مثّل موسم 2024-2025 للكرة الطائرة موسما استثنائيا حافلا بالتحديات والضغوط، عاش معه فريق دار كليب للكرة الطائرة مرحلة مفصلية، عقب رحيل المدرب الأرجنتيني أليخاندرو شنايدر. لم يطل الانتظار حتى وجهت البوصلة نحو أحد أبناء النادي الأوفياء، الكابتن يوسف عبد الواحد، الذي تولى مهمة قيادة الفريق الأول في وقت حرج، وفي هذه المحطة يكشف الكابتن يوسف عن كواليس التحدي، وأدق التفاصيل التي رافقت توليه للمسؤولية، مرورا بالتغيرات التكتيكية، وصعوبات البداية، وصولا إلى تقييمه للموسم وتطلعاته المستقبلية.
{ كيف تصف شعورك عند تلقيك عرضا لتدريب الفريق بعد رحيل المدرب الأرجنتيني؟
لست غريبا عن نادي دار كليب، فأنا من أبنائه وسبق لي العمل كمساعد مدرب لمدة خمسة مواسم، خلال مشاركة الفريق في البطولة الأندية العربية بقطر، تلقيت عرضا غير رسمي، ثم عاد النادي ليقدمه بشكل رسمي بعد العودة، حزنت لحال الفريق وقتها، خاصة بعد تراجع المستوى في مباريات الدور الأول أمام النصر والمحرق، كان موقفي حرجا أمام إدارة ولاعبي التضامن الذين منحوني احترامهم ودعمهم الكامل، وأكن لهم كل التقدير.
{ ما أبرز التحديات التي واجهتك مع بداية توليك المهمة؟
الواقع كان أصعب مما تصورت. الفريق فقد الكثير من طموحه، والثقة في العودة للمنافسة كانت غائبة، وكان لابد من بناء نظام جديد للدفاع والاستقبال، وهي مهمة صعبة خاصة حين يتطلب الأمر هدم نظام قديم وبناء آخر جديد بثقة كاملة في النجاح.
{ هل توقعت هذا التكليف في هذا التوقيت؟
بصراحة، لم يكن في الحسبان، كان هناك تفكير في أن أعمل مع الفئات العمرية نظرا للظروف المالية للنادي، لكن الأمور جاءت بشكل مختلف.
{ كيف عملت على كسب ثقة اللاعبين في البداية؟
جلست مع اللاعبين وشكرتهم على ثقتهم في شخصي، وطلبت أن نضع أيدينا معا، تحدثت مع كبار اللاعبين الذين تربطني بهم علاقة وطيدة، وبعضهم سبق أن دربتهم، وهذا سهل كثيرا من مهمتي لإعادة الفريق إلى وضعه الطبيعي.
{ هل أجريت تغييرات تكتيكية على أسلوب اللعب؟
نعم، بدأت ببناء نظام دفاعي جديد مع التركيز على حائط الصد وتفعيل مركزي 3 و6، وهو ما احتاج الى وقت نظرا الى ضعف الكرة الأولى، وتدريجيًا بدأ الفريق يتطور، وأسهم الكابتنان مصطفى عبد الله وحسن خليل بشكل كبير في هذا الجانب.
{ ما أولوياتك عند تسلمك للمسؤولية؟
ركزنا على المباريات الودية أمام فرق سعودية قوية مثل الهلال والاتحاد والنصر خلال معسكرهم في المملكة، ولاحظنا أن الفريق بحاجة الى تحسين الفاعلية الهجومية والروح القتالية، وقد تحقق تحسن واضح في الأداء لاحقا.
{ كيف تقيم أداء الفريق في دوري عيسى بن راشد؟
أرى أن المركز الثالث نتيجة مرضية بالنظر إلى الظروف الصعبة التي مررنا بها، دار كليب لا يرضى بأقل من المنافسة على اللقب، لكن هذا كان واقعنا، ونعتذر للجمهور عن عدم بلوغ النهائي.
{ ما أصعب مباراة خاضها الفريق هذا الموسم؟
مباراتان كانتا الأصعب: النجمة التي كانت بوابتنا للسداسي، والنصر التي ضمنا بها التأهل للرباعي، رغم أن النصر لم يتأهل للسداسي، إلا أن مبارياته كانت دائما ممتدة وصعبة.
{ هل ترى أن المركز الثالث كان عادلا؟
بعد الخسارة أمام المحرق في المربع، تعاهدنا على استعادة الروح والتحضير القوي لكأس ولي العهد، وكان هدفنا إسعاد الجماهير من جديد.
{ هل واجهت ضغوطًا جماهيرية أو إدارية؟
من الطبيعي أن نتعرض للضغوط، لكن جمهور دار كليب وفي ومحب للنادي، وأشكر الجهاز الفني واللاعبين الكبار الذين دعموني بشكل استثنائي، أما الإدارة، فكان لدي بعض العتب وهم يعلمون أسبابه.
{ هل شعرت في أي وقت بعدم القدرة على إكمال المهمة؟
في البداية كان هناك دعم إداري وثقة في، لكن الخسارة في المربع وضعتنا تحت ضغط جماهيري كبير، فواصلنا العمل بإمكانياتنا الذاتية.
{ كيف حافظت على الروح المعنوية للاعبين بعد الخسارات؟
كان من الصعب إعادة الروح الى فريق فقد لقبه بعد موسمين من التتويج، لكن كنا دائما نؤكد ثقتنا في اللاعبين وندعمهم نفسيا.
{ من اللاعب الذي لفت نظرك بتطوره هذا الموسم؟
جميع اللاعبين قدموا أداء مميزا بحسب أعمارهم وخبراتهم من كابتن الفريق إلى أصغر لاعب، حتى أيمن عيسى الذي جلس على مقاعد البدلاء حين شارك كان يظهر روحا عالية، ربما حسن الورقاء كان الأبرز، وأتأسف على إصابة حسين عيسى التي أنهت الإصابة موسمه، غير أنه ينتظره شأن.
{ هل افتقد الفريق لعناصر معينة في المنافسة؟
نعم، رحيل محمد يعقوب أثر على الفريق كثيرا، تعاقدنا مع يوسف خالد كمحور بديل، لكن المحترف الكرواتي توميسلاف لم يقدم مستوى ثابتا، ولو فعل، لتغير الوضع كثيرا.
{ ماذا لو طلب منك الاستمرار في قيادة الفريق؟
القرار بيد الإدارة من جانبي، لدي الثقة في نفسي، لكن أرى أن الاستمرار سيكون تحديا صعبا.
{ ما خططك في حال تم تجديد الثقة بك؟
أرغب في إدخال لاعبين صغار ومنحهم الثقة، لتكوين رديف قوي قادر على تعويض أي غياب، وهذه سنة الحياة.
{ ما رسالتك للجمهور بعد موسم مليء بالتحديات؟
أوصي الجماهير بمواصلة دعمها، ليس فقط للاعبين بل للمدربين أيضا، فجمهور دار كليب أثبت حبه للنادي، ووقوفه خلف الفريق كان مؤثرا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك