افتتح مساء أمس السفير الصيني لدى مملكة البحرين السيد ني ريتشي أمسية «مذاق الصين»، حيث سيكون الجمهور مدعوا إلى خوض مغامرة تذوق فريدة من نوعها في عالم المطبخ الصيني، والاحتفال بالذكرى السنوية الأولى لإقامة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومملكة البحرين، بحضور عدد كبير من السفراء ورجال الاعمال.
في افتتاح الأمسية قال السفير الصيني: «بالنيابة عن سفارة جمهورية الصين الشعبية في البحرين، أتقدم بجزيل الشكر والامتنان إلى متحف البحرين الوطني، وشركة هواوي، وCMEC، وTBEA على دعمهم الكبير لهذا الحدث. كما أرحب ترحيباً حاراً بجميع الضيوف الحاضرين معنا هذا المساء والمهتمين بالثقافة الصينية».
وأضاف في كلمته: كما يقول مثل صيني قديم: «الطعام أساس الحياة». فعلى مدى آلاف السنين، لم يكن الطعام مجرد وسيلة للبقاء على قيد الحياة بالنسبة إلى الشعب الصيني، بل أصبح أيضاً حاملاً مهماً للثقافة الصينية، و«أحفورة حية» لحضارة زاخرة امتدت لأكثر من خمسة آلاف عام».
وأوضح السفير ني ريتشي أن توازن النكهات الخمس في المطبخ الصيني يعكس حكمة (الوئام رغم الاختلاف)، كما أن تناول الطعام وفقاً لتغيرات الفصول يجسد فلسفة (وحدة الطبيعة والإنسان). حتى أسماء الأطباق كثيراً ما تحمل معاني مباركة، بحسب قوله.
وتابع قائلا: على مرّ التاريخ، كان الطعام الصيني أداةً فاعلة للتبادل الثقافي من الفلفل على طريق الحرير، إلى شاي (بو إر) على طريق الخيول والشاي، وصولاً إلى البطاطا الحلوة والذرة التي أُدخلت إلى الصين خلال رحلات المستكشف الصيني «تشنغ خه» إلى الغرب، كان تبادل المكونات الغذائية بمثابة فصول ملونة تُكتب في سجل التفاهم المتبادل بين الحضارات.
وفي السياق ذاته، يعدّ طبق المجبوس الوطني في البحرين مثالاً رائعاً على التمازج الثقافي، إذ يجمع بين الطبخ العربي التقليدي وتأثيرات المطبخين الهندي والفارسي، من خلال مزج التوابل والمكونات القادمة من مختلف أنحاء العالم. وقد قدّمت البحرين، من خلال هذا التلاقي، نفسها كمحطة محورية على طريق الحرير البحري، تنبض بالانفتاح والتسامح وروح الأصالة، كما جاء على لسان السفير.
وقال في ختام كلمته: إن الطعام لغة عالمية لا تحتاج إلى ترجمة. وها نحن الليلة، في «مذاق الصين»، لا نحتفي بالنكهات فحسب، بل نفتح فصلاً جديداً من الحوار والتبادل الثقافي بين الصين والبحرين.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك