مشاركة أكثـر من 300 ممثل عن وسائل الإعلام والهيئات الحكومية والمؤسسات الأكاديمية من 26 دولة
شهدت مدينة أورومتشي، عاصمة منطقة شينجيانغ ذاتية الحكم لقومية الويغور في شمال غرب الصين، يوم 23 مايو 2025، انطلاق فعاليات منتدى التعاون الإعلامي لدول منظمة شنغهاي للتعاون لعام 2025، تحت شعار «بناء بيت أفضل معًا من أجل مستقبل مزدهر»، وشارك في المنتدى أكثر من 300 ممثل عن وسائل الإعلام، والهيئات الحكومية، والمؤسسات الأكاديمية، والشركات من 26 دولة من الدول الأعضاء والمراقبة والشريكة في الحوار ضمن المنظمة .
وافتتح المنتدى السيد ما شينغروي، سكرتير لجنة الحزب الشيوعي الصيني لمنطقة شينجيانغ، بكلمة أكد فيها أهمية تعزيز التعاون الإعلامي بين دول المنظمة، مشددا على دور الإعلام في نقل قصص التنمية والازدهار في منطقة شينجيانغ إلى العالم، وأشار إلى أن المنتدى يمثل منصة استراتيجية لتعزيز التفاهم المتبادل وبناء جسور التواصل بين مختلف الثقافات والشعوب في المنطقة.
كما دعا المشاركين إلى تحمل المسؤولية المشتركة في مواجهة التحديات الإعلامية العالمية، لا سيما في ظل التحولات الرقمية المتسارعة، والعمل على نشر الطاقة الإيجابية ومحاربة المعلومات المضللة، داعياً وسائل الإعلام إلى زيارة شينجيانغ ونقل صورها الجميلة إلى العالم عبر أقلامهم وعدساتهم.
وقال في كلمته في المنتدى: أصدقائي الإعلاميين من مختلف الدول، الضيوف الكرام، يسعدني أن نلتقي جميعًا في مدينة أورومتشي الجميلة للمشاركة في هذا المنتدى الإعلامي المهم، أود أن أعرب باسم لجنة منطقة شينجيانغ ذاتية الحكم لقومية الويغور التابعة للحزب الشيوعي الصيني، وباسم حكومة الشعب المحلية، عن ترحيبي الحار بجميع الحاضرين، وعن شكري الصادق للأصدقاء من داخل الصين وخارجها الذين دعموا تطور شينجيانغ على مدى سنوات.
هذا العام، نحتفل بالذكرى السنوية العشرين لتأسيس منظمة شنغهاي للتعاون، وهي منظمة إقليمية نشأت من تعاون صادق وتحولت إلى منصة دولية تضم 26 دولة، وتغطي واحدة من أكثر المناطق كثافة سكانية وتأثيرًا في العالم. وقد أصبحت «روح شنغهاي» التي تقوم على التعاون والثقة المتبادلة والمنافع المشتركة، نموذجا يحتذى به في العلاقات الدولية.
اليوم وتحت شعار «بناء وطن جميل معًا، وصنع مستقبل مشرق للبشرية»، نجتمع في هذا المنتدى الإعلامي الخاص بمنظمة شنغهاي للتعاون لنتبادل التجارب الإعلامية، ونروي قصص التعاون الناجحة، ونعزز بناء مجتمع ذي مصير مشترك.
وهذا العام يصادف الذكرى السبعين لتأسيس منطقة شينجيانغ ذاتية الحكم لقومية الويغور، وبدعم قوي من الحزب الشيوعي الصيني وقيادة الرئيس شي جين بينغ، شهدت شينجيانغ تطورا اقتصاديا واجتماعيا غير مسبوق، وحققت استقرارًا واسع النطاق حيث دخلت شينجيانغ مرحلة جديدة من التنمية الشاملة، وأصبحت أكثر انفتاحا وتعاونا مع العالم الخارجي.
ومن خلال هذا المنتدى، نأمل في بناء جسر جديد للتبادل الإعلامي، وتعزيز التعاون بين وسائل الإعلام في بلدان المنظمة، إن تنمية شينجيانغ تعد شاهدا على نجاح التنمية الإقليمية الصينية، ونأمل أن تشارك وسائل الإعلام في نقل هذه القصص للعالم.
نقترح في هذا الإطار ثلاث نقاط رئيسية:
.1 تعزيز التبادل الإعلامي: عبر تعزيز التعاون بين وسائل الإعلام والمراسلين وتوسيع نطاق التغطية الإخبارية المشتركة.
.2 الترويج للتفاهم الثقافي: عبر إبراز التراث الثقافي والتاريخي، وتقديم موارد السياحة والتبادل الثقافي للشعوب.
3. تحمل المسؤولية المشتركة: من خلال نشر الطاقة الإيجابية في عصر الإعلام الرقمي، ومحاربة المعلومات المضللة، وتشكيل رأي عام موضوعي يدعم التعاون الإقليمي ويرفض الحماية التجارية والعقوبات الأحادية.
واختتم كلمته: نرحب بكم في شينجيانغ، الأرض الغنية والمتنوعة، وندعوكم لزيارة هذه المنطقة ونقل صورها الجميلة إلى العالم عبر أقلامكم وعدساتكم.
نتمنى لهذا المنتدى النجاح الكامل، ونشكر لكم حضوركم وإسهاماتكم.
رئيس صحيفة الشعب:
ملتزمون بمبدأ المصير المشترك للبشرية
بعد ذلك تحدث رئيس صحيفة الشعب اليومية وشي يانشون وقال: باسمي وباسم منظمي هذا المنتدى الإعلامي، أرحب بكم جميعًا في مدينة أورومتشي، في مناسبة نحتفل فيها بالذكرى الرابعة والعشرين لتأسيس منظمة شنغهاي للتعاون، إنه لشرف عظيم أن نلتقي على أرض شينجيانغ العريقة التي تمتد جذورها لآلاف السنين في قلب أوراسيا، حيث نناقش اليوم مستقبل التعاون الإعلامي بين دول المنظمة.
وبين أنه منذ تأسيس المنظمة في عام 2001، ونحن ملتزمون بمبدأ المصير المشترك للبشرية، ونسعى إلى تعزيز التعاون المتبادل والمساواة والتشاور، بما يخدم التنمية المشتركة. لقد أصبحت منظمة شنغهاي منصة أساسية لدعم التنسيق السياسي وتعميق التعاون الاقتصادي والثقافي، وتوسيع قنوات التبادل بين الشعوب.
وأوضح أن المنتدى يجمع أكثر من 300 ممثل عن وسائل إعلام ومسؤولين حكوميين وخبراء من أكثر من عشرين دولة، يركز على موضوع «بناء بيت مشترك ومصير مشترك»، ويدعو إلى إعلام مسؤول يعزز التفاهم والتنمية والسلام بين الشعوب.
أكد أن الرئيس الصيني شي جينبينغ شدد على أن وسائل الإعلام تلعب دورًا رئيسيًا في تعزيز التفاهم بين شعوب دول المنظمة، ودعا إلى أن تكون وسيلة لنشر روح «شنغهاي»، التي تقوم على الثقة المتبادلة والمساواة والحوار والتعاون المربح للطرفين.
وبيّن أن العالم اليوم يواجه تحديات معقدة لم يسبق لها مثيل، من تغير المناخ إلى النزاعات الجيوسياسية، ومن التوترات الثقافية إلى الأزمات الاقتصادية ونحن كدول أعضاء في منظمة شنغهاي، نملك إمكانات هائلة للتعاون في مجالات التجارة، التكنولوجيا، الثقافة، الأمن، والتعليم.
لذلك، ندعو اليوم إلى المزيد من التكامل الإعلامي بين دولنا، عبر التغطية العادلة والمتوازنة، والتبادل الإعلامي، والتقارير المشتركة، وتدريب الكفاءات الصحفية، والتعاون في مجالات النشر الرقمي والتقنيات الحديثة.
وأوضح أنه يجب العمل على صياغة رواية إعلامية جماعية تعبّر عن قيمنا المشتركة وتظهر للعالم حقيقة تطورنا وإنجازات شعوبنا، وعلينا أن نحكي قصصنا نحن، لا أن نترك للآخرين أن يرووها عنا.
إننا نأمل أن يكون هذا المنتدى خطوة جديدة نحو بناء إعلام متعدد الأصوات، منفتح، وذي تأثير، يعزز التفاهم ويقوي جسور التعاون في منطقتنا وخارجها.
وفي الختام، أتوجه بالشكر لكل من ساهم في تنظيم هذا الحدث، وأتمنى لجميع المشاركين النجاح في أعمالهم، ولمنظمة شنغهاي مستقبلًا أكثر إشراقا وازدهارا.
نائب رئيس مجموعة الصين للإعلام:
دعوة لتعزيز التعاون الإعلامي العملي
أكدت نائبة رئيس وكالة شينخوا وتشي تشوشران ونائب رئيس مجموعة الصين للإعلام أن التعاون الإعلامي لا ينبغي أن يظل في إطار التنظير، بل يجب أن يتحول إلى آليات عملية مثل التغطيات المشتركة، والتقارير التبادلية، والتدريب المتبادل بين المؤسسات الصحفية، قائلة: «فلنحول الأفكار إلى صور ومقالات ومشاريع ميدانية تعزز التكامل وتكرس القيم الإنسانية المشتركة».
وأوضحت أن شينخوا بالتعاون مع حكومة شينجيانغ نظمت خلال العام الماضي زيارات ميدانية لصحفيين من أكثر من 500 وسيلة إعلامية، حيث اطلعوا على الواقع التنموي والثقافي في الإقليم، وكتبوا بعد عودتهم مقالات وتحليلات نقلت صورة إيجابية ودقيقة عن المنطقة.
واختمت كلمتها قائلة: إن الصين أشبه بكتاب ضخم، وكل منطقة فيها تشكل فصلا مختلفا يستحق القراءة، دعونا نستخدم الإعلام كجسر للتقارب، ورواية القصة المشتركة، ونقل صوت شعوب منظمة شنغهاي إلى العالم، بما يسهم في بناء مستقبل مزدهر وإنساني للجميع».
مها السولاني: التبادل الثقافي بين السعودية والصين بلغ مرحلة استراتيجية
وفي جلسة حوارية حملت عنوان «أهمية التبادل الثقافي بين الشعوب»، ضمن أعمال المنتدى الإعلامي لمنظمة شنغهاي للتعاون 2025 بمدينة أورومتشي، تحدثت الصحفية مها السولاني من صحيفة الوطن السعودية عن تجربة المملكة في فتح آفاق التبادل الثقافي مع الصين، مشيرة إلى أن هذا التبادل لم يعد مجرد خيار، بل أصبح توجهاً وطنياً مدعوماً من أعلى المستويات.
وأشارت الاستاذة مها السولاني الصحفية بجريدة الوطن السعودية في حوارها مع بقية الزملاء: التبادل الثقافي بين السعودية والصين بلغ مرحلة استراتيجية، واللغة الصينية أصبحت جزءًا من المشهد التعليمي والإعلامي السعودي.
وقالت السولاني: »نحن في المملكة نولي أهمية بالغة لتعزيز التبادل الثقافي، وقد بدأت خطوات ملموسة على هذا الصعيد، أبرزها إدخال اللغة الصينية كلغة أساسية بعد اللغة العربية والإنجليزية، حيث بدأت تظهر في لافتات المطارات والمرافق العامة، باللغات الثلاث: العربية، الإنجليزية، والصينية«.
وأضافت أن هذه المبادرات امتدت إلى قطاع التعليم، قائلة: «اللغة الصينية أُدرجت ضمن مناهج بعض المدارس الأهلية والمعاهد والجامعات، وهناك الآن توجه رسمي من وزارة التعليم لإدخالها إلى المدارس الحكومية. كما اعتمدت بعض المدارس الخاصة اللغة الصينية لغة اختيارية، في خطوة تهدف إلى تهيئة الأجيال القادمة لفهم أعمق لثقافة الشريك الصيني».
وأكدت السولاني أن التبادل الثقافي لا يقتصر على اللغة فقط، بل يتجلى في مبادرات رائدة، من أبرزها جائزة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للتبادل الثقافي، التي تُمنح لأي مشروع يسهم في بناء الجسور الثقافية بين المملكة والصين، سواء في المجالات التعليمية، أو الثقافية، أو الإعلامية، أو حتى الترفيهية. وأوضحت أن هذه الجائزة تهدف إلى دعم المشاريع الثنائية وتعزيز الشراكات التي تعكس القيم المشتركة بين الشعبين.
واختمت بالقول: «كسر حاجز اللغة هو الخطوة الأولى، ولكن التبادل الثقافي الحقيقي يتحقق حين يتحول إلى ممارسات يومية، وتعاون فعلي بين المؤسسات والأفراد. ما نشهده اليوم بين المملكة والصين هو نموذج ملهم لعلاقات ثقافية عابرة للحدود».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك