العدد : ١٧٢٤٢ - السبت ٠٧ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ١١ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٤٢ - السبت ٠٧ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ١١ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

الرياضة

من تراب الملاعب الشعبية.. صادق إبراهيم يروي الحكاية لـ«أخبار الخليج الرياضي» ويقول:
لو عاد بي الزمن لما خنت جسدي بالعودة السريعة

حاوره: علي ميرزا - تصوير: عبد الأمير السلاطنة

السبت ٠٧ يونيو ٢٠٢٥ - 02:00

في‭ ‬عالم‭ ‬الرياضة،‭ ‬هناك‭ ‬أسماء‭ ‬تكتب‭ ‬سيرتها،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬بما‭ ‬قدمته‭ ‬داخل‭ ‬الملاعب،‭ ‬بل‭ ‬بما‭ ‬عانته‭ ‬وتحدته‭ ‬خارجها،‭ ‬الكابتن‭ ‬صادق‭ ‬إبراهيم،‭ ‬أحد‭ ‬أبرز‭ ‬نجوم‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬البحرينية،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬مجرد‭ ‬لاعب‭ ‬مميز،‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬مشروعا‭ ‬للروح‭ ‬القتالية‭ ‬والإصرار،‭ ‬قصة‭ ‬كفاح‭ ‬بدأت‭ ‬من‭ ‬ملاعب‭ ‬الجفير‭ ‬الشعبية،‭ ‬وانتهت‭ ‬بمحطات‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬محفورة‭ ‬في‭ ‬ذاكرة‭ ‬الجماهير‭.‬

في‭ ‬هذا‭ ‬الحوار‭ ‬الخاص،‭ ‬يفتح‭ ‬الكابتن‭ ‬صادق‭ ‬قلبه‭ ‬ليروي‭ ‬تفاصيل‭ ‬رحلته،‭ ‬من‭ ‬الطفولة‭ ‬الحالمة‭ ‬إلى‭ ‬الوقوف‭ ‬على‭ ‬منصات‭ ‬التتويج،‭ ‬ثم‭ ‬لحظة‭ ‬الانكسار‭ ‬مع‭ ‬الإصابة،‭ ‬وما‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬ذلك،‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الشغف،‭ ‬التحديات،‭ ‬الخذلان،‭ ‬والرسائل‭ ‬الصريحة‭ ‬التي‭ ‬يوجهها‭ ‬للجيل‭ ‬الجديد‭ ‬ولصناع‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬الرياضة‭.‬

رحلة‭ ‬نادرة،‭ ‬تحمل‭ ‬في‭ ‬طياتها‭ ‬الدروس‭ ‬والعبر،‭ ‬يرويها‭ ‬صاحبها‭ ‬بصراحة‭ ‬ووجع،‭ ‬فكونوا‭ ‬معنا‭ ‬في‭ ‬قراءة‭ ‬حوار‭ ‬استثنائي‭ ‬مع‭ ‬أحد‭ ‬رموز‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬البحرينية‭.‬

 

{ كابتن‭ ‬صادق‭.. ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬كانت‭ ‬تمثل‭ ‬لك‭ ‬الملاعب‭ ‬الشعبية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الجفير؟‭ ‬ومن‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬الفضل‭ ‬في‭ ‬اكتشاف‭ ‬موهبتك؟

الملاعب‭ ‬الشعبية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الجفير‭ ‬شكلت‭ ‬انطلاقتي،‭ ‬وحببتني‭ ‬في‭ ‬اللعبة،‭ ‬وعلمتني‭ ‬المهارة‭ ‬والفكر‭ ‬والحماسة،‭ ‬وثقافة‭ ‬الفوز‭ ‬حتى‭ ‬الرمق‭ ‬الأخير‭.‬

وهناك‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مدرب‭ ‬ترك‭ ‬بصمته‭ ‬على‭ ‬صادق‭ ‬إبراهيم‭ ‬ابتداء‭ ‬من‭ ‬الكابتن‭ ‬حسن‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬مرورا‭ ‬بالكابتن‭ ‬يوسف‭ ‬خليفة‭ ‬ثم‭ ‬الكابتن‭ ‬رضا‭ ‬علي‭.‬

{ هل‭ ‬كنت‭ ‬تتوقع‭ ‬أن‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬المكانة‭ ‬في‭ ‬الرياضة،‭ ‬أم‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬جاء‭ ‬بمحض‭ ‬الصدفة؟

بصراحة،‭ ‬عندما‭ ‬كنت‭ ‬صغيرا‭ ‬كان‭ ‬حلم‭ ‬حياتي‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬لاعبا‭ ‬مميزا،‭ ‬وكنت‭ ‬أراقب‭ ‬نجوم‭ ‬النصر‭ ‬الكبار،‭ ‬وكانت‭ ‬لدي‭ ‬مذكرة‭ ‬صغيرة‭ ‬أسجل‭ ‬فيها‭ ‬ملاحظاتي،‭ ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬المتابعون‭ ‬يرون‭ ‬في‭ ‬شخصي‭ ‬كلاعب‭ ‬أنني‭ ‬كنت‭ ‬مميزا،‭ ‬فهذا‭ ‬حققته‭ ‬بالاجتهاد،‭ ‬والمدربون‭ ‬آمنوا‭ ‬بإمكاناتي،‭ ‬حتى‭ ‬اتحاد‭ ‬الطائرة‭ ‬هو‭ ‬الآخر‭ ‬كان‭ ‬يضع‭ ‬آمالا‭ ‬علي‭ ‬أن‭ ‬أعود‭ ‬للملاعب‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬لحظة‭ ‬بعد‭ ‬الإصابة‭ ‬اللعينة‭ ‬في‭ ‬الكتف‭ ‬التي‭ ‬ألمت‭ ‬بي‭. ‬

{ ما‭ ‬اللحظة‭ ‬التي‭ ‬شعرت‭ ‬فيها‭ ‬أنك‭ ‬أصبحت‭ ‬لاعبا‭ ‬لا‭ ‬يستهان‭ ‬به‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬المحلي‭ ‬والدولي؟

بصراحة‭ ‬لم‭ ‬أستشعر‭ ‬يوما‭ ‬في‭ ‬نفسي‭ ‬أن‭ ‬لدي‭ ‬إمكانات،‭ ‬ولكن‭ ‬كنت‭ ‬أمتلك‭ ‬ثقة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬نفسي‭ ‬تدفعني‭ ‬إلى‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬عمل‭ ‬أي‭ ‬شيء،‭ ‬وكنت‭ ‬أسمع‭ ‬الكثير‭ ‬يتكلم‭ ‬عني‭ ‬بالخير‭ ‬ويشجعونني،‭ ‬ولم‭ ‬أكن‭ ‬ألتفت‭ ‬إلى‭ ‬المدح‭ ‬والإطراء،‭ ‬وكنت‭ ‬راض‭ ‬عن‭ ‬نفسي،‭ ‬لأني‭ ‬حققت‭ ‬ما‭ ‬كنت‭ ‬أسعى‭ ‬إليه‭.‬

{ ما‭ ‬الذي‭ ‬يميز‭ ‬تجربة‭ ‬اللعب‭ ‬مع‭ ‬نادي‭ ‬النصر؟‭ ‬وكيف‭ ‬ساهم‭ ‬النادي‭ ‬في‭ ‬صقل‭ ‬مهاراتك؟

بطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬نادي‭ ‬النصر‭ ‬منحني‭ ‬الدافع،‭ ‬وكانت‭ ‬الانطلاقة‭ ‬منه،‭ ‬وقادني‭ ‬إلى‭ ‬المنتخب‭ ‬الوطني،‭ ‬وكنا‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬وبقيادة‭ ‬الكابتن‭ ‬رضا‭ ‬علي‭ ‬نجحنا‭ ‬في‭ ‬إرجاع‭ ‬هيبة‭ ‬ومكانة‭ ‬النادي،‭ ‬فالنصر‭ ‬صنع‭ ‬من‭ ‬صادق‭ ‬إبراهيم‭ ‬اسما‭ ‬يتردد‭ ‬على‭ ‬ألسنة‭ ‬محبي‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة،‭ ‬بصفة‭ ‬عامة‭ ‬النصر‭ ‬كان‭ ‬يخرج‭ ‬لاعبين‭ ‬‮«‬سوبر‮»‬‭ ‬وأبطال‭ ‬ومهاريين،‭ ‬وكانوا‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬ما‭ ‬عناصر‭ ‬أساس‭ ‬في‭ ‬تشكيلات‭ ‬المنتخبات‭.‬

{ ما‭ ‬أبرز‭ ‬الذكريات‭ ‬أو‭ ‬المباريات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬عالقة‭ ‬في‭ ‬ذهنك‭ ‬خلال‭ ‬مسيرتك‭ ‬مع‭ ‬المنتخب‭ ‬الوطني؟

من‭ ‬ذكرياتي‭ ‬مع‭ ‬المنتخب،‭ ‬أنني‭ ‬كنت‭ ‬أحب‭ ‬اللعب‭ ‬أمام‭ ‬المنتخب‭ ‬السعودي‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬التحديد،‭ ‬لأنه‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬قمة‭ ‬تميزه‭ ‬ومستواه‭ ‬نظرا‭ ‬لوجود‭ ‬كوكبة‭ ‬استثنائية‭ ‬من‭ ‬النجوم‭ ‬المتميزة،‭ ‬وعندما‭ ‬نفوز‭ ‬عليه،‭ ‬فكان‭ ‬الفوز‭ ‬بمثابة‭ ‬بطولة‭ ‬قائمة‭ ‬بذاتها‭.‬

{ هل‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬لحظات‭ ‬تحد‭ ‬أو‭ ‬مواقف‭ ‬صعبة‭ ‬واجهتها‭ ‬أثناء‭ ‬ممارستك‭ ‬للعبة؟

نعم،‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬كان‭ ‬الجميع‭ ‬في‭ ‬موقف‭ ‬رفض‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬ضاربا‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬4،‭ ‬والسبب‭ ‬يعود‭ ‬لقصر‭ ‬قامتي،‭ ‬فكان‭ ‬هذا‭ ‬يضعني‭ ‬أمام‭ ‬التحدي‭ ‬إذ‭ ‬كيف‭ ‬لي‭ ‬أن‭ ‬أقنع‭ ‬وأثبت‭ ‬للمدربين‭ ‬بأني‭ ‬أهل‭ ‬لهذا‭ ‬المركز‭ ‬في‭ ‬النادي‭ ‬أو‭ ‬المنتخب؟‭ ‬لذلك‭ ‬عندما‭ ‬لا‭ ‬ألعب‭ ‬كنت‭ ‬أعاني،‭ ‬ولا‭ ‬أستطيع‭ ‬النوم،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬أمامي‭ ‬إلا‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬نفسي‭ ‬في‭ ‬ناحيتين‭: ‬الارتقاء‭ ‬والذكاء‭ ‬الفكري‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬حوائط‭ ‬الصد‭ ‬العالية‭ ‬حتى‭ ‬أتمكن‭ ‬من‭ ‬التفوق‭ ‬عليها،‭ ‬فلذلك‭ ‬كنت‭ ‬أشاهد‭ ‬المباريات‭ ‬كثيرا‭ ‬حتى‭ ‬أتعلم‭.‬

{‭ ‬الإصابة‭ ‬كانت‭ ‬نقطة‭ ‬تحول‭ ‬في‭ ‬حياتك‭.. ‬هل‭ ‬لك‭ ‬أن‭ ‬تحدثنا‭ ‬عن‭ ‬تفاصيلها؟‭ ‬وكيف‭ ‬أثرت‭ ‬على‭ ‬مسيرتك؟

الإصابة‭ ‬في‭ ‬الكتف،‭ ‬قد‭ ‬أتعبتني‭ ‬نفسيا،‭ ‬خاصة‭ ‬أنها‭ ‬جاءت‭ ‬وأنا‭ ‬في‭ ‬عز‭ ‬عطائي‭ ‬وطموحاتي،‭ ‬كان‭ ‬حينها‭ ‬عمري‭ ‬لم‭ ‬يتجاوز‭ ‬29‭ ‬عاما،‭ ‬واليوم‭ ‬عندما‭ ‬أتذكر‭ ‬أحس‭ ‬بالخطأ‭ ‬الكبير،‭ ‬كان‭ ‬أمامي‭ ‬مشوار‭ ‬لأحترف،‭ ‬وتحقيق‭ ‬النجاح،‭ ‬وبعد‭ ‬الإصابة‭ ‬حاولت‭ ‬أن‭ ‬أعيد‭ ‬صادق‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬المتابعون‭ ‬يعرفونه‭ ‬خاصة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الهجومي،‭ ‬ولكن‭ ‬بصراحة‭ ‬لم‭ ‬أستطع،‭ ‬بقية‭ ‬المهارات‭ ‬كلها‭ ‬كانت‭ ‬موجودة‭ ‬باستثناء‭ ‬الضرب‭ ‬الهجومي،‭ ‬وقالوا‭ ‬لي‭ ‬خلال‭ ‬العلاج‭ ‬في‭ ‬ألمانيا‭ ‬بأنني‭ ‬لن‭ ‬أستطيع‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬كنت‭ ‬عليه،‭ ‬فالإصابة‭ ‬شكلت‭ ‬لي‭ ‬نقطة‭ ‬سوداء‭ ‬في‭ ‬حياتي،‭ ‬وذكريات‭ ‬سيئة‭.‬

{ هل‭ ‬شعرت‭ ‬بالخذلان‭ ‬بعد‭ ‬إصابتك؟‭ ‬

نعم،‭ ‬شعرت‭ ‬بهذا‭ ‬الإحساس‭ ‬خاصة‭ ‬من‭ ‬المقربين‭.‬

{ كيف‭ ‬تعاملت‭ ‬نفسيًا‭ ‬مع‭ ‬قرار‭ ‬الاعتزال؟‭ ‬وهل‭ ‬كنت‭ ‬تفكر‭ ‬في‭ ‬خيارات‭ ‬بديلة‭ ‬قبل‭ ‬اتخاذه؟

لم‭ ‬يكن‭ ‬أمامي‭ ‬بعد‭ ‬الإصابة‭ ‬إلا‭ ‬خيار‭ ‬الاعتزال،‭ ‬رغم‭ ‬إصرار‭ ‬الكثيرين‭ ‬ومنهم‭ ‬الكابتن‭ ‬يوسف‭ ‬خليفة‭ ‬أن‭ ‬أستمر‭ ‬للاستفادة‭ ‬مني‭ ‬في‭ ‬بقية‭ ‬المهارات،‭ ‬غير‭ ‬أني‭ ‬لم‭ ‬أكن‭ ‬راض‭ ‬عن‭ ‬نفسي،‭ ‬كانت‭ ‬الإصابة‭ ‬أكبر‭ ‬مني،‭ ‬وغلطتي‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬ارتكبتها،‭ ‬أني‭ ‬رجعت‭ ‬بعد‭ ‬الإصابة‭ ‬ألعب،‭ ‬وقد‭ ‬أخطأت‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬نفسي،‭ ‬وكان‭ ‬علي‭ ‬أن‭ ‬أولي‭ ‬العلاج‭ ‬الأهمية‭ ‬الأولى‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬اللعب،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬لم‭ ‬يحصل،‭ ‬وكان‭ ‬الثمن‭ ‬غاليا‭.‬

{ هل‭ ‬حظي‭ ‬صادق‭ ‬إبراهيم‭ ‬بالتقدير‭ ‬الكافي‭ ‬من‭ ‬الإعلام،‭ ‬الأندية،‭ ‬الجماهير؟

حظيت‭ ‬ببعض‭ ‬التقدير،‭ ‬والجميع‭ ‬يقدرك‭ ‬فقط‭ ‬عندما‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬مستواك،‭ ‬ولكني‭ ‬تعرضت‭ ‬لخذلان‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الكثيرين‭.‬

{ هل‭ ‬ترى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬فجوة‭ ‬في‭ ‬تكريم‭ ‬النجوم‭ ‬السابقين‭ ‬مقارنةً‭ ‬بالجيل‭ ‬الحالي؟

هناك‭ ‬فجوة‭ ‬كبيرة،‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬التفات‭ ‬وتقدير‭ ‬وتكريم‭ ‬للنجوم،‭ ‬أما‭ ‬الآن‭ ‬وبدون‭ ‬استثناء‭ ‬لا‭ ‬تجد‭ ‬حتى‭ ‬من‭ ‬يسأل‭ ‬عنك‭.‬

{ كيف‭ ‬تقارن‭ ‬بين‭ ‬مستوى‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬في‭ ‬جيلك‭ ‬ومستواها‭ ‬اليوم؟‭ ‬هل‭ ‬ترى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬تراجعا‭ ‬أم‭ ‬تطورا؟

الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬الآن‭ ‬تحتضر،‭ ‬لأن‭ ‬الأندية‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬تفرخ‭ ‬وتخرج‭ ‬عناصر‭ ‬ذات‭ ‬نوعية‭ ‬وكيفية،‭ ‬والدليل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬أفضل‭ ‬اللاعبين‭ ‬حاليا‭ ‬هم‭ ‬المتقدمون‭ ‬في‭ ‬الأعمار،‭ ‬لأن‭ ‬اللاعبين‭ ‬الصغار‭ ‬ليسوا‭ ‬بالجودة‭ ‬التي‭ ‬يتميز‭ ‬بها‭ ‬الكبار،‭ ‬نظرا‭ ‬لأن‭ ‬الأندية‭ ‬تفتقد‭ ‬نوعية‭ ‬المدربين‭ ‬القادرين‭ ‬على‭ ‬ترسيخ‭ ‬المهارة‭ ‬الصحيحة‭ ‬في‭ ‬الصغير،‭ ‬فكيف‭ ‬بمدرب‭ ‬أن‭ ‬يعلم‭ ‬المهارة‭ ‬وهو‭ ‬أساسا‭ ‬لا‭ ‬يجيدها؟‭ ‬والأندية‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬تتحمل‭ ‬المسؤولية،‭ ‬فليس‭ ‬كل‭ ‬لاعب‭ ‬يحمل‭ ‬شهادة‭ ‬تدريب‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يؤسس‭ ‬وينتج،‭ ‬فالشهادة‭ ‬ليست‭ ‬كل‭ ‬شيء‭.‬

{ لو‭ ‬كنت‭ ‬في‭ ‬موقع‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرار،‭ ‬ما‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬ستغيرها‭ ‬في‭ ‬رياضة‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة؟

لو‭ ‬كنت‭ ‬مسؤولا،‭ ‬وصاحب‭ ‬قرار،‭ ‬فلن‭ ‬أسمح‭ ‬بمنح‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬شهادة‭ ‬تدريب‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬لاعبا،‭ ‬إذ‭ ‬الأهم‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬المدرب‭ ‬مؤهلا‭ ‬ميدانيا،‭ ‬إذ‭ ‬المدرب‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يمارس‭ ‬اللعبة‭ ‬فإنه‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬إيصال‭ ‬المعلومة‭ ‬بطريقة‭ ‬صحيحة،‭ ‬وفي‭ ‬نهاية‭ ‬الطواف،‭ ‬تكون‭ ‬اللعبة‭ ‬هي‭ ‬الضحية،‭ ‬وكذلك‭ ‬المتابع‭ ‬الذي‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬الاستمتاع‭.‬

{ رأيناك‭ ‬محللا‭ ‬رياضيا‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬البطولات‭ ‬التي‭ ‬استضافتها‭ ‬المملكة‭ ‬مؤخرا،‭ ‬فهل‭ ‬يستهويك‭ ‬التحليل‭ ‬الرياضي؟‭ ‬ولماذا؟

أحببت‭ ‬التحليل‭ ‬الرياضي،‭ ‬ولكنه‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬متابعة‭ ‬للمباريات‭ ‬باستمرار‭ ‬وبدقة،‭ ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬الإحصائيات،‭ ‬والإلمام‭ ‬بكل‭ ‬صغيرة‭ ‬وكبيرة‭.‬

{ ما‭ ‬الرسالة‭ ‬التي‭ ‬توجهها‭ ‬لمحبي‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة؟

أقول‭ ‬لهم‭: ‬التفتوا‭ ‬لأنديتكم،‭ ‬واهتموا‭ ‬لأمورها،‭ ‬ولا‭ ‬تمارسوا‭ ‬الصمت‭ ‬وتتفرجوا‭ ‬على‭ ‬الأخطاء،‭ ‬أوصلوا‭ ‬أصواتكم‭ ‬إلى‭ ‬مسؤولي‭ ‬الأندية‭ ‬بالتي‭ ‬هي‭ ‬أحسن،‭ ‬لأن‭ ‬سكوتكم‭ ‬على‭ ‬الأخطاء‭ ‬يجعلكم‭ ‬مشاركين‭ ‬فيها‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا