أجرى فريق بحثي من قسم إدارة الأعمال بكلية التربية والإدارة والعلوم التقنية في جامعة الخليج العربي مراجعة منهجية للأدبيات لفهم تطبيق الطائرات من دون طيار في أنظمة مراقبة حركة المرور في الوقت الذي تبرز فيه الحاجة إلى حلول مبتكرة مع تزايد تعقيد إدارة حركة المرور وارتفاع معدل حوادث المرور.
وخلص الفريق البحثي المكون من الأستاذ الدكتور عادل إسماعيل العلوي وطالبة الدكتوراه ريم عبدالغني سوار والدكتورة سارة عبدالرحمن البسام في ورقته البحثية إلى أن الطائرات من دون طيار برزت كأحد أبرز الحلول في مراقبة حركة المرور والوقاية من الحوادث، وذلك بعدما قام الفريق بإجراء مراجعة منهجية للأدبيات لفهم تطبيق الطائرات من دون طيار في أنظمة مراقبة حركة المرور.
وتستعرض الورقة نماذج مختلفة تعتمد على الطائرات من دون طيار في تتبع المركبات، وتقدير السرعات، ورصد مخالفات قواعد المرور والسلوكيات المشبوهة آنيا، إذ يشمل ذلك مزايا مهمة، مثل التغطية الواسعة، والفعالية من حيث التكلفة، والمرونة، بالنظر إلى التقنيات المتوافقة مع الطائرات من دون طيار، مثل الذكاء الاصطناعي، وشبكات الجيل الخامس، وإنترنت الأشياء.
وقال الدكتور العلوي: «تواجه هذه الطائرات العديد من المشكلات المهمة بسبب عمر البطارية المحدود، والحساسية للطقس السيئ، واللوائح التنظيمية الصارمة، وتحدد هذه المراجعة أفضل الممارسات وتوجهات البحث المستقبلية، مع التركيز على الحاجة إلى التعاون بين الطائرات من دون طيار، وتحسين تقنيات معالجة البيانات، ووضع أطر سياسات متينة»، موضحاً أن معالجة هذه التحديات من شأنها أن تُدمج الطائرات من دون طيار بفعالية في أنظمة مراقبة حركة المرور في دول مجلس التعاون الخليجي، مما يوفر نهجًا موحدًا لتحسين السلامة على الطرق، وتحسين إدارة حركة المرور، والمساهمة في مبادرات المدن الذكية في المنطقة.
من جانبها، أشارت الباحثة ريم سوار إلى أن حوادث الطرق باتت تشكل قلقًا عالميًّا متنامياً، إذ يتوفى نحو 1.19 مليون شخص سنويًّا بسببها، وفقًا لتقارير منظمة الصحة العالمية، معتبرةً هذه الإحصائية دليلاً على الحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات فعالة لتعزيز السلامة المرورية والحد من الحوادث، حيث تسلط هذه البيانات الضوء على التأثير الكبير لحوادث الطرق في المجتمعات، مما يستدعي جهودًا منسقة من الحكومات والهيئات المعنية لتحسين البنية التحتية وتطبيق قوانين المرور بشكل صارم.
وأضافت قائلة: «من الواضح أن هناك زيادة في عدد حوادث الإصابات عبر السنوات، مما يستدعي دعوة للتفكير في استراتيجيات جديدة لمراقبة حركة المرور، وعلى الرغم من التحسينات المحتملة في بعض السنوات، فإن الوفيات لا تزال تمثل مصدر قلق كبير، كما تشير البيانات إلى أن القيادة بسرعات عالية تزيد من احتمالية الحوادث القاتلة، مما يبرز أهمية التوعية بسرعات القيادة الآمنة».
وفي السياق ذاته، أشارت الدكتورة سارة البسام إلى تطور تقنيات المراقبة الحديثة وأهمية الطائرات من دون طيار في إدارة حركة المرور التي أصبحت أداةً حيوية لمواجهة تحديات مثل حوادث الطرق، موضحةً أن الطائرات من دون طيار اكتسبت شهرةً واسعةً مؤخرًا بسبب تنوع تطبيقاتها في الأمن، المسح، مراقبة المرور، إدارة الكوارث، ورسم الخرائط البيئية، وتعود جاذبيتها إلى سهولة النشر، التصميم المرن، انخفاض تكاليف الصيانة، والاستجابة السريعة.
وقالت: «يمكن دمج الطائرات من دون طيار مع تقنيات متقدمة مثل إنترنت الأشياء، والذكاء الاصطناعي، والجيل الخامس، والحوسبة الطرفية والسحابية لتحقيق إدارة دقيقة للارتفاع والموقع، تغطية مرنة، جمع ومعالجة بيانات فورية، وتجنب العوائق».
هذا، واستُخدم الفريق البحثي المنهج الببليومتري لتحليل الأدبيات حول تطبيقات الطائرات من دون طيار في أنظمة مراقبة المرور، وأُجري التحليل عبر قاعدة «سكوبس» وتسلط هذه المراجعة الضوء على الإمكانات الكبيرة التي تتمتع بها الطائرات من دون طيار في تعزيز أنظمة مراقبة المرور في دول مجلس التعاون الخليجي.
وتُظهر الدراسات أن دمج هذه التقنية المتطورة مع الذكاء الاصطناعي وشبكات الجيل الخامس يمكن أن يحدث تحولًا جذريًا في كيفية إدارة حركة المرور، مما يسهم في تحسين السلامة المرورية وتقليل الحوادث.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك