خبراء يشددون على ضرورة مواجهة المخاطر المدعومة بالذكاء الاصطناعي ضمن بنية تحتية مرنة
في ظل تصاعد التهديدات السيبرانية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، شكلت جلسة «كبار مسؤولي أمن المعلومات” (CISO Circle) ضمن فعاليات معرض ومؤتمر الخليج العالمي لأمن المعلومات «جيسيك جلوبال» منصة محورية لقادة الأمن السيبراني، حيث جمعت أكثر من 200 شخصية من كبار مسؤولي أمن المعلومات على الصعيدين الإقليمي والعالمي، بهدف رسم ملامح الحقبة المقبلة من المرونة السيبرانية، ضمن الحدث الذي أقيم في مركز دبي التجاري العالمي.
انطلقت الجلسة الحوارية لأول مرة في عام 2021، برعاية من شركة هواوي، ونجحت هذا العام في ترسيخ مكانتها حيث شكلت محوراً رئيساً لصياغة استراتيجيات عملية، تجمع بين القطاعين العام والخاص لمواجهة التهديدات المتزايدة.
وأكد الدكتور محمد الكويتي، رئيس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، أن التقدّم التكنولوجي يتطلب أن تكون تدابير الأمن السيبراني أولوية قصوى بالنسبة للمؤسسات، حيث قال: «التكنولوجيا واقع لن يتغير. نحن لا نستطيع إنكار موجة التطورات التي نشهدها، سواءً من خلال الحوسبة الكمية أو الانتشار الواسع للخدمات السحابية أو التأثير المتنامي للذكاء الاصطناعي. وقد أصبح الأمن السيبراني عنصراً أساسياً في كل حل تقني، ولهذا فإن دمجه في كل طبقة من الابتكار لم يعد خياراً، بل هو ضرورة حتمية”.
من جهته، صرّح فيصل عبد العزيز، مدير مركز التهديدات السيبرانية في مركز دبي للأمن الإلكتروني، أن مواجهة مجرمي الإنترنت تتطلب جهداً جماعياً، إلى جانب ضرورة وضع أطر تنظيمية واستراتيجيات واضحة لتعزيز الأمن السيبراني: «علينا أن نتبنّى مبدأ التعاون، فالأمن السيبراني ليس جهداً فردياً، بل هو مسار جماعي يجب أن يشمل القطاعين العام والخاص والشركاء الدوليين، لأننا جميعاً نتحمل المسؤولية. ولا يكفي أن نتبنّى الابتكار فحسب، بل نحتاج إلى حوكمة قوية، وأطر تنظيمية متينة، وسياسات شفافة، بالإضافة إلى دور العنصر البشري في اتخاذ القرار قبل كل شيء، فالتكنولوجيا وحدها لا تكفي. والأهم من ذلك أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مفهوماً مرتبطاً بالمستقبل – بل هو واقعنا الحالي. ونستطيع معاً تشكيل هذا الواقع من أجل مستقبل أكثر أمناً وذكاءً واستدامة”.
ويرى المهندس عبد العزيز النعيمي، رئيس الأمن في هواوي الإمارات، أن هناك خمسة ركائز أساسية يجب أن تتضمنها أي استراتيجية أمن سيبراني فعالة، في ظل توقعات بأن تصل الأضرار الناتجة عن الجرائم السيبرانية إلى نحو 10.5 تريليون دولار أمريكي عالمياً بحلول عام 2025، وهي: بنية انعدام الثقة، الحماية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والمرونة السيبرانية، والتوعية الأمنية، وثقافة وشفافية سلسلة التوريد.
وأوضح قائلاً: «التهديدات السيبرانية في تطوّر مستمر، وعلينا أن نواكب هذا التطوّر. ومن خلال تبنّي مبدأ انعدام الثقة، والاستفادة من الذكاء الاصطناعي، والتركيز على المرونة والتعاون، يمكننا تعزيز ممارسات الأمن السيبراني وخلق بيئات رقمية أكثر أماناً للجميع”.
كما استمع الحضور إلى كلمة جو سوليفان، الرئيس السابق للأمن في شركتي أوبر وميتا، الذي تحدّث حول أهمية القيادة الفعالة في إدارة الأزمات، مشدداً على ضرورة أن «تُوظّف الشركات أشخاصاً لا يصابون بالذعر، ويجيدون التعامل بهدوء في الأزمات، ويتقنون فنون التواصل في أوقات الطوارئ، بالإضافة إلى بناء الثقة بين الفرق متعددة التخصصات قبل حدوث أي أزمة.”
شهدت الدورة الرابعة عشرة من معرض «جيسيك جلوبال» الحدث الأبرز في عالم الأمن السيبراني، تحت شعار «تأمين المستقبل المدعوم بالذكاء الاصطناعي»، تحوّل مركز دبي التجاري العالمي إلى منصة عالمية للأمن السيبراني على مدى ثلاثة أيام من 6 إلى 8 مايو، حيث استضاف الحدث 750 خبيراً من أبرز الأسماء العالمية في مجال الأمن السيبراني، و450 شخصية من كبار مسؤولي أمن المعلومات العالميين ومتخصصين في استشراف المستقبل من أكثر من 160 دولة إلى جانب 25 ألف زائر. كل ذلك ساهم في ترسيخ مكانة دبي كمركز عالمي رائد للأمن السيبراني.
وقد أقيم الحدث بتنظيم من مجلس الأمن السيبراني في دولة الإمارات العربية المتحدة، وبدعم من مركز دبي للأمن الإلكتروني، ووزارة الداخلية، وشرطة دبي.
ويعود معرض جيسيك جلوبال العام المقبل في موقعه الجديد في مركز دبي للمعارض في مدينة إكسبو، من 5 إلى 7 مايو 2026. كما سيتم توسيع جلسة «كبار مسؤولي أمن المعلومات» لتكون جزءاً من فعاليات معرض جيتكس جلوبال، الحدث الأكبر عالمياً في مجالي التكنولوجيا وريادة الأعمال إلى جانب نسختيه في أفريقيا وأوروبا (جيتكس أفريقيا وجيتكس أوروبا).
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك