أكد الأستاذ الدكتور هشام محمود النقيب بجامعة البحرين للتكنولوجيا أن العالم، بما فيه مملكة البحرين يشهد ارتفاعاً متواصلاً في درجات الحرارة نتيجة عدة عوامل، أبرزها الانبعاثات الكربونية الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري مثل النفط والفحم والغاز، والتي تُعد سبباً رئيسياً في ظاهرة الاحتباس الحراري، إلا أن التوسع العمراني السريع، وما يصاحبه من زيادة في إنشاء المباني والطرق على حساب المساحات الخضراء، يمثل عاملاً حاسماً آخر في ارتفاع درجات الحرارة المحلية.
وأضاف أن البحرين شهدت خلال العقدين الأخيرين توسعاً عمرانياً ملحوظاً ونمواً متسارعاً في البنية التحتية، خاصة في الطرق والمباني، ما أثر سلباً على جودة الهواء وزاد من حدة ظاهرة الجزر الحرارية الحضرية. وقد أظهرت الدراسات أن فقدان الغطاء النباتي يفاقم من ارتفاع حرارة المدن، إذ يعمل الغطاء النباتي على استهلاك جزء من الطاقة الشمسية بدلاً من إعادة إشعاعها إلى الجو.
وتابع أنه في مواجهة هذه التحديات، لا بد من الإشارة والاشادة بالمبادرة الوطنية التي أطلقتها صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، قرينة عاهل البلاد المعظم، لزراعة أكثر من خمسين ألف شجرة في مختلف محافظات البحرين تحت شعار «دمتِ خضراء» التي تهدف إلى زيادة المساحات الخضراء، ما يسهم في امتصاص الطاقة الشمسية وتقليل حرارة البيئة الحضرية، بالإضافة إلى تحسين جودة الهواء وتعزيز الوعي البيئي بأهمية التشجير كحل مستدام لمواجهة تداعيات التوسع العمراني السريع.
ودعا إلى تبني تصاميم معمارية وتقنيات بناء تراعي المناخ المحلي، مثل استخدام مواد عاكسة للحرارة وتوفير التهوية الطبيعية وزيادة التشجير، للحد من تأثير المباني والطرق في ارتفاع درجات الحرارة وتحسين جودة الحياة في المدن.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك