭ ‬معالجتها‭ ‬دون‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬موافقة‭ ‬كتابية‭ ‬صريحة‭ ‬من‭ ‬صاحب‭ ‬البيانات،‭ ‬بل‭ ‬اشترط‭ ‬موافقات‭ ‬خاصة‭ ‬لبعض‭ ‬حالات‭ ‬المعالجة‭ ‬كنقل‭ ‬البيانات‭ ‬الشخصية‭ ‬خارج‭ ‬البحرين،‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬بتصريح‭ ‬خاص‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭ ‬والشؤون‭ ‬الإسلامية‭ ‬باعتبارها‭ ‬الجهة‭ ‬القائمة‭ ‬بمهام‭ ‬هيئة‭ ‬حماية‭ ‬البيانات‭ ‬الشخصية‭ ‬وعدم‭ ‬جواز‭ ‬استخدام‭ ‬المعالجة‭ ‬الآلية‭ ‬لربط‭ ‬البيانات‭ ‬الشخصية‭ ‬بين‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬وأتاح‭ ‬القانون‭ ‬لكل‭ ‬شخص‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬لديه‭ ‬ما‭ ‬يحمله‭ ‬على‭ ‬الاعتقاد‭ ‬بأن‭ ‬شخصًا‭ ‬ما‭ ‬يقوم‭ ‬بمعالجة‭ ‬بياناته‭ ‬الشخصية‭ ‬خلافًا‭ ‬لأحكام‭ ‬القانون‭. ‬وبذلك‭ ‬فقد‭ ‬ضمن‭ ‬المشرّع‭ ‬لكل‭ ‬الأفراد‭ ‬أن‭ ‬بياناتهم‭ ‬الشخصية‭ ‬تعالج‭ ‬بطريقة‭ ‬مشروعة‭ ‬ومنصفة‭ ‬وكفل‭ ‬لهم‭ ‬سبل‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬حقوقهم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن،‭ ‬ووضع‭ ‬الأسس‭ ‬التي‭ ‬تجعل‭ ‬من‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬رائدة‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬حقوق‭ ‬الأفراد‭ ‬وحرياتهم‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المجالات‭.‬

 

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا